عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-13-2013, 02:59 PM
 
الفصل الثانى
حاولت أن تفتح الباب كثيراً ولكنها لم تستطع
فأخذت تصرخ و تضرب الباب لعل أحداً يسمعها
ليديا:"إفتحوا الباب!!!!!"
و لكن لا يوجد أى رد....
رجعت بذاكرتها إلى الوراء،تلك الليله التى كانت تقاوم فيها الرجل الغريب،ويبدو أنها لم تستطع الإفلات منه.
ليديا برعب:"يا إلهى!!ماذا أفعل الآن"
حاولت أن تُهدِأ نفسها فأخذت نفساً عميقاً
و أستلقت على السرير وهى تضع يدها على رأسها
بصوت هامس:"أشعر بصداع فظيع"
لم تستسلم،فنهضت وأعادت محاولاتها فى فتح الباب ولكنها باءت بالفشل
أخذت تتلفت حولها و تدقق فى هذه الغرفه الغريبه
دولاب صغير قديم ولكنه نظيف،
طاوله صغيره فى منتصف الغرفه،ومرآه،و السرير
نظرت إلى نافذة الغرفه المظلمه المغطاه بالستائر فنهضت وفتحتها لعلها تعرف بأى مكان هى،
لتفآجأ بأنها فى بيت كبير يشبه القصر.
كانت حديقته مهمله تماما مما يدل على أنه ظل مهجور لعدة سنوات.
لفت نظرها شجره كبيره فى منتصف الحديقه،فأحست بأنها رأتها فى حلم ما،
أخذت تنظر اليها قليلاً........
ولكنها فسرتها على أنها أحد توهماتها التى لا تنتهى.
أغلقت النافذه وإتجهت الى باب الغرفه مصره على معرفة ما يحدث،وقبل أن تضرب الباب
رأت المقبض يدار فتراجعت إلى الوراء بخوف و أخذت تفكر فيما سيحدث بعد قليل.
فُتح الباب لترى إمرأةً عجوز تحمل فى يدها صينيه عليها طعام فاخر و كوب من القهوه الساخنه.
تبدو هذه الأمرأه فى الستينيات من العمر،مازال وجهها نضرا و الحيويه تشع فيه ولكنها رأت فيه غضباً مكتوماً كأنها إنتهت من جدال عنيف
قالت لها الإمرأه بلهجه جافه:"صباح الخير آنسه سويفت......."
ثم أكملت وهى تضع الصينيه على الطاوله الصغيره:"السيد لورنزو يسلم عليك ويطلب منك إنهاء هذا الفطور"
"حينما تنتهى بدلى ملابسك.
"فى الدولاب كل ما تحتاجينه ثم إهبطى إلى أسفل لأنه ينتظرك"
ثم قالت لها وهى تنوى الخروج:"الباب سيكون مفتوحاً لذلك لا تعيدى تلك الضجه التى إفتعلتها منذ قليل"
شعرت ليديا بالغضب من هذه المرأه الشمطاء التى تعاملها بجفاء
قبل أن تغلق تلك المرأه الباب
ليديا:"إنتظرى"
نظرت إليها المرأه وهى تقف على عتبة الباب منتظره سماع ما ستقوله ليديا
ليديا بغضب :"ما هذه اللعبه الحقيره التى تلعبينها معى؟من أنتى؟ومن السيد لورنزو الذى تتحدثين عنه؟
ثم إستطردت وغضبها يتزايد:"هل تظنوننى دميه تسمع و تطيع بدون أن تتفوه بحرف....
أنا فى مكان لا أعرفه و أنتى دخلتى إلى تلك الغرفه بتلك النظره المحتقره،وأخذتى تأمرينى كأنى طفله صغيره تطلبين منى ببرود ألا أفتعل تلك الضجه.....
ثم أكملت بصوت عالٍ"لقد إختطفتمونى.....ماذا تريدنى أن أفعل"
كتفت ليديا زراعيها وهى تنظر إليها بإصرار"قولى لى حالاً أين أنا؟؟؟و ما الذى يحدث هنا؟؟؟؟"
قالت لها المرأه بعد عدة ثوانى وما زالت نظرة الاحتقار لا تفارقها:"أنتى وقحه يا آنسه ُأُُحذرك أن تتحدثى مع السيد بتلك الطريقه"
ثم أكملت وهى تخرج:"ستعرفين ما تريدينه فى الأسفل"
ثم أغلقت الباب تاركة ليديا غارقه في غضبها.
هى دائماً بارده لا تغضب بسرعه ولكن تلك المرأه المُستفزه وأيضا تلك الظروف جعلتها عصبيه.
فى البدايه قررت ألا تُنفذ ما قالته تلك الشمطاء و لكن فضولها غلبها ففعلت ما طُلب منها.
بعد أن تناولت فطورها أخذت حماماً وإتجهت إلى الدولاب المملوء بالملابس الأنيقه......
كانت كلها تناسب مقاسها تماما و كلها تشكل ثروه
إستغربت أن تكون هذه الملابس قد ُأُشترت من أجلها هى،
إذا كان السيد لورنزو هذا الذى تتحدث عنه تلك المرأه الشمطاء ثريا لهذه الدرجه فلماذا إختطفها.
من المُستحيل أن تكون من أجل فديه وهذا واضح،ربما إختطفها لأجل غرض آخر ويبدو أن هذا الغرض خطير.
إرتدت ليديا فستان أبيض بسيط يزينه من الخصر شريط أسود و الأطراف بنفس اللون
كان الفستان يليق عليها تماما.
فتحت الباب لتجد نفسها فى ممر طويل......
نزلت عى الدرج الذى يؤدى إلى أسفل حيث غرفة الجلوس وفى كل خطوه تزداد ضربات قلبها حتى شعرت أن قلبها سوف يخرج من صدرها.
و قبل أن تنهى الدرج إنتبهت إلى صوت باب قريب يفتح و يغلق فتوقفت وسمعت خطوات تقترب منها.
صدمه شديده إعتلت وجه ليديا حينما رأت وجه إدجر كانتويل.
كان واقفا أسفل السلم و هو ينظر إليها بسخريه
ليديا بصدمه:"أنت!!!"
إدجر بسخريه:"أنا"
عقدت الصدمه لسانها
فهمت ليديا هنا لماذا حضر إدجر تلك الحفله ولكنها إستغربت"لماذا تدعوه تلك المرأه بالسيد لورنزو"
أما هو فوقف بكل برود وهو ينظر إليها
إستجمعت شجاعتها:"أنت هو السيد الحقير الذى كانت تتحدث عنه تلك الشمطاء"
ضحك إدجر بصوت مستفز:"كما قالت لوريت "أنك وقحه وذات لسان سليط""
فكرت ليديا،يبدو أن تلك المرأه الشمطاء هى"لوريت"
نظرت إليه،و يبدو أن التعامل مع هذا الرجل سيكون صعباً
قالت:"لماذا أنا هنا؟؟؟؟"
إدجر:"هل سنتحدث ونحن واقفان هكذا على الدرج؟"
سبقها الى غرفة الجلوس و جلس مسترخيا على مقعد وثير أما هى فمازالت واقفه فى مكانها لم تتحرك
نظر إليها مشيراً الى أحد المقاعد:"ألن تاتى؟؟"
نزلت ما بقى من الدرجات و جلست على مقعد آخر غير الذى أشار عليه
لكنها ندمت على هذا الفعل بعد وقت قليل لأن تلك الحركه أشعرته بأنها طفله
بدأت هى فى الكلام"حسنا...هات ما عندك"
هو:"ليس عندى شيئ"
عدت ليديا حتى عشرة لكى لا تصفعه على وجهه
قالت له:"لا يوجد لدى وقت للمزاح مع فاسق مثلك"
بانت ملامح الغضب فى وجهه ولكنه استطاع ان يزيلها بسرعه
هو:"ومن قال لكى أنى أمزح"
ليديا:"سأعيد السؤال مره اخرى "لماذا أنا هنا"
ثم أكملت وهى تقول باستخفاف"أظن أن تلك التمثيليه التى تقوم بها ليس لها داعى....... أن تختطفى وتأتى بى إلى هنا..... وأنا أصلاً لا أعرفك"
قالت هذه الجمله و بداخلها شعور متناقض بأنها تعرفه
إبتسم إبتسامه غامضه و هو يقول:"أحقا لا تعرفينى؟؟؟"
قبل أن ترد ليديا وقف وأتجه إلى غرفة المكتب وهو يقول
:"انتظرى هنا"
وقفت هى فى وسط غرفة الجلوس لا تدرى ماذا يحدث حولها
مرت خمس دقائق عليها و مازالت فى وضعها هذا حتى خرج من المكتب وهو يغلق الباب وراءه
وفى يده ملف مملوء بالأوراق.
وقف أمامها ثم ناولها الملف
هو:إقرأى هذا...
نظرت ليديا إليه بريبه وهى تأخذ منه الملف و تفتحه
ليديا باستغراب:"هذا توقيع أبى.............ولكن....ما هى المشكله و كيف حصلت على تلك الأوراق"
أخذ الأوراق من يدها قائلاً:"يبدو أنك لا تعلمين عن العاب ويليام الحقيره"
ليديا:"ما الذى تتحدث عنه و كيف آتتك الجرأه لتتحدث عن أبى بتلك الطريقه"
إدجر:"حسنا سوف ُأُبسط لكِ الأمر......."
قال لها و يلوح بالأوراق فى الهواء"إن تلك الأوراق تثبت بعض التزويرات التى قام بها والدك على أحد شركائى"
أخفضت رأسها إلى أسفل وهى تحدث نفسها:"تزويرات لأبى؟لماذا فعل هذا؟"
ثم رفعت وجهها إليه وهى تقول بإصرار:"لا ُأُصدقك......حتى لو فعل أبى هذا ما علاقتك أنت بالموضوع"
قرب ليديا منه جعلها تدقق النظر فى وجهه حتى إجتمعت الصوره فى ذهنها لتفغر فمها فى ذهول
قائلة بصوت خافت إستطاع أن يسمعه:"ديمترى!!!!"
"أنت ديمترى لورنزو!!!!!،نعم تذكرتك"
تراجعت إلى الوراء:"ولكن لماذا..."
قاطعها مكملا سؤالها:"لماذا غيرت أسمى؟"
لم ترد ليديا لأنها أحست من طريقه كلامه بغضبه الشديد
أكمل هو :"حسنا سوف أحكى لكى حكايه صغيره ربما توضح لكى بعض الأمور الغير مفهومه"
"بالتأكيد أنتى تتذكرى ذلك الفتى الصغير ذو الأربعة عشر عاماً الذى كان يحملك وأنتى صغيره"
ضاقت عينيه قليلاً و هو ينظر من النافذه:"كان والدانا صديقين أنشأ شركه صغيره
و أخذا على نفسهما عهداً بأن يعملا ليل نهار حتى تكبر وتصبح من أكبر شركات الإستيراد والتصدير
بصراحه أنفق الأثنان كل أموالهما على تلك الشركه ولكن كان هناك فرق:أن والدك كان مسنود بأموال ُأمك فكانآ يستطيعان تدبير الأحتياجات اللآزمه لكى وللبيت أما أبى فباع كل ما لديه حتى أنه لجأ إلى الدين ليطور مع والدك تلك الشركه متأكداً بأن الشركه سوف تنجح وسيستطيع سداد ديونه
وكما توقع أبى بدأت الشركه تكبر بمرر الوقت وإستطاع أن يسدد ديونه
و لكنه ُأصيب بحادث سير فقد فيه بصره و رقد فى المشفى ثلاته أشهر
هنا إستولى الطمع على والدك فأستغل ضياع بصر أبى و جعله يوقع على أوراق تنازل عن حصته فى الشركه،
موهماً والدى بأنها أوراق لازمه لإتمام بعض الصفقات للشركه و لابد من توقيعه.
و بالفعل وقع أبى،لأنه لم يشك أبداً فى صديق عمره الخائن.
كان أبى فى ذلك الوقت قد أرسلنى إلى جزيرة أمى فى اليونان لتعتنى بى جدتى
حتى أعلن الطبيب بأن صحته مستقره و يستطيع أن يخرج من المشفى
و لكن أبى كان يؤمن دائماً بأن الموت يأتى فى أى وقت مع أن صحته كانت جيده
فأتى بالمحامى وأمره بكتابة وصيته و بالتأكيد سيكون ورثى هو نصيب أبى فى الشركه
و حينما ذهب المحامى لإتمام الأوراق الرسميه تفاجأ بتنازله عن حصته
عندما علم أبى ذلك لم يصدق بل كان متاكداً بأن هناك خطأ ما.
لم يصدق أبداً بأن أبيك سوف يغدر به.
حاول ان يقابله بشتى الطرق ولكن ذلك الحقير كان يتهرب منه
كان أبى لا حول له ولا قوه
الشئ الوحيد الذى أعتمد عليه ليؤمن مستقبلى به هو الشركه
إلتفت إدجر إلى ليديا وهو يقول ببساطه ولكنها تخفى وراءها حزن عميق:"تحسر على جهده وأمواله ثم مات"
.....اكمل:"أما أنا فتولت جدتى تربيتى".
كانت ليديا فى ذلك تستمع إليه وهى تبكى.
لم تصق أبداً أن جشع والدها وصل إلى تلك المرحله.........
أن يثق فيه أحد فيخونه و يسلب جهده بل و يحرم يتيم من حقه
قالت ليديا وهى تبكى :"أنا آسفه"
إدجر بسخريه:"بدون إعتذار...ما الذى فعلتيه"
التفت وهو يضع يديه ففى جيبه:"على كل سألقنه درساً لن ينساه"
ليديا:"ماذا.....؟؟؟؟"
قال و هو يجلس:"سيكون الإنتقام طويلاً حتى يكون له مذاق خاص"
"سأجعله يشرب من نفس الكأس"
قالت ليديا وهى تشعر بالخوف من نبرة الإنتقام التى كانت فى صوته:"ماذا ستفعل؟؟؟"
______________________________

aLaa TareK