السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بسم الله الرحمن الرحيم ~[ الفصل الخامس ]~
غرفة سوداء معتمة ، سرير ابيض كبير توسط الغرفة ، فتاة ترتدي فستان ازرق كتلك الفساتين من العصور الوسطي تجلس علي حافة السرير ، صوت انين ، دموع لامعة علي وجنتي الفتاة ، صوت صراخ من الخارج جعل الفتاة ترتعش ، صوت رقيق اتى من خلف باب الغرفة البني قائلاً " عواش فتحي الباب ، ما راح نجبركِ علي شي ، شوفيه بالاول بعدين احكمي "
ارتفع صوت بكائها قليلاً ورفعت كلتا يداها لتغطي بهما وجهها ، ثم اتي صوت عالي رفيع و غاضب من خلف الابواب ليقول " شوفي يا حلوة ، ما بتغيرين راينا لو تنطبق السما على الأرض ، و لو انتحرتي بناخذ جثتك و بنزوجها له ، فاهمة ؟! ، بعدين ما تبين تعيشين كانسانة محترمة ؟! ، لين متى بتمين خدامة ؟! ، لازم تسوين كذا اذا كنتي تبين تنقذين هالعيلة من الفقر ، ما تبين تنقذين اختك و ابوك ؟! ، ما تبين تنقذي امك ؟! ، طلعي عواش اذا ما تبيني اكسر هالباب و اقتلش ، فاهمة شو يعني اقتلش ؟! "
بدء صوت بكائها يعلو و يتبع بكائها شهقات عالية لا تستطيع كتمها ، وقفت هي بيأس و بدأ بالسير نحو الباب فقاطعها ذلك الصوت الذكوري الخشن عندما قال " ارتاحي عواش ، الولد لما عرف انكِ تفاجأتي ، قال انه ما بيتزوج وحدة بالاجبار ، هو كان كريم و عطاكي مهلة اسبوع ، لين يوم الخميس الياي ، معاش اسبوع تفكرين بعقل ، و مثل ما قالت اختش ما بنجبرش ، لكن اذا مر هالاسبوع و ما سمعنا موافقتش فراح اضطر اجبرش وقتها "
اراحتها و آلمتها و أخافتها تلك الكلمات ، سارت عائدة للسرير ثم ارتمت عليه باستسلام ، هذا غير عادل ، لم تريد يوماً فارساً ذو حصان ابيض ليخطفها ، لحظة ، كان هذا هو كل ما تفكر به ، الفارس الابيض الذي سوف يخطفها و يحميها من تسلط زوجة والدها و من قلة حيلة والدها و من برود اختها ، هل تطلب الكثير ؟! ، لماذا هذا الظلم كله ؟! ، أرادت فقط زوج ، زوج تحبه ، و الان حتي هذة الامنية الوحيدة و الاخيرة استغلوها ، سمعت هي كثيراً عن وسام ، زوجها المستقبلي ، شاباً قوي و ذكي جداً ، حاد الذكاء كما يقولون ، اتفق والد وسام مع والدها علي ان يختار وسام الفتاة الاجمل من بناته و يتزوجها ، كان هذا الشرط الوحيد لدي والد وسام لكي يوافق علي ان يدمج شركاته مع شركات والدها ، كانت فرصة لا تعوض انتهزها والدها شر انتهاز ، اعطي لوسام حق ان يراقب الفتاتان و ان يختار التي تعجبه ، كالجاريات في الماضي ، راقبهما وسام ثم اختارها هي ، كانت اختها لا تساويها جمالاً فقد كانت اختها هي ابنة زوجة ابيها و كانت تشبة امها كثيراً ، بينما هي كانت تشبة والدتها المتوفية ، نفس عيونها الناعسة النيلية و بشرتها التي تميل للسمرة و شعرها البني ، انها تشبه والدتها من الرأس للقدم ، لهذا كان والدها يتساهل معها ، هو من المستحيل ان يرفض هذة الزيجة لكنه علي الاقل يحاول دائماً ان يجعل عائشة سعيدة و لو قليلاً ، انكمشت عائشة بالسرير و هي تضم ركبتيها الي صدرها و تبكي بشدة ، ليس من العدل ان تتزوج الصغيرة اولاً ، ليس بهذا الشكل . " وخري عني "
كانت تقف بغضب امام قطتها السوداء المذعورة و عيناها العسليتان تراقبان القطة بحذر ، وجهها الابيض الصافي اصبح بلون الغضب الاحمر و شعرها البني الذي يصل لركبتيها تناثر حولها بهمجية ، كاد هذا المظهر ان يكون لائقاً بفتاة شريرة من نوع ما لكن افسد الشر ذلك الفستان الاصفر ذو دمية الارنب البارزة رمادية اللون ، كانت تقف امام القطة كما لو كانت تستعد للمطاردة ، و بدون اي إنذار صاحت لكي تركض القطة بذعر و الفتاة الجميلة خلفها يتطاير شعرها بكل مكان مسبباً لها حالة غريبة من انعدام الرؤية ، اختبأت القطة بمكان ما اثناء الركض ، بحثت الجميلة بكل مكان ، لكنها لم تعثر علي قطتها بعد كل هذا التعب ، تربعت هي علي الارض ثم قالت بملل " جينو انتي قطوة لا تحتمل "
اغلقت عينيها و هي تتنهد بملل لكي تسمع صوت مواء [ جينو ] بجوارها فتحت عينها اليمني لترى القطة تمسك بفمها ورقة ما ، ترددت كثيراً قبل ان تسحب الورقة من فم [ جينو ] ثم تبدأ بقرائتها بهدوء ، ابتسمت هي ثم قالت بملل " جينو كم مره المفروض اقول ما تاخذي ورق منه ؟! "
نظرت لها [ جينو ] بإستغراب لكي تقف الفتاة ثم تسير بكسل نحو نافذتها ثم فتحت النافذة و القت تلك الورق و قالت بصياح " ابعد عني "
عادت لقطتها لكي تقول بغضب " اذا شفت رسايل معاك مرة ثانية بسحب منك رخصة الطلعة من البيت ، بحبسك هنا للابد "
لم تفهم القطة شئ بالطبع ، لكن شذي شعرت بالفخر لانها قد تكون انهت شئ الان ، نظرت نظرة سريعة لغرفتها ، سريرها الابيض بمنتصف الغرفة و ملابسها المبعثرة عليه ، خزانتها البنية علي الجانب الايمن و قد احدثت [ جينو ] بعض الخدوش بها ، طاولة و كرسين في الجانب الايسر و مجموعة من الكتب علي الطاولة ، نظرت لقطتها لكي تقول " جينو ، بظنك ممكن هالغرفة تصير مشوهه اكتر من كذا ؟! ، نقطع الستاير ؟! "
تربعت من جديد علي الارض ثم اتت [ جينو ] لكي تجلس علي قدمها فبدأت شذي بتمرير اصابعها علي [ جينو ] بملل حتي قالت بتمتمة " انتي قطوة غريبة جينو ، ......... يمكن لازم اتصل علي البنات "
هزت رأسها بحركة غريبة ثم وقفت و هي تحك ظهرها بملل قائلة " العيشة هنا مملة مرة ، مو جينو ؟! "
امسكت هاتفها ثم بدأت بالتردد ، بمن تتصل ؟! ، ضغطات علي احدا لاسماء من القائمة ثم وضعت الهاتف علي اذنها تنتظر الرد ، ثواني معدودة حتي سمعت صوتاً بشعاً اتياً من الجهه الاخرة يقول بنعاس " مين ؟! "
قالت شذى بتوتر " شروق ؟! "
قالت الاخرة بنعاس من جديد " شروق مين ؟! "
لم تحتمل شذى هذا الصوت المخيف اكثر فقالت بسرعة " اسفة رقم غلط "
ثم اغلقت الخط ، هذا كان مخيفاً ، نظرت شذى لـ [ جينو ] ثم تنفست الصعداء و ضغطات علي رقم اخر اتي صوتاً رقيقاً قائلاً " الو ، مين معي ؟! "
ابتسمت بهدواء و هي تقول " انا شذى "
سمعت صوتاً عالياً يصرخ قائلاً " هاتي اكلمها ، هاتي "
ثم صوت غريب و بالنهاية صوت مجنون قال بحماس " شوذي "
نظرت شذى للهاتف ثم قالت بسرعة و هي تعيده لاذنها " كيفك منونة ؟! ، و وين عُلا ؟! ، مو موبيلها ذا ؟! "
اسئلة ، كل ما قالته كان عبارة عن سؤال من نوع ما ، لم تبالي منة لأسئلتها اطلاقاً بل بدأت بالتحدث بحماس بشأن انها الان بسيارة [ ليموزين ] مع مريم و عُلا و الاء و ان لدي مريم اخ وسيم لديه [ غمازات ] و انها تناولت ايس كريم بارد بالمطار جمد لها عقلها و ..... الكثير ، كانت قد مرت 15 دقيقة علي اتصال شذى بعُلا و طوال الـ 15 دقيقة كانت منة تتحدث بدون توقف عن كل ما حدث اليوم بينما شذي تستمع لها بانصات غير مبالية بتلك الاصوات الصادرة من خارج شرفتها ، بعد مدة ليست بطويلة ازدادت الضجة فقالت لمنة بهدوء " منة شوفي شوي و بتصل عليكي ، باخذ اي دوا صداع و ارجع لك، مع السلامة "
ثم اغلقت الخط بعد ان سمعت ضحكات منة و صوت الفتيات يودعنها ، توجهت نحو تلك الشرفة لكي تفتحها بسرعة ثم نظرت من خلالها لتراه من جديد ، شاباً نحيل ذو عينان رماديتان تنظران لها بثبات مختبئتان نوعاً ما خلف نظارته الطبية و يرتدي بنظال اسود و [ تي شيرت ] ابيض باكمام طويلة رفعها لكي تصل لمنتصف يده و قبعة سوداء خبأت قليلاً من خصلاته المتناثرة ، نظرت له بانزعاج ثم دخلت لكي تفتح خزانتها ، اخذت حجاباً اسود اللون ارتدته بسرعة ليغطي شعرها و يديها ثم عادت لتقف بالشرفة و قالت بغضب " نعم وش تبي الحين ؟! "
قال هو بانزعاج " تكلمي حلو معاي ، ثم ان بيتي نظيف ، ما احب حد يخربه لي باوراقه "
اوراقه ؟! ، اليست هذة اوراقـ ...! .... تباً له ، قالت هي مدعية الاحترام " اسفة انزين ، هذي ان شاء الله اخر مره ارمي فيها اوراقي على ارض حضرتك النظيفة "
ثم اردفت و هي تقف متكتفة اليدين " شي ثاني ؟! "
ابتسم هو بسخرية ثم قال ببرود " لا ، او انتظري ، انا اليوم بروح لعند حفلة حلوة قريبة من هون ، تحبي تجيبن ؟! "
قالت هي بانزعاج " اولاً انت تدري حلو انا شو نوع الحفلات اللي بروحها ، و انت شو نوع الحفلات اللي بتروحها ، ثم اني مو فاضية اليوم عشان اضيع وقتي معك انت و ربعك الـ..... المحترمين "
قالت اخر كلماتها بنبرة ساخرة جلعته يخلع تلك القبعة السوداء التي كانت تغطي خصلات شعره المتناثرة ثم قال بغضب " بتجين اليوم غصبن عنك "
قالت هي ببرود اعصاب غير مبالية بانفجاره " ما بروح اليوم ، و انت مو بيدك تسوي اي شي ، لاني مو واحدة من صديقاتك راح تتأمر عليها و تنفذ ، ارجوك افهم الفرق بيني و بينهم "
دخلت هي بدون ان تسمع حتي ما سيقول فقد كان من الواضح انه كان سينفعل و يبدأ بقول اشياء هي في غني تام عن سماعها .
رمشة ، رمشة ، اغماض ، رمشة ، رمشة ، فتحت عيناها السوداوتين بنعاس لكي تنظر امامها ، لماذا استيقظت الآن ؟! ، " بكرهكِ شذى " ، قالت هذة الكلمات بعقلها ، كانت تشعر بالكسل حتي وصلت لدرجة عدم القدرة علي تحريك فمها ، لكنها عادت لكي تقول بعقلها من جديد " لا بحبكِ ، بس ما تستغلي حبي " ، بدأت بالجلوس علي السرير و هي ترمش بعينيها كثيراً ، كانت هذة اول خطوات استيقاظها ، لم تكد تدخل بالخطوة التالية حتي سمعت صوت صراخ من الخارج ، اطفال من جديد ، وقفت علي قدميها لكي تحرك رأسها بملل ثم تقف و تبدأ بالسير نحو حمامها [ اكرمكم الله ] ، نصف ساعة كاملة ، كانت بحاجة لنصف ساعة لكي تأخذ حماماً سريعاً و ترتدي بنطال قماشي بني و كنزة برتقالية اللون ثم اخذت تلك القبعة الصوفية برتقالية اللون لكي ترتديها و هي تحرر بعض من خصلاتها الامامية و تتركهن ينسدلن علي وجهها ، نظرت للمرآة لكي تبتسم بسرعة ، قالت و هي تخرج من غرفتها " يالا ، الحين لازم ندور شي ناكله "
بدأت بالتجول بداخل شقتها المتواضعة تبحث عن حقيبتها ، وجدت بالنهاية الحقيبة خلف اريكتها الحمراء ، سحبت الحقيبة ثم جلست علي اريكتها لكي تنظر للتلفاز ثم للطاولة الخشبية التي تفصل بينهما ، كادت ان تمسك جهاز التحكم لتشغيل التلفاز لكنها وقفت بحركة سريعة و بدأت بالسير نحو باب شقتها ، خرجت من شقتها ثم ابتسمت و هي ترى الطريق فارغاً لا اشخاص به ، ليس الكثير علي الاقل ، بدأت بالسير بخطوات هادئة و بعد فترة من السير وصلت لمتجر لبيع الاطعمة ، كان متجراً متوسطاً غير فخم يتماشي مع المكان المحيط له ، دخلت هي الي المتجر لتجد بعض من الزبائن قد اتو مسبقاً تجولت بعينيها لترى تلك الفتاة الواقفة خلف احدا الطاولات و التي ترتدي الزي الرسمي للمتجر تنظر لها بغضب شديد لكنها لم تستطيع اطالة النظر لها فقد اتت لها سيدة عجوز و بدأت الفتاة بالعمل ، سارت هي بسرعة حتي وصلت إلي غرفة ما بها العديد من الخزائن الحديدية بدأت بالسير في الغرفة حتي وصلت الي احدا الخزائن ثم اخرجت من حقيبتها مفتاحاً و فتحت الخزانة ثم اخرجت ذلك القميص الابيض ذو الاكمام الطويلة و السترة السوداء التي بدون اكمام ، بدأت بالتفتيش قليلاً حتي سحبت بنطالاً اسود اللون طويل ، دخلت بعدها الي غرفة أخرى و بدلت ملابسها ثم خرجت لكي تضع ملابسها و حقيبتها بداخل الخزانة ، اغلقت الخزانة و وصعت المفتاح بجيب بنطالها ، اسرعت بالخروج من الغرفة لكي تتوجه نحو احدا الطاولات التي تقف خلفها تلك الفتاة ، ابتسمت للفتاة لكن الفتاة نظرت لها بانزعاج ، قالت الفتاة بغضب مكتوم و هي تذهب " شروق اخر مره تيجي متأخرة مفهوم ؟! "
قالت [ شروق ] بسرعة " مفهوم "
و بدأت شروق بالعمل " الممل " كان عليها البحث عن طريقة لتستطيع ان تعيش كما تريد ، فمنذ ان بدأت بالسكن مع صديقاتها و هي تنفق من مالها الخاص ، مضت تقريباً نصف ساعة فقط من العمل ، جائت احدا الفتيات العاملات معها بالمتجر لكي تقف امام شروق ثم قالت لها بخبث " شروء بتعرفي ؟! ، في بنت راحت حكت مع إيهاب اليوم "
نظرت لها شروق ثم قالت بملل " اها "
نظرت لها الفتاة بغضب و قالت بعدها بنبرة ساخرة " انا بعرف انك ما بدك تعرفي شو ئالت له "
اومأت شروق لكي تبتعد الفتاة و هي تقول بخبث " بحبك إيهاب "
نظرت شروق للفتاة بصدمة لكي تلتفت الفتاة لها ثم قالت بخبث " اه ، هي اعترفت اله انها بتحبه "
لم تهتم شروق لمن او كيف او لماذا اعترفت ، لكن تلك الفتاة كانت صديقة شروق و هي تعرف بانها فتاة جيدة حسنة الخلق ، ذلك الشيطان الذي يجعل الفتيات يقعن في حبه واحدة تلو الاخرة ، هو و شقيقه الغبي الاخر الذي لا قيمة له ، عاودت شروق النظر للرجل الواقف امامها ثم عادت للعمل . شكراً للقراءة (:
بتمني يكون عجبكم >.> ملحوظة : [ سوف يتم انزال فصل كل يوم اثنين و خميس من كل اسبوع ]
التعديل الأخير تم بواسطة المهندسة منة الله ; 07-18-2013 الساعة 07:45 PM |