عرض مشاركة واحدة
  #3168  
قديم 07-20-2013, 01:58 AM
 
[ بَيْنَ النَّصَحِيَّةِ وَالتَّأْنِيبَ ! ]


النصيحة
:
إحسانٌ إلى من تنصحه بصورة الرحمة له, والشفقة عليه, والغيرة له وعليه ,فهو إحسانٌ محضٌ يَصدرُ عن رحمةٍ ورقةٍ , ومراد الناصحِ بها وجه الله ورضاه , والإحسانُ إلى خلقه ؛ فيتلطّفً في بذلها غايةَ التلطُّفِ ,ويحتملً أذى المنصوحِ ولائمته , ويعامله معاملةَ الطبيبِ العالمِ المُشفقِ المريض المُشبَعِ مرضاً ؛ وهو يحتمل سوءَ خُلقه وشراسته ونفرته ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح ! .
وأما المؤنب
:
فهو رجلٌ قصده التعيير والإهانة ,وذم من أنّبه وشتمه !في صورةِ النصحِ , فهو يقول له: يا فاعلَ كذا وكذا !يا مستحقَ الذم والإهانة ؛ في صورةِ ناصحٍ مشفقٍ ! وعلامةُ هذا أن لو رأى من يحبه ويحسن إليه على مثل عمل هذا أو شرٍ منه لم يعرض له , ولم يقل له شيئاً! ويطلب له وجوه المعاذير , فإن غُلِبَ قال: وإنى ضُمِنت له العصمة ! ؛ والإنسانُ عرضةً للخطأِ ! ؛ ومحاسنه أكثر من مساويه , والله غفور رحيم !ونحو ذلك .. فيا عجباً ! كيف كان هذا لمن يحبه دون من يبغضه ؟ وكيف كان ذلك منك التأنيب في صورة النصح ,وحظ هذا منك رجاء العفو والمغفرة وطلب وجوه المعاذير ؟!



* ومن الفروق بين الناصح والمؤنب
:
أن الناصِحَ لا يعاديكَ إذا لم تقبل نصيحته! وقال قد وقع أجري على الله ! قبلتَ أو لم تقبل , ويدعو لك بظهر الغيبِ ,ولا يذكر عيوبك ولا يبينها في الناس والمؤنب بضّدِ ذلك .!



[ ابن القيم - الروح 257 ]
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس