[ وَاجِبُ المَرءِ اِتِّجَاه دِينه ]
[
وكلما كان - العبدُ - أفقه في دينِ اللهِ ,كانَ شُهوده للواجبِ عليه أتمَّ ! وشُهوده لتقصيره أعظَمُ ! وليسَ الدينُ بمجردِ تركِ المُحرماتِ الظاهرةِ ! , بل بالقيامُ مع ذلك بالأوامرِ المحبوبةِ للهِ ! , وأكثرُ الديّانين لا يعبأون منها الا بما شاركهم فيه عموم الناس , وأما الجهادُ والأمرُ بالمعروفِ والنُهي عن المنكرِ والنصيحةُ لله ورسوله وعباده ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه فهذه الواجبات لا تَخطُرُ ببالهم ؛ فضلاً عن أن يريدوا فِعلها وفضلاً عن أن يفعلوها !! . وأقلُ الناسِ ديناً وأمقَتُهم إلى الله من تَرَكَ هذه الواجباتِ وإن زَهَدَ في الدُنيا جميعها !وقلّ أن ترى منهم مِنْ يُحَمّرُ وَجْهُهُ ويُمعّرِه لِلِهُ !؛ ويَغضبُ لحرماته ويبذل عِرضه في نُصرةِ دِينه !. وأصحابُ الكبائرِ أحسنُ حالاً عِندَ اللهِ مِن هؤلاءِ ![1] وقد ذَكر أبو عمر وغيره أن الله تعالى أمر ملكاً من الملائكة أن يخسف بقريه فقال: يا ربّ ان فيهم فلاناً العابدُ الزاهدُ ! قال : به فابدأ وأسمعني صوته انه لم يتمعر وجهه في يوم قط ![2]
]
[1] سبب تفضيله على العالم -والعلم عند الله -ان بصلاح العالِم صلاح العَالم, ولا يكون الا بالامر والنهي والبيان , فبتقصيره وتهاونه في بعض الامر ما يلبس به على العامة من التهاون في حدود الله وان الامر هيّن , فيهون عليهم الدين والعلم !, وقد قال بعض السلف ويل للجاهل مرة , وويل للعالم سبع مرات.
[2] اسناده ضعيف .
[ابن القيم -عدة الصابرين]