عرض مشاركة واحدة
  #9769  
قديم 07-20-2013, 02:04 AM
 
[اقتضاء الصراط المستقيم ومخالفة أصحاب الجحيم ]




[
قد بعث الله عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه و سلم بالحكمة التي هي سنته ؛ وهي الشِرعة والمِنهاج الذي شرعه له !
فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين ! , وأمر بمخالفتهم في الهديِ الظاهرِ , وإن لم يظهر لكثيرٍ من الخلقِ في ذلك مفسدة !
لأمور منها


:
أن المشاركة في الهديِ الظاهرِ تورثُ تناسُباً وتشاكلاً بين المتشابهين !
يَقودُ إلى الموافقةِ في الأخلاقِ والأعمالِ !, وهذا أمرٌ محسوس , فإنّ اللابسَ لثيابِ أهلِ العلمِ مثلاً , يَجدُ من نفسه نوعَ انضمامٍ إليهم ! , واللابسُ لثيابِ الجُندِ المقاتلةِ مثلاً , يَجِدُ في نفسه نوع تخلقٍ بأخلاقهم ! , ويصير طبعه مقتضياً لذلك إلا أن يمنعه من ذلك مانع . !
ومنها


:
أن المخالفة في الهديِّ الظاهرِ تُوجِبُ مباينةً و مفارقةً ؛ توجبُ الانقطاعَ عن موجبات الغضبِ , وأسبابِ الضلالِ , والانعطافِ إلى أهل الهُدى والرضوانِ , وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين , وأعدائه الخاسرين !
وكلما كان القلبُ أتمَّ حياةً وأعرفَ بالإسلامِ الذي هو الإسلام
-
لست أعني مجرد التوسم به ظاهراً أو باطناً, بمجرد الاعتقادات التقليدية من حيث الجملة
-
كان إحساسه بمفارقةِ اليهودِ والنصارى باطناً و ظاهراً أتم ! , وبعده عن أخلاقِهم الموجودة في بعض المسلمين أشدُّ ! .
ومنها


:
أن مشاركتهم في الهديّ الظاهرِ , توجب الاختلاط الظاهر !, حتى يرتفع التمييز ظاهراً بين المهديين المرضيين , وبين المغضوب عليهم والضالين إلى غير ذلك من الأسباب الحكمية . !
هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحاً محضاً , لو تجرد عن مشابهتهم , فأما إن كان من موجبات كفرهم فإنه يكون شعبةً من شعبِ الكفرِ ! فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع ضلالهم ومعاصيهم , فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له والله أعلم
]





[ ابن تيمية-اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة اصحاب الجحيم ]


__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس