قلب وحيد بين رمال الأحزان part 5
دخل قارا إلى منزله وهو شارد الذهن يفكر بما حصل له وكيف كانت نظرات الشك والإتهام تلاحقه من المارة والشينوبي الذين كانوا يحاصرونه تلك النظرات المليئة بالكره والحقد ..لم يصدقه أحد ولن يصدقوه أبداً.. فهو أيضاً قتل من قبل عدداً من الناس في القرية ومهما قال لهم فلن يصدقوا وحشاً مثله ..هكذا ينظرون له ..إنه مجرد مصدر لتهديد حياتهم فكيف سيقفون إلى جانبه في هذا الوقت بالذات بعد كل الخوف والكره الذي يكنونه له ..
كان قارا حزيناً جداً حتى أنه لم ينتبه للسكون والصمت الذي يعم المنزل بسبب إختفاء الجميع ..فكنكرو وتيماري خرجا من المنزل بحثاً عن ريكا .. ريكا نفسها لاأثر لها في أرجاء المنزل وخاله ياشامرو برفقة والده في إجتماع آخر لايعرف عما يدور فيه هذه المرة رغم أنه شعر بإن لهذا الأجتماع علاقة به بشكل ما ..
فقارا مازال صغيراً ولايفهم في تلك الأمور ..ولكنه بطريقة ما شعر بإن والده يخطط لأمر ما منذ تلك اللحظة التي نظر فيها بغضب نحو إبنه الصغير ..
لم يشعر قارا بحنان وحب والده ..لقد أراد أن يشعر بالحب ..نعم تلك الكلمة التي أراد بشدة معرفة معناها الحقيقي ..
فلاحت له ذكرى تلك اللحظات التي كان فيها يائساً من الحياة بعد أن جاء إلى المنزل في يوم من الأيام ..لقد أراد أن يختبر الشعور بالألم فحدث ماحدث بعدها ..
فلاش بااك ..
دخل قارا الطفل الصغير ذو السبعة أعوام إلى المنزل وهو حزين جداً ويحمل دميته الدب صديقه الوحيد بين ذراعيه .. بعد أن رفض مجموعة من الأطفال كالعادة أن يلعبوا معه .. ونعتوه بالوحش فلم يحتمل ماقالوه له وحاول أن يقتل أحدهم بالرمل لكن خاله ياشامارو أوقفه وتلقى الجراح بدلاً عن أولئك الأطفال ..
كان يتذكر مافعله خاله ياشامرو ولماذا فعل ذلك ؟..أسئلة كثيرة تدور في عقله الصغير بحثاً عن إجابة ..إجابة تشفي ألمه الذي يشعر به في قلبه .. لم يكن قارا وقتها يعي مايفعله فبسبب الحزن الشديد واليأس الذي تملكه.. فدخل إلى المطبخ وهناك أمسك بسكينة وهم بمحاولة طعن نفسه في ذراعه لكن دفاع الرمل حول جسده تدخل وحماه بطريقة ما ..فحاول مرة أخرى لكن بدون فائدة ففي كل مرة يتدخل الرمل ليمنعه من قتل نفسه ..
فأسقط السكينة على الأرض وجلس وهو حزين والدموع تتساقط من عينيه الصغيرتين ..وقال وهو يبكي :
- لايمكنني أن أقتل نفسي لأرتاح ..ولا يمكنني أن أمنع نفسي من قتل الناس بسبب هذا الوحش .. ماهذه المعاناة ؟ ماذا يمكنني أن أفعل حتى أرتاح من هذه الحياة القاسية .
فدخل ياشامرو إلى المطبخ ووجد قارا وبجانبه السكينة فأسرع نحوه وأخذها وقال بقلق :
- ياإلهي ..قارا ساما ..ماالذي كنت تنوي فعله ؟..لاتقترب ثانية من هذه الأشياء الحادة إنها خطر عليك .
صمت قارا بعد أن مسح دموعه وقال بيأس وهو يمسك قلبه من شدة الحزن :
- خالي ياشامارو ..قل لي ..لماذا أشعر بألم في هذا المكان بالرغم من إنه لاينزف دماً لكنه يؤلمني كثيراً ..
فهم ياشامارو كلام قارا ..ثم أمسك بالسكينة وقال :
- أنظر هنا ياقارا ..
فجرح إصبعه بواسطة السكينة جرحاً بسيطاً فخرج الدم منه وقارا ينظر بقلق وخوف نحو خاله ياشامرو ..
ثم أردف ياشامارو قائلاً :
- عندما نجرح فإننا نتألم لكن هذا الألم قد يزول ماإذا وضعنا مرهماً أو علاجاً له حتى يلتئم ويختفي هذا الجرح ..
لكن ماتشعر به في قلبك ياقارا ساما هو ألم من نوع آخر إنه جرح القلب الذي يصعب شفائه مع الأيام ..
وعلاجه الوحيد هو بالحب ..
قارا بلهفة :
- وكف نحصل على هذا الحب ؟
ياشامارو وهو ينظر لصورة كارورا على رف المنضدة :
- لقد حصلت عليه بالفعل قارا ساما ..إنه الحب والحماية التي منحتها لك أمك حتى بعد موتها مازال الرمل يتحرك للدفاع عنك هذا ماأعتقده ..فالقوة التي تحميك ليست من شيكاكو فقط فهي من القوة التي تستمدها من حب أمك لك .
توجه نظر قارا نحو صورة والدته كارورا وهو يفكر فقد بدأ يستوعب ماقاله له خاله ياشامارو ثم أبتسم لأول مرة وقال:
- شكراً لك ياخالي ياشامارو .. أظنني فهمت الآن ماهو الحب ..
ياشامرو بإبتسامة :
- على الرحب قارا ساما .. أنا موجود لخدمتك والإهتمام بك فلاتتردد بسؤالي عن أي شيء تريده .
نهاية الفلاش بااك ..
عندما تذكر قارا خاله ياشامارو تبدلت ملامحه اليائسة الحزينة إلى ملامح متفائلة وسعيدة فقال في همس :
- لست وحيداً فخالي ياشامارو يحبني ووالدتي الراحلة فمهما كانت قسوة الناس في القرية فأنا لدي على الأقل شخص يهتم لأمري ويحبني .
ثم تذكر ريكا وإبتسامتها الطفولية العذبة وكيف كانت تعامله بلطف وإحترام مختلف عن الآخرين ..
ثم أردف قائلاً :
- وريكا أيضاً أول صديقة لي ..نعم لايمكنني أن أنساها فهي وخالي ياشامارو الوحيدين الذين يهتمون لأمري ..
أنتبه قارا إلى باب غرفة ريكا المفتوح فدخل ولم يجدها هناك وبحث في كل مكان فشعر بإن هناك شيئاً قد حدث بالمنزل في غيابه فحتى كنكرو وتيماري ليسا موجودين بغرفتيهما .
قارا بقلق :
- أين أختفى الجميع ؟ أشعر بإن أمراً ما قد حدث لهم في غيابي يجب أن أبحث عنها فربما لتلك العصابة دخل بإختفاء الجميع ..
عندما تذكر قارا تلك العصابة تذكر أكيتو ونظراته المتوحشة وتهديده له ..
فشد قارا على قبضته وقال بحزم :
- لن أسمح له ولعصابته بإن يؤذوا صديقتي ريكا ..أبداً .
وخرج قارا من المنزل للبحث عن ريكا وشقيقيه كنكرو وتيماري .
في مكان آخر وبالتحديد في مقر إجتماع مجلس القرية ..
كان تاكو الكازيكاجي الرابع غارقاً بالتفكير بمصير قريته عندما هم أحدهم بالحديث لافتاً إنتباهه فقال :
- كازيكاجي ساما ..نحن بحاجة لنعرف ردك بالموضوع الخاص بتلك الفتاة ريكا ..فنحن لم نجد أثراً لأهلها أو قبيلتها أو أي شيء يوصلنا لمعرفة هويتها الحقيقية ..
كما أن الشينوبي المتخصصون في الإحساس بأنواع التشاكرا قد أشتبهوا في تلك الطاقة المنبعثة من جسدها .. فقد تبين لنا أن طاقتها تشبه الوحش السانبي ذو الأذيل الثلاثة .. وحش قرية الضباب ..المعروف بـ(إيسوبو)..الذي هرب من جسد مستضيفه بعد أن فشلوا في السيطرة على قوته ..إنها حالة غريبة لم تحصل من قبل ..لكن قد تكون في جسدها جزء من التشاكرا الخاصة به وليس الوحش نفسه ..لا أعرف كف حصلت عليها ولكن بطريقة ما ربما تم ختم جزء من تشاكرا الوحش بها .. ونحن بصدد المزيد من التحقيقات بشأنها .
الكازيكاجي ببرود :
- والمطلوب مني الآن ؟.
كبير مجلس قرية السونا :
- المطلوب منك كازيكاجي ساما أن تحجز تلك الفتاة في مكان مخفي عن أهل القرية فقد تؤذي حياتهم إذا أطلقت تلك القوة ولم تستطع السيطرة عليها كما حدث مع إبنك الصغير قارا .. فتلك الفتاة تملك نوعين من الطاقة الغريبة .
الكازيكاجي :
- حتى الآن لم يظهر من الفتاة الغريبة مايهدد القرية .. لكني سأتوخى الحذر بشأنها وإذا رأيت شيئاً مشتبهاً بها فسوف أتصرف بنفسي معها .. أما عن إبني قارا فأتركوا أمره لي هذه المرة سأكون حازماً وسأوقف الهجمات المتكررة على أهل القرية أعدكم بإنني سأضع حداً لما يحدث هذه الليلة ..
ثم ألتفت نحو ياشامرو وقال له :
- تعال معي ياياشامرو أرد مناقشتك بأمر ما ..
ياشامارو :
- حاضر كازيكاجي ساما ..ولكن هناك شيء أريد أن أخبرك به
بشأن الفتاة الصغيرة ريكا ..لقد قالت لي بإن العصابة التي تطاردها هي عصابة تسمى بمطر الدماء ..فهل تعرفها ياسيدي الكازيكاجي ؟
صمت الكازياكاجي لفترة ثم قال :
- تلك العصابة سمعت الكثير من جرائم القتل التي تسببوا فيها للأبرياء .لقد نشأت عصابتهم في قرية المطر لكنهم أنتقلوا منها حسب المعلومات التي عرفتها عنهم ...أعتقد بإنهم يحتاجون قوة تلك الفتاة فهم دائموا البحث عن قوى جديدة ومختلفة ..ولا أحد يعرف مخبأهم السري فهم يتنقلون دائماً
وصعب العثور عليهم ..فهم مطاردون من جميع القرى ومطلوبون كمجرمين من الدرجة الأولى ..قد تصنف خطورتهم مثل الأكاتسكي .. أعتقد أن ريكا هي الوحيدة التي ستساعدنا للعثور عليهم فهم يريدونها بشدة .. سنتناقش بهذا الموضوع لاحقاً ..حالياً أريد منك أن تتبعني لمكتبي ياياشامرو في موضوع مهم ..
هز ياشامرو رأسه موافقاً :
- حاضر ياسيدي الكازيكاجي أنا تحت أمرك ..
غادر الكازيكاجي مقر الإجتماع برفقة ياشامارو ودخل إلى مكتبه وهو يتجه بهدوء نحو مكتبه ..
فوقف عند نافذة مكتبه وهو يتأمل القرية تحت ضوء القمر..
عم الصمت بينهما لمدة ثم قال بجدية :
- ياشامارو أريد منك أن تسدي لي خدمة .. ماسأطلبه منك قد يكون صعباًعليك ولكنك الوحيد الذي أثق به ومساعدي ويدي اليمنى ..فهل ستلبي لي هذا الطلب وتؤدي هذه المهمة التي سأطلبها منك ؟.
أحتار ياشامارو ولم يفهم ماالذي يريده الكازيكاجي بالضبط لكنه قال :
- حاضر ياسيدي الكازيكاجي ..أنا تحت أمرك في أي وقت ولكن ماهي هذه المهمة ؟.
صمت الكازيكاجي لبرهة ثم قال :
- أريد منك أن توقف إبني قارا عند حده .. وأريد منك أن تحدثه عن والدته وتقول له بإنها لم تحبه قط .. بل أسمته بذلك الإسم إنتقاماً من أهل القرية وكرهاً لهم ..أريدك ان تحرض عواطفه بشكل أكبر ..لكي أرى ردة فعل شيكاكو .. وبعدها سأقرر إذا كنت سأبقي على حياته أم سأقتله ..
أنصدم ياشامارو من كلمات الكازيكاجي الباردة ..كيف يقول أب عن إبنه مثل هذا الكلام ..مهما كان قارا مصدر رعب للقرية فهو إبنه ..كيف يتجاهل هذه الحقيقة ..هل تبلدت أحاسيسه الأبوية لهذه الدرجة ؟ حتى أنه يستعمل إبنه كأضحية لتجاربه ..
كان ياشامرو في صراع في أفكاره فهو يفكر بأخته وهو حزين ..نعم إنه لم يحب قارا يوماً من الأيام ..لقد كان يحقد عليه بسبب ماحصل لأخته كارورا ..ورغم هذا كان يحاول كل يوم أن ينسى ماحصل لها ويعامل قارا بلطف ..كان يحاول أن يحبه ولكن بلاجدوى ..فجراح قلبه لم تشفى بعد ..
لاحظ الكازيكاجي تجهم ملامح ياشامارو فقال :
- لاداعي للتفكير ياياشامرو ..لقد قلت بإنك ستؤدي هذه المهمة من أجلي صحيح ؟ ماأفعله من أجل القرية تذكر ذلك جيداً فأنا الكازيكاجي ومسؤوليتي الحفاظ على أرواح الناس في قريتي .
رفع ياشامرو رأسه وهو ينظر بجدية فقال :
- حاضر سيدي .. سأنفذ المهمة من أجلك ومن أجل القرية سأفعل ماقلته لي تماماً .
في مكان آخر حيث تجاوزت ريكا بوابة قرية الرمل..كانت ملامح الحزن واليأس على وجهها فكلما تذكرت كلمات تيماري الجارحة تألمت أكثر وتذكرت ماكان الآخرين يعاملونها به .. لقد كانوا دائماً يطردونها ويعاملونها بإحتقار .لكنها تذكرت قارا ووجهه الطفولي وكيف كان يبدوا وحيداً. فتنظر بحزن إلى القمر وتقول بهمس :
- آسفة ياصديقي قارا ..يبدوا أنني لن أراك ثانية ..أعلم بإنك ستتألم لفراقي لكن هذا قدري أن أعيش مشردة ووحيدة وبعيدة عن من أحبهم ...
فبكت وتساقطت دموعها من عينيها الصغيرتين على رمال الصحراء ..
وبينما كانت تائهة في عالم ذكرياتها الحزينة أو ماتتذكره من حياتها الأشبه بلغز محير بالنسبة لها .. لغز لم تجد له إجابة حتى الآن ..فجأة شعرت بشخص خلفها فتوقفت وألتفتت لتعرف من هو هذا الشخص فأتسعت عيناها من شدة الدهشة .
من هو الشخص الذي لفت إنتباه ريكا ؟
ماهو أفضل مقطع لكم ؟ |
__________________ ((لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين))
..
"لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم" |