وأنه أحد المبشرين بالجنه
إن للصديق منزلة خاصة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أسمى فضائله إختياره بصحبته في الهجرة ..
إن الله أعلم حيث يجعل لنبيه الرفيق الجليل المصاحب له في هجرته .
فحينما أذن الله للمسلمين بالهجرة الى المدينة فهاجر من هاجر , حتى اللذين كانوا قد هاجروا الحبشة
شدّوا رحالهم وهاجروا الى المددينة ..
فتجهز أبو بكر للهجرة , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { على رِسلِك فإني أرجو أن يؤذَن لي }
فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصحبه .
فجهز راحلتين إحداهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر قائلآ : { فإني قد اُذنَ لي بالخروج }
قال أبو بكر : الصحابة بأبي أنت . قال : نعم
وهكذا تم إختيار الله لنبيه أفضل الرجال مؤيدا بآيات في كتابه الكريم .
وهذه مفخرة وفضيلة ومنزلة عظيمة للصديق عند رب العالمين وعند رسوله الكريم لا يوازيه أحد هذه المنزلة .
ومن فضائله أيضا سِبقه إلى الخير . فعن أبي الدرداء رضي الله عنه يقول : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم
إذ أقبل أبو بكر , آخذٍ بطرف ثوبه , حتى أبدى عن ركبتيه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { أما صاحبكم فق غامر }
-غاضب- فسلم وقال : إني كان بيني وبين إبن الخطاب شيءُ , فأسرعت إليه ثم ندمت , فسألته أن
يغفر لي فأبى فأقبلت إليك . فقال : { يغفر الله لك يا أبا بكر } ثلاثا .
ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فلم يجده فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم . فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم
يَتَمعّر , حتى أشفق أبو بكر . فجثا على ركبته فقال : ( يا رسول الله أكنت أظلم ) مرتين . فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : { إن الله قد بعثني إليكم فقلتم كذبت , وقال أبو بكر صدق , وواساني بنفسه وماله , فهل
أنتم تاركوا لي صاحبي } فما أوذي بعدها في حياة الرسول صل الله عليه وسلم