السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بسم الله الرحمن الرحيم
~[ الفصل السادس ]~
كانت تلك الجميلة جالسة على ذلك الكرسي تضع ساقها اليمنى فوق اليسرى و تهزها بملل ، نظرت لليمين ثم لليسار، اطلقت بعدها تنهيدة ملل ، فنظر لها الشاب الجالس خلف المكتب بعيناه البنيتان المرتبكتان و هما تنظران لها ، نظرت هي له بغرور ، ثم رفعت حاجبها الايمن متسائلة ، لكنه نظر للأسفل بتوتر و ظل الوضع هكذا لمدة ، تجولت هي بعينيها في ذلك المكتب الفخم الذي تجلس به ، كان مكتباً يليق بامبراطور من رجال الاعمال ، و ليس أي امبراطور ، ابن الامبراطور الخجول ، ابتسمت هي بسخرية و هي تفكر بهذا ، " ابن الامبراطور الخجول " ، كم هي مضحكة هذه الجملة ، نظر لها الشاب اخيراً بشجاعة ثم خلل اصابعه بشعره الرمادي لكي يبتسم و هو يقول بتوتر ملحوظ " أنسة ليان .... كيفكِ ؟! "
ضحكت ضحكة خفيفة ساخرة ، لكنها كانت ضحكة مكتومة احتفظت بها في عقلها ، و بالواقع قالت بلطف " بخير ... و أنت استاذ ... ؟! "
قال هو بسرعة " تامر ، اسمي تامر ، انا بعد بخير "
ابتسمت هي بلطف ثم قالت " تشرفنا "
أومأ هو ثم عاد الصمت ، اختطف نظرة عليها و هي تعاود النظر لمكتبه الفخم ، جميلة بسُمرة خليجية ، عينان ثابتتان اكتستا بالاخضر الداكن ، شفتان ورديتان مضمومتان ، و حجاب اسود اخفت شعرها به ، ابتسم هو بهدوء لكي تنظر له ، فقال بتوتر " أنسة ليان انتي بأي جامعة ؟! "
قالت هي " أنا كلية الطب "
أسند يديه علي طاولة مكتبه ثم قال "و ايش هو تخصصك ؟! "
ترددت قليلاً لكنها قالت بالنهاية " طب بشري "
أومأ بلطف ثم قال و هو يمسك قلمه " و ليه بشري ؟! "
كانت على وشك ان تجيبه لكن دخلت تلك الشابة لكي تقول " أبوكي خلص أنسة ليان " اومأت لها ليان ثم وقفت و سارت خارجة من المكتب بدون حتي توديعه ، لكنه وقف و اتبعها متوجهاً معها نحو مكتب والده " الامبرطور " طرقت ليان الباب برقة ثم دخلت بينما هو استند بظهره علي الحائط المجاور للباب و هو ينظر للأعلى ، سمع من الداخل صوت والده يتحدث مع ليان و يمدحها و والدها يشكره ثم خطوات هادئة بدأت بالاقتراب منه من خلف الباب و بعد دقائق اخرجت ليان رأسها من خلف الباب لتنظر له ثم قالت مبتسمة " ما تبغى تنضم لنا ؟! "
برغم وجهه الذي اصابه اللون الاحمر بشدة لكنه قال و هو يحاول ان ان يبدو كلامه بارداً " لا "
اومأت هي برقة ثم دخلت من جديد ، كان لازال يراها و هي تقف مبتسمة امامه ، لكنه نظر للجهه الاخرة بسرعة ثم قال بانزعاج " هدي شوي "
سمع بعد هذا ضحكات والده ثم ضحكة خفيفة هادئة و كانت لليان ، و بعد هذا أصوات الوداع تعالت و كلمة النهاية و هي " السلام عليكم و رحمة الله و بركاته "
و كانت منطلقة من فم والده يودع بها الزائرالعزيز ، خرج بعد هذا رجل في الخمسين من العمر ذو مظهر مهيب شعر اسوداً تماماً و كذلك لحيته الخفيفة و يرتدي الزي الخليجي الرسمي الذي يعطيه فخامة اكبر ، سار الرجل متجاهلاً تامر بينما ليان خرجت خلفه لكي تنظر لتامر ثم لوحت له تودعه و ذهبت خلف والدها بعد هذا تسير بغرور تنظر امامها متجاهلة جميع الاعين التي تنظر لها ، و كان من ضمن هذه العيون عيناه هو *~*~* ~*~*~ *~*~*~*~*~*~*~*~*ْ خرجت من هذة الشركة لكي تبتسم بسعادة ثم قالت لوالدها بسرعة " أنا بروح الحين اوك ؟! "
أومأ هو لكي تسير هي بخطوات متسارعة متوجهه نحو سيارتها ثم ركبت و امرت السائق بالذهاب للمنزل فانطلق هو مسرعاً منصاعاً لامرها *~*~* ~*~*~ *~*~*~*~*~*~*~*~*ْ " منة ما بوافقكِ "
نظرت لها [ منة ] عدة دقائق ثم ضحكت ساخرة و هي تقول بحماس " انا متأكدة "
نظرت لها الاخرة بانزعاج ثم قالت لها بملل " لا انا متأكدة اكثر منكِ ان الهامستر مو فار سمين "
ضحكت منة ضحكتها الساخرة من جديد ثم قالت بسعادة " لكن الهامستر نسخة طبق الاصل من الفار ، لكن على تخين [ سمين ] "
نظرت الأخرى للفتاة الثالثة التي تجلس بجوارهما و هي في قمة حماستها مندمجة مع هاتفها تكتب بسرعة شديدة و حماس ، تنهدت هي بهدوء لكي تقول " هديل "
نظرت لها بعينان عسليتان واسعتان و ابتسمة رقيقة مرسومة برقة على شفتان ورديتان عكرتا صفو وجهاً ابيضاً جميل الملامح ، ثم تحركت شفتاها و لكن بدون اصدار اي صوت ، اغلقت فمها بسرعة ثم اخذت نفساً عميقاً و قالت برقة " شو ؟! "
قالت منة بسرعة " بتكلمي مين ؟! "
نظرت لها هديل بارتباك لمدة ثم بدأت ملامحها تصبح اكثر لطفاً و هي تقول " حدا ما بتعرفيه "
كادت منة ان تعلق علي جملة هديل لكن قاطعها صوت آلاء و هي قادمة نحوهن تركض قائلة " بنات ، بنات ، بسرعة ... بنات "
و عندما اتت لتقف امامهم بدأت تلهث و تتلعثم في حديثها فلم يتضح من كل ما قالته سوي جملة واحدة " ليان هون "
ضحكت منة ساخرة ثم قالت " متضحكيش علينا ، احنا عرفين كويس ان ليان مش هتيجي انهاردة "
ضربت هديل كتف منة بانزعاج ثم قالت هديل و هي تقف لالاء بلطف " ألوش ، ليان وين ؟! "
لم تستطيع آلاء التحدث بسبب تنفسها السريع لكنها أشارت إلى
باب الغرفة التي يجلسن بها فبدأت الفتاة ذات العيون الزرقاء التي تكاد تصبح رمادية و البشرة البيضاء و الشعر الكستنائي المرفوع للاعلي بطوق احمر بالسير نحو الباب و فور خروجها سمعت صوت مريم ثم صوت عُلا و بعدهما صوتاً اشتاقت له كثيراً ، نظرت لمنة لكي تقول بسعادة " هي يا منة "
لم تذهب منة للتأكد مثلها بل ركضت بسرعة و خرجت من الغرفة و بدأت بالسير قليلاً حتي رأتها ، فتاة طويلة القامة ترتدي عبائتها السوداء الطويلة و تمسك بطرحتها بين يديها تلوح بها بوجه مريم التي تضحك بينما الفتاة تركت شعرها الحريري الاسود ينسدل علي كتفها بسلاسة ، بدأت منة بالركض نحوها مع بعض القفزات الغير إرادية حتي وصلت اليها فتعلقت بعنقها و هي تقول " ليون ، ليون "
نظرت لها ليان بتعجب للحظات ثم قالت بعدها بحماس " منون "
صاحت بعدها مريم قائلة " ابعدو "
نظرت لها الفتاتان بسرعة لتريا مريم تركض مع عُلا و عندما التفتتا للجهه الاخرة وجدا الفتاة ذات الشعر الكستنائي و هديل تركضان نحوهما بسرعتهما القصوة حاولت ليان الركض و لكن منة كانت لازالت متعلقة بها و من الواضح بأن منة اصبحت تمثالاً خشبياً لا يمكنه التحرك الان ، محاولات عديدة من ليان لتحريك منة في وقتاً قصير و باتت كلها بالفشل حتي اقتربتا هديل و الاخرة منهما كثيراً فصاحت منة بخوف لكي تقول لها ليان " اهربي "
كانتا و اخيراً علي وشك الهرب لكن كان الامر قد انتهي فوقعتا هديل و الفتاة الاخرة فوقهما و هما تضحكان بشدة ، قالت هديل بصوت ضاحك متقطع " شكلكم بجنن و أنتو خايفين "
ضربت منة كتف الفتاة ذات الشعر الكستنائي بانزعاج و هي تقول " نودي ، ابعدي عني "
كانت [ ندى ] جالسة فوق منة لا تعطيها مجالاً للوقوف ، و بعد مدة اتت آلاء لتراهن هكذا و تنفجر ضحكاتها مترددة في ارجاء المنزل ، نظرت لها مريم التي كانت تقف على تلك الأريكة الكلاسيكية الشكل القابعة بالجانب الايمن من الغرفة ثم قالت بصياح " ابعدو عني "
نظرن لها جميعاً ثم ارتسمت ابتسامة مكر صغيرة على شفاهن و وقفن واحدة تلو الأخرى و بدأن بالسير كالاموات الاحياء متوجهات نحو مريم و عُلا ، صرخت مريم بخوف ثم قالت " ابعدو عني "
اكملن الفتيات يومهن هكذا ، بين اللعب و الضحك و الانزعاج و الخوف ، حتي تركتهن آلاء للذهاب لعملها ، ثم تفرقن و بقيت ليان بالمنزل وحدها . *~*~* ~*~*~ *~*~*~*~*~*~*~*~*ْ بمكان اخر كان ذلك الشاب جالساً خلف ذلك المكتب الصغير بالزاوية اليمنى من غرفته الواسعة ، و ذلك النور الخافت من كشافه الليلي يضئ له مساحة متواضعة من غرفته و هي تقريباً تلك الزاوية التي يجلس بها خلف مكتبه ، كان ينظر الي ذلك الكتاب يقرأه بهدوء مبالغ به ، لم تظهر من ملامح الشاب سوى شفتان متحركتان و عينان ثابتتان تقرأن معاً هذا الكتاب ، مضت مدة طويلة و هو لازال يقرأ بصمت و يقلب الصفحات ، أنهى الكتاب لكي يغلقه ثم يتركه على الطاولة و نظر بعدها لتلك النافذة المغلقة التي خلفه وقف هو و فتح النافذة لكي تدخل اشعة الشمس الي الغرفة و تضئ كل أركانها ، اغلق عينيه لدقائق ثم فتحهما و نظر لمكتبه و سحب الكتاب ، بدء بالسير خارجاً من غرفته ، كان يرتدي [ تي شيرت ] سماوي و قميص أبيض ذو أكمام طويلة ثناها لتصل لمنتصف يده و بنطال ازرق و حذاء رياضي ابيض ، اختطف نظرة سريعة على منظره في مرآة الممر و هو بطريقه للخروج من المنزل ، بعد خروجه من المنزل بدأ بالسير ممسكاً بالكتاب بين يديه ، وصل بعد مدة الي تلك المكتبة البسيطة ثم دخل ليرى أناقة المكتبة الكاملة ، كانت مكتبة عملاقة من الداخل بها العديد من الكتب توجه هو نحو تلك الفتاة الجالسة خلف مكتب صغير ثم قال لها " السلام عليكم "
نظرت له فتاة ذات عينان نيليتان ناعستان يفصل بينه و بينهما تلك النظارات الطبية ، ابتسمت الفتاة بهدوء ثم قالت " وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته "
مد لها يده ليعطيها الكتاب فأخذته منه و امسكت بذلك الدفتر لكي تقول " شو اسمك لو سمحت ؟! "
قال بهدوء و هو يتجول بعينه في المكتبة " اسمي راكان/././ "
اومأت هي ثم بدأت بالبحث عن اسمه حتي وجدته فقامت برسم خط احمر على اسمه بذلك القلم الكبير الذي بيدها و نظرت له بعدها قائلة " ناوي توخد شي اليوم ؟! "
قال هو متسائلاً " عندكم شي جديد اليوم ؟! "
ابتسمت بلطف ثم وقفت و بدأت بالسير حتى وصلت لأحد الأرفف ثم سحبت كتاباً ذو غلاف رمادي و قالت و هي عائدة له " هاي رواية جديدة ، كتير حلوة هالرواية ، اجت إلنا من مدة قريبة جداً ، شو رايك ؟! "
اخذ الكتاب منها و قال و هو يتوجه نحو الكرسي الموضوع امام مكتبها " ممكن اطلع عليها ؟! "
اومأت هي لكي تقول " اكيد ، تفضل "
فتح الكتاب و بدأ بالقراءة ، عادت الفتاة لخلف مكتبها ثم جلست و اخذت دفترها ، بعد دقائق قالت له بلطف " انت تعرف جاسر/././ صح ؟! "
اومأ هو لكي تردف " هو أخد كتاب من مدة و لحد الآن ما رجعه ، لو بتشوفه قول له ان الكتاب مطلوب حالياً فلو انتهى ضروري يرجعه "
هز رأسه بالموافقة فتنهدت هي ثم عاودت النظر لدفترها و كتبت أسمها على طرف الصفحة ، فجأة سمعته يقول بفضول " اسمك آلاء ؟! "
نظرت له بتعجب ثم قالت بارتباك " اه "
ابتسم لها بلطف ثم وقف وهو يقول " اكتبي اني استعرت هالكتاب ... يا آلاء "
إبتسمت هي بإرتباك فقال هو بسرعة و هو يخرج " السلام عليكم ورحمة الله و بركاته "
ردت هي السلام ثم ابتلعت ريقها بتوتر ، آلاء ؟! ، ماذا به اسم آلاء ؟! ، فكرت طويلاً بالاسم ، لا شئ بإسمها ابداً ، هزت رأسها بسرعة لكي تنسى الأمر و بعد مدة دخلت تلك الفتاة ذات الفستان الأزرق القماشي الطويل الذي بدون اكمام اللافت للإنتباه و شعرها الأسود الحريري و بشرتها البيضاء تماماً وشفتها الحمراء و عينان سوداوتان نزعت عنهما نظارتها الشمسية فور دخولها ، كانت تسير بغرور و أناقة طوال طريقها إلى [ آلاء ] ثم وقفت أمامها لكي تقول بنبرتها المستفزة المعتادة " كيفك الاء ؟! "
نظرت لها آلاء بغضب ، كان اليوم لطيفاً ، فبدأته مع صديقة لم ترها من سنوات ثم أكملت مع العديد من الصديقات المقربات لقلبها و الان اتت لعملها الذي تحبه و .... تأتي هذة لتفسد كل هذا اليوم ، اعادت الفتاة جملتها بنفس نبرتها لكي تقول آلاء بإنزعاج " بخير "
إرتسمت معالم انزعاج خفيفة على وجه الفتاة الاخرة ثم قالت بغرور " خلاص بكيفك، يلا هذا وقتي ، تسمحي تقومي ؟! "
وقفت آلاء ثم تنهدت لكي تقول بإنزعاج حاولت تأديبه و هي تخرج من المكتبة " مع السلامة "
قامت الفتاة بحركة ساخرة عندما خرجت آلاء ثم جلست خلف المكتب و هي تقول " قرف على هالصبح "
انتهى *,*
ان شاء الله يكون عجبكم (:
التعديل الأخير تم بواسطة المهندسة منة الله ; 07-23-2013 الساعة 01:33 AM |