الموضوع
:
الموضوع الثانىّ ~ دوره تحفيظ القرآن { خَيركُم مَن تَعلمْ القُرآنْ وَعلمَه }
عرض مشاركة واحدة
#
7
07-26-2013, 05:03 PM
شِيرْينْ
سورة عبس - سورة 80 - عدد آياتها 42
بسم الله الرحمن الرحيم
عَبَسَ وَتَوَلَّى
أَن جَاءَهُ الأَعْمَى
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى
فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى
وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى
وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى
وَهُوَ يَخْشَى
فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى
كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ
فَمَن شَاء ذَكَرَهُ
فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ
مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
كِرَامٍ بَرَرَةٍ
قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ
ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ
ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ
ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ
كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ
فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ
أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا
ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا
فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا
وَعِنَبًا وَقَضْبًا
وَزَيْتُونًا وَنَخْلا
وَحَدَائِقَ غُلْبًا
وَفَاكِهَةً وَأَبًّا
مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ
وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ
لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ
ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ
تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ
وردت الروايات من طرق أهل السنة أن الآيات نزلت في قصة ابن أم مكتوم الأعمى دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و عنده قوم من صناديد قريش يناجيهم في أمر الإسلام فعبس النبي عنه فعاتبه الله تعالى بهذه الآيات
«عبس و تولى» أي بسر و قبض وجهه و أعرض.
«أن جاءه الأعمى» تعليل لما ذكر من العبوس بتقدير لام التعليل.
«و ما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى» حال من فاعل «عبس و تولى» و المراد بالتزكي التطهر بعمل صالح بعد التذكر الذي هو الاتعاظ و الانتباه للاعتقاد الحق، و نفع الذكرى هو دعوتها إلى التزكي بالإيمان و العمل الصالح.
«أما من استغنى فأنت له تصدى و ما عليك ألا يزكى» الغنى و الاستغناء و التغني و التغاني بمعنى على ما ذكره الراغب فالمراد بمن استغنى من تلبس بالغنى و لازمه التقدم و الرئاسة و العظمة في أعين الناس و الاستكبار عن اتباع الحق قال تعالى: «إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى»: العلق: 7 و التصدي التعرض للشيء بالإقبال عليه و الاهتمام بأمره.
«و ما عليك ألا يزكى» المعنى و ليس عليك بأس أن لا يتزكى حتى يبعثك الحرص على إسلامه إلى الإعراض و التلهي عمن أسلم و الإقبال عليه.
«و أما من جاءك يسعى و هو يخشى فأنت عنه تلهى» السعي الإسراع في المشي
«و هو يخشى» أي يخشى الله و الخشية آية التذكر بالقرآن
«فأنت عنه تلهى» أي تتلهى و تتشاغل بغيره و تقديم ضمير أنت في قوله: «فأنت له تصدى» و قوله: «فأنت عنه تلهى» و كذا الضميرين «له» و «عنه» في الآيتين لتسجيل العتاب و تثبيته.
«كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره» «كلا» ردع عما عوتب عليه من العبوس و التولي و التصدي لمن استغنى و التلهي عمن يخشى.
«فمن شاء ذكره» جملة معترضة ، و المعنى فمن شاء ذكر القرآن أو ذكر ما يذكر به القرآن و هو الانتقال إلى ما تهدي إليه الفطرة مما تحفظه في لوحها من حق الاعتقاد و العمل.
«في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة» قال في المجمع،: الصحف جمع صحيفة، و العرب تسمي كل مكتوب فيه صحيفة كما تسمية كتابا رقا كان أو غيره انتهى.
«مكرمة» أي معظمة، و قوله: «مرفوعة» أي قدرا عند الله، و قوله: «مطهرة» أي من قذارة الباطل و لغو القول و الشك و التناقض
«بأيدي سفرة كرام بررة» صفة بعد صفة لصحف، و السفرة هم السفراء جمع سفير بمعنى الرسول
«قتل الإنسان ما أكفره» دعاء على الإنسان لما أن في طبعه التوغل في اتباع الهوى و نسيان ربوبية ربه و الاستكبار عن اتباع أوامره.
«من أي شيء خلقه» معناه على ما يعطيه المقام من أي شيء خلق الله الإنسان حتى يحق له أن يطغى و يستكبر عن الإيمان و الطاعة
«من نطفة خلقه فقدره» تنكير «نطفة» للتحقير أي من نطفة مهينة حقيرة خلقة فلا يحق له و أصله هذا الأصل أن يطغى بكفره و يستكبر عن الطاعة.
«فقدره» أي أعطاه القدر في ذاته و صفاته و أفعاله فليس له أن يتعدى الطور الذي قدر له و يتجاوز الحد الذي عين له فقد أحاط به التدبير الربوبي من كل جانب ليس له أن يستقل بنيل ما لم يقدر له.
«ثم السبيل يسره» السبيل إلى طاعة الله و امتثال أوامره و إن شئت فقل: السبيل إلى الخير و السعادة.
«ثم أماته فأقبره» الإماتة إيقاع الموت على الإنسان، و المراد بالإقبار دفنه في القبر و إخفاؤه في بطن الأرض
«ثم إذا شاء أنشره» في المجمع،: الإنشار الإحياء للتصرف بعد الموت كنشر الثوب بعد الطي.
«كلا لما يقض ما أمره» ردع عن معنى سؤال يستدعيه السياق
«فلينظر الإنسان إلى طعامه» متفرع على ما تقدم تفرع التفصيل على الإجمال ففيه توجيه نظر الإنسان إلى طعامه الذي يقتات به و يستمد منه لبقائه و هو واحد مما لا يحصى مما هيأه التدبير الربوبي لرفع حوائجه في الحياة حتى يتأمله فيشاهد سعة التدبير الربوبي التي تدهش لبه و تحير عقله، و تعلق العناية الإلهية - على دقتها و إحاطتها - بصلاح حاله و استقامة أمره.
«إنا صببنا الماء صبا - إلى قوله - و لأنعامكم» القراءة الدائرة «أنا» بفتح الهمزة و هو بيان تفصيلي لتدبيره تعالى طعام الإنسان
«إنا صببنا الماء صبا» الصب إراقة الماء من العلو، و المراد بصب الماء إنزال الأمطار على الأرض لإنبات النبات، و لا يبعد أن يشمل إجراء العيون و الأنهار فإن ما في بطن الأرض من ذخائر الماء إنما يتكون من الأمطار.
«ثم شققنا الأرض شقا» ظاهره شق الأرض بالنبات الخارج منها و لذا عطف على صب الماء بثم و عطف عليه إنبات الحب بالفاء.
«فأنبتنا فيها حبا» ضمير «فيها» للأرض، و المراد بالحب جنس الحب الذي يقتات به الإنسان كالحنطة و الشعير و نحوهما و كذا في العنب و القضب و غيرهما.
«و عنبا و قضبا» العنب معروف، و يطلق على شجر الكرم و لعله المراد في الآية و نظيره الزيتون.
«و زيتونا و نخلا» معروفان.
«و حدائق غلبا» البستان المحوط و الغلب جمع غلباء يقال: شجرة غلباء أي عظيمة غليظة فالحدائق الغلب البساتين المشتملة على أشجار عظام غلاظ.
«و فاكهة و أبا» قيل: الفاكهة مطلق الثمار، و قيل: ما عدا العنب و الرمان
«متاعا لكم و لأنعامكم» مفعول له أي أنبتنا ما أنبتنا مما تطعمونه ليكون تمتيعا لكم و للأنعام التي خصصتموها بأنفسكم.
«فإذا جاءت الصاخة» إشارة إلى ما ينتهي إليه ما ذكر من التدبير العام الربوبي للإنسان بما أن فيه أمرا ربوبيا إلهيا بالعبودية يقضيه الإنسان أولا يقضيه و هو يوم القيامة الذي يوفى فيه الإنسان جزاء أعماله.
«يوم يفر المرء من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته و بنيه» إشارة إلى شدة اليوم فالذين عدوا من أقرباء الإنسان و أخصائه هم الذين كان يأوي إليهم و يأنس بهم و يتخذهم أعضادا و أنصارا يلوذ بهم في الدنيا لكنه يفر منهم يوم القيامة لما أن الشدة أحاطت به بحيث لا تدعه يشتغل بغيره و يعتني بما سواه كائنا من كان فالبلبلة إذا عظمت و اشتدت و أطلت على الإنسان جذبته إلى نفسها و صرفته عن كل شيء.
«لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه» أي يكفيه من أن يشتغل بغيره.
«وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة» بيان لانقسام الناس يومئذ إلى قسمين: أهل السعادة و أهل الشقاء، و إشارة إلى أنهم يعرفون بسيماهم في وجوههم و إسفار الوجه إشراقه و إضاءته فرحا و سرورا و استبشاره تهلله بمشاهدة ما فيه البشرى.
«و وجوه يومئذ عليها غبرة» هي الغبار و الكدورة و هي سيماء الهم و الغم.
«ترهقها قترة» أي يعلوها و يغشاها سواد و ظلمة، و قد بين حال الطائفتين في الآيات الأربع ببيان حال وجوههما لأن الوجه مرآة القلب في سروره و مساءته.
«أولئك هم الكفرة الفجرة» أي الجامعون بين الكفر اعتقادا و الفجور و هو المعصية الشنيعة عملا أو الكافرون بنعمة الله الفاجرون، و هذا تعريف للطائفة الثانية و هم أهل الشقاء و لم يأت بمثله في الطائفة الأولى و هم أهل السعادة لأن الكلام مسوق للإنذار و الاعتناء بشأن أهل الشقاء.
http://cdn.top4top.net/d_aa7100a1b71.mp3
وفقط :wardah:
__________________
.
.
ask.me
شِيرْينْ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى شِيرْينْ
البحث عن المشاركات التي كتبها شِيرْينْ