عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-29-2013, 06:45 PM
 



فضائل ليلة القدر
اتضح من خلال شرح السورة ما تتضمنه هذه الليلة من فضائل, وهي:
1- إنزال القرآن فيها, وهو المعجزة الخالدة للنبي (، الذي أنزله الله تعالى هداية للعالمين، وحجة على المعاندين.
2- أنها ليلة كثيرة البركة والرحمة كما في قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ(.
3- إن هذه الليلة تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث العام.
4- أن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.
5- أن الملائكة تتنزل فيها, وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار.
6- أنها سلام من الآفات والعقوبات.
7- أن من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي (: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه).
تحديد ليلة القدر
قال جمهور العلماء: هي في العشر الأواخر من رمضان، واختلفوا في أي ليالي العشر أرجى على أقوال كثيرة أشهرها:
1- أنها ليلة إحدى وعشرون, وإليه ذهب الشافعي رحمه الله.
2- أنها ليلة ثلاث وعشرون, وهو قول كثير من الصحابة والتابعين.
3- أنها ليلة خمس وعشرون.
4- أنها ليلة سبع وعشرون.
5- أنها ليلة تسع وعشرون.
6- أنها آخر ليلة من رمضان.
7- أنها تنتقل في ليالي العشر الأواخر, وهو قول أبي قلابة وغيره.
القول الأسلم
وأسلم الأقوال هو القول الأخير، وهو أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؛ وأنها تنتقل في ليالي العشر، فمن قام ليالي العشر كلها, وأحياها بالعبادة أصاب ليلة القدر يقينًا.
قال ابن كثير: (وروى عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر. وهذا نص عليه مالك والثوري وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وأبو ثور، والمزني، وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم، وهو محكي عن الشافعي، نقله القاضي عنه, وهو الأشبه. والله أعلم»().
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: (أرجح الأقوال أنها في الوتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل)().
ونظرًا لاختلاف المطالع والبلدان في تحديد بداية الصوم، فإنها تطلب في الأشفاع من العشر الأواخر كما تطلب في الأوتار، لأن الليلة قد تكون وترًا في بلد، وتكون شفعًا في بلد آخر.
وكذلك الوتر له اعتباران: اعتبار بما مضى، واعتبار بما بقي، فإذا كان الشهر تامًا, فالأوتار باعتبار ما بقي هي ليالي الشفع.
وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: (ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبي (، وتكون في الوتر منها.
لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين.
ويكون باعتبار ما بقي، كما قال النبي (: «لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى، ولخامسة تبقى، لثالثة تبقى».
فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين، يكون ذلك ليالي الأشفاع، وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح.. وإن كان الشهر تسعًا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ بالماضي.
وإذا كان الأمر هكذا، فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه)().
بل هو خير لكم
روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله ( ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال (: «خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة».
قال ابن كثير: «فتلاحى فلان وفلان فرفعت» فيه استئناس لما يقال: إن المماراة تقطع الفائدة, والعلم النافع كما جاء في الحديث: «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» (رواه أحمد, وحسنه العراقي).
وقوله: «فرفعت» أي: رفع علم تعيينها لكم، لا أنها رفعت بالكلية من الوجود، لأنه قد قال بعد هذا: «فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة».
وقوله: «وعسى أن يكون خيرًا لكم» يعني: عدم تعيينها لكم، فإنها إذا كانت مبهمة، اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محال رجائها، فكان أكثر للعبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها، فإنها كانت الهمم تتقاصر على قيامها فقط، وإنما اقتضت الحكمة إبهامها لتعم العبادة جميع الشهر في ابتغائها، ويكون الاجتهاد في العشر الأخير أكثر().
وقال ابن الجوزي: (والحكمة في إخفائها: أن يتحقق اجتهاد الطالب، كما أخفيت ساعة الليل، وساعة الجمعة، وقد كان النبي ( يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره، كان يسهر ليله، ويحمل كله، فيشد مئزره, ويقوم الليل كله)().

لحد يرد
__________________
نبذتي الشخصية

طآلبة .. أعشق الالقاء وأبحر في النِثر .. أحببت التصوير ..
سأصل الى الثُريا باذن الله ..