07-29-2013, 06:48 PM
|
|
كيفية أحيائها
قال ابن رجب: (وأما العمل في ليلة القدر، فقد ثبت عن النبي ( أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه)
وقيامها: إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة.
وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضًا..
وقد كان النبي ( يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها. والله أعلم.
وقد قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها.
وقال الشافعي في القديم: (استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها، وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره. والله أعلم)().
وقال ابن الجوزي: (وقد كان السلف يتأهبون لها؛ فكان لتميم الداري حلة بألف درهم يلبسها في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر, وكان ثابت وحميد يغتسلان, ويتطيبان, ويلبسان أحسن ثيابهما، ويطيبان مساجدها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر.
وخير الهدي هدي محمد ( فقد كان النبي ( يعتكف العشر الأواخر من رمضان تحريًا لليلة القدر.
وقالت عائشة: (كان رسول الله ( إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر) (متفق عليه).
وشد المئزر: كناية عن اعتزاله النساء, واجتهاده في العبادة.
وقالت رضي الله عنها: (كان رسول الله ( يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره) (رواه مسلم).
إخواني, والله, ما يغلو في طلبها عشر، لا والله, ولا شهر، لا والله, ولا دهر، فاجتهدوا في الطلب، فرب مجتهد أصاب.
قال (: «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم» (رواه ابن ماجة, وحسنه المنذري).
الدعاء في ليلة القدر
قال ابن كثير: (والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخيرة منه، ثم في أوتاره أكثر، والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»).
لما رواه الإمام أحمد أن عائشة قالت: يا رسول الله, إن وافقت ليلة القدر فبم أدعو؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني»() (رواه أحمد وأهل السنن, وقال الترمذي: حسن صحيح).
وقال ابن رجب: (وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر، لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا، ولا حالاً, ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر).
قال يحيى بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.
لحد يرد
__________________ نبذتي الشخصية
طآلبة .. أعشق الالقاء وأبحر في النِثر .. أحببت التصوير ..
سأصل الى الثُريا باذن الله .. |