قلب وحيد بين رمال الأحزان البارت 7
وصل قارا إلى منزله برفقة ريكا وتيماري وكنكرو ..
وهناك وقف قارا وهو ينظر نحو خاله ياشامرو الذي بدا وكأنه بعالم آخر من أفكاره ..
فأقترب منه وقال بهدوء :
- آسف خالي ياشامارو لقد تأخرنا لأننا خرجنا للبحث عن ريكا .
في تلك اللحظة كان ياشامارو يجلس على الأريكة يفكر بما قاله له الكازيكاجي الرابع ..فألتفت نحو قارا وقال ببرود :
- حسناً ..هيا أذهبوا لغرفكم الآن فقد تأخر الوقت ..
استغرب قارا تصرف ياشامرو لكنه استجاب له وتوجه نحو غرفته كذلك كل من تيماري وكنكرو وريكا .
اغمض ياشامرو عينيه محاولاً تصفية ذهنه مما كان يشعر به من الم وصراع بداخله ..
لقد كانت افكاره تتصارع فيما بينها فهو لايريد قتل قارا وفي نفس الوقت مازال يتذكر موت شقيقته كارورا ..
كانت افكاره مزيجا بين الغضب والحزن واليأس
فكيف سينفذ تلك المهمة بعد ان تعلق قارا به واحبه من كل قلبه فهو الشخص الوحيد الذي يثق به
ورغم هذا كان لابد من أن يحزم ياشامارو أمره وينفذ ماطلبه والد قارا .. فهي مهمة صعبة وقد يلقى حتفه فيها ورغم هذا كان لابد من فعلها .فهو لايريد أن يخذل الكازياكاجي ولايريد ان يخذل قارا بنفس الوقت ..
إنه لأمر مؤلم حقاً أن يجد الأنسان نفسه حائراً بين قرارين كلاهما صعب بالنسبة له ..
ولايجد سبيلاً للخروج مما هو فيه ..
ففتح ياشامرو عينيه وقد بدا عليهما الإصرار والبرود الذي لم تكن عليه من قبل .تلك العينان التي تخبأ خلف لطفهما مزيجاً من الألم والحزن الدفين وحقد لم تمح آثاره السنين ..
ففتح شفتيه وهو يهمس لنفسه :
- سأفعلها ..لقد قررت ..
ياترى ماذلك القرار الذي قرره ياشامرو ؟
هذا ماسيتوضح عند اليوم التالي الذي ستتغير فيه حياة قارا ..
فهل سينفذ ياشامارو ماقاله له والد قارا ؟
أم سيرفض قرار الكازيكاجي ؟
تساؤلات ..أجوبتها تكمن بين يوم وليلة .. ساعات ودقائق تفصل بين تلك المهمة ..
ياكم من الألم سيتحمل ذلك الطفل الصغير؟ .. وكم من الأسى تخبأ له تلك الساعات القادمة ؟..
هل سيعيش طفولته كما يجب أن تكون مثل بقية الأطفال ؟ أم ستتغير نحو مجرى أسوأ وأكثر ألماً ؟..
في اليوم التالي أستيقظت ريكا كالعادة مبكراً وذهبت لتساعد تيماري في تحضير الفطور ..
تيماري :
- أنت تجيدين الطبخ أكثر مني بالرغم من أنك أصغر سناً .
ريكا وهي تبتسم :
- لقد علمتني الأيام التي عشتها وحدي بالغابات والكهوف كيف أطهو .. وأصطاد الحيوانات ..رغم أني أحب الحيوانات ولاأرغب بذلك ولكنني كنت بحاجة ماسة للطعام لكي أعيش .
وكما تعرفين تلك العصابة التي كنت أعمل عندها أرغموني على خدمتهم وكانت الحياة قاسية ولذلك أصبت لدي خبرة بالطبخ والأهتمام بأمور المنزل ..
تيماري وهي تنظر بحزن نحو الأسفل وتقول :
- أنا آسفة ..
ريكا :
- لاداعي للأعتذار ..هذه هي حياتي منذ وقت طويل ..تعلمت فيها كثير من الأشياء رغم صغر سني .
تيماري بخجل :
- أنا أقصد أنني آسفة أيضاً بسبب ماقلته لك يوم أمس ..
ريكا بإبتسامة :
- لاعليك لقد سامحتك.. لكنني سأكون سعيدة أكثر إذا أهتميتم بقارا أكثر فهو شقيقكم الأصغر .
تيماري :
- لكني مازلت خائفة منه .. ولااستطيع ان انسى انه كان السبب في موت والدتي .
ورغم هذا سأحاول أن أفعل ماقلتيه لي ..سأتكلم معه ..
اتسعت عينا ريكا من الدهشة فهاهي تيماري بدأت تتغير شيئاً فشيئاً ..
وكان هذا التغير نحو الأفضل ..فبالرغم من كرهها لشقيقها قارا ولكنها تحاول ان تكون اختا له وتصلح علاقتها السيئة معه ..
تيماري :
- ولكن لاأعتقد بإنه سيسامحني على ماقلته له لقد كنت دائماَ بعيدة عنه ..بسبب خوفي منه وكرهي له ..فكيف ستكون ردة فعله عندما اتحدث معه ؟
ريكا :
- لاعليك ..فقارا لطيف في الحقيقة ..وسيقبل إعتذارك منه بكل تأكيد .
وبعد أن تناول الجميع طعام الإفطار ذهبت ريكا برفقة
قارا وتيماري وكنكرو نحو أكاديمية السونا لكي تبدأ دراستها هناك ..
دخل الجميع وتوجهوا نحو مقاعدهم ..
وقفت المعلمة بالصف وهي تقدم ريكا للطلاب ..
وقالت :
- اليوم جائت لكم صديقة جديدة بالصف .. رحبوا بها ..
ثم اشارت إلى ريكا ان تتقدم وتعرف بنفسها ..
ريكا بإبتسامة طفولية بريئة :
- اهلا بكم أنا ريكا كانامي ..سررت بالمجيء هنا والدراسة معكم .
لكن لم يقابلها الجميع بالترحيب والأبتسامات ..بل على العكس كانت نظراتهم تشبه تلك النظرات الحاقدة التي يوجهونها نحو قارا ..
شعرت ريكا بالحزن الشديد ..لأنها شعرت بما يشعر به قارا عندما يعاملونه بتلك الطريقة السيئة .لماذا ينظرون لها بتلك النظرات ؟
هل يعرفون بأمر قوتها الغريبة ؟..أم أن لون شعرها الأزرق الغريب هو السبب ؟..كانت الأسئلة تدور في عقلها محاولة إيجاد إجابات ..
فجال نظرها بأنحاء الصف حتى وقعت عيناها على قارا الذي يجلس بجانب النافذة وهو يبدو شارد الذهن ..
لم يكن من هناك من يجلس بجانبه..لأنهم يخافون منه ولايمكنهم الاقتراب منه ..
فنظرت المعلمة نحو ريكا وقالت بهدوء :
- يمكنك الجلوس هناك ..
وهي تشير نحو المقعد الفارغ بجانب قارا ..
بينما جميع من في الصف يهمسون لبعضهم البعض ..
فقال أحدهم لصديقه :
ستكون مجنونة إذا قبلت بالجلوس بجانب ذلك الوحش المفترس .
فرد عليه الآخر :
- معك حق ..أنا أرجح انها سترتعد خوفاً منه وتهرب .
لكن حدث مالم يتوقعه أقتربت ريكا منه وجلست بجانبه دون أي خوف ..
الفتى لصديقه :
- إذاً لابد من انها مجنونة بالتأكيد ..او أنها لاتعلم حقيقته ..
الفتاة الاخرى :
-أصمتوا ايها الغبيان ..ألا تعلمان انها تعيش معه بنفس القصر ..
فهي مشردة وليس لديها مكان تعيش فيه ..حسب المعلومات التي اعرفها فهي ايضا صديقة لذلك الفتى المتوحش ..
الفتى الآخر بذعر :
- إذاً لابد من أنها وحش مثله ..ياإلهي ألايكفينا وجود وحش واحد مخيف بالقرية ؟.
لكن الجميع توقفوا عن الكلام عندما رأوا نظرات المعلمة الصارمة نحوهم ..
أكمل قارا وريكا يومهم الدراسي وخرجوا من الصف في ساحة المدرسة للتدريب كان عدد من الفتيان والفتيات يتدربون على رمي الشوريكن ..
فجاء دور قارا في التدريب وكالعادة أتقنها ببراعة مختلفة عن بقية الطلاب .. كان قارا يعد العبقري المتميز بالمدرسة ورغم كل هذا فهو مجرد وحش بالنسبة لهم ..
تقدمت ريكا لترمي الشوريكن ..وكذلك استطاعت ان تصيب الهدف بسرعة ودقة ..
فذهل الجميع من قدرتها على ذلك حتى في أول يوم لها دون أن تتدرب من قبل ..
المعلم :
- أحسنت ياريكا .أنت تبدين بارعة فيها ..هل تدربت عليها من قبل ؟
ريكا بإبتسامة :
- نعم ..لقد تدربت وحدي في الغابة ..
الطلاب وهم ينظرون لها بإستغراب
..فأردف المعلم قائلاً .:
حسناً لقد انتهى تدريب اليوم ..يمكنكم الأنصراف .
فغادر الجميع ماعدا فتاة واحدة ذات شعر اشقر قصيرومعها دميه غريبة الشكل ومعها فتيان واحد منهما ذو شعر بني قصيرومعه سلاح مروحة صغيرة ..والآخر شعره اسود ويحمل معه دميه تشبه التي يحملها كنكرو خلف ظهره دائماً..
كانوا يقفون هناك مترقبين ريكا وقارا ..بنظرات مليئة بالغضب والكره .. الأسئلة :
- مارأيكم بياشامارو ؟ وماالذي قرره ؟
- من هم أولئك الفتيان الغريبون ؟ وماهي نواياهم ؟.
- ماهو أفضل مقطع لكم ؟ |
__________________ ((لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين))
..
"لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم" |