عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-30-2013, 03:29 PM
 
الأوراقْ ، بقلمي.




الأوراقْ،



خلف هذا الحياء الذي

يعصف الآن بالحبر والقسمات قرى

تطعن الأرض بالشوق

تهتز في ربقة الموسم المتخاذل نورا

يطوِّح فينا اشتهاء السفر

يوم قالت لفتيتها

وهْي في حشمة النخل:

لا ترتدوا من غبار الجسد

ولا تعشقوا غيمة من برد

ولا تفرحوا بالنهار الذي

يعز على الموت أن يُفتقد

قلتُ لا تشرعوا موتكم لأحد


كانت الشمس تغشى البيوت...

لتوقظها

وتطيل السكوت

فيندلق الصيف في رئتيَّ

ويوزعني قلقاً بين جدب الرعاة

وفي صرخات الحقول التي

انفرطت مثلما الذكريات

وآنئذ...

نمتطي من رحيق المواويل دندنة

باتساع الدروب التي

حايدت في المساء

سنعبر أسماءنا

نستشفّ صبانا وأبراجنا

من لمى الأرض

حتى يريق النداء المعذب

في نفسه الماء

يفرك واجهة الشوق

يخضرّ صمت المدى

ثم نحزم أوراقنا بالندى

... ونغني!!

ألا رجم الراجمون مداراتهم

فمتى تتساقط أحلامهم??

يا لهذا المزنِّر في صدغه الأرض

طالعنا لم يمت... إنَّ طالعنا لم يمت

آه... ما أبعد القلب

ما أقرب القلب

حين اجترحْتُ الغناء ضحى

ووحدي تسمرت في الدرب حتى امّحى

ذابلا كالعناوين قرب المحطات

خبأتُ سنبلتي في القرى

ووسدت ذاكرتي

صمتـهـا في الـوداع

الشوارع رقراقة بالنعاس

ولا شيء في القلب... أقسم

إلا أنا... وحريق اليباس

أنا كنت عُـلِّمت من منطق الحب أبهاه

حين اتكأت على رامةٍ في دمي

خاسئا كان وجهي... وكنت أغني

لهذا الذي انسلّ من عريه

فتتأتأ في حلكة العابرين

هنا انكسر الحلم...

واشتعلت في يديه المناديل

بالعرق المتغضن... والأسئلة


والذي غيبوه عن الشمس دهرا

لتذبل قامته

ظل بين القرى عازفا للشياطين

تعويذة في شفاه المحبين

يفتنه الفجر

يغسل أقدامه - بغتة - في غناء العصافير

يركض - يركض - يركض

حتى يخبئ عن كل من عرفوه الوطن!!




__________________