عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-31-2013, 11:36 PM
 
تقرير عن الفيتامينات

بســــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــم:
قبل فترة كنت اتصفح احد الكتب ووجدت فيه معلومات مفيدة عن الفيتامينات لذا قررت كتابة هذا التقرير مستعينة بمعلومات ذاك الكتاب وارجو ان يعجبكم:

الفهرس:
1-قصة الفيتامينات
2-انواع الفيتامينات
3-كيفية الافادة الكاملة من الفيتامينات(اسفة الفهرس قصير جدا ^^")

1- قصة الفيتامينات:
لقد ظل علم التغذية مدة طويلة من الزمن وهو يؤمن بنظريات خاطئة عن الدور الحقيقي الذي يلعبه الغذاء في حياة الانسان كما كانت هناك حقائق اساسية ظلت خافية حتى مطلع هذا القرن عن العلماء والاطباء فكان ذلك سببا في شعور الحيرة الذي كان الطبيب القديم يواجه به احد الامراض حين يروح عبثا يبحث عن اسبابه دون ان يخطر له السر الحقيقي ورائه.
لم يكن يخطر للاطباء انذاك ان بعض من مظاهر الضعف والمرض التي يرونها في مرضاهم لاتعود الى مرض معين من الامراض المعروفة وانما الى نقص عنصر او عناصر هي التي تزود الجسم بحاجته من اسباب الحياة .
فهذه العناصر التي نسميها اليوم بالفيتامينات لم تكن اذ ذاك معروفة للاطباء وما كان يدور في خيالهم ان نقصها او اختلال توازنها هو السبب فيما يرونه من مظاهر المرض الغامضة عليهم.
نحن نعلم بان الجسم بحاجة الى ثلاثة عناصر للتغذية اساسية هي:
الزلاليات او الآحينيات والادهان أو الشحوم وماءات الفحم(النشويات)والسكاكر بالاضافة الى الملح والماء ..هذه المواد تؤمن توليد الحرارة وامداد العضلات والنسج بما تحتاجه في تركيبها واداء رسالتها.
وفي مطلع القرن العشرين تبين للعلماء ان توفير هذه المواد الاساسية للكائن الحي لا تكفي لادامة حياته ان لم تمازجها كميات ضئيلة المقادير من الفيتامينات.
والفيتامينات مواد كيميائية ذات نشاط حيوي وفاعلية كبيرة واهمية عظمى اذ تساعد بل توجه كافة التفاعلات الكيمياوية الحيوية التي تتم في داخل الجسم دون ان تكون طرفا فيها او مصدرا لتوليد الطاقة بها والشمس هي المصدر الرئيسي الذي يمد الانسان بالطاقة ولكننا لا نستطيع استخدام هذه الطاقة مباشرة بل نتناولها مقننة مهيأة للاستعمال عن طريق النبات,ان خلايا هي التي تستطيع استغلال حرارة الشمس وضوئها في بناء عناصر تأخذها من التربة والهواء لتكوين المواد الثلاثة الرئيسية الحاوية للطاقة والمغذية للحيوان والانسان(الاحينيات والشحوم وماءات الفحم).ولو انطلقت هذه الطاقة دفعة واحدة أي لو تفجرت ذرات هذه المواد دون رادع او كابح لاحترق الجسم وتفحم,لذلك يتم تحرير الطاقة تدريجيا بسلسلة طويلة من التفاعلات المتتالية وفي كل منها ينطلق جزء يسيرويختزن الزائد في اعضاء الجسم للانطلاق عند الحاجة كالبطاريات الملجومة.
فالفيتامين يلعب دورا مهما في عملية التمثيل الغذائي للحيوان والانسان ,من الجرثوم الى الفيل والانسان^O^

ان تناول مركبات السلفا* لقتل بعض الميكروبات هي عملية خداع للميكروبات لا تركيب السلفا شبيه الى حد ما بتركيب احد الفيتامينات فتلتهمها الجراثيم على انها فيتامين وبهذا يتعطل نموها مما يتيح الفرصة للجسم كي يجهز عليها .
ان وظيفة الفيتامينات ناظمة للتبادلات والتطورات الغذائية حيث تساعد على استخلاص مافي الغذاء من قدرة وحيوية لتختزن داخل الجسم لحين العوز وقد لاتظهر الا بعد مضي اسابيع او اشهر.
والمصدر الاساسي والنبع الحقيقي للفيتامينات هو النبات كما ذكرنا..ويتدارك الانسان حاجته من الفيتامينات اما عن طريق الحيوانات التي تتغذى على النبات او عن طريق تناول الاغذية النباتية مباشرة.اذ لا يستطيع الانسان فبركة الفيتامينات تلقائيا في جسمه الا مقادير قليلة من فيتامين (د-D)التي ينتجها الجلد بتاثير الاشعة الشمسية .وقليل من الفيتامين تنتجه الجراثيم العاطلة الساكنة في امعائه.

* * *
كان الناس في القديم يجنحون الى تناول النشويات (ماءات الفحم) والزلاليات (الآحينات) والشحوم كمصادر للطاقة وكأغذية وكانوا يعدون الفاكهة ترفا (ولهذا سميت الفاكهة هكذا بمعنى الترف والتفكه والتسلية),ولكنهم كانوا يتعرضون للاصابة بمرض الحفر Scorbut(ويسمى عند المصريين بداء الاسقربوط) فتظهر اعراضه على عديد من الناس في اواخر الشتاء لانقطاع صلتهم بالفاكهة والخضار واقتصار طعامهم على اللحوم ...او في اوقات الحروب والحصار وتتلخص اعراض المرض بـ :
1- تخلخل الاسنان
2- تورم اللثة ونزف الدم منها
3- انفجار الاوعية الدموية تحت الجلد
4- ظهور واحات زرقاء تحت الجلد مما يدل على هشاشة الاوعية
5- الخمول العام وانعدام الشهية.
وكان القرن السادس عشر هو العصر الذهبي للاسفار والرحلات والاكتشافات الجديدة التي قام بها الملاحون المعروفون ولعل الكثيرين منكم قد قرأ جانبا من مغامراتهم (لست انا طبعا للاسف لا اهتم بهذا الجانب من التاريخ^^")ولكن قلة من الناس من يعرف ان ((فاسكو دي جاما))فقد مائة رجل من مجموع بحارته الذين بلغ عددهم مائة وستين رجلا في رحلته حول راس الرجاء الصالح ..وكذلك ((ماجلان)) فقد تسعة اعشار رجاله اثناء رحلته وكل هذا بسبب اصابة اللثة بتورم والتهاب شديدين حالا بين الرجال والطعام مما ادى الى وفاتهم جوعا (تخيلوا!)
لقد كان هؤلاء الرجال يتم اختيارهم من بين اقوى الرجال واكثرهم شجاعة واقداما وكانوا يتزودون بكميات لا بأس بها من لحوم العجل المحفوظة أو المملحة ولحوم الخنزير والخبز أو البسكويت وكان يندر ان يأخذوا معهم فاكهة او خضار وان تزودوا بها فبكميات قليلة!.ولم يكن ينقضي شهران او ثلاثة حتى يقع الملاحون فريسة للمرض ولا يلبثوا ان يموتوا عدا عدد قليل منهم.
وقد ذهب الاطباء في تعليل اسباب هذا المرض مذاهب شتى فعزاه الاطباء الانجليز الى تأثير هواء البحر وتفلسف احدهم مبررا هذا قائلا : ان البحر هو البيئة الطبيعية للاسماك والكائنات البحرية واما البر فهو للانسان وكما ان السمك لا يستطيع العيش بعيدا عن البحر فكذلك الانسان لا يستطيع العيش بعيدا عن البحر!!.
وعزاه بعض الاطباء الهولنديون الى ((انسداد في الطحال)) وعزاه اخرون الى ((زيادة في افراز المرارة))...والخ.
وكانت وصفات العلاج متنوعة ولا تخلو من الطرافة فالبعض كان يصف الملينات والبعض الاخر كان يرى ان السبب الرئيسي للمرض هو الخمول والكسل ولذلك كان ينصح المترددين عليه بالنشاط والعمل كعلاج لهم!.وشاع في وقت من الاوقات ان علاج المرض يكون باستخدام الخل وحامض الكبريتيك المخفف وقد تم الاتفاق على ان احد السفن تزودت قبل قيامها برحلتها بزجاجات من عصير الليمون المركز وكان البحارة يتناولون بضع ملاعق يوميا واستمر الامر عدة اشهر لتعود السفينة الى الميناء دون ان يهلك احد من طاقمها فاخذ طبيب السفينة يدعو لاستعمال هذا العصير اثناء الرحلات وما لبث ان ادرك اطباء اخرون ان عصير البرتقال وتناول الخضر يقي البحارة من هذا المرض وكان المرض ينتشر ايضا بين المواطنين في القرى والبلاد الفقيرة وخاصة اثناء الحروب فاتجهت الانظار الى الدعوة لتناول الفواكه والخضار كعلاج للمرض وبرغم ان النتائج كانت مشجعة الا انهم ظلوا برغم ذلك لا يدركون انه مرض الحفر(الاسقربوط)ولم يدركوا كذلك السر في استجابته للعلاج بتناول الخضر والفاكهة ولا السبب في ان تناول هذه الاغذية بالذات يقي من هذا المرض .
اما اليابانيين (حبايب قلبي ^^)كان الارز عندهم هو الغذاء الرئيسي مثل القمح في بلداننا وكانوا يعيشون عيشة راضية وفي صحة نوعا ما ..وعند بدء استعمال مضارب الارز التجارية في القرن التاسع عشر(معنى مضاربات يعني اقصد المنافسات التجارية على الارز) بدأ وباء ((البري بري))ينتشر في الصين وبلاد الشرق الاقصى وخاصة بين الطبقات الغنية التي يعتمد غذاؤها على الارز الابيض المقشور بينما سلم الفقراء الذين كانوا يتناولون الارز بقشره.
واعراض البري بري هي :
1- هزال شديد يسمى بالهزال الارزي
2- التهاب الاعصاب العديدة..وعندها لا يستطيع الانسان المشي ويشكو من الام في اجزاء مختلفة من جسمه .
3- القيء
4- القحة
5- تقل شهيته للطعام مع الم في الراس
6- وهن معدي
7- وفي النهاية تورم اطرافه مع ارق وعرق غزير.(اللهم احفضنا)
واول ما لفت النظر الى هذا المرض سنة 1880 اذ كان يبلغ عدد المصابين به 323 في السنة من كل الف بحار في الاسطول الياباني ..
أي ان ثلث الرجال تقريبا كانوا يقاسون المرض وبعد ان درس قائد الاسطول الياباني حياة البحارة البريطانيين اكتشف الاساس الخاطئ الذي بنيت عليه تغذية اليابانيين فكان ان عدله تبعا لما هو متبع بين البريطانيين ونتيجة لذلك اختفى المرض بسرعة.
وبعد عشر سنين من ذلك اكتشف ((ايخمان)) وهو طبيب هولندي في جاوة ذلك الخطأ في تغذية اليابانيين فلاحظ ان بعضا من افراخ الدجاج كان يقاسي مرض شبيه بمرض نزلاء المستشفيات المحلية .وبحث ايخمان في كيفية تغذية هذه الفراخ فوجد ان تغذيتها مقتصرة على الارز المبشور وحين اضاف الى الارز المادة السمراء المنزوعة(قشرة الارز) شفيت تلك الفراخ.
وفي جزيرة الفلبين سنة 1905 استاصل جراح امريكي وباء البري بري في مدة لاتزيد على ستة اسابيع من بين الجنود المحليين وذلك باستبدال ارزهم المقشور بآخر غير مقشور وعندها اتضح ان المرض لم يكن آتيا من الارز نفسه وانما اتى من الانسان نفسه الذي اهمل قشور الارز كما اهملنا نحن قشر القمح (النخالة).
اما اسم الفيتامين فجاء به الدكتور فونك سنة 1911 وهو عالم يعمل في معهد لستر بلندن ويقوم بتجارب الارز على الفئران والدجاج والحمام باطعامها تارة ارزا مقشورا وتارة اخرى قمحا مزالة نخالته واخرى قمحا صرفا..ثم عكف على قشور القمح والارز فاستخلص مادة خيل اليه انها من زمرة الاحماض الامينية وهي اخر سلسلة تفاعلات غذائية.اذ ينتهي الغذاء بالتحليل حتى يغدو حمضا امينيا تتقبله الخلية وتتمثله كغذاء لها.ولذلك خيل اليه ان ما اكتشفه نوع من الاحماض الامينية الذي يهب الحياة فأسماه آمين الحياة Amino-Vitوبدمج الكلمتين اصبحت كلمة واحدة وهي Vita-minoورغم ان التحاليل اثبتت لاحقا انه لاصلة بين تركيب الفيتامينات والاحماض الامينية فقد ظلت التسمية سارية حتى الان.
وقد اطلق العلماء الحروف الهجائية على انواع الفيتامينات فبدأوا نسبة الى اكتشافها (أ,ب,ث,د,هـ )
وقد تبدو تسمية الفيتامينات بالاحرف الابجدية غريبة وتعليل ذلك بسيط فأن من شأن علم الجبر والرياضيات أن يكون الحرف دليلا على وجود مادة او كم معلوما كان او مجهول ..وفي حالة الفيتامينات وعند اكتشافها وجدنا العلماء يفرضون وجود عناصر مجهولة لا علم لهم بها لم يستطيعوا تبين تركيبها وماهيتها وإن عرفوا باثارها وباعراضها التي كانت تظهر عند الحيوان والانسان فراحوا يرمزون لها بالاحرف ورغم ان العلماء توصلوا الان الى معرفة تركيب الفيتامين وصاروا يحضرونه اصطناعيا فما زالت التسمية الابجدية سارية.
ولم تكن التسميات المتعلقة بمحتوى المادة نفسه وانما بترتيب اكتشافها كما ذكرت.
فالفيتامين الموجود في قشر الارز والحبوب وغيرها انما سمي (أ (A- لانه كان اول الفيتامينات التي اكتشفت لا لسبب اخر والفيتامين (ب-B) الموجود في الفواكه كان ثاني الفيتامينات المكتشفة وتلاه الفيتامين (ث-C) الواقي من مرض الحفر(الاسقربوط) اما الفيتامين الرابع فهو (د-D) الذي تم اكتشافه سنة 1922 وهكذا تتابعت اكتشافات الفيتامينات وتتابعت تسميتها حتى بات عددها الان غير قليل.
وتصادف الفيتامينات في اكثر اجزاء النبات وفي كثير من اعضاء الحيوان الذي يكتنزها ويستوردها من تناول النبات حتى الاسماك والحيتان تخزن الفيتامينات (أ)و(د) في احشائها لتناولها النباتات الاشنية في البحار وبتأثير اشعة الشمس النافذة.
وتكون مقادير الفيتامينات كبيرة في الاعضاء الهامة للحيوانات كالكبد والقلب وفي الاجسام الهامة من النبات كالاوراق الخضراء والاثمار ويتناقص مقدارها في هذه الاقسام كلما بعدت الشقة بينها وبين الحياة ,فمثلا ان كل مائة غرام من البطاطا المقطوفة حديثا تحوي (25)ملغراما من الفيتامين (ث-C)
ولكن هذه المقادير تتناقص بعد مرور 24 ساعة الى 14 ملغم ولايبقى منها بعد اسبوعين سوى 6ملغم
وكذلك فإن كل 100 غرام من البقدونس الغض الطازج يحوي 240 ملغم من هذا الفيتامين ولا يبقى اكثر من 30 ملغم في اليوم التالي.
والان انتهى القسم الاول من تقريري يرجى عدم الرد لحين الانتهاء من الموضوع