الموضوع: أخي في القدس
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-16-2007, 08:05 PM
 
أخي في القدس




أخي في القدس

.
.
.


أخي العربيّ في القدسِ :


ألم تسمعْ ...؟


أما بلَغَتْكُمُ الأنباءْ ؟


بأنّ فطاحلَ الزعماءْ....


وأنَّ أكابرَ الحكامِ..


من عجَمٍ وأعرابِ .


و كلَّ رموزِنا النكراءِ :قد أسموك إرهابي...



* * *


ألمْ تسمعْ ؟


أما بلغتكمُ الأنباءْ ..؟


بأنّا قد بدأنا اليومَ ..


نقطفُ موسمَ الخيبه .


نهلنا في مدارسنا ،


تنادَينا .. وهرولنا ...


ووقعنا …. ووثّقنا ....


وبوّبنا مخازيَنا ،


فأعدمناكْ !


وأثبتْنا بمحضر جلسةِ الإعدامِ :


أن الحرَّ إرهابي .


وأن حصانَنا العربيَّ إرهابي .


وأن جميعَ من في المسجدِ القدسيِّ


إرهابي .


وأنَّ الحقَّ إرهابي .


وكلَّ مدافعٍ عن عرضهِ ،


عن مالهِ ،


عن أرضهِ ،


عن أقدسِ الحرماتِ : إرهابي .


وأنَّ الماردَ العربيَّ :


إرهابي .


وأعدمناكْ ..


أشْهَدْنا على الإعدامِ كلَّ الناسْ ،


ووقّعنا ونحن بكامل وعيِنا النذلِ :


على الإعدامْ .


وأسلمْنا إلى القوَّادِ :


كلَّ مرابطِ الخيلِ


* * *


ألم تسمع ؟


بأنا قد مسحنا اسمَ العروبةِ ....من دفاترنا .


شطبنا اسمَ الفلسطينيِّ والعربيِّ … والإسلامَ ..من قاموسِ غفوتِنا .


وألغينا نصوصاً من كتابِ الله .


كي لا يغضبَ الشيطانْ .


وباتت لعنةُ الإرهابِ :


لحناً في مقاهينا


* * *


ألم تسمع بأنك صرت كابوسا ،


وشكلاً من مآسينا .


وأنك لم تعد حرفاً


يُقال بحضرةِ السلطانْ .


وأنك لم تعدْ منا ، ولا فينا .


وما عادت شؤونك في العلى شأنا .


ولا عادت همومُك جزءاً من قضيتنا .


ولا عادت لكل حياتنا معنى .


ولا عادت شؤون العُرْب والإسلامِ :


شيئاً في مسيرتنا .



فلن نرضى بأنْ يُغتالَ -بعدَ اليوم – مغتصِبٌ.


ولن نرضى


بمن عادى لصوصَ الأرضِ والعرضِ .


ولن نرضى بمن يقضي :


شهيدا في ربى القدسِ .


ولن نرضى بمن يغتالُ بالأحجارِ :


وحشاً في مدينتكم …


ومن يغتالُ بالأقوال:


قرداً في مدينتنا



* * *


لقد قلنا:


ونحن نتيه في فيضٍ من القشُبِ،


و كاملِ وعينا العربي :


بأنّك لم تعد منّا ….


وأنّ عليك أن تُسبى...


وأنْ تُصلب....


لأنّك ألفُ إرهابي


* * *


أخي في القدس :


صدقاً :


إنّنا نُغتالُ كلَّ صباحْ ،


بسكّين تقطّعنا ...


بسيفٍ يقطع الأحشاء.... كلَّ صباحْ .


فنحن هنا كما اللاشيء …..


كالأشباحْ .


قد جفّت مآقينا ،


وأنستْنا صروفُ القهرِ


كيف نكون أحرارا


* * *


أنا منكم .


وحاشا أن تكونوا قطعةً منّا .


فنحن حثالةُ التاريخ :


نقعدُ هاهنا صمّاً ،


ونرزح في قيود الوهم والأهواءْ .


ونُدفَنُ في الثرى بكماً ،


رهينةَ رغبةِ الشيطانْ


* * *


أخي في القدسْ :


أنا منكمْ


وليس إباؤكم منّي ..


وحاشا أن يكون فخارُكم منّي .


فلستم في مراقي مجدكم منّي .


ولستم في علا آمالكم منّي .


أنا وهمٌ...... أنا نَكِرهْ .


جبانٌ ، لا أحب الموت مثلكُمُ .


بقايا حالمٍ يقتاتُ من كينونةٍ قذرهْ


* * *


أقبّلكم


أقبّل في وجوهكمُ :


ترابَ المقدسِ الدامي .


وأدفن في فخاركمُ :


ذلّي وآلامي .


فضمّوني !


أناشدكم بكل الحب :


أن أرقى إليكم ... في مسيرتكم .


أقبّل : وجهَ قافلةٍ ...تسافر خلفَ قافلةٍ … تسافر خلف قافلةٍ


لتقضيَ في رحابِ القدس ،


مؤْثرةً جوارَ الخالق الباري


وتحرقُ في مآثرها :


كتابَ الخزي والعارِ


* * *


أخي في القدسْ


صمدتم .. وحدَكمْ ..


في قلب ملحمةٍ من الغضبِ ،


تنوءُ بحملها الأنواء .


حجارتُكم :


تسامي باسمكم قدري .


فضمّوني ...أغيثوني ...


أودّ لو انني منكم ،


لأرمي مثلَكم حجراً كما ترمونْ .


وأقضي ... في ذرى حطين : حراً مثلما تقضون .


وأغْمِدُ في غدي المصلوبِ سيفاً :


نصلُه المسلولُ شيءٌ من كرامتكم .


. . .


أنا منكمْ


رموزُ كرامتي منكمْ....


بقايا نخوتي منكمْ.....


فضمّوني :


لعلّ الله يقبلني شهيداً في قوافلكم


* * *