والصلاة والسلام علي رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت وبارك الله فيك علي هذه التذكرة الطيبة
لأفهامنا ان الأم ذات مقام رفيع وطيب
ودليلنا علي ذلك هو قوله تعالي مشيداً ومبيناً
أن الأم وجب طاعتها والبر بها لأعتبارات اهمها
ان الله سبحانه وتعالي قال ذلك في كتابه العزيز :
قول الله تعالى:
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} الإسراء: 23 - 24
حينما قال ولا تقل لهما اُفّ ....
فالأفّ ...هو الكلام القذع الرديء الخفي، ...
.والسلوك الشائن
للوالدين سوي الأم او الأب ...
ويكون في كِبرهما لأنه سبحانه وتعالي خصّ حالة الكبر؛ لأنها الحالة التي يحتاجان فيها إلى برّه
لتغيّر الحال عليهما بالضعف ....
فأذا كان لفظة اُفّ فقط تعتبر مُهلكة للوالدين ...
فما بالك بتفضيل الزوجة بالكامل علي الام وتحقير التي ولدته
وتجاهلها وجعلنا في المرتبة الثانية بعد الزوجة ...
هنا لم يقل لها اُف فقط ...
بل عاقها واحتقرها وحطّ من كرامتها
ومن يفعل ذلك يعتبر في نظر القرآن الكريم
لايستحق الغفران او الرضي من الله
فحديث المصطفي صلي الله عليه وسلم
واضح وصريح حينما قال وبيّن ان الأم لها مقام رفيع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك ..
أما بالنسبة لقصة علقمة هذا
فقد تم البحث عن اصلها واسانيدها فوجدت ان العلماء معضمهم
قالوا عنها انها غير صحيحة وعلي رأس هؤلاء العلماء
وقد عتمد علي اراء العلماء وجهابذة الحديث ...
فهذه القصة منتشرة في شبكة التواصل الأجتماعية
بكثرة في الوقت نفسه
يمكن التأكد من صحتها او عدم صحتها بسهولة ...
ولكن لناخذه العِبرة والهدف من روايتها او الأستشهاد بها
هو طاعة الوالدين والحرص اشد الحرص علي بِرهما
وعدم تفضيلهما علي اُناس اخرين ....
فيكفينا القرآن الكريم وما ورد فيه من آيات تنبه الي طاعة الوالدين سوي الأم او الأب ...
وايضاً احاديث الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم الصحيحة
اما بخصوص هذه الأفعال الشائنة بحق الأم
فهي حقيقة وواقعة في مجتمعاتنا للأسف الشديد
وأصبحت شروط بقاء الزوجة هو ترك الام...واهمالها
ووضعها في دار العجزة ...
لتتربع ذات الصون والعفاف علي عرش قلب ابنها
حفض الله امهاتنا من كل سوء
والمسلم الكيس والمؤمن الحقيقي يستطتيع التوفيق
وهذا يحدث فقط ان تم اختيار الزوجة الصالحة التي تخاف الله
وتتقي الله في أم زوجها ....
وما وجود هذه المشاكل الا لعدم نجاح بعض الرجال في اختيار الزوجة الصالحة
وفي الأمثال التي تقول كما تدين تُدان
فكما فعلت الزوجة وفرضت علي زوجها تفضيلها علي امه
سيأتي من صُلبها من يفضل زوجته عليها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته