*/*الجزء الثالث عشر*/*
..<<سابقا>>..
جذبها من يدها ليأخذها خارج المنزل وهو يقول: الحياة هو ما ستخسرينه ان لم تعودي الى المنزل يا مجنونة ..
توقفت بالقوة لتجذب يدها منه وتقول: اتركني .. انا حرة في ما افعله .. مهتك هي حمايتي لا اكثر..ام هل نسيت!!
ابتعدت عنه لتعود الى المنزل ولكنه امسكها مرة اخرى ليجعلها ملاصقة له ويقول:لن تفعلي هذا بعد الان .. انتي مجنونة ..!
بقيت مندهشة من ما فعله لتوه وعينيها متوسعة وهي تنظر اليه منصدمة ..
ارادت قول شيئا الا انه انتبه على نفسه ولكنه..
لم يعرف ما يواتيه هذه المرة .. اراد ان يبعدها عنه .. ولكن شيئا ما يجعله ممسكا بها ..
وكأنه يريد ان تكون هي بين يديه هكذا ..
نظر الى عينيها الزبرجدية المتوسعة والتي قد بانت ملامح الضعف عليها ليقترب اكثر منها وهو فاقد السيطرة بالكامل ..
ولكـــــــن.. نجح في السيطرة على مشاعره..
ابتعد عنها وقد استجمع قواه ليقول بتوتر : أ..أنا..
بقيت تنظر اليه بدهشة وقلبها يخفق بقوة لسبب تجهله..
وفجأة
سمعو صوت رعد مدوي ليمهد لنزول قطرات مطر كانت خفيفة في البداية ولكنها سرعان ما ازدادت قوتها وكلاهما ينظران الى الاخر بصمت ..
~لندخل قبل ان نبتل بالكامل~
اومأت برأسها لتدخل بهدوء الى المنزل وهو بقي في الخارج .. نظر الى السماء لتبلل قطرات الماء وجهه ويقول في نفسه : لماذا!!!
دخل الى المنزل بعد مدة وتلك الخصلات المبتله تغطي ملامح وجهه ليتفقد المكان الذي كانت فيه ليراه خاويا ...
اخذ يلتفت من حوله ليسمع صوت خطوات خفيفة من خلفه ويلتفت ليراها مغيرة ثيابها..
مردتية بنطال اسود من الكتان وبلوزة حمراء برقبة واضعة في يدها كوب من الكاكاو الساخن لتقدمه له وتقول : خذ هذا .. لاشك انك تشعر بالبرد..
غطى البرود ملامحه الشادرة ليأخذه منها وتتقدم هي امامه لتقول: تعال الى هنا .. فقد اشعلت النار..
مشى من بعدها ليصل الى تلك الغرفة التي كان كل شيء بها من الخشب .. عكس المختبر البارد ذاك..
حيت الموقد من الطرف الايمن مشتعل وتلك الوسائد الكبيرة امامه ..
ومن طرف الغرفة الايسر وجدت منضدة صغيرة وضعت عليها صورا لعائلتها .. وهي وابيها..
ووسطها وجدت سجادة كبيرة وعلى جوانبها ارائك كبيرة نوعا ما ..
بقي ينظر الى ذلك المكان الذي رغم بساطته الا انه مليء بالذكريات الدافئة ليسمع صوت حزين يقول: كان هذا مكان تفكيره ..
التفت الى حيث الموقد ليراها جالسة مغطية نفسها بوشاح من الصوف وممسكة بكوب الكاكاو بيدها لتردف: لم يكن يحب ان يأتي احد الى هنا.. باستثنائي..
لانت ملامحه ليغطي الاسى وجهه ويقترب نحوها ببرود ليجلس بالقرب منها ويقول: يبدو انه كان يعتبرك ملاذه ايضا ..
ابتسمت بشحوب لتقول: كان كلانا ملاذا للآخر .. كنت كاتمة اسراره الوحيدة .. بأستثناء.....
ارادت ان تكمل الا انها عضت على شفتيها لتنزل الدمعة تلك من عينيها وينتبه هو عليها ليقترب منها ويمسح دمعتها ليقول: لا تفكري بالمفقود حتى لا تفقدي الموجود.. المهم هو انك مازلت محاطة بأشخاص يحبونك.. لا تبكي هكذا .. فأنا....
لم يكمل جملته لرؤيتها مندهشة من ما فعله لتزداد تلك الدموع بالانهمار وترتمي بين ذراعيه لتقول: لا استطيع ياهيرو .. هو كان شعلة املي في الحياة .. وشخص ما اطفأها .. لا استطيع ان افكر بعدم وجوده الى جانبي.. انا ضعيفة بدونه.. لا حيلة لي.. ولكن لا احد يقدرني .. لا احد يتسطيع ان يقدر ما امر به .. حتى امي..
لا اسطتيع ..لا استطيع ..
توسعت عينيه وهو يراها على هذه الحالة لتتحول ملامحه الى الحزن القاتل ويغمض عينيه ليقول بهدوء وهو يضع يده على ضهرها : اذا ابكي كما تشائين .. فهذا هو حلك الوحيد..
شدت على قميصة وتلك الدموع تبلل قميص المبتل اكثر لتغط في النوم وهي بين ذارعيه ..
وحزنه القاتل يكاد يجعله يجن..
نظر الى تلك الملاك التي بين ذراعيه ليحول انظاره الى السماء الملبدة بالغيوم والتي بدأت تنقشع شيئا فشيئا ليقول بصوت خافت: ليت حزنك هذا ينمحي مع تلك الغيوم !!
ومضى ذلك الليل الملئ بدموع تملؤها الاحزان ..
لتبزغ شمس يوم جديد وتنقشع غيوم الخيبة لتحل نور الامل وسط قلوب بدأت تنبض من جديد..
تقلبت تلك الفتاة يمينا وشمالا متهربة من تلك الخيوط التي تسللت الى عينيها لتشعر بشعور غريب..
فتحت عينيها ببطئ لتدهش من المنظر الذي رأته ..
رفعت رأسها بهدوء لتنظر من حولها وترى نفسها في غرفة النوم في ذلك الكوخ ..
وضعت يدها على رأسها لتقول في نفسها : مالذي حدث البارحة وكيف اتيت الى هنا؟؟
حاولت ان تتذكر لحظات البارحة لتبتسم ابتسامة بسيطة وتنتفض من مكانها وتأخذ حماما دافئا وترتدي فستانا ابيض قصير يصل الى ما قبل ركبتيها عاري الاكمام ..
ويلف جسدها من الاعلى ليتوسع من تحت خصرها الى نهايته
نزلت الى الاسفل لتراه مستلقيا على تلك الكنبة الخضراء اللون واضعا يده على رأسه ..
اقتربت منه اكثر لتجثو على ركبتيها وتنظر اليه وهو نائم لتبتسم وتقول بصوت خافت : اذا ايها الفتى الجليدي .. هناك دفء تحت جمودك ..!!
رفعت يدها لتلامس خصلات شعره وهي تتذكر لحظات البارحة لتتوسع ابتسامتها البسيطة ولكنها سرعان ما ابعدتها وانتفضت من مكانها لتقول : يا الهي .. هل من الممكن انني.. لا .. هذا مستحيل..!!
اسرعت بالسير الى حيث ذلك المطبخ الجانبي الصغير في المنزل لتحاول الهاء نفسها عن ما يدور في بالها ..
وتلك العينين الرمادية تنفتح لوهلة لتشق ابتسامة بسيطة بين محيا صاحبها وتغمض ثانية ..
اخذت تبحث بين تلك الاواني وفي تلك الجرارت لترى بعض الاطعمة الخفيفة لتبتسم وتقول: لم يمضي على اخر زيارة له كثيرا اذا .. لابد انه قد ترك شيئا ..
التفتت الى مكان تلك الغرفة او المختبر لتقول : سأحاول مرة اخيرة قبل عودتي ..
قامت باعداد طعام الافطار ليفتح عينيه ببطئ ويقوم من مكانه بهدوء ليقول: مالذي تفعلينه ؟؟
نظرت اليه بابتسامة ساخرة لتقول: ومالذي تراني افعله .. احظر قنبلة !!!
انتفض بهدوء ليتجه الى حيث هي ويقول: ومن يدري كل شيء جائز مع مجنونة مثلك!!
رمت عليه الوعاء الذي بيدها ليمسكه بسرعة خاطفة لتندهش قليلا وتتلافى هذا لتقول: لقد قمت بتحظير طعام الافطار لنا.. سنتناوله وبعد هذا نعود.. حتما امي الان قلقة علي.. والمكان هنا منعزل لهذا لاتوجد تغطية للهاتف ..
عاد الى مكانه ببرود ليقول: وما شاني انا انتي من جلبني الى هنا .. تحملي افعالك وعواقبك معها ..
نظرت اليه بلا مبالاة لتكمل ما تقوم به وتضع الطعام على المائدة لتقول: حسنا .. اسخر مني كما شئت ولكنك اتيت معي وستكون ايضا ملام..
وضع يده على وجنته بملل ليقول: ومالذي قد اخسره!!
ابتسمت بمكر لتقول: ربما حياتك..
لم تتغير ملامحه ليقول بنفس الاسلوب: ومالجديد في الامر!!
صمتت قليلا لتقول بعد مدة : لقد نسيت بأني اكلم جليدا لا فتى !!
لم تتغير ملامحه البتة لتدهش هي وتنظر الى يمينها حيث ذلك المختبر لتشرد وينظر هو اليها ليقول بهدوء: اذا .. هلا تفضلتي واخبرتي ما سبب زيارتنا هنا؟؟
نظرت اليه من طرف عينيها لتبتسم ابتسامة بسيطة وتقول وهي تمد يدها نحوه : من اجل هذا ..
نظر الى تلك الورقة المطوية ليقول: وما هذا؟؟
فتحتها لتقول: البارحة كنت اقرأ دفتر ملاحظات والدي ولفت نظري كلمة كنت قد سمعتها منه من قبل.. ورجوت ان يكون هذا بداية الخيط لمعرفة من قتلوه ..
توسعت عينيه ليقول: مالذي تعنيه؟؟
نظرت اليه ببرود لتقول: ما فهمته .. ابي قتل على يد جماعة او عصابة ما وانا لن ارتاح قبل ان اجد قاتله حتى لو كان هذا اخر يوم في حياتي ..
نظر الى وعائه ليقول ببرود: وان وجدته .. مالذي ستفعلينه ؟؟
نظرت اليه بنظرة مخيفة لتشد بقبضتها على الملعقة وتقول: سأقتله بيدي.. او استمتع بتعذيبه حتى الموت عله يشعر بشعوري كل يوم..
بقي ينظر اليها وهي على هذه الحالة ليقول: وهل انتي متأكدة من انه هناك عصابة ما قتلته .. ؟
نظرت الى الوعاء لتقول:لا بل انا على يقين ..
سألها بهدوء: وكيف هذا ..؟
نظرت اليه لتقول: لاني كنت معه حين مات .. وأنا اعلم بانه قتل من اجل شيء لم يرضى اعطائه ..
هيرو بدهشة : كنتي معه .. ولكن كيف..؟
انتفضت من مكانها لتقول ببرود: كنت معه وانتهى الامر .. وهذا هو سبب قدومي الى هنا ..
التفتت اليه لتقول : هل فهمت؟؟
اغمض عينيه ليقول ببرود: اجل..
مرت من خلال المختبر ذاك لتبحث من جديد وتنصدم من ما راته تحت مكتب ابيها..
وبس
مالذي توصلتم اليه الان من هذه الاحداث؟؟
وماذا قد يكون ما اكتشفته ريلينا ؟؟
لمَ الدهشة تلك التي غطت ملامح هيرو؟؟
وهل هناك حقا بداية شعور لم يكن بحسبانه للطرفين ؟؟
مودتي