كانت الساعة قد قاربت علي العاشرة
وكنت قد خرجت من هناك لتوّي
أمشي وحدي وقد فقدت كل أملٍ في رؤيتها
في الشارع ؛
مصباح الإنارة الوحيد , كان معطلاً
والشارع مظلم وخالٍ من أي شئ إلا ظلال تتراقص علي الخيط الشارد من ضوء القمر !
وخطوات أقدام - بطيئة و متثاقله -
نظرت أمامي
ولمحتها !
تسبقني بمسافةٍ لا بأس بها
صاحبة المشية البطيئة و الخطوات المتثاقله
أسرعت أكثر
إقتربت
وأصبحنا متجاورتين تماماً !
حاولت إختلاس النظر إلي وجهها
إنتبهت إليّ
وأدارت وجهها نحوي
لا ملامح أبداً !
الظلام يبتلع كامل وجهها
وشئ يلمع من خلف نظّارتها
يحدّق بي !
نفس النظرة !
نفس العينان !
أتكون هي ؟
لا أستطيع الجزم !
وقفت دقائق أفكر بينما سبقتني هي ،
وأسرعتُ
فسبقتها
إقتربتُ من الجرس
كنت أعلم أنه لا أحد هنا
كل ما فكرت فيه هو الهروب من نظراتها ,
لأمنح نفسي لحظات في التفكير بعيداً عن تحديقها !
إنشغلتُ لدقائق
وفكرت أنها ربما قد تكون وصلت للشارع الرأيسيِّ الآن
تنفّستُ براحة
وإستدرتُ خلفي ..
فوجدتها !!
وجدتها كما هي واقفة مكانها
وما زالت تحدقُ بي.
هي أيضاً وقفت لتفكر ؟
أتراها كشفت ما أفكر فيه ؟
أتراها عرفتني ؟
محال.
لا فائدة إذاً من الإنتظار ؛
فهي لن تتحرك إن لم أفعل أنا !
تقدّمتُ فسبقتها
ثم تراجعتُ للخلف لأدعها تسبقني
إستدارت يمينها ، لم تجدني
وإستدارت يسارها فأبعدتُ نظري عنها
ولمحتها بطرف عيني تنظر إليّ !
إنحَدَرَتْ يساراً
وإبتلعها الظلام .
ومضيت ألعن الحظ الذي رتّب لنا لقاءاً صامتاً في شارعٍ مظلم كئيب
تسائلت : هل عرفتني ؟
وكيف تعرفني وليس بيننا سابق لقاء ؟
* ضحكتُ لسذاجتي.
ربّما كما عرفتها أنا.
وإن كنتُ بعد ، لا أجزم بذلك تماماً.
؛
بقلمي / سالي