فيقول بعدما استعاد بروده: أنا؟ لا شيء، فقط أبحث عنك.
نظرت إليه بعينين غير مصدقتين لكنه لم يعرها اهتماما بل قال بتهكم: لقد اختفيت من دون إخبار أحد.
فتنظر إلية وتقول بصوت أرادت منه أن يكون حادا ليخفي ارتباكها: هذا ليس من شأنك.
وما كادت تنهي جملتها، حتى جذبها هيرو من يدها نحو سيارته قائلا: أتيت إلى هنا لسبب واحد، وعليك أن تعودي للبيت.
فقات وهي تئن: أترك يدي أنت تؤلمني.
ولكنه لم يهتم لها بل أخذ يبحث عن سيارتها ولكنه لم يجدها. فسألها: كيف أتيت إلى هنا.
فأجابت باختصار: مشيا.
استغرب فعلها ولكنه فتح باب سيارته وقال: هيا اصعدي.... لكنها لم تتحرك....فاقترب منها ويرفع وجهها بيده وقال بنبرة ساخرة ولكنها تحمل بعضا من التهديد: لا
تحاولي
أن تكوني قوية.
من دون أن تفكر أسرعت بالصعود للسيارة فهي لم تكن لتحتمل ذلك. فصعد بدوره وجلس خلف المقود وقال ساخرا: لم أكن أعلم أنك
رمنسية
...
ولكنه لم يلق جوابا فقد كانت تفكر: لقد سمعني.
فأضاف بسخرية تفوق الأولى: إذا من هو؟
فتقول بهدوء:
دعني
وشأني. هذا لا يخصك في شيء.
فينظر لها لثوان دون قول شيء. ثم يشغل السيارة وينطلق وهو يفكر: إذن لقد سبقني شخص آخر إلى قلبك. ثم يبتسم بألم لاحظته يارا التي استغربت هذه الابتسامة.
بعد دقائق وقفت سيارة زرقاء رياضية أمام بيت سينار
روسل
لتنزل منها تلك الفتاة بسرعة وتصعد الدرج للدخول إلى البيت. ثم تتوجه برفقة هيرو إلى مكتب والدها بعد أن لاحظت من خلال النافذة أنه منار. وعندما دخلت علت الابتسامة وجوه الجميع فأسرعت سيرينا لتحتضن ابنتها ودموعها تسيل بهدوء على خديها.
فتربت الفتاة على كتفي أمها مطمئنة: أنا بخير... قالت هذه الابتسامة وهي تحاول الابتسام. ثم تقول معتذرة بعد أن ابتعدت عن أمها: المعذرة.... أريد البقاء وحدي.
استغرب الجميع قولها ولكنها صعدت دون أن تنتظر منهم اعتراضا.
فينظر إليها هيرو بعينين شاردتين ثم يقول لأخته: فلنغادر. ثم يقول للبقية: تصبحون على خير.
فيشكره سينار على مساعدته. ثم ينصرف.
على الدرج قال هيرو: سيما سترافقينني في سيارتي.
تستغرب سيما طلبه لكنها لم تحاول الاعتراض لأنها تعلم أنه لن يهتم لذلك. فقالت بهدوء: لا بأس.
وصعدا السيارة معا بعد أن اتصلت سيما بوالدها ليرسل السائق لأخذ السيارة.
وفي داخل المنزل لحقت هاناي بصديقتها ثم قرعت الباب. فيقول صوت باك من الداخل: أدخلي هاناي.
فتدخل الفتاة وهي تحاول الابتسام: عرفتني.
فتبتسم يارا رغما عنها. ولكنها لم تقدر على مواصلة الابتسام فقد تغلبت آلامها على محاولاتها.
فتقول هاناي بعد أن جلست قرب ابنة عمها: إذا؟؟
فترتمي يارا في حضنها وهي تقول: أنا أحبه. لم أعد أستطيع الاحتمال. ............ ثم تواصل البكاء
فتحيطها هاناي بذراعيها وتقول بحنان: لا يستحق أي شيء دموعك، أرجوك يكفي. فالبكاء لن يفيد. هو ليس لك. لا تنسي أن له خطيبة. يجب عليك نسيانه.
فتهز يارا رأسها نفيا وهي تبكي: أنا لن أستطيع. أنا أحاول منذ أربع سنوات.