عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 08-06-2013, 10:32 PM
 

مرحبا بالمتابعين الحلوين
هذا هو الفصل الثامن
أرجو أن يعجبكم
فيه مفاجآت رائعة
وفية إجابات كثيرة على الأسئلة التي طرحت سابقا


الفصل الثامن




في غرفة جاك (غرفة فسيحة، في وسطها سرير كبير. ليس ببعيد عنه مكتبة زخرت رفوفها بشتى أنواع الكتب ولكن غلبت عليها الكتب والروايات البوليسية، فقد كانت المفضلة لدى جاك. بجانب هذه المكتب نجد مكتبا مخصصا للدراسة. وفي الجانب الآخر من الغرفت وجدت خزانة ضخمة مملوءة بالملابس. وبجانبها باب طلي باللون الأزرق يقود إلى حمام فخم بأتم معنى الكلمة.)
كان الفتى الأشقر يستمع إلى الموسيقى عندما رن هاتفه بجانبه فجأة. فأغلق حاسبه المحمول ليتفقد المتصل فإذا بها هاناي فيتساءل قائلا: ترى ماذا حدث، لم تتصل بي في وقت كهذا؟ ثم يضغط زر الاستجابة في هاتفه ويقول بملل: أهلا هاناي.
فيأتيه صوت ممازح يقول: هل أيقظتك من نومك يا أمير الجليد؟
فيجيب ببرود مصطنع: لا تحاولي استفزازي، ماذا تريدين؟
فيبدو القلق واضحا في صوت هاناي التي تقول: الأمر يتعلق بيارا، فهي لا تجيب على اتصلاتي.
فيجيبها الفتى ذو العينين العسليتين قائلا بضجر: قد تكون نائمة. تصبحين على خير. ثم يهم بإنهاء الاتصل لولا صوت هاناي الذي صرخ: تفقدها أرجوك من أجلي.
فيجيبها بعد أن استسلم: سأتفقدها، ولكن ليس لأجلك.
فتجيبه بنبرة أرادت منها أن تكون مرحة: أعلم ذلك...... ولا تغلق الخط أرجوك.
فيتنهد بعدما فتح باب غرفته ليخرج منها ويقول: لا بأس.
وما إن وصل إلى الغرفة حتى طرق بابها، لكنه لم يجد أي رد. فأعاد المحاولة ثلاث مرات إلى أن قرر الدخول ليعرف ما يحدث. ولكن
جاك بصوت يملؤه الفزع: يا الهي إنها ليست هنا.
انتظر أن يسمع إجابة من ابنة عمه لكن دون جدوى، فقد كانت قد أغلقت الخط بعد إنهائه جملته قائلة في نفسها: يبدو أنها لم تتمكن من النوم. فقد كان اليوم غير متوقع أبدا. ثم تتنهد بألم لما تعانيه صديقتها وتقول بقلق: أرجو فقط أن تكوني بخير.
ثم تخرج من غرفتها وتنزل الدرج لتتوجه نحو الباب الرئيسي وما إن فتحته حتى اصطدم بها شخص ما بقوة ليوقعا أرضا. فصرخت منزعجة موري مالذي فعلته.
فينتبه لها الطفل ليقول بارتباك: آسف أختي.
لكن الفتاة تبتسم قائلة وقد نسيت أنها لا تزال على الأرض: بما أنك هنا يعني أن أبي قد عاد أيضا، صحيح؟ فيومئ الطفل برأسه ثم يصعد الدرج بسرعة رهيبة.
*الاسم: موريس إيرول (شقيق هاناي الأصغر)
العمر: 7 سنوات.
الشعر. بني
والعينان: بنيتان
بعض التفاصيل: فتى مشاغب ومرح. ودائما ما يزعج هاناي (عادي بما أنها أخته) وأيضا لا يطيق جاك فقط لأنه شقيق يارا فهي الأقرب إليه ويريدها أن تكون أخته هو.
لا تركض، سوف تسقط. فالتفتت هاناي خلفها لترى أن قائلة العبارة لم تكن سوى أمها. فتقول بغضب مصطنع بعد أن رأت والدها برفقتها: ما هذا العدل؟ أتعلم أمي بموعد عودتك ولا تخبرني؟
فيبتسم ولدها بحنان ليقول: كنت أريدها مفاجأة لك، كما أنني واثق أنك كنت ستتركين دراستك لتأتي لاستقبالي وهذا لا يروقني.
فتجيبه هاناي وقد وقفت بعد أن تذكرت أن عليها الذهاب: لا عليك أبي علي أن أذهب لبيت عمي الآن لن أتأخر. وعندما آتي سأرى ما أحضرته لي. ثم تقبل والديها وتنصرف لتركب سيارتها وتقودها خارجا.
فتقول الأم بمرح: لا عليك ستيفين، فالشباب لن يتغيروا.
فيومئ مويدا ويقول: صحيح فقد كنا هكذا في شبابنا.
فتنضر إليه بطرف عينها كأنها تحذره: قل هذا عن نفسك فأنا لازلت شابة كما ترى.
فينظر إليها بسخرية ثم يبدآن في الضحك معا.
وفي ذلك المنزل الفخم، وبالتحديد في مكتب السيد سينار كانت سيرينا (ولدة يارا إن كنتم تذكرون) تنظر لزوجها منتظرة إجابته على سؤال معين فقال لها: لا أظن الوقت مناسب لذلك.
ولكنها عارضته قائلة: بل إنه مناسب. فمنذ عيدها السابع عشر، جميع صديقاتي طلبن يدها من أجل أبنائهن، ولكن أؤجل ذلك بدعوى أنه ليس الوقت المناسب. ولكن إلى متى.

فيقول زوجها بهدوء: إلى أن تقرر هي ذلك. فليس من حقنا أن نختار مستقبلها بأنفسنا.

فتقول المرأة الشقراء بشي من الغضب: والمشكلة تكمن هنا. لقد تحدثت معها ولكنها رفضتهم جميعا. أتصدق؟ إنهم
إثنان
وعشرون رجلا يا سينار، أتفهم؟ لذا يجب...

ولكن قاطعها دقّ على الباب ليدخل بعدها جاك الذي خاب أمله من العثور على أخته في البيت بعدما بحث عنها في كل الأرجاء فتقول والدته مستغربة: ألازلت مستيقظا؟ إنها الثانية بعد منتصف الليل.

فيتنهد الشاب ثم يقول بعد أن حاول إبعاد القلق عن صوته: هل رأيتم يارا؟ فهي ليست في غرفتها.

نظر له كل من سينار وسيرينا باستغراب دون النطق بحرف واحد كأن كلمات ابنهما قد أخرستهما. ثم سمع جاك صوت أمه التي قالت بارتباك وقلق: هل اتصلت بها؟

وازداد قلقها أضعافا عندما سمعت إجابة جاك التي أكدت ذلك.

فجاء صوت سينار الذي نطق مطمئنا: لا تقلقا ستكون بخير.

فتتنهد سيرينا بألم. ثم تنظر
الى
ابنها كأنها تسأله أن يفعل أي شيء للعثور عليها. فأومأ برأسه بعد أن فهم ما كانت تعنيه. ثم خرج من المكتب وأغلق الباب وراءه. ولكنه اصطدم بابنة عمه التي وصلت لتوها والتي قالت متذمرة: المرة الثانية في هذا اليوم.

فيضحك جاك ويقول وهو يساعدها على النهوض من على الأرض: يبدو أن أخاك قد عاد.

فتقول مصطنعة البراءة: أرأيت؟ ألا يعد هذا ظلما؟

فابتسم ابتسامة مرحة. ثم يخرج هاتفه من جيب سرواله ويضغط رقما معينا وهاناي تنظر إليه منتظرة بعد أن أعلمها أنه سيسأل سيما.

وفي المكتب كان قلق سيرينا قد زاد فقالت متسائلة: أتظن أننا لن نجدها؟

فتسمع رده: لا أظن.

فتقول بصوت عال ومرتبك: ماذا؟

فينتبه لها زوجها الذي قال: لا عليك قصدت
فقط أنني أستبعد أن تكون اختطفت، فلا أظن أن أحد تسلل إلى البيت فنظام الحراسة لدينا شديد.

سيرينا بإحباط: يا الهي. هذا ما كان ينقصني.

كان جاك يحاول الاتصال
بسيما
إلى أن أتاه صوت من الجهة الأخرى يقول: ماذا؟ أنا نائمة.

فتسمع جاك الذي يقول ببرود: إذن استيقظي..... هل رأيت يارا.

فتنهض مسرعة من فراشها وهي تقول: جاك؟ ما الأمر؟.... أ...أقصد ماذا قلت؟

فيجيبها ببرود: ما سمعته. هل رأيتها؟

فأجابته بالنفي. ثم تصرخ بعد أن استوعبت ما حدث:
مااااااذااااااااا
؟ أتعني أنها مفقودة.

اضطر جاك لإبعاد السماعة هن أذنه بسبب الصراخ القوي. ولكنها واصلت بهدوء تقريبا وبلهفة: سآتي حلا.

ولم تنتظر لسماع رد جاك
بي
أغلقت الخط وأسرعت تنزل الدرج للمغادرة بعد أن غيرت ملابسها ولكنها رأت هيرو صاعدا إلى غرفته فسألها: إلى أين؟

فقالت بسرعة: يارا مفقودة وعلي أن .... لم تتمكن من أن تكمل جملتها لأن هيرو كان قد ذهب. فتنهدت بضجر وواصلت طريقها.
استقل هيرو سيارته الرياضية وانطلق بها وهو يفكر: أين يمكن أن تكون هذه الحمقاء؟
استقلت سيما سيارتها أيضا بعد مغادرة هيرو. كانت سيارتها زرقاء بلون السماء يطابق لونها لون قميصها بدون أكمام وقد ارتدت معه سروالا قصيرا ذا لون أبيض مع حذاء رياضي.
وفي تلك اللحظة دخل كل من هاني وجاك مكتب سينار. فاستقبلتهما سيرينا بقولها: هل وجدتها؟ فيهز جاك رأسه نفيا. فتنهار والدته على المقعد باكية من القلق: أين يمكن أن تكون.
فتبتسم هاناي: لا عليكما سنجدها. لا تقلقا.
ثم تتوجه إلى عمها بالقول: أنا أحاول الاتصال بها منذ منتصف الليل. ولكني لم أحصل على أي رد.
وفي تلك اللحظة يسمع طرق على الباب.
سينار: تفضل فتدخل السيدة كلارا (أتذكرون رئيسة الخدم): ابنة الرئيس تريد رؤية السيد جاك.
فيومئ جاك وسط استغراب والديه اللذان يقولان: أتعرفها؟
ولم ينتظرا إجابة لأن سيما كانت قد دخلت فيسألها جاك: إذا؟؟؟ هل وجدتها؟
فتهز رأسها نفيا وتقول: أنا لم أبحث أصلا. ثم تنتبه وتقول: المعذرة أنا لم ألق التحية بعد. ثم تقول: مرحبا سيدي، مرحبا سيدتي. تشرفت بمعرفتكما. أنا صديقة ليارا.
فيبتسم سينار بحنان ويقول: أهلا بك يا ابنتي.
بينما تكتفي سيرينا بهز رأسها مرحبة لأن الغصة منعتها من الكلام.
فتقول سيما وقد جلست بجانب هاناي: لقد أعلمت هيرو....
فيقاطعها جاك: اتصلي به.
فتومئ ثم تضغط رقمه فيجيبها: ما الأمر؟
-أوجدتها؟
-ومن قال أنني أبحث؟
-لا يهم... ثم تسأل هاناي: أين يمكن أن تكون برأيك؟
تفكر هاناي ثم تجيب: ربما عند الشاطئ.
فتقول سيما لهيرو: ابحث عنها في الشاطئ.
-يبدو أنها رومنسية لتفضل الشاطئ
-كفاك مزاحا ثقيلا وواصل البحث.
ثم تقطع الاتصال فيتساءل هيرو: ماذا يمكن أن تفعل هناك؟
وعلى الشاطئ كانت تلك الفتاة التي ترتدي فستانا ورديا وحذاء طويلا من نفس اللون واقفة على خشبة تراقب البحر كأنها تطلب منه المساعدة. ودموعها تسيل على خديها الناعمين. فقالت بعد أن حاولت منع دموعها من السيلان: ولكن مع هذا لازلت أحبه.
-حقا؟ سمعت شخصا يقول هذه العبارة فالتفتت لترى شابا ذو عينين زرقاوين تشعان في ذلك الظلام. ما إن رأته حتى تمنت أن ترمي بنفسها في حضنه لتخفف أحزانها ولتعيش حلمها.
لم يقد هيرو على الكلام أو الحراك بعدما رأى دموعها. ولكنها قتلت الصمت بقولها وهي تمسح دموعها: ماذا تفعل هنا؟
فيقول بعدما استعاد بروده: أنا؟ لا شيء، فقط أبحث عنك.
نظرت إليه بعينين غير مصدقتين لكنه لم يعرها اهتماما بل قال بتهكم: لقد اختفيت من دون إخبار أحد.

فتنظر إلية وتقول بصوت أرادت منه أن يكون حادا ليخفي ارتباكها: هذا ليس من شأنك.

وما كادت تنهي جملتها، حتى جذبها هيرو من يدها نحو سيارته قائلا: أتيت إلى هنا لسبب واحد، وعليك أن تعودي للبيت.

فقات وهي تئن: أترك يدي أنت تؤلمني.

ولكنه لم يهتم لها بل أخذ يبحث عن سيارتها ولكنه لم يجدها. فسألها: كيف أتيت إلى هنا.

فأجابت باختصار: مشيا.

استغرب فعلها ولكنه فتح باب سيارته وقال: هيا اصعدي.... لكنها لم تتحرك....فاقترب منها ويرفع وجهها بيده وقال بنبرة ساخرة ولكنها تحمل بعضا من التهديد: لا
تحاولي
أن تكوني قوية.

من دون أن تفكر أسرعت بالصعود للسيارة فهي لم تكن لتحتمل ذلك. فصعد بدوره وجلس خلف المقود وقال ساخرا: لم أكن أعلم أنك
رمنسية
...

ولكنه لم يلق جوابا فقد كانت تفكر: لقد سمعني.

فأضاف بسخرية تفوق الأولى: إذا من هو؟

فتقول بهدوء:
دعني
وشأني. هذا لا يخصك في شيء.

فينظر لها لثوان دون قول شيء. ثم يشغل السيارة وينطلق وهو يفكر: إذن لقد سبقني شخص آخر إلى قلبك. ثم يبتسم بألم لاحظته يارا التي استغربت هذه الابتسامة.

بعد دقائق وقفت سيارة زرقاء رياضية أمام بيت سينار
روسل
لتنزل منها تلك الفتاة بسرعة وتصعد الدرج للدخول إلى البيت. ثم تتوجه برفقة هيرو إلى مكتب والدها بعد أن لاحظت من خلال النافذة أنه منار. وعندما دخلت علت الابتسامة وجوه الجميع فأسرعت سيرينا لتحتضن ابنتها ودموعها تسيل بهدوء على خديها.

فتربت الفتاة على كتفي أمها مطمئنة: أنا بخير... قالت هذه الابتسامة وهي تحاول الابتسام. ثم تقول معتذرة بعد أن ابتعدت عن أمها: المعذرة.... أريد البقاء وحدي.

استغرب الجميع قولها ولكنها صعدت دون أن تنتظر منهم اعتراضا.

فينظر إليها هيرو بعينين شاردتين ثم يقول لأخته: فلنغادر. ثم يقول للبقية: تصبحون على خير.

فيشكره سينار على مساعدته. ثم ينصرف.

على الدرج قال هيرو: سيما سترافقينني في سيارتي.

تستغرب سيما طلبه لكنها لم تحاول الاعتراض لأنها تعلم أنه لن يهتم لذلك. فقالت بهدوء: لا بأس.

وصعدا السيارة معا بعد أن اتصلت سيما بوالدها ليرسل السائق لأخذ السيارة.

وفي داخل المنزل لحقت هاناي بصديقتها ثم قرعت الباب. فيقول صوت باك من الداخل: أدخلي هاناي.

فتدخل الفتاة وهي تحاول الابتسام: عرفتني.

فتبتسم يارا رغما عنها. ولكنها لم تقدر على مواصلة الابتسام فقد تغلبت آلامها على محاولاتها.

فتقول هاناي بعد أن جلست قرب ابنة عمها: إذا؟؟

فترتمي يارا في حضنها وهي تقول: أنا أحبه. لم أعد أستطيع الاحتمال. ............ ثم تواصل البكاء

فتحيطها هاناي بذراعيها وتقول بحنان: لا يستحق أي شيء دموعك، أرجوك يكفي. فالبكاء لن يفيد. هو ليس لك. لا تنسي أن له خطيبة. يجب عليك نسيانه.

فتهز يارا رأسها نفيا وهي تبكي: أنا لن أستطيع. أنا أحاول منذ أربع سنوات.

__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس