هل هناك حاجة للخدم ...ام البرستيج هو الذي يفرض .....؟ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي رسول الله
الاخوة الكرام
الاخوات الطيبات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتحدث اليوم عن موضوع انتشر في ربوع بلادنا العربية
ولم يقتصر في بعض الدول الخليجية ،
بل انتشر في كل البلاد العربية
فبأنتشاره ...ظهرت اصوات رافضة للخدم ....
واصوات مؤيده لهم ....
وأصوات لم تستطيع ان تبني فكرة عنهم ...
فلمثل من لم يفهم معني الخدم ولا دورهم ولا الضوابط الشرعية
للتعامل معهم ....
اردت توضيح الضوابط الشرعية للتعامل مع الخدم
فان وفقت فذلك من تيسير الله لي
وان اخطات التقدير او الحساب فذلك من نفسي والشيطان ،
والله ورسوله بريء مما سأقول ....
اما بالنسبة للخادمات الخاصة للبيوت وتربية الابناء ...
هذا الامر ظهر في اثناء خروج المراة للعمل فأوحي لها من شجعها علي الخروج ان تتخذ الخادمات لتحل محلها
في غيابها وتطمأن انها لن تقصر في حق
زوجها وتربية ابناءها ....
وأيضاً ظهرت فكرة الخادمات لفئة غنية ميسورة الحال فقط ليقال ان عندهم خادمة وكأنهم بفخرون بأستعباد البشر ...
ولنحاول معرفة اصل الخدم وكيف تم التعامل معهم شرعيا حتي في زمن المصطفي صلي الله عليه وسلم
فقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس
وقدّر أرزاقهم وجعلهم يتفاوتون في الرزق والدخل ،
فكان الغني والفقير ، وكانت الطبقات الاجتماعية والمستويات الاقتصادية المتباينة ،....
ونشأت الحاجة المتبادلة بين الأغنياء والفقراء ، فالأغنياء محتاجون لاستخدام الفقراء في كثير من شئون حياتهم ، والفقراء محتاجون لفرص العمل لتدبير أمور معاشهم
فكانت ظاهرة الخدم والخادمات ....
فالله سبحانه وتعالي سخر عباده للتعاون فيما بينهم بعد ان قسم الارزاق فيما بينهم فقال تعالي :
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ( 32} الزخر2 وفي تفسير ابن كثير لهذه الاية ...
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..}
وقوله جلَّت عظمته: :
{ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا }
أي ليسخّر بعضُهم بعضاً في الأعمال، لاحتياج هذا إلى هذا وهذا إلى هذا، ....
وهذا يعني من خلال الاية الكريمة ان الله سبحانه وتعالي قسم الارزاق بين الناس بالعدل الالهي العظيم
وجعل التفاوت بينهم في الارزاق لحكمة يعلمها هو ...ولصياغة قلوب الاغنياء في الشكر والحمد
وقلوب الفقراء في الصبر وجلاء القلوب من ادران المال عندما يُصرف في جهه الحقيقي
فجعل الكل مسخر للكل في تعاونهم لخدمة بعض في شتي المجالات
والمقصود بالاية ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا ....معناها التسخير لخدمة بعض وليس سخريه أي الاهستزاء ببعض ....بل تسخير الكل لخدمة بعض ....
فقد وجد الخدم حتي عند الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
فقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ أسماء من خدم النبي صلي الله عليه وسلم فقال : منهم أنس بن مالك ، وعبد الله بن مسعود وغيرهم....
فلننظر لتعاملات النبي الكريم صلي الله عليه وسلم والصحابة والصحابيات الكرام
مع الخدم...لتتعلم ربات البيوت ماهي الظوابط الشرعية للتعامل مع الخدم
والشروط توافرها ...لمن يستعين بالخدم لمساعدتها او مساعدته ...
ومع وجود الخدم للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
الا انه كان
كان صلي الله عليه وسلم يَرقْع ثوبه ، ويحلب شاته ، ويخصف نعله ، ويخدم نفسه ، ويصلح شأنه ، وهو خير الخلق وأكرم البرية ، وأزكى البشرية ومع ذلك لم يرفعه علو منـزلته التعالي عن مثل هذه الأمور ـ....بتحقير خدمه او الطلب منهم خدمته
لانه لا حجة له طالما هو يستطيع ان يفعل ذلك بنفسه ....
صلي الله عليه وسلم فتعلموا صحابته الكرام الاعتماد
علي النفس وعدم ترك مايستطيعون فعله لغيرهم
فكان المسلم حينما يسقط سوطه وهو على راحلته
ولا يسأل أخاه أن يحضره بل ينـزل ويأخذ سوطه بنفسه ـ .....
وفي التاريخ الاسلامي في زمن الرائع الذي نشتاق لوجوده بيننا الان لنتعلم كيف نسيس امورنا ونجعل العدل والامن مسار حياتنا ....الفاروق عمر بن الخطاب
( رضي الله عنه )...فقد حدث ان ذهب للشام ليتفقد احوالها فلما نزل بحمص
اعترضته جموع المسلمين بالسلام والتهليل ....
.فسرّه ذلك وقال لهم :
كيف وجدتم اميركم ...
.وهو الصحابي الجليل سعيد بن عامر الجمحي ( رضي الله عنه )
فأشتكوا اليه منه وذكروا اربعة خصال كان يقوم بها ...قد اساءت لهم ولم يفهموا مغزاها قال عمر :
فجمعت بينه وبينهم ودعوت الله ألا يُخّيب ظني فيه فقد كنت عظيم الثقة به ، فلما أصبحوا عندي وأميرهم قلت:
: ما تشكون من أميركم ؟ قالوا :
لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار ؟
فقلت:وما تقول في ذلك يا سعيد؟ فسكت قليلاً ثم قال :
والله إني كنت أكره أن أقول ذلك ، أما وإنه لابد منه فإنه ليس لأهلي خادم فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم ثم أتريث قليلا حتى يختمر
ثم أخبزه لهم ثم أتوضأ وأخرج للناس ،....
الله اكبر اخوتي الكرام ليس له خادم ...
او خادمة لتقوم لخدمته ....
قال عمر : فقلت لهم : وما تشكون أيضاً ؟
قالوا : إنه لا يخرج إلينا يوماً في الشهر ؟
قلت : وما هذا يا سعيد ؟ قال : ليس لي خادم يا أمير المؤمنين وليس عندي ثياب غير التي عليّ فأنا أغسلها في الشهر مرة وانتظرها حتى تجف ثم أخرج إليهم في آخر النهار ..رضي الله عنهم وأرضاهم .....
هؤلاء هم من رباهم الحبيب
المصطفي صلي الله عليه وسلم ......
بهذا القدر يقتدي من كان محمد وأصحابه هم قدوته
فهاهي فاطمة رضي الله عنها تكابد من المشاق والمتاعب في خدمة بيتها وهي ابنة من..... ؟
ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وزوجة علي بن أبي طالب ـ أمير المؤمنين ـ وأم الحسن والحسين رضي الله عنهم ، لقد أثرت الرحى في يديها ، والحصير الخشن في جنبيها....
فما كان منها الا ان تصرفت كأمراة تريد من يساعدها في خدمة البيت ...مثلها مثل قريناتها.....
فذهبت إلى أبيها المصطفي صلي الله عليه وسلم ....
تسأله بعد إلحاح من علي رضي الله عنه أن يعطيها خادمة تخدمها من السبي الذي وصل المدينة ....
فقالت رضي الله عنها ـ :
( جاء إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال :
على مكانكما ....
فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال :
ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضجعكما تكبرا أربعاً وثلاثين وتسبحا ثلاثاً وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم " رواه البخاري ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :
( فيه أن من واظب على هذا الذكر لم يصبه إعياء لأن فاطمة ـ رضي الله عنها ـ شكت التعب من العمل فأحالها على ذلك فهو خير لكما من خادم ) .
وهاهي ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق تحدثنا عما كانت تقوم به من أعمال في بيتها تقول :
(تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح
غير فرسه قالت : فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه واستقى الماء و أخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز...
فكان تخبز لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق قالت: وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي علي ثلثي فرسخ .." رواه البخاري ومسلم .....
فهل طلبت خادمة لتخدمها ...فقد كانت تمشي هذه الصحابية الجليلة اكثر من اربعة كيلومترات وهي تقريبا ثلثي فرسخ لتخدم في ارضها .....
اما نحن في هذا الزمن فحدثي اختي الكريمة ولا حرج ....فالكل يسعي ليكون له عبيد فقط ليقال عنهم انهم ذوي مقامات ....عندها يبدأ التحقير والاهانات والاستعباد ....
لانهم لم يهتموا بالضوابط الشرعية للخدم ...
وهذه الضوابط هي
وجود الحاجة الماسة للسائق أو الخادمة أو الخادم
وهذه الحاجة يقوم بتقديرها رب البيت وربة البيت
وتكون في اضيق نطاق
كأن تكون مريضة وليس هناك من يرعاها
او لضرورات خاصة جداً
فلا ينبغي لأي عاقل أن يستقدم خادما لبيته إلا عند الحاجة الماسة وليس لمجرد الرفاهية أو المباهات بين الناس فهذا ضرر للدين وسفه في العقل وضياع للمال .
ولو افترضنا اننا استقدمنا خدم في بيوتنا فلابد من وجود ضوابط شرعية وشروط