عرض مشاركة واحدة
  #158  
قديم 08-08-2013, 07:01 AM
 
_ " لكني ! , لا أريد مغادرة هذا الكوخ , آه سيدريك !.
كان يجهز الأحصنة و يربط فوقها حقيبة الأميرة و الرياح تزمجر بقوة فوقهم !
رد وهو يحكم العقد على الأحصنة : آسف يا سيدتي , هذا المكان خطراً ولن يصمد بوجه هذه العاصفة , هيا لنذهب..
كانوا في منزل السيدة تالين عند بداية العاصفة تماماً , عانقتها طويلاً بشوق و وبختها لأنها لم تأتي مباشرة إلى هنا من قصر الملك , ثم رتبت لها غرفة خالية , و آخرى لـ سيدريك..
صنعت طعاماً ساخناً بينما كانت الأميرة تبدل ثيابها .. و بعد تناول العشاء كانت تشعر بالأنهاك و الرغبة الشديدة بالنوم , صعدت للغرفة مجدداً , رغم صوت الرياح العالي المخيف و الأصوات المقلقة في الخارج وضوء البرق يسطع كل لحظة .. و ضعت رأسها المنهك لتنام ...

لكن الكوابيس عادت لتطاردها بعد غياب ... رأت والدها بمنتصف معركة شديدة و ضوضاء , و كانوا هناك الجماعة التي تحاول قتلها و الملك أيضاً .. فشهقت رعباً وهي ترى الدها يسقط عن فرسه , أرادت أن تركض نحوه وهي تنتفض .. لقد سقط الملك أباها !
لكنها افاقت رعباً و جسدها يقفز وكأنها تركض حقيقة !. شهقت وهي لا ترى سوى الظلام ! لقد مت !!

فنهضت واقفة والدموع في عينيها , أريد رؤية أبي ... أخذت ترتجف برداً و الظلام يسيطر على المكان و المطر لا يزال ينهمر بغزارة ... إن حلمها بدا حقيقياً جداً , و قد يتحقق حقاً .. كونها تشعر بالقلق شيء ما سيء قادم .. ربما هي لن تؤذى الآن لكنها تركت والدها خلفها , لم يكن عليها فعل هذا ...! , لم تعتقد بأن الخطر شديداً و جدياً ..
هرعت بخوف شديد و دموع تسيل , ستعود .. يجب أن تعود الآن ... لكن آآآه صرخت وهي تقع من الدرجات !

لم تنتبه لم تكن ترى شيئا .. فقط تشعر بالرعب و البرودة وهي بحاجة ماسة لذراعي والدها ... تألمت وهي واقعة هكذا و بكت بحرقة ..
أصوات خطوات سريعة , و ذراعين قويتين أمسكتا بها , رفعها سيدريك بحذر شديد و أجلسها جيداً. ..
بينما أتت تالين بالسرج بيدها وهي تصرخ قلقاً : يا ألهي .. مارسيلين ! ..عزيزتي مالذي حدث...!
شهقت بألم و هي تتمسك بذراعي سيدريك : أبي ... أبي .. أني قلقة عليه ... لقد حلمت...
جثت تالين بقربها عند أسفل الدرج وهي تمسح وجه الأميرة قالت تهدأها : يا حبيبتي , لا تخشي شيئا , كان حلما بسبب خوفك .. أنت بخير الآن .. و ستأتي رسالة من الملك و ستعودين إليه قريباً .. اهدئي عزيزتي...

أخذت تسترد أنفاسها مجدداً , مالذي حدث لها .. موجة رعب ؟!.. لكن حدسها يقول بأنه حقاً سيحدث أمراً ما سيئا أن يتحركوا قبل أن يفعل الأشرار هذا ..
اراحت رأسها على ذراعه وهي تتنهد .. ثم تنبهت .. أهي الآن بين ذراعي سيدريك !... ولم هو صامت جدا لا ينطق بشيء .. بينما هي متجمدة , قالت تالين برقة : خذها يا سيدريك لغرفتها كي ترتاح و أنا سأجلب لك الماء عزيزتي...
أخذت العجوز السراج معها , بينما نهض سيدريك بهدوء وهو يرفع مارسيلين معه , سار بكل ثبات وهدوء وهو يعرف الطريق جيداً جداً .. وضعها على السرير , ثم ضاق جبينها لنوبة ألم من كدمة تشكلت بسبب السقوط عند ظهرها ..
_ أأصبت بكدمات سيئة , أيتها الأميرة هل تتألمين بشدة ؟!
همست بتعب : آه لا , سأكون بخير ..
_أرجوك ألا تخشي شيئا الآن , نحن سنتخلص منهم , سأكون درعاً قويا لك و للملك..
نظرت بوجهه في الظلام , وجهه مخفي لكنه عيناه المضيئتان البنفسجيتان تملكان سحراً خيالياً يمدها بالقوة , صوته العميق الهادئ الخافت .. قامته المديدة , ثباته الشديد يدعمها بالقوة تبدأ من الأعماق .. من قلبها الخافق , هي لن تسمح له بأن يضحي هكذا بنفسه .. أو يكون أمام كل شيء .. هي لن تستغني عن حمايته قط بل تحتاجها .. لكنها لن تضحي به أيضاً بأي شكل كان...
امسكت بيده بين يديها و لفت أصابعها بأحكام .. هل يمكنها أن تطلب مجدداً , أن تفيق على رؤية وجهه و الشعور بوجوده قريباً ... أرسل قلبها ضربات خافقة قوية تكاد تصرخ , هي تريده دوماً .. دوماً بقربها...
_ سيدريك .. آ...
دخل ضوء السراج قبل ظهور السيدة تالين , وهي تتمتم بقلق : هذه العاصفة لا تنتهي .. سيدريك أنت هنا ..
جلست على طرف السرير وقد وضعت السراج الزيتي جانباً , ثم مدت للأميرة بكأس من الماء وهي تتبسم لها , فاضطرت مارسيلين لترك يد سيدريك سريعاً قبل أن تلاحظ , ثم شربت الماء لتبرد حرارتها التي اجتاحتها بسبب عينين من البنفسج ..
_ اهدئي و عودي للنوم صغيرتي , الكوابيس مجرد أوهام ..
_ لكني شعرت حقاً بـ ...
_ غداً صباحاً سنفكر بكل شيء , عندما تطلع الشمس سترين كل شيء بخير .. ارتاحي الآن.
ثم نهضت العجوز قائلة بلطف : و أنت أيضا يا سيدريك يجب أن تذهب للراحة ..
بعدما خرجت , تحرك وهو يهمس بصوت ناعم هادئ : هل سترتاحين حقاً , سأكون قريباً أن اردتني , فقط نادني..
ضمت شفتيها بقوة , أن قالت ابقى قليلا هنا .. فسيفعل .. لكن لا يمكنها مضايقته هكذا , عليه أن يرتاح أيضاً...
_ أجل , سيدريك .. سأنام و أنت أيضاً..
زفرت بعبوس بعدما غادر .. و قررت أن تعود الى القصر , آخ سيقتلها الملك ..! و لكن مهلاً .. كانت تود أن ترى ليلياك أن تابعت المسير شرقاً .. لقد اقتربت كثيراً , سيساعدها في الدفاع عنها أمام والدها .. و كيف سترسل إليه ..
توسعت عينيها , سترسل رسالة عادية من سبيل مملكة مورفيوس هنا .. غاردينيا ستساعدها ^^ ~ كما أن المملكة التي تنتمي زوجته كاميليا قريبة أيضاً ..
و ربما في الغد سيتصل أجوبة للرسائل التي ارسلتها ... و رسالة النسر أيضاً .. لكن بسبب العاصفة تأخر كل شيء..