البارت الثالث
اتمنى ان يكون جيدا
كان يلاحقني والشرر يتطاير من عينيه ,ووجهه يكاد ينفجر غيظا ! كنت قادرة على تمييز ملامحه رغم الظلام المطبق على الغابة !
تملكني الرعب وفقدت احساسي بالأتجاهات , وكأنني عالقة في متاهة لانهاية لها !كان قلبي يخفق بجنون وأنا ارى ذلك الشيطان يقترب مني شيئا فشيئا وهو يصرخ بهستيرية : توقفي ..! قلت لك توقفي حالا ! أنا امرك !
خالجني شعور غريب بالندم ! لماذا صفعته وجرحت كبريائه ؟ كان واضحا أنه رجل ذو كرامة وعزة نفس ولن يتركني أفلت بفعلتي دون عقاب .
بدأت فرسي تتباطأ شيئا فشيئا مع أنني كنت أحثها بالسوط , لكن التعب نال منها .
أرتجف جسمي وأنا اتذكر أن غابة الأرز تبعد بمسافة معتبرة عن القرية وأن الوقت الان هو الليل , فأن أمسك بي فلن ينقدني منه أحد ! على الأقل حتى الصباح !
دعوت الله بقلبي أن يأتي احد لنجدتي ! أغمضت عيني أملة العودة ألى بيتي والى جدتي ! أنها تحتاجني من لها غيري !
تذكرت نفسي عندما كنت طفلة وكانت تأخدني في حضنها ,وتروي لي حكاياها الشعبية حتى أنام .كانت أياما لاتعوض ! ولا أعلم لما تذكرتها الان لكنها مدتني بقليل من الشجاعة !
أمسكت اللجام بأحكام وناورت بالفرس بين الأشجار نظرا لمعرفتي التامة بتضاريس المنطقة , ونظرا لعتمة المكان !
"ان أمسك بي فسأموت ! أن هربت فسأعيش ! "
رددت هذه الكلمات في قلبي وأنا أسابق الرياح ; وياللحظ كانت خطتي فعالة ! وقد تمكنت من تمديد المسافة الفاصلة بيننا , لكن فرسي كانت متعبة فلم أجد بدا من تركها والأختباء بين الحشائش والأشجار .
ترجل الشاب من حصانه وأخد يبحث عني بلهفة ! لكن خيبة الأمل والغضب حالا بينه وبين رؤيتي .
ويبدو انه كان ينوي الأستمرار في البحث لولا الأتصال الهاتفي الذي توصل به على حين غرة !
" اه !؟ كلاريسا !..... ماذا تريدين ؟ .........لابأس عزيزتي سوف أعود قريبا فقد صادفت بعض المشاكل في الطريق .........لاتقلقي حبيبتي أهتمي بنفسك .........وأنا أيضا أحبك !"
أنهى الشاب المكالمة بسرعة وامتطى حصانه اخدا معه كريستا ثم اختفى بين الأشجار , بينما بقيت منبطحة بين الأعشاب .
لقد أخد وسيلة عودتي الوحيدة ! هل كانت فرسي هدفه منذ البداية ؟
نهضت بتثاقل , وأخدت اترنح في مشيتي بسبب الجروح التي لحقتني أثر سقوطي , كنت أشعر بالألم في جميع أنحاء جسدي وشعري يحجب عني الرؤية تماما !
لكني استمريت في السير أملا مني ان لايعود ذلك الشاب لأقتفاء اثري من جديد,وأن هذه المطاردة الكارثية لم تكن سوى كابوس فظيع وانتهى .
--------------------------------------------------------
مر أسبوع على الحادث , عدت الى روتيني القديم , لم أخبر أحدا بما حدث وفي المقابل أخترعت قصة زائفة لاتمت للحقيقة بصلة ! وبالتأكيد سمعت وابلا من العتاب والنصائح من جدتي !
اليوم هو يوم السبت , وهو اليوم الذي أذهب فيه الى المدينة لأتبضع مستلزمات البيت من أدوات منزلية و أدوية و ماشابه .
أرتديت قميصا ابيضا , وسروالا طويلا أسود , بينما تركت شعري البني المموج منسدلا على كتفي .
نزلت السلالم فوجدت جدتي تتنتظرني أمام الباب وعيناها تحملان حزنا عميقا وكأنها لن تراني بعد الأن !
أحتضنتها بحنان وهدأت من روعها : " سأكون بخير! ربيع معي لاتخافي ! "
-" اميرة أنتبهي لنفسك ! وكوني حذرة ! لاتبتعدي عن ربيع , ولا تتركيه أبدا !
فأنا لا أحتمل أن أفقدك كما فقدت أبني وزوجته ! "
قبلت رأسها ويديها , وطمأنتها, ثم غادرت وفي نفسي شعور غريب يختلج ,كما لو أنني لن أرى جدتي مجددا !
كانت العربة التي ستقلني الى المدينة تتنظر أمام المنزل .
مالك العربة هو صديق طفولتي ,وأسمه ربيع, وهو شاب في مقتبل العمر ذو بشرة سمراء, وشعر أسود ناعم, وعيون عسلية .
والده تاجر معروف وقد كان صديقا لأبي .
حياني ربيع بأبتسامة قائلا بلطف:" تبدين فاتنة أميرتي الصغيرة !"
تجاهلت مغازلاته , ووجدت لنفسي مكانا وسط تلك العربة المحملة بالخردة ,والأدوات الزراعية ,وبراميل الحليب ,وأغراض أخرى .
انطلقت العربة مبتعدة عن القرية, ونسمات الرياح تداعب أشجارها الوارفة .
ذكرتني أشجار الأرز بالشاب الأجنبي !
لم يكن من القرية, لكنه كان يثحدث العربية بطلاقة, أذن لابد أنه قد عاشر أهلها لفترة طويلة! لكن طريقته في الحديث عنهم كانت مليئة بالحقد والغضب .
أتمنى أن أقابله مجددا وأطعنه في قلبه بخجر مسموم !
ذلك المنحط لم أسامحه أبدا !
قطع ربيع حبل أفكاري قائلا : "هيه أميرة ! أردت أن أسألك سؤالا !
هل تحبين هذا المكان ؟ "
استدرت لأقابله , وقد كان الحنين باديا على وجهه ,والرياح تداعب شعره الأسود .
-" لماذا تسأل سؤالا غبيا كهذا ؟ بالتأكيد انا أحب قريتي بجبالها الشامخة ,ووديانها الصافية, وأشجارها الوارفة !"
-" هل أنت مستعدة لتشقي وتكدي من أجل حفنة تراب وديون لاعلاقة لك بها ! أنت جميلة !
يمكنك ان تتزوجي وتعيشي في المدينة , لن تكوني في حاجة للعمل في الحقول لكي تسددي دينك ! "
ابتسمت لأن ربيع يهتم لأمري وقلت : "هل أنت مستعد للزواج بي ؟"
انفجر ضاحكا وقال : " أنت اخر أمرأة أفكر في أتخادها زوجة لي !"
- "لكنك للتو قد مدحت جمالي! "
- "صحيح لكني لم أتطرق لغبائك , وبلاهتك ,و قلة حيلتك !"
------------------------------
تعبت وأنا أكتب ههههههه
احب تنبيهكم أن الأحداث ستشتعل بدأ من هذا الجزء وستنقلب حياة بطلتنا رأسا على عقب
استعدوا للتراجيديا في الفصل القادم
(---- الأسئلة----)
1 تقييمكم للجزء ؟
2 عصرت دماغي وأنا اكتب فما رأيكم في الوصف ؟
3 كيف كانت المطاردة بين الشاب الأجنبي وأميرة ؟
4 مارأيكم في ربيع ؟
5 أية ملاحظات ؟