لدى الجميع مشاعر خفية .. تشعر بالدفئ آحياناً ... وآحياناً أخرى بالكره والحقد
ولكن أقسها هو تلك المشاعر التي تتصارع مع ماضٍ حزين .... حتى لو كانت تلك
المشاعر هي مشاعر الحب و الود إلا أن صراعها مع الماضي سيحتم بقائها
مسجونة بداخلنا إلى الأبد دون أي أمل لخروجها في أحد الأيام .
الفصل الثامن :
كاثرينا : سيدي أدريان هل أنت بخير ؟
أدريان : ربما .. بخير .. بكل حال يمكنك الذهاب والنوم الآن .
كاثرينا : لا .. فحرارتك لازالت مرتفعة .
أدريان : لا بأس بذلك فأنا بخير الآن ... شكرا جزيلاً لكِ .
كاثرينا بعدم إقتناع : حسناً لا بأس .. العفو إنه واجبي سيدي .
..........
جين بغضب : ألا تفهمين ما معنى كلمة لا تتدخلي في شؤوني يا جوليان ؟
جوليان بحدة : ومن قال لك أنني أتدخل بشؤونك ؟ وكأنني أهتم حقاً لما يحدث معك.
جين : إذن توقفي عن إعطائي أرائك المزعجة هذه .
جوليان : توقف أنت عن التسبب بالمشاكل للجميع حتى أتوقف أنا عن إزعاجك .
جين : ومن انتي حتى تحاولي أن تقدمي النصح لي ؟
جوليان : أتعلم التحدث معك هو أمر لا جدوى منه .
جين : إذن لا تتحدثي معي .
ليبتعد بعدها وهو وقد قام بإبعادها عن طريقه بقوة مما أدى إلى سقوطها عبر الدرج إلا أن :
جين : ت .. تباً لم أقصد ذلك .
فريدريك بذعر : ماللذي حدث ؟
لورا : ماذا حدث ؟ جين أأنت ابله ؟
جوليان بألم : شكرا لك ... قائدي .
جوليان : أجل .. شكرا لك .
نظر دانيل بحدة إلى جين قبل أن يتوجه نحوه ويقوم بصفعه بقوة لم يتجرأ أحد على أن يتحدث .. فمن النادر أن يكون دانيل بهذا المزاج السيء .. وهذه الملامح الجادة والغاضبة .
جين بتردد : آ .. آسف أيها القائد .
لم يجب دانيل جين بل تجاوزه ليذهب إلى غرفته بعد أن أمر كل من لورا وجولييت أخذ جوليان إلى غرفتها .
لم يمضي الكثير من الوقت حتى دخل كل شخص منهم إلى غرفته .. بعدما لاحظوا أن الأجواء أصبحت متوترة .
.........
جاكوب : إذن هل انت بخير ؟
أدريان بالقليل من التعب : أجل .. بخير .
جاكوب وهو يجلس بجانبه : جيد .. والآن هل تناولت طعامك ؟
جاكوب : وأين هي كاثرينا ؟
أدريان : لقد جعلتها تذهب للنوم .
أدريان : لابد أنها متعبة .
جاكوب : أنا من أمرها بالبقاء بقربك ... لا يحق لها الإنصراف من دون إذني .
أدريان : أرجوك لقد أخبرتك أنا من طلب هذا منها .
جاكوب : لا يهم .. بكل حال هل ستبقى متعباً لمدة طويلة أنا بحاجة لمساعدتك في أمر ما مهم .
أدريان : إن رغبت فأنا سوف أنفذ ما ترغب به الآن .
جاكوب : لا .. فأنا بحاجة إليك بكامل قواك .. لإن الفشل فيما سأطلبه منك يعني تعرضك للعقوبة مرتين .. إن لم تمت أولا ً .
أدريان بتردد : ل .. لماذا ؟ ما هي المهمة ؟
جاكوب : سأخبرك بها لاحقاً إتفقنا ؟
جاكوب : حسناً إلى اللقاء إذن .
.........
إليزابيث : إحدى بناتي الثلاث ؟
إليزابيث : ولكن هل إيزابيلا ؟
جاك بحدة : أجل .. لقد أخبرتك من قبل أن تعامليها كإحدى فتياتك .. وإن إختارها لويس فأنا لن امانع أبداً حتى لو كانت من العامة وأسرتها من الثوار .
إليزابيث بغضب : ولكن لماذا ؟
جاك : لقد إنتهى هذا الحديث إلى هنا ... إلى اللقاء الآن .
جاك : بدون لكن .. أنا لا افهم لماذا لا تثقين بأنجلينا وإيميليا ؟
إليزابيث : بالطبع أنا أثق بهن .
جاك : إذن لماذا تتوقعين أن تفوز إيزابيلا من بين الجميع ؟؟
إليزابيث : أنت محق هي لا فرصة لديها أمام إبنتاي .
..........
لويس : هذا ملل .. لماذا علي ان انهي هذه الأوراق بينما الجميع يستمتع بوقته .
إيزابيلا بمرح : اتحتاج إلى كوب من القهوة حتى تستعيد نشاطك .
لويس بتوتر : سيكون .. هذا جيداً .. شكرا لكِ .
إيزابيلا : ماللذي حدث لك فجأة ؟ تبدوا كمن راى شبحاً
لويس بخجل : لا .. أنا كل مافي .. أنني .. إنسي الأمر فحسب .
دورثي : هل رأيت وجهك بالمرآة اليوم ؟؟ إنه كاللون حبة الطماطم يا أخي أتسائل عن السبب .
لويس : دورثي أغلقي فمك وإلا ...
دورثي : وإلا ماذا ؟ قم بالصراخ بوجهي وأقسم أنني سأخبرهم الحقيقة .
لويس : سأقضي عليكي يا أختي العزيزة .
دورثي : هاي يا فتيات أتعلمن أن أخي لويس ...
لم تكد دورثي تنهي جملتها حتى شعرت بأن كتاباً ما قد تم إلقاءه عليها
دورثي بألم : لويس ايها الأبله .
جاك بغضب : لوووووويس .. منذ متى وأنت تقوم برفع يدك على الفتيات ؟
لويس بخوف : أ ... أنا لم .. كل مافي الأمر .. الحقيقة هي التي بدأت .. أنا لم أرفع يدي عليها بل الكتاب .
تقدم جاك من لويس بخطوات بطيئة تملئها الغضب بينما تجمد هو في مكانه بخوف .. و دون أن يتجرأ على الحراك .
دورثي بقلق : أبي لقد كانت مزحة .. لذلك لا تغضب من فضلك .
نظر جاك لها بحدة لتصمت هي الأخرى بينما وقف أمام لويس تماماً حتى بدأ لويس يشعر بأنفاسه الحارقة على وجهه
........
فرناندو : لقد فشلا في تلك المهمة .. بل لنقل أنهما لم يحاولا النجاح اساساً .. لا بأس لا يهم .. جاكوب ذاك أنا غير مقتنع بأنه حقاً بصفي .. ولكن يمكنني أن ألعب به إلى أن أقضي حاجتي منه ومن ثم سأقضي عليه وعلى أدريان ايضاً .
غادر دانيل غرفته بعد أن هدأ قليلاً ليتوجه إلى غرفة جوليان التي كانت مستلقية على سريرها وهي تبكي بحرقة ليجلس بجانبها :
جوليان وهي تنهض : قائدي .. لا أبداً لا تقلق من فضلك .
دانيل وهو يتنهد : إسمي هو دانيل فحسب .. متى ستتعلمين مناداتي به ؟
جوليان بإبتسامة : آسفة دانيل .
دانيل : جيد .. والآن ما هو سبب ذلك الشجار جولي ؟
جوليان : لقد مضى وقت طويل منذ أن ناديتني بهذا الأسم .
دانيل : أجل منذ أن كنا في السادسة عشرة من عمرنا .
جوليان : لم يكن هنالك الكثير من الفرق .. بين هذا الوقت وذاك .
دانيل : بسبب نفس المشكلة ؟
دانيل : ربما أنتي محقة .. أتسائل كيف تراه إيزابيلا شخصاً لطيفاً ؟
جوليان بالقليل من الغضب : ومن تكون إيزابيلا هذه ؟
دانيل : إنها إبنة شقيقة الحاكم ... لقد كان جين خادمً لهم .
جوليان : ولماذا كانت تتحدث عن جين ؟
دانيل : والآن حقاً جوليان ألم تجدي شخصاً آخر سواه ؟
دانيل : أعني يوجد ما يزيد عن ال1000 رجل في هذه البلاد .. وهنا تحديدا لديكي فريدريك وكلاود وانا لماذا لم تقعي بحب إلا هذا الأبله ؟؟
جوليان بخجل : أ .. أنا كيف علمت ؟
دانيل : ولماذا ستنزعجين من كلامه وأسلوبه معك ؟
جوليان : إنه حظي السيء فحسب أن أقع بحب الشخص الذي لا يستطيع أن ينظر إلى عيناي مباشرة .
دانيل : أنتي محقة ياله من حظ تعيس .. ولكن أتعلمين المشكلة هو أنه لن يكون بمقدوره أن ينسى الماضي .. إنه عالق بين الماضي والحاضر فحسب .
جوليان : ربما .. ولكن أنا ..
دانيل : أعلم انكي نسيتي الماضي منذ زمن ولكنه لم يستطع فعل ذلك .. أرجوكي جوليان إبتعدي عنه فحسب .
جوليان : ولكن دانيل أنا ...
دانيل : أرجوكِ جولي .. أعلم ان هذا الأمر قد يكون صعباً عليكي ولكن .. ثقي بي
هذا أفضل في الوقت الراهن فنحن لسنا بحاجة إلى المزيد من المشاكل .
جوليان بحزن : أمرك دانيل .
دانيل : أنا حقاً آسف .. أتمنى لو أنه لدي حل أفضل من هذا .
جوليان بإبتسامة : لا بأس لا تقلق .
دانيل : أنا لا أعلم كيف تسمحون لأنفسكم بالوقوع بالحب .. بكل حال يستحيل لي أن أُحب فتاة ما وأن أسمح لها بأن تسلبني قلبي .
دانيل بتفاخر: حتى لا اتألم بالطبع .. ومن ثم أنا قائد الثوار ليس لدي الوقت لمثل هذه الأمور التافهة .
جوليان بإبتسامة : هههههه حقاً ؟ أتعلم أنت إضافة إلى أنك قائد الثوار فأنت خادم الحاكم أيضاً .. من يدري قد تقع بحب إحدى الخادمات هناك وتقوم بالزواج بها .
دانيل بغيظ : هذا لن يحصل .. أخبرتكِ أنني لن أسلم قلبي لأي إنسان .. فهو ليس بحاجة إلى المزيد من المشاكل بكل حال .
جوليان : سنرى ذلك لاحقاً .
دانيل : حتى لو احببت فتاة ما .. فهي ستكون أكثر الفتيات حظاً بي .. ومن ثم ستكون فتاة غارقة بحبي حتى لا أتكفل العناء بجعلها تقع بحبي .
جوليان : عندما يقرر قلبك أن يحب إحداهن فأنت لن تعلم بالأمر إلا بعد أن تفقد قلبك ... ومن يدري قد تكون وقعت في حُب إحدى بنات عمة لويس .
دانيل بإشمئزاز : أنتي تحلمين .. إحدى بنات تلك السمينة ؟؟!! هذا جزء من سابع حلم لا بل ال1000 حلم لديكي ... بكل حال أفضلهم قام لويس بحجزها .. مجرد تخيل الأمر يثير الإشمئزاز في نفسي .
جوليان : ههههههههههههههههه
دانيل : توقفي عن الضحك يا مزعجة l
جوليان : حسناً أنا آسفة سأقوم بإعداد العشاء .
دانيل : والآن ربما أقع بحبك أنتي .. فقط إن كان العشاء لذيذاً .
جوليان بغيظ : وكأنني سأوافق على أبله مثلك .
دانيل : وكأن جين افضل مني .. بالطبع أنتي تحلمين .
غادرت جوليان الغرفة وهي تتجاهل تعليق دانيل الساخر لتتوجه إلى المطبخ
..........
أخفض لويس رأسه وهو يضع يده على وجنته المحمرة أثر تلك الصفعة التي تلقاها
لكنه سرعان ما انحنى بإحترام ليغادر تلك الغرفة ... وقد ساد الصمت أرجاء تلك الغرفة إلا أن غادرها جاك بغضب .
أرثر : سيدي لويس .. هل .. أنت بخير ؟
لويس بإبتسامة : أجل .. بكل حال صفعة أبي لا تألم .
آرثر : لكن وجهك يقول عكس ذلك .. هل أحضر لك القليل من الثلج ؟
آرثر : كما ترغب .. هل تأمرني بأي شيء ؟
لويس : لا فقط أحضر لي بقية الأوراق التي تركتها بتلك الغرفة أرغب في إنهائها هذه الليلة .. قبل طلوع الفجر .. وأيضاً من فضلك أطلب من الخدم أن لا يأتي أحد لإزعاجي .
ليغادر بعدها .
..........
دورثي : إنها غلطتي أنا .. لقد كان علي أن أبقي فمي مغلقاً فعلاً .
إيزابيلا : أرجوكي إهدئي قليلاً .. فهو سيسامحك بالتأكيد .
إيميليا : لا افهم لماذا لا تتصرفين كالأميرات بالرغم من أنك أميرة فعلاً ؟
أنجلينا : كيف تسببين مثل هذه المشكلة المحرجة لشقيقك الأكبر بالرغم من أنه رائع ولطيف حقاً .
دورثي وهي تبكي : أنا لم أقصد .. وأبي أيضاً لم يكن .. موجوداً ...
إيزابيلا : أرجوكما يكفي .
إيميليا : أنتي لا تتدخلي .. أنظري ماللذي فعلته ؟
أنجلينا : سنضطر لشعور بالملل والحزن بسبب هذه الحماقة .
إيميليا : أنتي محقة .. ناهيكي عن أن أميرنا أصبح حزيناً الآن .
إيزابيلا : هذا يكفي .. أرجوكما .. كفى .
غادرت دورثي الغرفة وهي تبكي حاولت إيزابيلا ان تتبعها ولكن إيميليا إعترضت طريقها .
دورثي : ولكن أرجوك أرثر .
آرثر : سامحيني آنستي ولكن هذه هي أوامر سيدي .
دورثي وهي تبكي : حسناً .. لكنني لن أغادر من هنا سأجلس عند باب غرفته إلى أن يخرج منها .
آرثر : آنستي أرجوكي .. أنا آسف .
لم تجبه دورثي بل جلست عند باب غرفة لويس .
..........
عودة إلى قصر أصدقائنا تحديداً في غرفة لورا :
دانيل : إذن هل انتي بخير ؟
لورا : اجل بخير لا تقلق سيدي .
دانيل : سيدي مجدداً ... ظننت أننا تجاوزنا هذه المرحلة .
لورا بإبتسامة : أجل لقد تجاوزناها .
دانيل : جيد .. ماللذي تفعلينه ؟
لورا : لا شيء .. أتسلى بشجار جوليان و جين .. وأيضاً لا أدري فريدريك ممل نوعاً ما وكلاود .. عليك أن تراه وهو يعمل في بناء الطابق الثالث لاسيما عندما يحمل الحجارة على ظهره .
دانيل : ههههههههههه .. يبدوا أنكي تستمتعين حقاً بمراقبة الآخرين وإزعاجهم .
دانيل : بالطبع .. فأنتي منذ أول لقاء لنا كنتي تحبين عمل المقالب وإزعاج كل الموجودين .
لورا : لقد كنتم دائما مجموعة من المكتئبين ... كان علي أن أفعل شيئاً لأجعلكم تبتسمون .
دانيل : أنتي فتاة رائعة ... أتعلمين ذلك ؟
لورا : بالطبع أعلم ذلك ... لم تقل شيئاً جديداً أبداً .
لورا : لا داعي لضحك .. تبدوا وكأنك تسخر مني .
دانيل : ومن يجرأ على السخرية منكِ .. بل من الأبله الذي سيحاول أن يستغني عن حياته ويحاول فعل ذلك .
لورا : يبدوا أنك أنت تفعل ذلك يا دانيل .
دانيل : لو كنت مكانك لذهبت وساعدت جوليان في المطبخ إنها مصابة كما تعلمين .. لا داعي لأن تهدري طاقتكي بقتلي فهذا امر لن يجعلكِ سعيدة في النهاية .
لورا : لن أعلم إن لم أحاول صحيح ؟
دانيل : حسناً وداعاً لورا .
لورا : عد إلى هنا واستعد للموت .
ليفتح باب غرفة جولييت ويختبأ بها بعد أن أغلقه بالقفل .
جولييت بدهشة : ماذا يحدث ؟
دانيل : لورا ترغب بقتلي .
جولييت : هههههههههه .. ماللذي فعلته لها ؟
دانيل : وكيف لي أن اعلم هي من بدأت بالشجار معي .
جولييت : اجل بالطبع .. لقد صدقتك دانيل .
دانيل : ولماذا لا تصدقيني ؟
دانيل : ماذا تفعلين في غيابي ؟
دانيل : اتعلمين في بعض الأحيان أنسى أنكي موجودة هنا ... أنتي هادئة بطريقة رهيبة .
جولييت بإبتسامة : ولكن أنا إستعدت قدرتي على التحدث قبل عام من الآن .. منذ موت والداي أمام عيناي وحتى العام الماضي .. أظن أن الصمت أصبح جزء من شخصيتي .
دانيل : أجل ولكن .. عليكي أن تتقني فن التحدث مع الآخرين يا جولييت ثقي بي هنالك أشخاص يتمنون أن يتقربوا منكِ لكنكِ لا تعطيهم أية فرصة .
جولييت : ولماذا قد يرغب أحدهم بالتقرب مني ؟؟ بكل حال أنا لا أظن أنني قادرة على ذلك .
دانيل : لإنني لم أستطع ان أكون بقربك كما كنت بقرب الآخرين .. جميعهم أستطيع أن أميز حزنهم وفرحهم ولكنني حتى اليوم لا أستطيع أن أميز إن كنتي سعيدة حقاً أم لا .
دانيل : لا بل اليوم أستطيع أن أراه بوضوح هذا الحزن الدفين في عينيك .. أنتي لم تخرجيه .. لم تخرجي حزنك من داخلك أبداً .
دانيل : لا اظن ذلك لقد رأيتي والديكي يموتان أمامك وأخاكي أيضاً لابد أنه كان أمرا مؤلماً لقد فقدتي وعيك ومن ثم صوتك ... لم تبكي أبداً ولم تخرجي ذلك الحزن من داخلك .. كان علي أن أكتشفه منذ زمن بعيد جداً .
بدأت الدموع تتجمع في عينيها دون أن تجيب عليه خشية أن تسقط تلك الدموع التي حبستها في داخلها لمدة أعوام .
دانيل : أتعلمين أنتي أقرب الأعضاء قرباً لي .. تحاولين دائماً جعل الجميع يبتسم
تخفين حزنك من أجلهم .. فقط حتى لا ينزعجوا أو يحزنوا لحزنك .. ولكن اتعلمين
أخشى أن هذا الأمر سيؤذيكي فحسب .. لا داعي لفعل ذلك ... لا تخفي حزنك بل أظهريه لا عيب من البكاء أمام من تثقين به .. ولكن لا تكتمي كل هذا الحزن بداخلك .
جولييت وقد بأت دموعها بالإنهمار : أرجوك دانيل كفى .
دانيل : لا .. عليكي أخراجه أرجوكي من أجلك .. لا داعي لكتم كل هذا الحزن بداخلك أنا هنا من أجلك ... جميعنا هنا من اجلك .. ثقي بنا .
بدأت جولييت بالبكاء بشدة ومرارة وكأنها تخرج كل ما حبسته بداخلها خلال الإثنى عشر عاماً ... بقي دانيل يربت على ظهرها لمدة من زمن إلى أن بدئت تهدأ قليلاً .
دانيل : هل أنتي بخير الآن ؟
جولييت وهي تمسح دموعها : أجل .. شكرا لك .
دانيل بإبتسامة : يسعدني سماع هذا منكِ ... شكرا على ثقتك بي .
إبتسم دانيل لها ليغادر الغرفة ويتوجه إلى غرفة كلاود
............
أرثر : سيدي الأمير من فضلك هلا خرجت والقيت نظرة .
آرثر : أرجوك أخرج وأنظر بنفسك .
فتح لويس باب غرفته ليصدم برؤية دورثي التي كانت نائمة عند الباب والدموع تملئ خديها .
آرثر : منذ مدة طويلة يا سيدي .
آرثر: لإنك كنت غاضباً وخفت أن تتشاجر معها ولهذا .. أنا آسف .
ليحملها إلى داخل غرفته ويضعها على سريره .
لويس وهو يمسح دموعها : أنتي بلهاء أتعلمين ذلك ؟
فتحت دورثي عينيها وما إن رأت لويس أمامها حتى قامت بضمه وهي تبكي بشدة .
دورثي : أنا آسفة .. آسفة أرجوك اخي سامحني .
لويس بإبتسامة : لا تقلقي .. اعلم أنكي كنتي تمزحين فحسب .. بكل حال أنا آسف لإنني قمت بإلقاء ذلك الكتاب عليكي .
دورثي : لا لقد كنت أستحقه .
لويس بسخرية : ولكنه لم يكن يستحقك بكل حال إنه مسكين .
دورثي بشيء من الغضب : لوووويس .
لويس بحنان : ههههههه ... لا عليكي إنها مزحة فحسب هيا إذهبي واغسلي وجهك
دورثي بإبتسامة : أمرك أخي .
إيميليا : كم أنت شخص حنون حتى تقوم بمسامحتها .
أنجلينا : إنها محقة .. لو أنك أحد إخوتي لقام بقتلنا .. بالطبع لقد كنا لنستحق ذلك .. لاسيما إن كان أخاً رائعاً مثلك .. ولكن أختك هذه لا تقدر ذلك أبداً .
أخفضت دورثي رأسها وقد كادت أن تبكي مجدداً لولا يدا لويس اللتين أحطتا بها إذا قام بضمها من الخلف وهو يقول بحدة : إستمعا لي جيداً .. أنتما إبنتا عمتي وأنا أحترمكما لهذا السبب ولكن أقسم أنه أن حاول اي مخلوق أن يؤذي أو يزعج شقيقتي فإنني لن أبقيه على وجه هذه الأرض ولا تهمني النتيجة .. أتفهمان ذلك ؟
إيميليا وأنجلينا بخوف : أ .. أمرك .
قام لويس بتقبيل جبين دورثي بحنان قبل أن يهم بمغادرة الغرفة قائلاً : هيا أظن أنه وقت العشاء .. حسنا ربما يكون موعد الفطور على وشك أن يحل ولكن لا باس بعشاءٍ متأخر صحيح ؟
دورثي : أجل سأقوم أنا بتحضيره لك .
إيزابيلا : وأنا سأساعدك .
نظر كلاهما إلى باب الغرفة ليجدانها تقف هناك بكل برائة وعفوية .
إيزابيلا بخجل بعد أن لاحظت نظراتهما : أنا آسفة ولكنني كنت قلقة على دورثي فحسب .
لويس بإبتسامة : لا بأس لا تهتمي .. بكل حال يسعدني أن أتناول الطعام من صنعكما .
...........
دانيل : أرى أن الوضع متأزم بعض الشيء هنا .
كلاود بملل : لقد فقد الجميع عقولهم بعد رحيلك .
دانيل : ههههه .. لقد أخبرتني لورا عن طريقة حملك للحجارة .
كلاود بغضب : تلك المزعجة لا تستمع لها أبدا يا دانيل .. أقسم بأنني سأقوم برميها من أعلى السلالم كما فعل جين لجوليان .
دانيل : ههههههههه .. أخشى أن يتم إلقائك أنت من أعلاها .
كلاود : أتسخر مني يا صديقي ؟
دانيل : لا أبداً ... فقط أخبرك بالحقيقة حتى أنا لا أجرأ على إزعاجها .
دانيل : إذن وهل يسير كل شيء على ما يرام هنا ؟
كلاود : أجل ومن ثم إسئل فريدريك عن ذلك يا دانيل .
دانيل : ألم تنتهي هذه القصة أيضاً ؟
كلاود بإبتسامة : فريد هو ابن عمي .. لا تخف لن أتشاجر معه بسبب أي شيء كل ما في الأمر هو أنك عندما أنقذتني قبل إثنتي عشر عاماً كنت أنا أول الأعضاء لذلك أردت أن أكون أقربهم إليك وبالرغم من ذلك بعد إنضمام جين وجولييت إلينا كنت أنا لا أزال الأقرب إليك ولكن بعد مجيء فريد إستطاع أن يحل مكاني كمساعد لك وهذا أمر مزعج .
دانيل : لا أحد يحل مكان الآخر يا كلاود .. وأيضاً فريدريك ضحى كثيرا لأجلك .. لقد إستطعت الهرب في البداية بفضله هو .. ألا تذكر كيف كيف كان جسده مليئاً بالجراح القديمة عندما أنقذناه .. كل ذلك بسبب هروبك من المنزل .. هو من الدفع الثمن .
كلاود : بلى أذكر ذلك جيداً ... لقد شعرت حينها بأنني أجبن شخص على وجه الأرض لإنني لم أستطع أن اساعده .. لإنني وافقت على الهرب من دونه وجعلته طعما لهم .. حتى لو كان خياره هو ... كان علي أن أرفضه .
دانيل : بكل حال لا أظن أن هذا يهم الآن حقاً .. فنحن لم نعد أطفال . جميعنا هنا
كلاود : أجل أعلم هذا الأمر جيداً يا دانيل .
دانيل : اجل وهي تعد العشاء أيضاً مع جولييت ولورا .
كلاود بخبث : حقاً .. أهذا يعني أنك ذهبت إلى غرف الفتيات أولا .
كلاود : ومن هي التي أحببتها حتى تقرر أن تطمئن عليهن أولا .
دانيل بحدة : أتمزح معي أنت تعلم أنني لا أفكر بهذه الأمور .
دانيل : إنسى الأمر .. سأذهب لرؤية فريدريك وأغادر هذا المكان حتى تفكر بأفكارك المزعجة لوحدك !
ظهرت إبتسامة على وجه كلاود الذي بدى أنه إستعاد جزءاً من نشاطه وقد توجه إلى المطبخ لشجار مع الفتيات .
...........