أطل على استحياء يمشي في خيلاء ، يعلم أننا في لهفة لرؤيته منذ عقود خلت . استصحب بسمة طال هجرها حتى درست ، حلت غريبة بأرض الأرامل والثكلى . فسحنا للفرحة كي تجوب بيننا . نحن على يقين أن موعد الرحيل قبل الغروب . طفت مرة أخرى معالم المكان هنا كان المقعد المفضل لرب الأسرة . هناك كانت تنهمك المفقودات في إعداد الطعام . لا زال رنين النحيب والصراخ يقظ مضجعي . لا أنتظر من الوافد سوى رسم شبيه ابتسامة على شفاه تحجرت وتشققت كجلمود مهجور . نهمهم بلحن أنشودة النصر التي خلف لنا من سبقنا ، مكسوة برداء سميك من غبار القذائف والطلقات ، الطلقات التي ارتسمت عيونها على جبين الجدران ، وفغرت أفواهها الخربة بصدر قارعة الطريق . حيث دوى الإنذار من جديد ، أعقبه دوي مرعب صاحبته زمجرة المحركات الضخمة الزاحفة أو المحلقة والمتربصة . تسلل العيد قافلا قبل الأوان . وعادت العتمة التي ألفنا منذ زمان . |