كان مايك منهمك بالكتابه على مكتب دراسي صغير في احدى زوايا غرفته سرعان ما اتكأ بملل على الكرسي وهو يقول بانزعاج: لماذا يجب علي ان اكتب واجب ستيف ايضاً الا يكفي واجبي ( ثم تنهد بملل) ادرك اني لو لم اكتبه سيعاقبني ذلك الستيف ... يا للهي هما يستمتعان الان وانا اكتب الواجب هنا تباً للحظ ... ثم صرخ : انا ايضاً اريد فتاهً مثله ... حينها بدأ يفكر وهو يبتسم " اشك اني إن احببتُ فتاه ما سأقدر ان اوقعها في غرامي بثلاث ايام فقط ... هذا إن لم اجعلها كذلك في يوم واحد" ثم ضحك بفخر .!! مضت أكثر من ربع ساعه ولا تزال كاترين على هذه الحاله تبكي في حضن ستيف وهي تقول: اخرجني من هنا ... اما ستيف فقد عجز عن ذلك وهو يفكر بطريقه للخروج لكنه لا يقدر التركيز فصراخ وبكاء كاترين يملأ المكان.! لكنها اخيراً هدأت رفعت نظرها الى عيني ستيف الذي كان ينظر إليها ببرود ثم قالت بنبرة تشبه صوت الاطفال: ماذا سنفعل؟ تنهد ستيف قائلاً: اولاً ... فالتتوقفي عن البكاء ... ولتتركيني اركز. ابتعدت كاترين عنه ثم خفضت رأسها وهي تقول: اسفه لا اقصد الازعاج. شعر ستيف بقليل من الحزن لانها ابتعدت عنه لكنها اخيراً توقفت عن البكاء قفز من اعلى الصناديق ليقف على الارض بثبات ثم نظر الى كاترين قائلاً: هل تحتاجين المساعده للنزول؟ كاترين واثار البكاء على صوتها: لا اقدر ان انزل وحدي و ... سرعان ما مر احد الصراصير الطائرة من امام رأسها فصرخت فزعه وقد فقدت توازنها لتسقط في حضن ستيف الذي امسكها وهو يقول بسخريه: نعم صحيح. غضبت كاترين من استهزاءه وهي تقول:بدل ان تسخر مني جد طريقه للخروج. ثم ابتعدت عنه ... ستيف بانزعاج: ولماذا انا من يجب ان يجد الحل ... جدي انتي طريقاً للخروج. نظرت إليه كاترين بحده: انت الرجل هنا كما اني وجدت طريقاً للحل ... إكسر الباب ... فقد بدأ الظلام بالانتشار ... لن نرى شيئاً بعد قليل. نظر ستيف الى كاترين وهو يشعر انها ستبكي من جديد إن لم يجد حلاً سريعاً ... قال بهدوء: هل تملكين دبوسا للشعر ... رفيع نسبياً سأحاول فتح القفل به. نظرت كاترين إليه باستغراب ثم اخذت من تحت شعرها دبوساً اسود و رفيع اعطتهُ له وهي تقول: ظننت ان الشرطة او اللصوص فقط من يقدرون ان يفتحوا الاقفال. اتجه ستيف الى الباب ليحاول فتحه وهو يقول بملل: ومن يدري قد ننجح نحن ايضاً ... فتح الباب المقفل هو من اساسيات عمل المافيا ... كل من في المافيا يعلم بهذه الطرق ...! لم يفتح ستيف الباب من البداية بهذه الطريقه لانه خشي ان تفكر كاترين به بطريقه خاطئة فتظنه لصاً او ما شابه لكنه الان مجبر على استخدامها.! بدأ ستيف بالمحاوله ولكن أنى له ذلك وكاترين بين كل حين تقفز على كتفيه وهي تصرخ: رأيتُ واحداً هناك ( وهي تشير الى الصراصير التي بدأت تظهر في الظلام) ... اما ستيف فيعيد العمل من جديد وهو يحاول ان يضبط اعصابه ... ولولا انه يحبها لرماها من النافذه .!!! ستيف محاولاً جعلها تنسى امر وحوشها الصغيره: اين هاتفك المحمول؟ كاترين بتفكير: انه في حقيبتي و حقيبتي في الفصل. ستيف: انتي تدركين جيداً اننا لن نقدر ان نحضرهم معنا فعلى الاغلب ستكون المدرسه قد اغلقت الان. كاترين: لا يهم المهم ان نخرج من هنا فأنا لا اقدر ان اتصور اني سأقضي الليل كله مع هذه الحشرات و جثه مرميه هنا ...!! ستيف واخيراً تمكن من فتح القفل تنهد براحه: الحمد لله نقدر ان نخرج الان. ثم فتح الباب ... كانت كاترين سعيده وكأنها تمكنت من الخروج من الجحيم الى النور ... وهي ترى البوابه تنفتح امامها لم تتمالك نفسها حتى ضمت ستيف من شدة فرحها بقوة ثم ابتعدت عنه وهي تقول: انت رائع ... انت مذهل ... لا اعرف كيف اشكرك. ابعد ستيف وجهه المُحمر عنها وهو يقول: لا داعي للشكر. واخيراً خرجا ... كان المخزن القديم يقع خارج بنايه المدرسه ... اي ان ستيف وكاترين الان في حديقة المدرسة الواسعه ولم يبقى إلا باب المدرسه ذو ارتفاع المتر و النصف لإجتيازه ... كان ذلك سهلاً عليهما ... وها هما قد اصبحا في الشارع خارج تلك المدرسه ... تنهدت كاترين بفرح وهي تتنفس بانتعاش: واخيراً سنرجع الى المنزل. نظر اليها ستيف قائلاً بهدوء: اظن اني سأوصلك ... فالوقت متأخر ( كان الوقت تقريباً هو الساعه الثامنه مساءاً) ارتبكت كاترين وهي تقول: لا لن اسمح بذلك ... اقصد اني اليوم اتعبتك معي كثيراً ... و ... قاطعها ستيف وهو يسير امامها : هيا سأصل منزلك قبلك. نظرت إليه كاترين وهي تقول بقله حيله: ولكن ... ستيف: من دون لكن هيا ... مشيا سوياً تحت اضاءات الشارع الجميله ... لكن يبدو ان كاترين تريد ان تسأل ستيف عن شيء ما فبادرت بالقول: ستيف. كان غير مهتم كعادته: نعم. كاترين بتردد: ماذا عن تلك الجثة ... اقصد من قتلها يبدو الامر و كأن هناك جريمه ... و ... قاطعها ستيف قائلاً: هذا ليس عملنا لا اريد الدخول في هذه القضيه غداً ساتصل بالشرطة وهي تلتزم بحل هذه المسألة ... نحن مجرد طلبه. كاترين باقتناع: نعم هذا جيد. كانا يسيران الى جانب بعضهما ... واخيراً وصلا الى حي بسيط نوعاً ما وسرعان ما اعترض طريقهما شابان يبدوان بملامح غير مريحه قال الاول: اهلاً اهلاً كاترين لقد تأخرتي اليوم ... كلفتنا عناء الانتظار ... هل احضرتي ما طلبناه منكِ؟ رد الثاني بسخريه: انظر يبدو انها كانت تخرج برفقه صديقها لهذا السبب تأخرت. استغرب ستيف منهما لكنه بقي صامتاً كان يضع يديه في جيبه ولا يبدو عليه الاهتمام ... فقد بد له انهما يعرفان كاترين سابقاً ولكن ما جعله يستغرب هو ارتباك و خوف كاترين الذي بدَ واضحاً عليها. نظرت اليهما كاترين قائله بانفعال: لا الامر ليس كما تظنان ... لم اقدر ان احضر الفأس الذي طلبتماه. استغرب ستيف " فأس ؟! " لكن بدَ الرجلان بحاله مخيفه من الانزعاج والغضب فصرخ احدهما: كيف لم تحضريه؟ من تظنين نفسك؟ كاترين بخوف: لا انا لم اتعمد ذلك .. إن كل ما في الامر .. هو تقدم الرجل الثاني نحوها: سألقنك درساً انتي وصديقكِ هذا .. قاطعته كاترين وهي تقف امام ستيف بشجاعة: لا علاقه لستيف بالامر ... عاقباني انا وحدي ... ( ثم التفتت نحو ستيف وهي تقول) اهرب .. بدَ ستيف غير مبالي بالامر كالعادة فهو حتى لم يتحرك من مكانه ... كان ذاك الرجل يقترب وسرعان ما سحب ستيف يد كاترين وراء ظهره وهو يقول: لن اقبل ان تدافع عني فتاه ... وخاصةً اذا كانت كاترين. استغربت كاترين موقفه وكلامه " وخاصهً اذا كانت كاترين؟! " لكنها ظنته يقول ذلك بشكل تلقائي ... ضحك الرجلان فقال احدهما: انظر الى الشجاعه رد الثاني: سنرى ذلك بعد ان نضربه بقوة ... اغمضت كاترين عيناها و الدموع تملأهما ووضعت يداها على وجهها بخوف من ان ترى ما سيحدث ... ( بعد عشر دقائق ) ستيف ينظر اليها وهو يستغرب من وضعها ذاك لا تزال يداها تغطي وجهها ... قرب وجههُ منها وهو ينظر اليها: كاترين ... كاترين هل تجمدتي ام ماذا؟! لكن كاترين لا تقوم باي رده فعل ... زاد استغراب ستيف نحوها: كاترين .. هل هناك امر ما ... لماذا تضعين يديكِ على وجهك ..! ابعدت كاترين يداها ببطء لتنظر الى ستيف الواقف امامها دون جرح ... استغربت وسرعان ما رأت وراءه الرجلان ملقيان على الارض يبدوان قد فقدَ الوعي .!! رمشت بعينيها أكثر من مرة ثم همست: ماذا حصل؟ هل فزت بهذه السرعه؟! أمال ستيف رأسهُ قليلاً بطريقه عفيه وهو يقول: لا تقللي من شأني.! كاترين باستغراب: كيف تمكنت من هما؟ ستيف بارتباك: اه تذكرت انا اجيد الكاراتيه الم اخبركِ.؟ كاترين بتشكيك: لا ... من مظهرك و طبيعتك لم اكن ادرك انك تجيد القتال.!! ستيف وهو يمشي امامها: هيا لنعد. لحقت به كاترين وهي لا تزال مستغربه من ما حصل قبل قليل. ستيف بهدوء: هل هما دائماً ما يزعجاكِ؟ كاترين تبتسم بمرح وهي تحاول ان تغير هذه الاجواء: لا ليس كذلك ولكن يحدث ذلك بين الحين والاخر. ستيف بحده: هل سبق وان ضرباكِ؟ كاترين وهي تبتسم: لا لم يفعلا ... لكن اليوم بدوا غاضبين جداً.! تنهد ستيف بملل وهو يقول: فهمت ... لا تقلقي فلن تجدهما غداً و الى الابد. لم تفهم كاترين كلام ستيف لكنها قالت باستغراب: كيف؟ نظر اليها ستيف : هما من قتلا الرجل. كاترين باستغراب: ماذا ؟ ستيف بهدوء وهو يعود لينظر امامه: عندما رأيت الجثه كان واضحاً انها قطعت بالفأس ... يبدو انهما كان مسرعين بتنفيذ عمليه القتل ... فألقيا الجثه بمكان كالمخزن القديم وخبأ الفأس ... كما انهما يريدان اداه الجريمه هذا يدل على انها تحمل شيء لإدانتهما ( ثم التفت إليها بمكر قائلاً) كالبصمات مثلاً. انزعجت كاترين من استنتاجه السريع ذاك فقد اشعرها انها حقاً غبيه!!: وما دليلك؟ ابتسم ستيف وهو يقول: دليل غبي ... انها الاحذيه التي يرتدوها ... كانت تشابه تلك التي رأينا اثارهما. استغربت كاترين قائله: وكيف رأيت اسفل الحذاء؟ ستيف: اثناء القتال. ضربت كاترين ذراع ستيف بشقاوة وهي تقول: تباً تبدو ذكياً اكثر من اللازم ... انا حقاً معجبه بطريقة حلك لهذا اللغز. ستيف وهو يبتسم لها: وانتي لم ادرك انكِ ضعيفه ... فقد اضعتي أكثر الوقت بالبكاء و الصراخ. إحمر وجه كاترين وهي تقول بانزعاج: انا اسحب ما قلته قبل قليل .. انتَ مزعج ... (ثم هتفت ) لقد وصلنا. نظر ستيف الى حيث تنظر كاترين ... كان بيت متوسط الحجم متواضع ولكنه جميل المنظر التفتت كاترين وهي تقول بابتسامه: فلتتفضل عندي لتشرب الشاي فقد ارهقتك اليوم معي. نظر اليها ستيف بانزعاج: لا تقولي ذلك. كانت تلك فرصه للتعرف على حياة كاترين العائلية فهي لا تتكلم عن عائلتها اطلاقاً. فتحت كاترين باب منزلها بالمفتاح ثم قالت بصوت عالي : كاميليا .. لقد وصلت ومعي ضيف. ثم دخلت وادخلت معها ستيف ... سرعان ما أتت كاميليا اليهما لترحب بهما ... كانت كاميليا لا تشبه كاترين باي شيء فهي هادئه وعاقله كما انها تقدر على تحمل المسؤولية ... فهي تتكفل برعايه اختها بعد وفاة والديهما. استغرب ستيف ذلك وهو عدم وجود احد غير كاميليا في المنزل ... دخل مع كاترين الى غرفه بسيطه للجلوس ... جلسا على الأرائك وسرعان ما جاءت كاميليا لتشاركهما الجلوس. كاترين بابتسامه: ستيف اعرفك على اختي الكبرى كاميليا ... ( ثم التفتت نحو كاميليا) كاميليا اعرفك على زميلي في الدراسه ستيف. ابتسمت كاميليا: كيف حالك؟ ستيف بهدوء: بخير.. كيف حالكِ؟ كاميليا: بخير اشكرك . كاترين بمرح: من المؤكد انكي مستغربه سبب وجوده معنا اليوم ( شعر ستيف بقليل من الاحراج من كلام كاترين) حسناً إن ستيف اليوم قد دافع عني بقوة امام رجلان ارادَ ضربي كما انه اوصلني الى المنزل. نظر ستيف الى كاترين وهو كعادته يدقق على كلامها ... " لم تخبرها بالجثه ... كما يبدو ان اختها لا تعرف بأمر الرجلان ايضاً .. اظن انها لا تريد ان تثير قلق اختها الكبرى" ابتسمت كاميليا وهي تقول: اشكرك للأعتناء بأختي. ثم نهضت وهي تبتسم: سأحضر لكما العشاء. هتفت كاترين: نعم ارجوكِ ... فانا جائعه . ستيف باحراج: لا داعي فانا لا اريد ان اطيل البقاء .. ( ثم التفت نحو كاترين قائلاً) من فضلك هل لا اعطيتني هاتفك اريد ان اتصل بمايك. - حسناً. ثم اسرعت لتحضر لهُ هاتفه ... ضغط ستيف على الارقام ليتصل ولكنه لم يتصل على هاتف مايك الشخصي بل اتصل على هاتفه ... كان مايك مستلقياً بملل على السرير واذ به يسمع صوت رنين جهاز ستيف ... اسرع لأخذه فالفضول احد صفاته ... لكنه استغرب من ان المتصل ذو رقم غريب ... وسرعان ما اجاب ... : الو ستيف بانزعاج: مايك تعال الى بيت كاترين اريد ان نعود سوياً الى منزلنا ( هو بالتأكيد لن يقول الى مقرنا امام كاترين لذلك استخدم كلمه منزلنا) مايك باستغراب: مهلاً لحظة ... هناك شيء مريب في الامر هذا ليس من عادتك بالطبع انت لم تتصل من اجل هذا ... إذا لماذا اتصلت ؟ مهلاً وقد اتصلت بهاتفك وليس بهاتفي هناك خدعه اليس كذلك؟ ابتسم ستيف بمكر: نعم. مايك بعد تفكير: آها ... عرفت خدعتك انت تريد ان تحتفظ برقم كاترين اليس كذلك؟ لذلك اتصلت بهاتفك حتى يكون لديك رقم هاتفها الشخصي يا لك من ماكر. ابتسم ستيف وهو يقول: احسنت هذا صحيح. مايك بانزعاج: ولكن مهلاً ( ثم صرخ ) كيف ... كيف حصل كل هذا الم احبسكما في المخزن؟ ابتسم ستيف على غباء صديقه وهو يقول: الان لاحظت ذلك؟ كم انت احمق ... حسناً مع السلامة. واغلق الهاتف تاركاً مايك يمتلأ بالفضول وهو يريد ان يعلم كيف خرجا من هناك ولكن الامر الذي جعله يحترق فضولاً هو ان ستيف الان في بيت كاترين .!!! كاترين باستغراب: ماذا قال؟ ستيف وهو يبتسم: قال بأنه لن يقدر على اخذي ... آه تذكرت ... لقد اتصلت بهاتفي لان هاتفه كما قال لي سابقاً قد نفذت بطاريته ... ارجو أن لا يزعجك وجود رقمك في هاتفي؟ كاترين ببراءة: لا ابداً. ستيف وهو يبتسم: حسناً يجب ان اعود الان ... كاترين باستغراب: لكنك لم تأكل شيئاً ؟ نظر ستيف إليها وهو يقول: حسناً إذا ولكن بشرط. استغربت كاترين ذلك: حسناً ما هو؟ ستيف بجديه: ماذا قصدتي بكلامك عندما رأيتي الجثة دم ... ابي ... امي.!؟ خفضت كاترين رأسها بحزن ثم قالت: فيما بعد سأخبرك ... ارجوك لا تضغط علي. نظر ستيف إليها بحنان وهو يشعر انها قد تعرضت لصدمه كبيرة في حياته قائلاً: حسناً. واخيراً انتهى هذا اليوم ... وكان اليوم الذي يليه مملوء بالتحضيرات و الاستعداد للحفل ... كانت ماري مرتبكه جداً ... ولكنها سعيده ايضاً .. كيف لا وهي اخيراً سترتبط بفارس احلامها ... وهكذا انقضى يوم اخر ... ليأتي يوم جديد بشعاع مشرق ... ليضئ هذا العالم ويخرجه من الظلام الذي غرق فيه.! السكون و الهدوء يملئ المكان ... لا يوجد إلا همسات الخادمات القادمة من وراء الباب و ضحكاتهن المنخفضة لتداعب اذنيها ... دموعها تسيل و كأنها نزيف لا يقبل الالتأم ... نزيف قلبها المتألم و الذي يعزيها ... وضعت يدها على مكان قلبها ثم شدت ملابسها بقوة وكأنها تريد ان تعتصر قلبها ... او أن تتخلص من ذلك الالم ... كانت مستلقيه على السرير لم يغمض لها جفن منذ البارحه وهي تنظر الى القمر وتشكي ألم وحدتها و ألم فراقها لمن تحب ... همست بضعف " ما اصعب ان تحب شخصاً لا يحبك" اغمضت عيناها بهدوء وعادت دموعها للنزول ... يوكو في هذا اليوم تبدو ضعيفه ومتألم ... منكسرة كأنها طفله وحيدة تغرق ولا يسعها إلا ان تنفض انفاسها الاخيرة ... انفاس حبها و مشاعرها المتألمها ... هي تدرك انها تحبه و متعلقة به اكثر من اي شخص أخر ... ولكن ليس باليد حيله لانه وجد سعادته مع اخرى. همست بين بكاءها الصامت وهي مستلقيه على سريرها ومختبئة تحت الفراش "هذا ظلم ... يحبها فقط لانها اجمل مني؟! لماذا هل انا سيئة لهذا الحد؟! "هذا ما دار في فكرها ... حتى اغرقتها الدموع من جديد ... كانت هالة الحزن متفردة بيوكو ... اما الجميع فقد كانوا على عكس ذلك .. في اكبر غرفه في المافيا حيث جناح الزعيم ... فتح عيناها الممتلئة بالنعاس فهو قد نام حتى شبع ... بالعادة تكفيه اربع ساعات حتى يجلس نشيطاً من جديد ... اول شيء فعله هو اخذ منشفته و التوجه الى الحمام ليستحم ... كان يدمدم مع نفسه و الابتسامه مرسومه على شفتيه على الرغم انه يريدها من اجل الثروة إلا انه لا يمانع ان يحبها ... وكأن لاين يريد ان يحب فتاة ما ... اي فتاة كانت المهم ان يملأ الفراغ داخله ... لم يكن يريد شيئاً إلا ان يستمتع في هذا اليوم ... أزاحت الستارة عن النافذة ثم فتحتها لتستنشق الهواء الرطب ... بدَ الجو بارداً ... كيف لا وهو فصل الشتاء نظرت الى السماء الملبدة في الغيوم بنظراتها البريئة ثم دمدمت " يبدو الجو كئيباً اليوم .!" لكنها لم تكترث كثيراً فهي قد حضرت كل شيء للحفل الثوب و الزينه ولم تعد تحتاج للخروج ... لم تلبث طويلاً حتى هبت نسمه بارة جعلتها ترتعش وهي تضم نفسها بسرعه نظرت الى السماء من جديد " اشعر بشعورٍ سيء" ثم اغلقت النافذة ... سرعان ما سمعت الطرق على الباب ... ماري بهدوء: تفضل ... وكما توقعت ماري كانت الطارقة هي ليزا ... فقد أتت مبكراً لتساعدها ... مر الوقت سريعاً ...حتى صار موعد الحفل كان الحفل يبدأ في الساعة الثامنه مساءاً ... توافد اكثر افراد المافيا الى القاعه داخل المافيا ... وقد تم اعدادها جيداً و تزينها بما يناسب مراسيم الحفل ... كان من بين الحضور ستيف ومايك و مارتن ... كما ان ماكس كان يجلس مع لاين الذي حضر هو الاخر مبكراً .. وكالمعتاد ... كان لاين متألقاً ... تمكن من لفت انظار الجميع إليه ... كان يرتدي البدلة الرسميه ويعلق زهرة بيضاء في جيب سترته العلوي ... كان هكذا هو اللباس التقليدي الذي يجب ان يرتديه الرجل في حفلة خطوبته في امريكا ... كانت تلك الرسميه الزائدة تعطيه الكثير من الجاذبيه ... و اخيراً تعالت اصوات الابواق ... لتعلن عن وصول عروس الحفل ماري ... كانت ماري ترتجف وقد احمر وجهها شجعتها ليزا اكثر من مرة ولكنها تبدو خجله من الظهور امام الحضور ... كانت ماري ستأتي من الطابق العلوي ثم تنزل درج طويل نسبياً ... حيث ستبدو كالاميرات ... هذا ما خططت له ليزا ... ثوبها الزهري الطويل و شعرها المنسدل بانسياب زادها اشراقاً و جمالاً ... واخيراً تقدمت بخطواتها الاولى لكنها لا تزال خائفه وكأن هناك شيء ما يقلقها باستمرار " اشعر بشعور سيء ... قد يكون مجرد وهم يجب ان ازيل هذا التفكير بسرعه" بلعت رقيها بإصرار وتقدمت بخطوات بطيئه ... وصلت أعلى الدرج ... رفعت ثوبها الطويل بيديها و قد تركتها ليزا لتنزل وحدها .. حتى يبدو منظرها متكاملاً ... قدمت قدمها ببطء لتنزل وفجأة ... " اشعر بشعور سيء ....!!! " امتدت يد سريعه من خلفها و دفعتها بقوة من اعلى الدرج لتسقط ماري امام إنذهال الجميع وصدمتهم مما يحدث ... سقطت ماري على الدرج ... حاول كل من كان قريب منها ان يلتقطها ولكن لا جدوى ... استقرت اخيراً بين يدي لاين ... الذي لم يستوعب حتى ما حصل ... نظر إليها بصدمة وهو يقول بانفعال : ماري ... ماري ؟ لكنه لاحظ ان رأسها ينزف بشدة يبدو انها مصابه ... إصابه شديدة.! رفع رأسه بسرعه ليرى من الذي فعل هذه الفعله الشنيعه ... حينها زادت صدمته أكثر ... نظر الى تلك الفتاة الواقفه ببرود وهي تنظر إليه بنظرات كالجليد همس قائلاً : يوكو ؟! سرعان ما عم الصخب المكان ... جرى مايك و ليزا نحو ماري ... حمل مايك ماري و توجه الى المشفى ومعه ليزا ... اما ماكس فقد بقي مع لاين لينظر ماذا يفعل بشأن هذه اليوكو ... اجتمع الكثير من اعضاء المافيا حول يوكو ولكن لم يجرأ احد على الاقتراب منها وخاصه انها لا تبدو ضعيفة او انها تشعر بالذنب حتى ... كل ما ظهر عليها هو نظرة حادة و ملامح باردة ... تمكنت من إدخال الرعب على كل من حولها ... حطم هذا الضجيج صراخ لاين بغضب: يوكو ماذا فعلتي؟ هل تدركين ان من يعصي أوامري يعتبر خائن ( ثم بدأ يصعد الدرج نحوها ) و الخائن في هذه المافيا يقتل ... ابتعد الجميع عن يوكو وهم يرون لاين الذي يتقدم نحوها بغضب .. لكن يوكو لم تتغير ملامحها ولم تنطق بأي حرف وصل إليها ثم اخذ سكيناً من جيب بنطاله ورفعه كأنه يريد ضربها به ... لكنه اوقف يده عندما سمعها تتكلم بجفاء وهي تقول: إن كنت تريد قتلي فأنا لن اُقاوم . انزل لاين يده وهو يحاول ان يمسك اعصابه: ما شانك؟ لا تزال تنظر إليه بنظرتها الحادة وهي تقول: واحد من اثنان لن ارضى بغيرهما ... إما ان تقتلني ثم تتزوج تلك الماري ... او أن لا تتزوجها من البدايه. لاين وقد بدأ يهدأ: يوكو انا لا احبك ... متى ستفهمين؟ ردت يوكو بنفس البرود: اعرف ... وانا لا اريد ان تحبني لكن كبريائي يمنعني ان اترك من احب لفتاة اخرى ... لا تفكر بأخرى إلا ان تقتلني اولاً. استشاط لاين غضباً حيث شعر ان يوكو تهدده امام الجميع و ظهر ذلك كالإهانة له رفع السكين عالياً ثم اطلق يده وهو يوجهها نحو عنقها حتى يقطع رأسها و لكن اوقفه ماكس الذي امسك يده بسرعه وهو يقول: اهدأ سيدي .. لا نريد ان نخسر عميله كـ يوكو إنها مستعدة ان تموت من اجل هذه المافيا ... لاين بانزعاج بعد ان جر يده : ماذا تقصد؟ ماكس بابتسامه خبيثه: فلنسجنها الان حتى نفكر بأمرها لاحقاً ... ما قولك؟ تنهد لاين بانزعاج ثم نظر الى ماكس هو يقول: فاليكون فأنا لا اريد ان اراها. ابتسم ماكس بعد ان أمر بسجن يوكو في احدى سجون المافيا اما يوكو فلم تكترث للأمر كثيراً يكفيها انها قامت بإلغاء هذه الحفله و التسبب بالاذى لمنافستها ماري . |
__________________ سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
التعديل الأخير تم بواسطة احلام قاتلة ; 08-14-2013 الساعة 01:28 AM |