عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 08-15-2013, 06:05 AM
 

_2_




صرخت الصهباء من الداخـل ، ولم تسكت أبداً ، اقربت المرأة أذنها من الباب ، وقـالت بصوتٍ

منخفضٍ حـاد : أيتها الغبية ، فيوليت هذه أنـا ، فيزا



صمت لخمس ثوانٍ ـ تبعتها صرخة عـالية : فيزا أيتها اللعينة فلتخرجي و تعانقيني

ـ أوش ، هي فيوليت ، سنهرب من هنـا ، أفهمتِ ؟

ـ أوه تهريب ؟ ،حسن هيـا أسرعي ، قطة احدى الشرطيات هنـا انها حسود.

قهقهت فيزا ، وعدلت من قميصها ، وكشرت من أنيابهـا ، أحضرت قميص مشابه لقميصها بحدٍ

كبير ، فتحت الباب ، استقبلتها المدعوة بفيوليت بحضن سـاخن ، نظرت بعينيها بشِوق : متى عدتِ من مانشستر ؟


ـ آه ، يا فتاة الأجواء هناك جدُ باردة !

ـ آه ، حسن .

بابتـسامة ـ لا تقلقي ، فيليب بخير

ابتسمت فيوليت ابتسامة صفراء ،و عادت أدراجها لتغير ملابسها مـن أجل الخطة المزعومة ،

خرجت بعدها بلحظات ، كـانت قد خبأت شعرها المجعد أسفل قبعتها مـع كلتـا عينيها لألا يظهر

منهمـا شيء ، شكلها بالبدلة غني عن التعريف ، فجسدها النحـيل لم يشغل أي حيز من أطراف

القمـاش ، تحركت فيزا ، وخلفها فيوليت برسمية تـامة ، كـانت حركاتها مشاكسة قليلاً ، توقفت

كلتاهمـا ، حين سمعتا أصوات الإنذار تنطلق من كـل مكـان ، وقـد اكتسب المكـان لونٌ أحمر

قـانٍ ، سمعت فيوليت أصوات ركض و إطلاق رصاص في كـل مكـان ،

دُهشت للغاية حـين علمت بأن السجينة ( هـارييت ) قـد هربت ، يا لها من صُدف ! ، أمسكت

فيزا بذراعها ، و بدأتا بالتسلل خفية مـن بعض المخارج السرية ، التي لا تعلمها سوى

المسوؤلات الكبيرات بالسن ، خرجتـا من المبنى بصعوبة ، و لكن فيوليت توقفت فجأة ، نظرت

فيزا نحوهـا ، وزمجرتْ بعصبية : بحق الله ، ماذا تفعلين ؟




ـ لقـد نسيتُ شيئاً مهمّاً للغاية !

ـ أعدكِ سأحضره لكِ ، ولكن هـيا الآن

تحركتـا بضع خطوات ، ولكن فيوليت أفلتت معصمهـا من قبضة فيزا ، وقالت : آسفة

وعـادت أدراجهـا إلى المبنى ، مُهمِلة عُقبى مـا سيحدث لهـا ، فـي الجهة الشرقية من المبنى ،

كانت هارييت ، لا تزال تقاوم الصعوبة لتفلت بجلدهـا حرةً طليقة ، إصابات في أغلب جسدهـا من

مسدسات الشرطة ، كـانت تتنفس بصعوبة كبيرة ، و قطرات العرق تنهال بكـل مكـانٍ في جسدهـا

، مخلوطةً بقطرات الدمـاء ، لِتُحدث رائحة كريهة و عفنة في زوايا المبنى ، سمعت صوت

خطواتٍ صـادرة من ناحية الغرب ، اختبأت بين زاويتين ضيقتين بالكـاد استطاعت الدخول بينهمـا ، من الرهبة و الخوف كـانت تدفع جسدهـا المصاب إلى الداخـل ، اقتربت الخطوات ، وكَانت

مُسرعةً للغاية ، مـر ظل مـا من أمـام هارييت وتبعتهـا فيوليت الصهباء ، أمسكت هارييت بكتف

فيوليت ، وقـالت مستنجدةً بهـا : فيوليت ، سـاعديني ... وسقطت مغشيٌ عليهـا ، وقفت فيوليت

عاجزةً أمـامهـا ، ليسَ بأن الأمر بيدهـا ، ولكن الأمور في ضوضـاء ، والأجواء متوترة للغـاية ،

جثت فيوليت أرضـا ، ونزعت القبعة من رأسهـا ، لتتسـاقط خصـلات شعرهـا المجعدة و الغزيرة

عـلى كتفهـا و نصف ظهرهـا ، وقـالت باستسلام : الخطة فَشلت ، فشلاً ذريعـاً . سمعت بعدهـا ،

ببضع ثواني ، أصوات النسوة و قـد أدخلن بعض الرجـال في القضية ، اجتمعوا حولهمـا ، و

تنـاسوا هارييت المغشيةُ عليهـا ، وأردفوا بصوتٍ واحد : ارفعن ايديكن . رفعت فيوليت بدون أن

تنطق ، فقط محدقة باللاشيء .





**


ـ آه ، فيوليت ، ستندمـــــــين !

وختمت جملتهـا بضربة على الحـائِط الخَشِن الموازيّ لهَـا ، بتعابير منزعجة للغـايةِ على وجههـا


**




اليوم التـالي ، في الصبـاح السـاعة السـابعة و النصف ، كعادة المكـان طريقة فريدة للاستيقاظ

، كـانت فيوليت ملقية بجسدهـا على السرير ، وقدمهـا اليسرى خـارجة عنـه بفوضوية ، كـانت

ملامحهـا بطريقة غريبة مرتسمةً عليهـا الهدوء ، والهدوء الفظيع ، اقتربت من بوابة زنزانتهـا

، امرأة ثلاثينية ، تجاهلت حـالتهـا ، فقط فتحت الباب ، و أمسكت بكتفهـا دون مبالاة لرأيهـا ،

من ملامح فيوليت بدت معتادةً على هذا الشيء ، وتبعتهـا دون التفوه بكلمة ، مشيتّ خطواتِ

قليلةٍ حتى وصلتَا لوجهتهمـا ، اكتفت الشرطية بالوقوف ، وتقدمتْ فيوليت مكملةً طريقهـا ،

طرقت الباب طرقـاتٍ ثلاث ، لتسمع الإذن لها بالدخول ، دخلت ، ووجدت المدعوة بهارييت جالسةً

على الأريكة تاركةً شعرها يغطي ملامح وجههـا بأكملها ، :


ـ تفضلي ، اجلسي بجانبها !


كانت هذه هي مديرة المبنى ، المعروفة ب أولفييه ، فرنسية المنشأ !


تقدمت فيوليت وهي تنظر إلى أولفييه بضغينة مدفونة ، رفعت أولفييه النظارة من وجهها ، وقالت

بهدوء : ماذا تعتقدان أنكما فاعلتان ؟

أجابت هارييت وهي تمضغ العلكة بصوتها الخشن : نهرب ، مللنـا منكِ !

أطلقت فيوليت ضحكة ساخرة ، فقدت المديرة أعصابها ، وضربت الطاولة لتتساقط كل تحفها و تتحول فتاتّ
، يبدو أنها تسرعت في حركتهـا ، فقد جثت أرضاً وقـالت بنبرة باكية : لا , تحفي الثمـينة
!!


انفجرت فيوليت ضاحكةً ، بينما ابتسمت هارييت بهدوء ، وهمـا تنظران إلى مظهرها المثير

للشفقة ، قالت أولفييه وهي منكسة رأسها ، : خذوهما بعيداً عني ، فلتنظفا بعد السجينات الأخريات ، وتدوران زنزانة ، زنزانة ، وتغسلان جميـع الحمــامات ، أسرعـا إلى الخــارج !


ظهرت عروق جبينهـا ، واحمرت غضبـاً ، سحبتهمـا شرطيتان ، وألقيتهما خـارج الغرفة ، كانت

فيوليت لا زالت مستمرةً بالضحك ، تبسمت هارييت ابتسامة دافئة ، وتحركت متجاهلةً فيوليت ،

صرخت فيوليت : هيه ، انتظري !




**

3
>
أرآئكم | انتقـاداتكم ؟
:wardah:
__________________
!!


Ŀoиŀy Like a ќing


..
....

.. سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم ♡
الحمدلله و الله أكبر و لا إله إلا الله
استغفرالله العـلي العظيم
اللهم إغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات !

.........









مُدونتي