عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-15-2013, 06:26 PM
 
[SIZE="5"]




°·.¸.•°(الفصل الثاني )°·.¸.•°

· آرائه في التربية

مرحلة الطفولة
مرحلة التعليم
أساليب و طرق التعليم
صفات المعلم
* الخلاصة من التعليم عند ابن سينا




له آراء تربوية في العديد من كتبه التي كتبها بالعربية أو الفارسية غير أن اكثر آرائه التربوية نجدها في رسالة مسماة بـ(كتاب السياسة) وان ابرز ما تميز به المذهب التربوي لابن سينا هو:



أن التربية السيناوية تميزت بأنها تناولت حياة الإنسان منذ لحظة ولادته فما هي المبادئ والأسس التي خص بها هذه الفترة؟
الاسم الحسن
أكد ابن سينا على ضرورة الاسم الحسن للمولود فهو حق من حقوقه وهو يفرض على الطفل دون اختيار منه، فيجب أن يكون هذا الاسم مقبولاً اجتماعياً واخلاقياً. واهتمام ابن سينا بهذه الناحية جاء من كونه أدرك من خلال عمله كطبيب، الأثر الذي يحدثه الاسم السيئ على صاحبه، فهذا الاسم ليس مؤقتاً يتخلص منه الإنسان بعد فترة من الزمن بل هو ملازم للإنسان طوال حياته.
. فإذا كان هذا الاسم مما يبعث على السخرية والتشاؤم فانه سينعكس على شخصية الطفل طوال حياته فيعيش في حالة لا تخلو من الاضطرابات النفسية التي لا يحمد عقباها
وهو ما أكد عليه الدين الإسلامي فقد حث رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على الاسم الحسن للمولود. حيث ورد في السيرة أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)قد غيّر الكثير من الأسماء إلى الأحسن.
*الرضاعة
يقول ابن سينا في كتاب القانون: (يجب أن يرضع الطفل ما أمكن من لبن أمه، فإنه أشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم)(11).
بهذه العبارة التي اوصى بها ابن سينا بالرضاعة الطبيعية وضرورتها نجده قد سبق الدعوات العالمية التي تدعو وتحث على الارضاع الطبيعي للطفل وتحذر من اخطار الارضاع الصناعي وفي حال تعذر الرضاعة من الأم فلا مانع من اللجوء إلى مرضعة يشترط فيها الصحة الجسدية والخلقية.
وهذا ما أكده القرآن الكريم حيث وردت عدة آيات تبين وجوب إرضاع الطفل عامين كاملين.

*مرحلة ما قبل المدرسة (3-5) سنوات.
أدرك ابن سينا أهمية هذه المرحلة وأولاها الأهمية البالغة وهي مرحلة تمهيدية تكون سابقة لدخول الطفل المدرسة والتي تعرف الآن باسم (سن الحضانة) وقد أثبتت البحوث والدراسات التربوية الحديثة ما توصل إليه ابن سينا حيث وجدت أن الفترة من (3-5) من عمر الطفل هي المرحلة الذهبية التي تخطط فيها شخصية الطفل المستقبلية. يقول ابن سينا (فما تمكن منه من خلق، غلب عليه فلم يستطع له مفارقة ولا عنه نزوعاً). ويعلل ابن سينا أهمية هذه المرحلة بأن شخصية الطفل في هذه المرحلة مرنة قابلة لاكتساب جميع العادات والطباع السيئة منها والصالحة على حد سواء لذا يدعو ابن سينا إلى اتباع أسلوب تربوي نبعد فيه الطفل عن الرذائل ونؤمن له تربية صالحة وسليمة يتمثل هذا الأسلوب بإبعاد الطفل عن كل ما هو سيء في محيطه حتى لا يكتسب الطفل هذه الرذائل وهو أسلوب وقائي.
والأسلوب الآخر هو التربية الرياضية حيث نجد الشيخ الرئيس في كتاب (القانون) قد خصص لهذا النوع من التريبة صفحات عديدة، إذ يراها تربية ضرورية وليست خاصة بمرحلة أو عمر معين لذلك فهو يجعلها متلائمة ومتناسبة مع كل طور من اطوار الحياة.
وهذه النظرة تتسم برؤية تربوية عميقة. ولابد أن تكون متوافقة مع عمله كطبيب. بالإضافة إلى ما تمنحه من قوة ومناعة كما رأى أفلاطون وار سطو من قبله وكما ترى التربية الحديثة اليوم.



أ. سن الدخول إلى المدرسة:
في كتاب (القانون) يقول ابن سينا إن سن السادسة من العمر هي السن المناسبة للبدء بالتعلّم، إذ يمكن حينها أن يقدم الصبي للمؤدب أو المعلّم والآراء في هذا الشان مختلفة فمنهم من يرى أن الخامسة هي السن المناسبة لدخول المدرسة ومنهم من يفترض قبل ذلك وخاصة بعد انتشار رياض الأطفال التي تستقبل الطفل في الثالثة من عمره ويصعب تحديد هذه السن بالدقة لعدة عوامل مؤثرة. منها البيئة والمجتمع والفروق الفردية هذا بالإضافة إلى الوراثة واثرها.
ب. مواد التدريس (المنهاج):
يقول ابن سينا(12) (إذا اشتدت مفاصل الصبي، واستوى لسانه، وتهيأ للتلقين، ووعى مسمعه، أخذ في تعلم القرآن وصور حروف الهجاء. ولقن معالم الدين). لم يكن ابن سينا الوحيد الداعي إلى تعلم القرآن الكريم والبدء به فلقد سبقه آخرون.. ) وإن ابن سينا قد حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من العمر.

الأساليب و الطرق التعليمية
أ. التدرج بالتعليم:
يقول ابن سينا: (إن على الصبي أن يتعلم اولاً الرجز، ثم القصيدة، لأن رواية الرجز أسهل وحفظه أمكن، لكون بيوته أقصر، ووزنه أخف) (13)وهكذا يكون ابن سينا قد اخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين التلاميذ. فهو يأخذ بيده ويسير معه بما يتناسب مع طاقاته وامكانياته.

ب. التعلم الجماعي:
(ينبغي أن يكون مع الصبي صِبْية حسنة آدابهم وطيبة عاداتهم) (14)على الرغم من أن ابن سينا قد تلقى العلم من قبل معلمين خاصين به إلا أننا نجده يفضل أن يكون مع الصبي أقران، لان انفراد الصبي الواحد بالمؤدب أجلب لنظرهما ولأن الصبي عن الصبي ألقن. وهو عنه آخذ وبه آنس.. ووجود الصبي مع غيره من الصبيان (ادعى إلى التعلم والتخرج فإنه يباهي الصبيان مرة ويغبطهم مرة ويأنف عن القصور عن شأوهم مرة ثم انهم يترافقون ويتعارضون الزيارة، ويتكارمون ويتعاوضون الحقوق وكل ذلك من أسباب المباراة والمباهاة، والمساجلة والمحاكاة، وفي ذلك تهذيب لأخلاقهم وتحريك لهم وتمرين لعاداتهم).
وهذا ما اكتشفه علم النفس الحديث، أما الطفل في هذه المرحلة فهو بحاجة إلى اللعب والتقدير والانتماء والشعور بالتفوق والنجاح، وهو بحاجة إلى إشباع ذلك بطرق وأساليب تربوية سليمة.
ج. توجيه التلاميذ على حسب مواهبهم وميولهم:
من أهم ما يستحق الاعجاب في أساليب التربية السيناوية ذلك الاهتمام بموضوع توليه التربية الحديثة اليوم قصارى اهتمامها، نعني بذلك العناية بميول الطلاب وقابلياتهم وتوجيههم نحو الدراسات التي تؤهلهم لها تلك الميول والقابليات. وكثيراً ما يخيل إلينا أن فكرة (التوجيه المهني) فكرة محدثة لم تعرف إلا في القرن الأخير بعد تقدم الدراسات النفسية، والواقع أن الشيخ الرئيس قد عرف جذورها وبذورها حيث يقول ابن سينا في القانون: (وعلى المؤدب أن يبحث للولد عن صناعة فلا يجبره على العلم إذا كان غير ميال إليه. ولا يتركه يسير مع الهوى، إذ ليست كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له. لكن ما شاكل طبيعته مناسب، وأنه لو كانت الآداب والصناعات تجيب وتنقاد بالطلب دون المشكلة والملائمة إذن ما كان أحد غفلاً عن الأدب وعارياً من صناعته. وإذن لأجمع الناس على اختيار اشرف الصناعات).
د. الثواب والعقاب:
تنتشر في أيامنا الراهنة بين أوساط المربين والرأي العام الواسع مختلف الآراء التي تتناول استخدام الثواب والعقاب في تربية الأطفال فمنهم من يعتقد انه يجب الاكثار في العقاب والإقلال من الثواب وعلى العكس يعتبر آخرون أنه يجب الاكثار من الثواب وان يكون العقاب قليلاً، بينما يعتبر غيرهم انه يجدر ممارسة الثواب فقط وعدم اللجوء إلى العقاب وهناك ثمة من يعتقد أن التربية الحقيقية هي التربية التي لا ثواب ولا عقاب فيها.
فلنرى رأي ابن سينا في هذا الأسلوب التربوي:
يؤمن ابن سينا بالثواب والعقاب المعنويين وليس الماديين، فإلى جانب العقاب المعنوي (الترهيب والاعراض) هناك ثواب معنوي (الترغيب والحمد والاقبال) وقد أوضح هذا الأمر في كتاب السياسة فصل تدبير الرجل ولده حيث نجد أن ابن سينا قد اهتم بتربية الطفل وتأديبه في مرحلة مبكرة من عمره كخطوة وقائية اولية.
وعند الاقدام على الثواب والعقاب ينبغي مراعاة طبيعة المتعلم والعمل الذي اقدم عليه ويجب أن تتدرج من الإعراض إلى الايحاش، فالترهيب، فالتوبيخ. فالعقوبة عند ابن سينا ارشاد وتوجيه للسلوك وحرص على تعديله برفق، ويحرص كذلك على أن يكون الدافع من وراء العقاب ليس الانتقام والكراهية بل حسن التربية والاخلاص في العمل.

صفات المعلم
نرى في التربية السيناوية نظرات صائبة لما يجب أن يكون عليه المؤدب وهي آراء تقترب من الآراء التربوية الحديثة في المربي والمعلم فيقول ابن سينا (على مؤدب الصبي أن يكون بصيراً برياضة الاخلاق، حاذقاً بتخريج الصبيان) . وهذا ما تؤكد عليه التربية الحديثة فيجب على المعلم أن يكون عالماً بعلم نفس النمو وسن الطفولة والمراهقة.
ويجب أن يكون وقوراً ورزيناً، بعيداً عن الخفة والسخف، قليل التبذل، ذا مرؤة ونزاهة.
فلم يخف على ابن سينا ما للمعلم من اثر مباشر على الطلاب حيث انه سيلازمه وهو أول من سيتطبع بطباعه.
الخلاصة في التعليم
هكذا يكون ابن سينا قد وضع لنا منهجاً تربوياً مستمداً أسسه ودعائمه من الدين، ومن واقع عصره ومجتمعه، ليفي بمتطلبات مجتمعه ويساعده على النهوض والخلاص مما هو فيه من انحلال وتعطل وفقدان للقيم إنها تربية اجتماعية بكل معنى الكلمة. متعددة الجوانب فردية، مجتمعية، أخلاقية، دينية مهنية..
مما يجعل معلمنا من أصحاب المذاهب التربوية الجديرة بالدراسة والاهتمام وفي مذهب هذا الفيلسوف من الآراء والنظريات العلمية ما يجعله جديراً بأن يمد الإنسانية بمعين لا ينضب من المعرفة، وما يتفرع عنه من تربية وسياسة وإصلاح، بعد أن أمدها بمعين من الفلسفة والطب.

لي عـودهـ
__________________
نبذتي الشخصية

طآلبة .. أعشق الالقاء وأبحر في النِثر .. أحببت التصوير ..
سأصل الى الثُريا باذن الله ..

التعديل الأخير تم بواسطة ~روحـ الـحـيـاهـ~ ; 08-15-2013 الساعة 08:21 PM
رد مع اقتباس