°·.¸.•°(الفصل الثالث)°·.¸.•°
§ ابن سينا وطب الأسنان
- الحشو المستخدم
الخاتمة
يُعَدُّ نخر الأسنان (Dental Carie) من أكثر الأمراض حدوثًا، وهو يصيب الإنسان في مختلف مراحل العمر، وإصابة السن بالنخر تتميز بظاهرة رئيسية هي تخرب نُسُجه المينائية أولاً والعاجية ثانيًا، ويتشكل في موضع الإصابة تجويف يعرف بالحفرة (Cavity).
وتهتم مداواة الأسنان بترميم ما يتخرب من الهيكل السني بفعل النخر وسواه من العوامل المخربة الأخرى، وذلك بمعالجة ما قد تحدثه تلك العوامل نفسها من إصابات متقدمة كالالتهابات اللُّبِّية المختلفة والاختلاطات المحيطة بذرى الأسنان(15).
كان ابن سينا (370 - 428هـ/980 – 1037م) واضحًا دقيقًا في تحديده الغاية والهدف من مداواة نخور الأسنان حين قال: "الغرض من علاج التآكل منع الزيادة على ما تآكل؛ وذلك بتنقية الجوهر الفاسد منه وتحليل المادة المؤدية إلى ذلك". ونلاحظ أن المبدأ الأساسي لمداواة الأسنان هو المحافظة عليها (conservative dentistry)، وذلك بإعداد الحفرة إعدادًا فنيًّا ملائمًا مع رفع الأجزاء النخرة منها، ثم يعمد إلى ملئها بالمادة الحاشية المناسبة لتعويض الضياع المادي الذي تعرضت له السن، مما يعيدها بالتالي إلى أداء وظيفتها الغريزية من جديد.
الحشو المستخدم
أما المواد الحاشية التي استخدمها الأطباء العرب القدامى فهي عديدة منها:
المصطكي: وتسمى أيضًا العلك الرومي (Pistacia Lentica) وهي نوع من أنواع الصموغ البيضاء، الناعمة، الطيبة الرائحة، ذات اللدونة، المائلة إلى المرارة، وشرح أبو الحسن الطبري الذي عاش في القرن الرابع الهجري لطريقة استخدامها في كتابه (المعالجات البقراطية)، فقال: "ويستعمل المصطكي، فيسدون الثقبة به، بأن يذوب المصطكي ويُعْجَن ثم يعملون منه شكلاً على استدارة الثقب فيجعلونه فيها، ويمرون على الفاضل من المصطكي حديدة مُحماة".
وعرف الأطباء المسلمون الحَشْوات المصبوبة، وهي شكل من أشكال الترميم السني الذي تعوض فيه النسيج السنية المتخربة أو الضائعة بكتلة معدنية ترجع في طبيعتها إلى أحد الخلائط المعدنية غير الصدئة وبخاصة الخلائط الذهبية منها، واستخدم الأطباء المسلمين لصنعها عظام الحيوانات أو العاج، ويشرح هذه الطريقة أبو الحسن الطبري فيقول: "ومن الأطباء من ينحت من عظام الفيل جسمًا مدملجًا عريض الرأس لطيفًا فيهندمونه في الثقبة".
أما في الحالة التي ينفذ فيها النخر داخل طبقات السن، ويؤدي إلى انكشاف اللُّب والتهابه، وبالتالي حصول الألم الشديد الذي يتوافق مع هذه الحالة، وإذا ما جُسَّت الناحية بالمسبر نَفَذَ داخل الكتلة العاجية المتلينة مثيرًا ألمًا واضحًا يُؤكد تشخيص الإصابة(16).
اتمنى للجميع التوفيق
واشكر صاحبه المسابقه لهذه المسابقة الرائعة
واشكر المصممة لتصميم الفواصل ^^
و السلام خير الختام