رسامة و لكن.......... أعزائي منذ مدة اطلعة على رواية نالت اعجابي و لم أستطع كح نفسي في أن اشارككم فيها الكاتة:أحلى وردة جورية العنوان:رسامة و لكن......... النوع :دراما,تشويق,غموض,قليل من الاكشن و الرومانسية مواعيد التنزيل :رح حاول حط كل يوم بارت البارت1: قد يرسم لنا القدر بفرشاته..رتوش غريبة..لوحات غير مفهومة.. يمزج ألوانه الداكنة ملطخا جميع لوحاته لتعكس على حياتنا..وأحيانا أخرى تجده لا يقوى على الرسم ينظر إليها بكل شرود..كأنه يتعجب من وجود قلوب بيضاء, يمزج ألوانه الداكنة ويلطخ بها اللوحات يعقد حاجبيه متعجبا من أصحاب القلوب السوداء, علامات الدهشة جلية على وجهه من غرابة الألغاز والأسرار التي تحيط بالبشر, ألقى بكل لوحاته غاضبا حطم فرشاته.. فاتح الستار أمام روايتي....... أمسكت فرشاتها, مزجت الألوان بمهارة, شيء خفي يحثها على الرسم, نظرت إلى جميع لوحاتها وجدتها كئيبة بكآبة حياتها,ترسم بسرعة جنونية, ضربات فرشاتها على اللوحة غاضبة, ربما ثائرة, تكمل الرسم بخطوط متعرجة, بألوان قاتمة, بلا هدف, ربما نوع من التفريغ النفسي لديها,وضعت الفرشاة جانبا وخرجت من غرفة الرسم,متوجهة نحو المطبخ, سكبت لنفسها كأس العصير الطازج, حتى يهدأ من ثورتها..من كآبتها..من حزنها القاتم بقتامه الألوان التي ترسم بها لوحاتها... وضعت رحيق كأسها الزجاجي ونهضت متجه نحو النافذة ربما استنشاقها للهواء النقي سيجعلها بحال أفضل... "آه كيف لقدر يجبرني على البقاء وحدي وحيدة, كيف لفتاة مثلي لا احد لديها لتسكن بهذا القصر النائي والمخيف, ظننت بأن تعديل الطابق الأول وتحويله لشقة عصرية سيغير من كآبتي التي لا تتغير من الأوهام التي تدور حولي بلا توقف,ارسم ولكن ... ابحث عن أسرار قديمة لا أجد مفتاحها, ابحث عن ألغاز لا حل لها, حتى الهواء الذي أتنفسه اعلم بأنه ملوث بدخان الماضي, تخيفني جدران هذا القصر, ترعبني ستائره المتحركة دوما, وأصوات الطبول والصرخات والموسيقى المنبعثة من لا شيء,والذي يثير تعجبي ازرع مزروعات خضراء وفي اليوم التالي لا أجدها وأجد الحديقة كما كانت كأنني لم ازرع بها شيئا, غريب كل الذي يحدث هنا ويثير تساؤلات لا أجابه لها... .................................................. .................. توجهت نحو غرفة نومها ارتدت ملابسها وحجابها, التقطت حقيبتها ومفتاح سيارتها,خرجت من القصر بعد أن تأكدت أنها أغلقت الباب خلفها بإحكام, انطلقت بسرعة مبتعدة عن تخيلاتها وأوهامها التي تكاد تثير جنونها... أوقفت سيارتها أمام شركتها المختصة بالأزياء النسائية العصرية من تصاميمها المشهورة,دخلت مكتبها وأغلقت الباب خلفها , وجدت معاملات وصفقات بحاجة لدراستها, انقضت الساعات تلو الساعات ووقفت معلنة انتهاءها, سمعت طرقات خفيفة,أذنت لها بالدخول وكانت سكرتيرتها, السكرتيرة: سيدتي وضعت لك كل المعاملات التي بحاجة لرأيك أمامك, حتى تبلغي نائبتك في الشركة بالتصرف, رحيق : حسنا درستها جميعها ورأي سأبلغه لها حتى تتصرف بالشكل الصحيح, السكرتيرة: أتريدين شيئا قبل خروجي؟, رحيق: نعم أريد رئيس امن الشركة والمصنع اطلبيه حالا, أومأت برأسها وخرجت بهدوء.. بعد دقائق, دخل إليها رئيس الأمن, ألقى التحية باحترام, أذنت له بالجلوس....... ـ : سيدتي طلبتي حضوري هل حدث خلل دون علمي؟.. ـ : لا لم يحدث لكن أريد مزيدا من الحذر , خصوصا بالمصنع.. ـ: نحن نراقب كل شيء عن طريق كاميرات المراقبة,وأيضا مكتب نائبك هناك, لا تقلقي سيدتي كل شيء تحت التصرف... ـ: أريد منك أن تضع نظام أشعة الليزر بداخل مكتبي, حتى لا يستطيع احد الدخول إليه بأي طريقة لم ننتبه لها.. ـ: لكن سيدتي مكتبك حين تخرجين منه يغلق بتقنية الأمنية الحديثة, الرقم السري اعلم به أنا وأنت فقط... ـ: أنا أريد ذلك حرصا على أمن الشركة, تذكر محاولات سرقة تصاميمي........ ـ: اذكر يا سيدتي ولن ادع أحدا يخترق امن الشركة... ـ: بعد خروجي تأكد من خلو المكاتب من الموظفات والموظفين,وخصوصا قسم المالية........ ـ: حسنا .., خرج مرافقا لها تأكد أنها صعدت سيارتها وانطلقت, كما كل يوم يشدد على الأمن دائما ويردد بين نفسه: لم أرى امرأة مثلها تجبرك على احترامها بأسلوب مميز... صفعتها نسمات الهواء المداعبة بلطف رقيق, ابتسمت ونزعت نظارتها البيضاء,قادت سيارتها متمهلة, تصاعد صوت فيروز الجبلي من الراديو الصغير, شعرت به يغزو أعماقها بقوته وقوة الهواء الذي يصفعها,قاربت أن تصل ذاك القصر المخيف المظلم, خرجت من سيارتها وأطفأت كل شيء, سارعت باستقبالها خادمتها المخلصة الوحيدة... ـ: سيدتي الحمد لله انك لم تتأخري, كدت اجن فعلا... بتساؤل ـ: ماذا ما الذي حدث؟ ـ: سمعت صوت ارتطام قوي, هبطت إلى الطابق السفلي, فقد ظننت بأنه حدث لك مكروه لكن... ـ: لكن ماذا.......؟ ـ: تفقدت المنزل جيدا ورأيت اللوحات المعلقة على الحائط تسقط الواحدة تلو الأخرى لوحدها...!, خفت كثيرا سمعت صوتا خلفي وحين التفت لم أجد احد.. ـ: هدئي من روعك سنذهب لنرى ما الخطب... دخلتا سويا إلى القاعة التي تجد اللوحات بها أكثر من الجدار الفارغ, صاحت الخادمة... ـ: أكاد اجن لا يعقل من أعادها لمكانها, سيدتي لم يكن وهما الذي رأيته,سيدتي لم اكذب عليك.. ـ: لا تبرري يا ساندي أنا أصدقك, هيا نصعد إلى الشقة, وإذا تكرر الحدث وسمعتي أي شيء لا تهبطي إلى الطابق السفلي, ابقي مكانك كأنه لم يحدث شيئا.. ـ: حسنا سيدتي سأنفذ أوامرك فحياتي أثمن من فضولي..! ضحكت رحيق على ما قالته ودخلتا وأغلق الباب خلفها وهناك عينان لم تراهما رأت وسمعت ما دار من حديث بينهما.. ..................................... أعدت ساندي القهوة لسيدتها وأحضرتها لها في غرفة الرسم , بينما كانت تمزج الألوان بمهارة, ساندي بصوت هادئ ـ: سيدتي اعذري فضولي ولكن لوحاتك بها كآبة وحزن وغموض يجعل المرء يتساءل عن سببه.. أجابتها ـ: أسباب كثيرة ربما إحداها وجودي بهذا القصر الكئيب.. ـ: إن طلبت منك أن ترسمي بألوان فاتحة مشرقة هل تعديني بتنفيذ طلبي..؟ صمتت لبرهة , ـ: همم لربما بإحدى الأيام ستجديني افعل ذلك لكن لا استطيع وعدك بذلك.. ـ: سأتفاءل بذلك, إذن سأذهب لأرى ما حدث بالكعكة المحلاة .. ابتسمت لها وخرجت وتركتها تحضر نفسها لتبدأ برسم لوحتها الجديدة لتنظم لغيرها من اللوحات المركونة التي لم يحن موعد خروجها للنور.. حين انتهت من رسم لوحتها ابتسمت برضا عن النتيجة التي ظهرت, فقد رسمت بشكل مختلف كليا عن باقي لوحاتها السابقة, تعشق اللون الوردي لكن تتردد دائما بالرسم به,أسباب خفية تمنعها من الرسم بألوان زاهية وجميلة,لكنها تحدت تلك الأسباب فلا ذنب للون بماضي حفظ طي النسيان.. خرجت من غرفة الرسم بهدوء, وجدت ساندي آتيه بالشاي وقطع الكعك,قدمت لها الشاي المحلى مع الكعك, شكرتها مبتسمة, تحدثت رحيق.. ـ: هل أخبرتك بأن تصاميم الخريف أصبحت جاهزة.. تعجبت ساندي: حقا سيدتي, انك حقا لا تذهبين وقتك هباء لكن متى ستنفذ تلك التصاميم.. ـ: قريبا , لكن ابحث عن أقمشة مناسبة حتى تجذب المشترين.. ـ: نعم نوع القماش ومتانته ونعومته هو من يغري المشترين لشرائه.. ـ: كلامك صائب, لكن هذا لا شيء بالنسبة للعمل الشاق الذي تحتاجه.. ـ: كل شيء يحتاج لجهد منا حتى يخرج بكل تناسقه وجماله أتسمحي لي بسؤال.. ـ: تفضلي.. ـ: ما هو أول تصميم صممته واحتفظت به ولم يراه احد غيرك.. تبسمت حين تذكرت تصميمها, ونهضت وطلبت من ساندي أن تتبعها... فتحت خزانتها المكتظة بالملابس,أخذت بعض الوقت وهي تبحث عن ذاك الفستان البائس, ووجدته في النهاية ما ان تمعنت به جيدا حتى أخذت تضحك ضحكات متواصلة شاركتها ساندي بالضحك..بعد مدة نطقت.. ـ: إنني أراه مضحك جدا آه يال غبائي كيف صممت يديه ووسطه والعنق شيء مضحك فعلا خالي من تناسق.. ـ: بما انه كان أول تصميم الم يكن بوابة انطلاقك في مجال تصميم الملابس.. ـ: بلى لكن لم تكن هوايتي التصميم بل بالرسم رغم ذلك أردت أن أصمم لأصنع مستقبل لي حتى لا ابقى كقطعة أثاث لا فائدة لها.. ـ: جميل أن يفكر الإنسان هكذا لكنه يحتاج إلى طموح ودافع يحثنا على تحقيق الهدف.. صمتت لبرهة: لكن ألا تشاركيني الرأي بأن الطموح لا يعيقه حاجز ولا يقف عند حد وان الدافع هو من يولد بداخلنا.. ـ: لكن أين مكان الحافز بينهما.. ـ: يوجد له مكان ضئيل يكاد لا يشعر به لأنه طاقة الدافع بداخلك أقوى من قوته الضئيلة.. تساءلت ـ: من أي كتاب تعلمي هذا يا سيدتي...؟ ـ: من كتب الحياة.. ـ: غريب لم اسمع بها يوما.. ـ: ساندي غدا في الصباح ستخرجين معي , أريد منك أن تكوني مستعدة.. ـ: حسنا سأخلد الآن للنوم, أحلام سعيدة سيدتي.. ـ: أحلام سعيدة.. جلست رحيق مع نفسها تحدق بالفراغ كل أعضائها مسترخية, تبحث بذهنها عن شيء لم تستطع يوما أن تجده, أيقظها من استرخائها صوت قادم من الطابق السفلي سمعت وقع أقدام صاعده نحو الشقة, ابتسمت لهذه المهزلة المتكررة بكل يوم.. خلدت إلى نوم وغاصت بأحلامها بينما هناك عينان تلمعان بلمعة غريبة في طابق السفلي , تخطط لمفاجآت مفجعة..!! .................................................. .................. نهضت من النوم عابسة, فحلمها كان مخيف ولا تستطيع وصفه, جلست لبعض الوقت في سريرها, نظرت الى ساعة الحائط وجدتها الساعة الثامنة والنصف, نهضت لتأخذ حمام منعش ربما يغير من مزاجها العابس, بعد انتهاءها ارتدت ملابسها بسرعة وضعت حجابها والتقطت حقيبتها ومفتاح سيارتها وهاتفها الخلوي, متجه نحو الصالة.. ـ: صباح الخير سيدتي.. ـ: صباح الخير, هل أنتي مستعدة..؟ ـ: نعم, لكن ألن تتناولي الفطور..؟ ـ: لا, مزاجي لا يسمح بشيء..هيا لنخرج.. ـ: هيا.. أوصدت باب الشقة بإحكام وهبطت إلى الطابق السفلي تتبعها ساندي, حين أغلقت باب القصر,من خلفها أطلقت ضحكة مجنونة تردد صداها داخل القصر بجنون, سمعتها رحيق ولم تبالي بما سمعته... قادت سيارتها هاربة من شيء مجهول, وحين ابتعدت مسافة لا بأس بها, تنفست بارتياح,تصاعد صوت فيروز من المذياع, تشعر حين تسمعها باستمتاع,نظرت إلى حركة الشارع الهادئة, فقد وزعت الشمس أشعتها على المدينة بفوضى, مما أعطاها رونق جميل,ولا سيما صفاء السماء بزرقتها الرائعة ونقاء السحب البيضاء... نطقت رحيق أخيرا... ـ: شارفنا على وصول المكان الذي سنذهب إليه.. ـ: هل هو جميل؟ ـ: نعم, انه رائع, ينعش القلب والروح.. وصلت المكان وتوقفت هبطتا من السيارة وساندي متعجبة من جمال المكان, فقد كان أجمل من رائع " تله العجائب" أطلق عليه... تساءلت ساندي: ـ: ما اسم هذا المكان الرائع؟ ـ: " تله العجائب" تعجبت ساندي ـ: " تله العجائب" اسمه غريب, ما سبب تسميته هكذا؟ ـ: يقال قديما بأنه حدث بهذه البقعة عجائب أدهشت البشر, مثل استكشافهم كنز وحين يريدون ان يخرجوا الكنز من الحفرة التي حفرت, يختفي الكنز وتبقى الحفر كما كانت, حدثت أشياء أخرى غريبة, لهذا أصبحت نقطة يركزون عليها العلماء لدراستها.. ـ: فهمت, لكن مادام يحدث بها غرائب كيف يسمحون للبشر ان يذهبوا اليها ويجلسوا فيها.. ـ: وجدوا بأنها لا تضر البشر لذلك سمح بتواجدهم فيها.. ـ: منطقة جميلة جدا لكن دائما الأشياء الجميلة لا تخلوا من العيوب.. ـ: محقة فعلا بقولك.. جلست ساندي على الأعشاب الخضراء, تركتها رحيق وأخذت تسير لوحدها تفكر , تستنشق الهواء, تحاول تنقية ذهنها من بقايا حلمها المزعج... "يا الهي إلى متى أرى أحلام مزعجة, تعبت, ألا يكفي كآبة القصر,ألا يكفي بأنه غير مريح,لولا وجودي فيه رغما عني لرحلت عنه بلا رجعة,كأن الماضي يختلط مع المستقبل ليطغى لونه المعتم على نور الحياة, غريبة حالتي التي أعيش بها, خوف بقناع القوة, ضعف بقناع الشجاعة, استسلام بقناع التحدي, لا ادري ما كتب لي القدر مزيدا ربما راحة أبدية او شقاء وعناء مع ذاك القصر الملعون...!!! .......................................... عم أستنى أرائكم لا تبخلو الردود..................... |