فقأ احدى عينيه بمثقاب بالخطا , وكان وضع عينه صعبا ولم يكن تدخل الطبيب
المحلي كاف لشفائها، مع بلوغه سن الخامسة كان قد فقد بصره تماما فقد اصيبت
العين الاخرى ايضا بالعمى ,و هكذا بدات رحلته في الحياة بانطفاء نور عينيه.
كان لويس يتميز بالذكاء الحاد و الموهبة المتقدة مما جعله محط الاهتمام
والتشجيع و العناية من معلميه للحصول على مستوى تعليمي اعلى ,الامر
الذي يعد غير مالوف حينها خاصة بالنسبة لفاقدي البصر, ببلوغه العاشرة
من عمره حصل على منحة تعليمية الى معهد المكفوفين اليافعين بباريس.
-مع وصول برايل الى المعهد اكتشف ان الاوضاع ليست بالجيدة هناك
فالطعام لم يكن سوى خبز و ماء, اضف الى ذلك سوء المعاملة و اساليب العقاب
القاسية التي كان يتقاها الطلاب من المدرسين و المدير, فضلا عن هذا كان
النظام المتبع في التعليم يتلخص بطبع الحروف باشكالها الاعتيادية ولكن بحجم كبير
على ورق سميك تضغط على الورق من جهة فتبرز من الجهة الاخرى يملمسها
الكفيف بانامله لقراءتها; وقد كان هدا النظام والذي هو من ابتكار فالنتين ايوي
رئيس المعهد له الكثير من السلبيات ,اذ لم يكن نظاما عمليا لنشر الكتب ولا يستطيع
الكفيف ان يكتب بهذه الطريقة فقط يتمكن من قراءة ، فالكتابة تتطلب اجهزة
خاصة لا يملكها سوى المعهد و لايسمح للطلاب باستخدامها ,ومع كل هذا اصر
لويس وتمكن من قراءة جميع الكتب التي كان يبلغ عددها اربع عشرة كتابا
رغم الصعوبة التي واجهته, اذ كان ما ان ينتهي من اتمام قراءة الجملة حتى
ينسى بدايتها, مما جعله يفكر في نظام قراءة اكثر سرعة و سهولة و يحفز المكفوفين على تلقن الدروس بسهولة و يسر .
ما هي طريقة برايل ؟
في سنة 1821 قام ضابط في الجيش الفرنسي يدعى باربيار بزيارة للمعهد، حينها
التقى لويس برايل و شرح على مسمعه الطريقة المعتمدة في التخاطب بين صفوف
الجيش والتي تتمثل في تلمس الجندي الورقة المدون بها التعليمات باطراف انامله دون الحاجة للاضواء ، من هنا استوحى لويس فكرته .
عرف برايل صعوبة في فهم الطريقة, كما ادرك ان تغطية اثنتا عشر نقطة باصبع واحد صعبة ، فوجد الحل بتصميم طريقة على اساس ان يشمل نظام الكتابة ست نقط بدل اثنتا عشر نقطة
وبدأ في نفس ذلك العام بالعمل علىاختراع طريقة كتابة جديدة، وانتهى في عام 1824
وهو بعمر 15 سنة.
طريقة برايل هي طريقة تتكون من عدد من الخلايا ، وتحتوي كل خلية على عمودين، يتكون كل عمود من ثلاثة نقاط بارزة ، يستطيع الكفيف أن يقرأها من خلال تلمسها بأطراف أنامله, أرقام النقاط في العمود الأول من الخلية هي 1-2-3 من أعلى إلى أسفل ، وأرقام النقاط في العمود الثاني من الخلية 4-5-6 من أعلى إلى أسفل أيضا، ويتكون كل حرف أو كلمة أو عدد أو علامة ترقيم أو علامة إعراب أو حرف موسيقي من تكوين خاص لهذه الحروف البارزة, ويقوم بقراءة الكتابة بعد قلب الورقة من الخلف,
قام برايل لاحقا بتوسيع نظام كتابته ليشمل رموز الرياضيات والموسيقى .
-يمكن الكتابة بطريقة برايل عن طريق لوح معدني باستخدام قلم ذو سن معدني مدبب
فكر لويس بوضع هذا القلم بعد تذكره الحادث الذي وقع له, اذ
يقوم بكتابة الحروف من خلال ثقوب في الورقة بواسطة لوحة معدنية أو خشبية محفور بها عدد من خلايا برايل ، ثم يقوم بقراءة الكتابة بعد قلب الورقة من الخلف.
أما الآن فقد حققت التكنولوجيا تطورا هائلا بالنسبة للمكفوفين من خلال التطوير في تقنيات الحاسوب الذي يقوم بتحويل الكتابة العادية إلى طريقة برايل على أسطر إليكترونية بحيث يستطيع الكفيف قراءة ما يعرضه من معلومات ومعارف بسهولة تامة
برايل
ادت سهولة طريقة برايل و الخاصيات التي تميزها المتمثلة في الخصوصية
و الاندماج مع الاخرين و التواصل التحريري الى اندثار الطرائق الاخرى,
وبالرغم من ذلك لم يتم اعتمادها بشكل رسمي الا بعد موته بسنتين ويرجع السبب
في ذلك الى معارضة طاقم التدريس بالمعهد الذي درس فيها,و اشتغل فيه فيما بعد مدرسا.
كان برايل مريضاً في طفولته وساءت صحته عندما كبر، وعانى من امراض دائمة في الجهاز التنفسي. استقال من وظيفته عندما اشتد عليه المرض،وعندما وصل الى مرحلة متقدمة من المرض عاد الى عائلته بقريته كوبفراي,
توفي عام 1852 بعد يومين من بلوغه سن 43.
تم اعتماد نظام كتابته بفرنسا بشكل رسمي ب1854
وفي 1954 ألذكرى المئة لوفاته أقيم احتفال كبير له في فرنسا ونقل رفاته إلى بانتيون كتكريما لجهوده في اختراع نظام الكتابة " بريل" .
-هذا هو لويس برايل من تحدى جميع الظروف و اولها اعاقته و ترك بصمة
انار من خلالها عقول ملايين من المكفوفين التواقة لتذوق العلم و المعرفة كباقي الاشخاص عاديين .