عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-16-2013, 09:26 PM
 
أعزائي البارت وصل
البارت2:
حلقت أسراب العصافير من فوقها, ابتسمت لجمالها الرائع, توجهت نحو ساندي وجلست بجانبها,
تحدثت ساندي,ـ: المكان فعلا رائع..
ـ: نعم هو كذلك, الآن سنذهب إلى المصنع, أريد أن افعل جولة استكشافية مفاجئة..
نهضن متجهات نحو السيارة, قادت السيارة بهدوء متجه نحو الشارع العام..

اتجهت نحو اتجاه المصنع وقاربت أن تصل إليه ,توقفت أمام مبنى المصنع الضخم,خرجت وتبعتها ساندي مغلقة الأبواب,حين دخلت فاجأت الجميع, أطبق الصمت عليهم لم يخترقه سوى الآلات التي تعمل, أربكت جميعهم بحضورها, تدخل لينقذ الموقف نائبها هناك, وتحدث..
ـ: أهلا بك سيدتي إنها زيارة مفاجئة فاجأتنا بجمالها..
لم تنطق وأخذت تسير بين الآلات تراقب عملها ونوع الخيوط الذي تصنع به,لكن الذي جعلها تصرخ بإيقاف الآلات
هو عدم التقيد بأوامرها, فأوقفت الآلات حالا وأصبح المكان هادئ..
بلهجة سخريةـ: ألم أنبهك يا نائبي المخلص, بأن هذه الخيوط الذي تصنع بها الآن ليست جيدة وهي رخيصة جدا,منذ متى صنعت بها؟!!,ألم احدد كل شيء, كان لدي حدس بأنه يوجد شيء خاطئ في الحسابات فسعر الخيوط قليل جدا
بينما نوع الذي استعمله غالي الثمن..
ـ: لكن سيدتي أردت أن اخفف عنك ثمن الخيوط..
ـ: لا أريد منك شيئا, لم اطلب من احد ان لا يتقيد بالتعليمات, لم اطلب منك ان تساعدني في جني المال الكثير بينما نوع القماش رديء..
ـ: سيدتي إنها غلطة لن تتكرر,اطلب منك العفو..
ـ: العفو على ماذا على الغش الذي قمت به أو عن عدم تقيدك بالأوامر, لا تنتظر مني شيئا, ولا تتذمر على أي شيء سأفعله بك,فليعود الجميع للعمل وقبل ذلك استبدلوا الخيوط جميعها بالخيوط الذي أحضرت للصنع الأقمشة..

توجهت نحو مكتبها تبعها نائبها, مرتبك من نفسه ومن وقوعه بهذا المأزق..
جلست تنظر إليه..
ـ: أنت أجبرتني على فعل ما سأفعله ألان, هو عقاب لك, لن أطردك من العمل بسبب تهاونك بالعمل, لانني اعلم بأن لديك عائلة وأطفال يحتاجون للقمة العيش, لا تتذمر منه, سأحولك الى عامل هنا تعمل كما يعمل الباقون, انا لا اقلل من نفسك لا لكن العقاب هو عقاب, يمكنك أخذ أغراضك من مكتبك, وان تباشر العمل غدا...
ـ: حسنا يا سيدتي, كرمك يا سيدتي بعدم طردي لن أنساه, فقد ظننت إنني سأعود للبحث عن عمل واترك اطفالي جياع
ـ: لا تقلق بهذا الشأن,ستأخذ زيادة على مرتبك لأنك متزوج ولديك أطفال قوانين العمل عادلة..
استأذن منها وخرج بهدوء...

جلست بصمت, تتذكر قول العجوز الذي اعتنى بها,تتذكر كيف كان يغيب مع ذاكرته ويقول, ارفقى بالبشر حتى يرفقوا بك ويرحمك الخالق القهار, لا تكوني ظالمة يكرهك البشر ولا تكوني رحيمة يستغلك البشر,كوني كما انتي
حتى يحترموك ويطيعوك لا جبرا بل من تلقاء أنفسهم,لا تكوني مثلي ومثل هذا القصر الملعون منبوذ من كل شيء,
اجعلي كل من حولك يحبوك لا يكرهوك, لا تجعلي العداوة والبغضاء تكن بقلب احدهم تجاهك, لا تؤذي نملة لكن لا تقفِ أمام من يؤذيك دافعي عن نفسك وعن حقك, لا تصمتِ ,كوني حذرة بالتعامل مع الرجال, لا تدعي قلبك يسيطر على قرارك, لأنهم إذا عفوتِ عن احدهم هذا سيجعلك تعفِ عن كل الرجال, وهذا لا يجوز, أريدك ان تثبتِ بأنه ليست كل أنثى تهرع وراء قلبها وليست كل أنثى تحكم عقلها,كوني حكيمة باتخاذ قراراتك حتى تصعدي سلم النجاح بافتخار..

قطع عليها تأملها دخول إحدى الموظفات ..
ـ: سيدتي ترددت في المجيء إلى هنا لكن....
ـ: لكن ماذا......؟
..................................................
قطع عليها تأملها دخول إحدى الموظفات ..
ـ: سيدتي ترددت في المجيء إلى هنا لكن....
ـ: لكن ماذا......؟
ـ:أريد أن أخبرك شيئا ,لكن أخشى منهم أن يفعلوا بي شيئا..
باهتمام,ـ: من هم..؟
ـ: إنهم يسعون لتحطيمك من خلال المصنع؟
ـ: ماذا؟, أتعلمين ما الذي تتفوهينه وما يحويه من خطورة؟
ـ: اعلم وترددت,ويجب إعلامك, أخشى بأن يقتلوني يا سيدتي, فقد أرادوا أن اشترك معهم بفعلتهم القذرة, وهددوني بقتلي, وقتل طفلتي الصغيرة الذي لا احد لها سواي..
طلبت منها الجلوس, وأكملت: على ماذا اتفقوا..؟
ـ: اتفقوا على سرق جميع الآلات المصنع والقيام ببيعها,ومن ثم حرق المصنع, وبذلك لا تعلمي ما حدث..
ـ: ماذا انه شيء فظيع..؟
ببكاء : سيدتي مادمت أخبرتك بما اعرف تيقني بأن احدهم كان هنا وراء الباب يسترق السمع وان حياتي بخطر..
ـ: سأحميك وستكونين بحمايتي, لكن هل أنتِ متأكدة من هذه المعلومات؟
ـ: نعم وكل تأكد,وستقام بعد أسبوع من الآن في اليوم...والساعة....
ـ: حسنا, سأخبرك بما عليك فعله حتى لا يتعجب احد من غيابك لمدة طويلة...
خرجت منال بعد مدة لتفعل ما طلب منها...
ذهبت منال لتعمل كما يعملن صديقاتها, بعد مدة من العمل فجأة تعبت وفقدت توازنها, لولا امسكتها صديقتها,
وأجلستها لسقطت على الأرض,
ـ: ما بك..؟
ـ: لا اعلم إنني متعبه,وقلقة أيضا على طفلتي..
ـ: استأذني من العمل للخروج,لأنك لن تستطيعي إكمال عملك..
ـ: لكن لا أريد ان يخصم من راتبي فانا لم أداوم إلا ساعات معدودة, لا لن اذهب..
ـ: ستتعبين أكثر لأنك تفكرين بطفلتك, أنصحك بالذهاب..
ـ: سأفعل بنصيحتك, لكن لا ادري إن وافقت المديرة على خرجي..
ـ: هي ليست قاسية حين تراك هكذا,اذهبي الآن..
ذهبت متعبه,أثار التعب عليها جلية, وصلت المكتب, وطرقت الباب ودخلت...
ـ:فعلت كل ما طلبته أتسمحين لي بالخروج؟
ـ: نعم, لكن ليس إلى منزلك, انتظريني بسيارتي ستجدين ساندي هناك تنتظرك..
ـ: حسنا سيدتي..
جلست رحيق مدة لا بأس بها حتى لا يشك احدهم بأمرهما, تريد كل شيء أن يسير كما خطط له..
خرجت من المصنع بعد أن أوصت رئيسة العاملات والأمن بأن ينتبهوا للمصنع..
قادت سيارتها صامته, وبجانبها منال وخلفهم ساندي...
قطع الصمت..سؤال رحيق
ـ: أين مكان سكنك يا منال؟
وصفت لها المكان,أوقفت السيارة وخرجن جميعا, دخلن العمارة القديمة, القابلة للسقوط بأي وقت, وقفت منال أمام شقة جارتها العجوز, وأخذت منها الطفلة وشكرتها,دخلت الى شقتها, وبدأت بجمع أغراضها وأغراض طفلتها بسرعة كما أمرتها رحيق, وحين انتهت, خرجن جميعا,صعدن السيارة وانطلقت بهم تلتهم الشوارع لتصل الى ذاك القصر الملعون
................................
توقفت السيارة أمام القصر الكئيب,دهشت منال من غرابته,وكيف لامرأة مثلها تسكن به ولا تخاف,فقد ظنت أنها تسكن بمكان فاخر يليق بكل ثراءها وغناها,قطع عليها دهشتها,حين طلبت رحيق منهن الخروج..

أخذت منال تنظر الى القاعة الفسيحة, التي تملؤها الغبرة وخيوط العنكبوت,شد انتباهها اللوحات المخيفة كلها تحوي على لمحة حزن خفيه, سمعن صوت مخيف بعض الشيء,خافت منال واحتضنت طفلتها بشدة,انتبهت رحيق وأمسكت بمنال بلطف لتخفف عنها...
ـ: لا تخافي اعلم انه مكان مخيف, أنا لا اسكن بالطابق السفلي بل بالعلوي هيا نصعد..
بتساؤل: هل هو نفس هذا المكان المخيف..
ـ: لا لكن ان سمعت شيئا بالطابق السفلي لا تقلقي به , سيكون خطر على حياتك..
خافت منال: لكن سيدتي كيف تسكنين هنا؟
ـ: لم يحدث شيء حتى أخاف من وجودي هنا,سوى الأصوات التي تصدر وهذا شيء طبيعي بمكان خالي..!!!!!!

حين وصلن إلى الشقة بالطابق العلوي وأغلق الباب من خلفهن تنفسن بارتياح جميعا,أعجبت منال بجمال الأثاث والديكورات المكلفة, والألوان الهادئة...
ـ: إن هنا مختلف تماما على ما رأيته..
ـ: نعم فلا يعقل أن اسكن بمكان غير مريح ويسبب لي القلق..
ـ: اشعر بهذا القصر, كفلم قمت بمشاهدته والآن أنا بداخله..
ـ: أتقصدين ذاك القصر الكبير الذي عرف أخيرا أن الأرواح هي من كانت تسبب كل ما يحدث به..؟؟
ـ: نعم, لكن اشعر بشيء مختلف هنا, فلا يوجد سوى أنت وساندي وهذه الشقة العصرية..
ـ: حتما يوجد اختلاف لسنا بفلم سينمائي بل واقعي وكل ما يحدث ليس بسبب الأرواح..!!!؟؟؟!!!!!!!
بفضول, ـ: من ماذا...؟
ـ: لا استطيع الإجابة على سؤالك..
بأسف,ـ: اعذري فضولي الأحمق سيدتي..
ـ: لا داعي للاعتذار,وأفضل بأن تناديني باسمي رحيق ستسكنين هنا,والأفضل أن لا يوجد نوع من تعامل الرسمي,
تصرفي على طبيعتك, وإذا احتاجت طفلتك أي شيء لا تترددي..
بتأثرـ: حسنا,أمام كرمك ألا محدود لا استطيع أن اصف شعوري..
ابتسمت لها,ـ: ألن تشاهدي الغرفة التي أعددتها ساندي؟
ـ: بلى أين هي؟
رافقتها وفتحت الباب لتجد غرفه أشبه بغرفة ملكيه,كأنها أعددت لملك لا لآي زائر غير متوقع.
ـ: لا سيدتي لا استطيع قبولها..
ـ: بلى ستقبلينها, إنها لا تساوي شيئا أمام غرفة نومي,استريحي الآن ولا تفكري بشيء..
خرجت وتركتها متفاجئة من كل ما يحدث لها وكيف تغيرت حياتها بلمح البصر..

توجهت إلى مكتبها الذي يقع بابه بغرفة نومها, دخلته, وأغلقت الباب بعد ان أوصت ساندي على منال وطفلتها,
رفعت سماعة الهاتف وجدته مقطوع كما كل مرة, ضحكت وأخرجت هاتفها الخلوي..
ـ: مرحبا, هل أعددتم كل شيء كما اتفقنا عليه..
ـ: نعم سيدتي, كل شيء يسير تحت التصرف, فقد حصل كما توقعتِ, اقتحموا شقتها وبعثروا كل شيء بها, وسألوا عنها جميع جيرانها,ولم يحصلوا على معلومة واحدة,سألوا عنها بجميع المطارات,والمستشفيات, ولم يجدوها..
ـ: هل رأيتهم عن قرب..؟
ـ: نعم, لكن سيدتي هم مختلفون تماما, إن احتمال أن الفاعلين من المصنع مستبعد كل البعد..
ـ: لن يكونوا من المصنع بل هم أعدائي المتخفين وراء ابتساماتهم ومجاملاتهم الكاذبة لي..
ـ: الآن يوجد مجموعة تراقب المصنع خوفا من حدوث أي طارئ..
ـ: جيد جدا, وماذا فعلت مع الشرطة..؟
ـ: بما إنني رئيس الأمن المسؤول عن امن ممتلكاتك اتفقنا على كل شيء وننتظر اليوم الموعود..
ـ: جيد ...كن متيقظا وأطلعني على أخر المستجدات..إلى اللقاء
ـ: حسنا..إلى اللقاء..
أغلقت هاتفها وجلست تفكر بمن يحاولون تدميرها....................
.................................................
على بعد أمتار من هنا, تجلس منال على سرير محتضنة طفلتها النائمة بأحضانها بكل سلام..

غريب كل الذي يجري لي, هروبي من مسكني محاولة إنقاذ طفلتي التي لا احد لها سواي,ودخولي هنا بقصر الألغاز
إذا لم يكن به أشباح ما سبب كل الذي يحدث؟, ظننت للحظة بأنني سأذوق طعم الراحة,لكن تفكيري باحتمال خروجي من هنا ومن ثم محاولة قتلي للانتقام مني, لا يكاد يفارقني,لست خائفة على نفسي بل على طفلتي من غدر الزمن, نحن نجهل دوامة الزمن ماذا تفعل بالبشر,نجهل ماذا كتب لنا القدر, نخاف من مستقبل قريب ومن غد قد يكون نهايتنا الأبدية, نطمئن للحظة ونخاف للحظات, نبتسم لثانية ونبكي لساعات,الذي يهدأ من روعي بأن هذا المكان لا يفتكره احد,كنا في المصنع نتساءل عن المصممة المشهورة وصاحبة الشركة والمصنع المشهورين,بأي حي من الأحياء الراقية تسكن,كيف شكل قصرها,ما عدد غرفه, وكثير من الأسئلة تفاجئت بأن الذي رأيته يتنافى عن الذي تخيلته, أظن أن هناك سببا قويا يدفعها للبقاء هنا,بلا احتكاك بالبشر,بقوقعتها بعالم غريب الأطوار,بأي لحظة تتفاجىء بمن حولك, بصوت غريب , بشيء يتحرك خلفك ,وبقراره نفسك تعلم السر ولا تأبه بأنك ستؤذى حتما شيء عجيب.....!....


خرجت رحيق من الشقة أغلقت الباب خلفها,هابطة السلالم بهدوء نحو الطابق السفلي,تشجعت واقتربت من الغرفة التي تريد أن تدخلها بعد كل السنين التي مضت, مسكت مقبض الباب, ولكن لم يفتح الباب, وصرخ صوت أنثوي
من الداخل.........
ـ: ابتعدي يا رحيق.............ابتعدي عن هنا حالا...........لا تصري على الدخول....أريد حمايتك..!..لا تدخلي..
ابتعدي...لا أريد إيذائك...
ـ: لكن لماذا في كل مرة تحذرين هذه تحذيرات المتواصلة.......؟
ـ: لا استطيع الإجابة, اصعدي للطابق العلوي, دعي جورجيت ترقد بسلام..........أرجوك يا رحيق دعيها لا تنبشي جثة الماضي من قبره........
ـ: لكن........
ـ: هيا اذهبي...حالا......انسي هذه الغرفة لا تتذكريها,لأنها محظورة عليك وعلى ضيوفك,لك حق التصرف بباقي الغرف لكن هذه لا.....وألف ..لا انتبهي لكل من يحقد عليك محاولا تدميرك...
ـ: أتعرفين من هم...؟
ـ: نعم لكن لا استطيع ذكر أسمائهم...هيا اصعدي تحدثتِ معي أكثر من أي وقت....استمتعي بتصاميمك ولوحاتك
ودعي جورجيت ترقد بسلام...................

ابتعدت خائبة الأمل متمنية أن تعلم السر يوما, تعلم بعض الخيوط الشبه مقطوعة, لكن الباقي لا., صعدت إلى الطابق العلوي,دخلت غرفة الرسم وأغلقت الباب خلفها استندت إلى الباب وجلست على الأرض تبكي ربما تغسل الدموع بعض أحزانها والالامها..............

يا الهي, ما هذه الحياة التي أحيا بها, حريتي من الكآبة مرهونة بفك رموز الماضي,ما ذنبي أنا؟, سئمت هذا القصر,
أريد الابتعاد لكن لا أقوى, كيف يريدونني أن أبقى هنا ولا شيء يربطني به!,وفي النهاية دائما اسمع تحذيرات متواصلة,لا نهاية لها, ما ذنبي يا ترى؟,حتى في أحلامي أرى كوابيس مزعجة, لم ينتهي الأمر وهؤلاء يحاولون تدميري, ظننت أن حياتي الهادئة ستبقى لكن الإعصار على وشك الوصول ليعم الفوضى بكل ركن وزاوية بداخلي,
آه واه على ماضي مضى حمل بطياته لحظات سعيدة, لم أكن اعلم بحينها سيصيبني هكذا, جورجيت والعجوز الذي رباني, ما سر, أريد أن اعلم ما سبب لعنتها على هذا القصر,صرخ صوت من أعماق الأرض دعي جورجيت ترقد في قبرها بسلام...
نهضت واقفة تريد إبعاد نفسها عن هول المفاجئة التي فاجأتها وهذا الصوت الذي خرج من حيث لا أدري...
فتحت الباب بهدوء..وخرجت..
وجدت ساندي تحتسي الشاي مع منال ويتحدثن بمواضيع شتى, انضمت إليهن بهدوء ربما تنسى أفكارها قليلا...
...................
قدمت ساندي لها كوب الشاي, اخذته رحيق شاردة الذهن, انتبهت على سؤال منال..
ـ: رحيق هل كل شيء على ما يرام..؟
ـ: نعم لا تقلقي كل شيء خطط له..
ـ: الحمدلله انني هنا , حتما قلبوا شقتي رأسا على عقب بحثا عني..
ـ: نعم ومعرفتك بأنهم يسترقون السمع خلف المكتب كان صحيح..
ـ: لاني كنت معارضة على فعل فعلتهم الفظيعة لم يتركوني بشأني..
ـ: لهذا اردت ان تكوني معي للمحافظة على حياتك من اجل طفلتك..
ـ: لا اعلم كيف اشكرك لكن لدي احساس عميق بداخلي بأنني سأقتل حين اخرج من هنا..
ـ: لا داعي للتفوه بهذه الاشياء الوهمية ستكونين بحمايتي..
ـ: لا نعلم متى ينتهي قدرنا عند نقطة الموت لذلك أريد طلب منك اتمنى تلبيته لي..
ـ: ماهو..؟
ـ:انه...اذا قتلت اوصيك بأبنتي اتمنى ان ترعيها وتقومي بتربيتها لا اريد لها ان تحيى حياة تعيسة مثلي..
صمتت تفكر لبرهة اشبه بدهر كامل ,قبل ان تجيب, ـ: حسنا لك ما طلبتي لكن نحن نعلم بأن كل ما تفكري به وهم وستعيشين لتربية ابنتك لكن لما وصفت حياتك بالتعيسة..؟
ـ: كيف لا اصفها بالتعيسة وانا ترعرت فقيرة, احلم باليوم التالي بلقمة عيش تصمت جوعي وحين كبرت واصبحت اعمل احببت شخصا وهبته نفسي وحياتي تزوجنا بالسر وحين علموا والديه بزواجنا ضغطوا عليه بتطليقي
ورفض ووقف بوجههم وشاء القدر بأن تنتهي حياته بحادث مؤلم وبعدها حاولوا نزع طفلتي من احضاني بقسوة, هربت من مسكن الى اخر حتى اثبت بأن لا احد يستطيع نزع طفلتي لانني والدتها والاحق بتربيتها, انا هنا مطمئنة بوجودي لانني طوال الليالي كنت خائفه من عمها القاسي الذي لا يرحم...
ـ: كم هي حياتك مؤلمة على الرغم من ذلك صمدتِ وقاومتِ من اجل هدف وحيد هو طفلتك فعلا انك امرأة رائعة..
ابتسمت لها ابتسامة هادئة وصمتت..

في الطابق السفلي وبالتحديد بالمطبخ القديم,شب حريق فجأة وهناك عينان تراقبانه وتضحك بجنون,أطفأته وخرجت
من حيث دخلت وصدى ضحكاتها يتردد بلا توقف..

صرخت ساندي لان النار هاجت وإبريق القهوة موضوع على الغاز,اتت رحيق حالا,أطفئت النار بسرعة,ووضعت ابريق القهوة بعيدا وسألتها...
ـ: هل حدث لك شيء ..؟
ـ:لا سيدتي الحمدلله جئت بالوقت المناسب, لا اعلم كيف هاجت النار هكذا,لم يحدث معي مسبقا..
ـ: اجلسي الان فقد صدمت حتما من هول ما رأيتي..
ـ: نعم فقدماي ترتجفان ولا استطيع الوقوف..
جاءت منال مسرعة وسألت,ـ: ما الذي حدث..؟
ـ: انه حادث مطبخي يحدث كثيرا, لا تقلقي انه بسيط لكن ساندي صدمت ..
ـ: الحمدلله بأنه لم يحدث مكروه...
جلسن جميعا يتحدثن بمواضيع مختلفه ربما تنسى ساندي تلك النار الغريبة الهائجة..
..................................................

أنتضر أرائكم