توقّــف المــطر عن الهطــول..
وبقايا فيضـانات من دمــاء..
تروي شوارع مدينة الصمت..
هنــا.
أحيــاء مديــنتـي ..
حيث إجمعت ذات مرة ضحكـات الأطفـال..
وألعـابهم البريـئة..
عند قارعة الطريق..
العــم "بائع الخير" طاعن السن..
كـان.
إرتسمـت على وجهه ملامـح أزمــان كثيـرة.
مـزالت الشوارع تكتظ بالبشــر
محـاوليـن تنـاسي الصمت المجبر الذي كـان قبل "عــامــان" من الآن..!
في كل شـارع تحطّـم من إزدحـامهم..
هنـاك صورة..
وصيّـة شهيــد..
تركهـا ..
علنـا ننتفـع بعد أن قدّم هو الروح.. لأجل الوطــن...
هل هنـاك أغلـــى من الروح!؟؟؟
تضحيــة تُمــاثل تضحيــة شهيــد ..
يحبّ وطنــه!
حـاول أن يعلمـانا روعـة الوطنــية.
عيونهم تلاحقنـا بنظرات العتـاب الدائــم..
نخطـوا من دون علم إلى جُرف هـاوية يبتلع..
الأخــضر واليــابس..
إنقســم وطنــي..
وصـارت القلوب الطيبـة "نــادرة الوجود"..
وكــل ذات "الخيــر"
يُغتــال بالرصــاص..
والحقوق تُجــلب بالرصـاص..
والحق يموت أيضـا بالرصـاص!
الصمــت عن الحــق صار أشدّ من أي وقت مضــى علينـا..
من هذا الخريف الذي لم ينتهــي ..
جفّت دموع السمـاء..
ولم يهطـل المطــر حتى الآن.
صار البـاطل فخورا لأنه تحرر من صمتــه..
والحق يبكـي ويتألم في صمت.. أكثر من صمت تلك الليالي.!
مازلت أمرّ على الشوارع..
وألقـى بالأسف..
أعتذر لوطنـي
ولشهيـد ..
منــح الروح..
لوطنــي.. ووطنــه!
وطنــي .. ذلك الجســد اليافع..
اللذي..
أرهقتــه ظروف كثــيرة..
صـار يتمزّق..
من كل إتجــاه..
هنـاك من ينهش اللحم حيـا دونمـا رأفــة..
في وطنـي.
تموت الضمــائر ..
القلــوب ..
الحيــاة..
كذلك..
والأطفـال..
يُغتــال كل شيء..
الجمــال والسلام والأمــان..
من وطنــي..
سُرقــت ثورتـي..
ثورة الشهيــد..
وثورة صُنّــاع الحريــة.
سُرقت وهـا نحن نسيــر نحو هـاوية.. تبتلعنـا..
أدعوا لك الله.. وطنــي..
أدعوا لك الله.. بالفرج..
بقلمــي.!