[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://im33.gulfup.com/1gZMQ.png');"][cell="filter:;"][align=center] [/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://im33.gulfup.com/79FM0.png');"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://im33.gulfup.com/79FM0.png');"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://im33.gulfup.com/79FM0.png');"][cell="filter:;"][align=center]
لم اصدق أن هنري سلمني بذلك الثمن البخس , لكن بعد رايته يحمل حقيبة النقود وتلك
الابتسامة تعلو محياه , جعلتني أتقبل هذا الواقع الفظيع و جعلتني أيضا أكن له حقدا و
كرها أكثر من ذي قبل , بعد ان ابتعد هنري عن المكان تقدم إلي رجل بزي اسود بارد
الملامح , شدني من ذراعي دون رحمة وكأني استطيع الإفلات من رجل بضخامته و
أوقفني إرغاما , واخذ يسير بي نحو سيارة سوداء لم استطع ان أميز نوعها في ذلك
الليل المظلم , عندما وصلنا إليها , أحسست بضربة قوية أفقدتني توازني , آخر ما سمعته
صوت ينادي باسم ما .
لم ادري كم من الوقت مر او اين انا , لكني لم أكن احلم , فقد وجدت اسود البشرة هذا
يشدني من جديد نحو رواق لم تبدو لي نهايته, لاحظت أبوابا عديدة على طول ما سيرناه
منه , اعتقد . . . زنزانات , فالمكان قذر جدا , التشققات حيث ما نظرت و أصوات
الفئران هي كل ما اسمع , ربما ساكنوها أموات فعلا, وأنا اعلم يقينا أني سأكون واحدا
منهم بعدما فتح هذا الاسود احد الأبواب ورماني بالداخل سريعا , احكم إقفاله وما هي
لحظات حتى بدا وقع خطواته يخفت إلى ان توقف و بقيت وحيدا داخل هذه الحجرة
الكريهة , لم أكن لأعرف كيف هي . . . غير أن أرضيتها رطبة جدا. فالظلام دامس و
الرائحة تكاد تفقدني وعيي, حاولت أن أجد مكان الباب على الأقل لأحاول فتحه والخروج
من هذه البقعة الموبوءة.
ساعات مرت وانأ بالداخل جعلتني أترنح , أخيرا فقدت توازني وهويت على تلك الأرض
القذرة , خارت قواي ولم استطع الوقوف من جديد , تبللت ملابسي وشعرت بنسيم بارد
جعلني ارتعش ,قررت أن آخذ قسطا من الراحة قبل ان ابحث عن مصدر هذا الهواء و
لابد المحاولة من جديد.
إنها أسابيع وأنا هنا , لا اعرف كيف مازلت حيا وأنا آكل ما يقدمونه لي من أسفل الباب ,
ما كنت أريد ان اعرف أنا آكله فحسب , ومع مرور الأيام تعودت على هذه الزنزانة ,
ورغم الظلام عرفت أنها متوسطة الحجم , حمام بالجهة اليمنى قريب إلى الزاوية الخلفية
و نافذة لا يتعدى حجمها كف اليد , بها قضيبان متصالبان يدخل منها النور ساعة أو
ساعتان في اليوم , و الجدران مغطاة بطبقة زغبه لا ادري ما هي و الباب في الجهة
المقابلة للنافذة,عرفت أته صفيحة معدنية سميكة تحتله فتحة تكفي لتمرير الطعام وحده
وربما بعض الفئران , و الأرضية مبللة بمياه المستنقعات , على ما اعتقد هذا ما نشربه ,
فالماء لا يقدم مع الوجبات هنا .
جسدي صار هزيلا وثيابي كلها تمزقت , فأنا أنام على الأرض , ما صرت أتنفس غير
رائحة الأعفان المنتشرة بكل مكان , لكن . . . جل ما كان يتبادر إلى ذهني ليس " لما لم
أمت " وإنما " لما دفعوا ثلاثة ملايين لأموت " , مضت أشهر على دخولي هذا المكان ,
كل يوم يمر كسابقه , طعام عند شروق الشمس, ابقي جالسا متإكا على احد الجدران حتى
يغلبني النعاس و يستمر الأمر , جننت أم لا ؟ . . . أنا لا اعرف, فانا فقط تعودت على
هذا الروتين الفظيع منذ أول أسبوع لي.
اخترق يعض الضوء حجاب عيناي, ثم أنا صدمت بوقع خطوات لم أعهدها تقترب من
زنزانتي , وما زاد دهشتي . . . انه توقف وفتح الباب, انه نفس ذاك الأسود مفتول
العضلات من ذاك اليوم حينما باعني . . . لم اعد أتذكر اسمه, ادخل علي فتى بعمري
تقريبا و احكم إقفال الباب و ابتعد من جديد , من خلال تلك الضجة عرفت أن الفتى الجديد
يحاول فتح الباب مما جعلني اضحك , صرخ بي (( أيها الأحمق لما تضحك )) حاولت أن
اخبره بان لا فائدة مما يفعله , لكنه أخرسني و اخبرني أن شخصا مثلي ليس عليه أن
يتحدث معه , اخذ زاوية و لم يحرك ساكنا , اعتقد انه فهم لما أنا ضحكت , شعرت
بالأسى عليه , أنه سيمر بما مررت به , لكن بداخلي كنت فرحا قليلا , فانا لم اكلم شخصا
منذ أشهر ولم اضحك منذ وقت و لم اشعر بالسعادة منذ زمن .
بقيت أراقبه دون ان اكلمه , انه يحتقرني , خاصة انه بدا لي منذ قدومه انه ينتمي لطبقة
نبيلة فعندما كنت أبادئه يختصر الكلام أو يتجنبني , سمعت حركة أسفل الباب , أُدخل
الطعام كالعادة . . . أكلت لكنه لم يأكل , قررت أن اخرج عن صمتي ,انه الشخص الوحيد
الذي أراه كل يوم وحتما لا أريد ان افقده , أخذت الطعام من على الأرض , أزلت ما تلوث
منه وقدمته له (( لا بأس . . . لكي ننجو علينا أن نأكل )) , قلت هذا لأجعله يثق بي لا
أريد منه أن بفقد الأمل و أن ينهار بسبب ما يحدث , وددت مساعدته و التخفيف عنه ,
فأنا أصلا كنت أعامل بقسوة . . . هنا و عنده اما هذا الفتى فصعب عليه أن يعتاد حياتا
كان يعيش مناقضها , حقا أنا أريد أن أكون مفيدا . قدم لي هذا الشيء و قال (( علينا أن نأكل لننجو )) , لم آكل منذ أيام , ما اعطانيه أثار
اشمئزازي , لقد حمله من على الأرض , لم يكن في إناء حتى سألته (( ما هو هذا ))
أجابني (( لا اعرف . . . كل وحسب )) , كنت لارفض مثل هذا , لكنه أقنعني , جعلت
كفاي كالصحن وضع الطعام يهما , وعاد إلى حيث كان يجلس , ذوقه فضيع و رطب جدا
و أيضا رائحة الحجرة , جعلتني أتقيئ أول لقمة . . . قاومت , لم أكن لأحرم نفسي من
تناوله فانا جائع جدا , بعد أن أنهيت حصتي استلقيت, رأيت من خلال ثقب الجدار بريق
عينيه , بريا حزينا , اشعر بالأسف حيال ما يحصل معنا لكنه الواقع , سمعت صوته
يسألني (( ما اسمك )) أجبته بكبرياء (( انه ' ستيفان ' )) , (( سعيد بلقائك )) .
تمضي الأيام كعادتها غير ان الجو تغير , الأرضية باردة , انه الخريف, وفعلا أنا لم اسأل
عن اسم شريكي أو اعرف عته شيئا , حديثنا يقتصر فقط على تلك الشكليات عن الصباح
أو قبل النوم , فكرت في كسر الحاجز الذي بيننا . . . هذا الصمت الأسود سيزيد الأمر
فضاعة وحسب , إن مازلت أيام قبل موتي , أريد أن أفنى وأنا على صوابي , الحديث
بيننا سيزيل نوعا من الفراغ الذي تعايشه , حزمت أمري , رفعت راسي إلى حيث خيلي
إلي انه يجلس , شعرت بتوتر . . . لكن ليس من عادتي التراجع , تنهدت
(( لم اسأل عن اسمك بعد )) حدقت في الظلام انتظر صوته (( ' أليسون ' )) قالها
بصوت هادئ أزال توتري بالكامل , لكنه كان حزينا , اغرورقت عيناي بالدموع إنها أول
مرة , لكن هذا قاس فعلا (( سعيد بلقائك ' أليسون ' )) كانت لكل منا حياته , لطالما كنت
عديم الإحساس متلبد المشاعر في البيت في المدرسة في كل مكان , لكن هنا ... !
بت عاطفيا وما أمر به هو ثمن هذا التغير.
كسر سكون زنزانتنا صوت بابها الذي فتح . . . تفاحات كثيرا انه الشخص الذي جلبني
إلى هنا , حملقت فيه مطولا انتظره يفصح , انتبهت على ' أليسون ' , رايته واقفا
متوجها نحو الرجل الضخم , لم افهم ! اهو يحاول الهروب !؟ وهذا مستحيل , وتحت
مرأى الرجل وضع ' ألبسون ' خطوته الأولى خارج هذه الحيطان الكريهة , بلعت ريقي
بصعوبة , ثم أشار إلى الرجل أن افعل مثله . . . وفعلت , خرج من بعدي و أوصد الغرفة
بإحكام , كل شيء كان موترا لي , و الأمر بدا جليا من خطواتي , أتأك الرجل على الباب
ثم قال بصوت جهير (( نادوني ' براون ' )) , ثم اخرج دفترا اسودا يحمله و اخذ يقلب
صفحاته إلى أن توقف في صفحة ما ثم أردف (( ' أليسون تيري ' )) , قلب صفحات
أخرى (( ' ستيفان ادغر ' )) ثم أمرنا بالسير أمامه و سرنا , جبيني كان ينصبب عرقا
وعيناي تراقبان كل شيء وهذا الـ ' بروان ' أيثق بنا لهذه الدرجة , لا وثاق علينا , لا
أصفاد , لا شيء على الإطلاق , لكن . . . أنا لن أجرا على الفرار فحتى لو كنت أسرع
منه أنا لا اعرف هذا المكان و حتما أنا لا أريد العودة إلى الزنزانة مرة أخرى.
الرواق كان ضيقا و مظلما , له فروع عديدة لم نسلك أحداها بعد , الى ان سمعت صوت
' بروان ' يرشدنا إلى أحداها , أحسست بانقباض في صدري , أخذت نفسا عميقا
وزفرته بهدوء لم يكن الممر طويلا , توجت نهايته بباب خشبي كبير بدفتين , ثم سمعت
صوت المفاتيح و ' بروان ' يخرجها من معلاق حزامه , ادخل أحداها بثقب الباب , اقشعر
بدني , وبدأت أتنفس بصعوبة ماذا سيحدث ألان ؟ , نظرت إلى ' أليسون ' لا جده هادئا
بات يربكني , لما فتح الباب اخترقني ضوء قوي أغمضت عيناي لبرهة ثم فتحتهما ,
دفعنا ' بروان ' بقوة , إنها غرفة كبيرة وهناك مصابيح و أثاث فخم , الجدران مطلية
بلون ابيض فضي و السقف مزخرف بطريقة أشبه بالكنائس وفي منتصف الغرفة طاولة
دائرية عتيقة , وضع فوقها خبز فرنسي و بعض الفواكه الاستوائية , أمرنا ' بروان '
بأخذ حمام وان ننال قسطا من الراحة , في غرفة تعلو هذه , و أشار إلى الدرج الذي كان
متصلا بالجدار الخلفي لهذه الحجرة , كان الأمر أشبه بالحلم , تقدمت إلى كيس اسود
وضع فوق أريكة عصرية بنية كتب عليه اسمي , إنها ملابس أبدلها بهذه التي إهترأت ,
دخلت إلى احد الحمامين لاغتسل , اما ' اليسون ' آنا لا اهتم .
انتابني شعور ما , لا ادري . . . لكن من الجحيم إلى الجنة بدا لي غير طبيعي تماما ,
لمحت مرآة كبيرة ذات إطار خشبي مسندة إلى الجدار الذي كان على يساري , أسرعت
إليها . . . انه الفضول , لأرى نفسي بعد هذا الوقت الذي مر , شعري البني قد طال إلى
كتفاي و عيوني السوداء جحظت بشكل مخيف , أما وجهي فقد اضمحلت ملامحه و باقي
جسدي إسود و نحف , انه تأثير الطعام , سمعت خطوات ' ستيفان ' تبلل الأرض,
شعر أشقر قصير قصه في الحمام , عينان ذهبيتان , هزيل مثلي , متوسط القائمة ربما
كان أطول قبل مجيئه ,حرك رأسه مشيرا لى أن استحم كذلك , حملت كيسي ودخلت ,
مزقت ما تبقى من ملابسي وفتحت مرش الماء , بارد لكنه سخن تدريجيا , أغمضت
عيناي استمتع باللحظة , فلا ادري ماذا سيحدث بعد . ارتديت قميصا اسود طويل الأكمام
و سروالا ضيقا اسود كذلك , هذا ما كان بداخل الكيس , قصصت شعري عشوائيا
وخرجت لأجد ' ستيفان ' يأكل بشراهة , جلست قبالته وأكلت أيضا .
بينما نحن جلوس نظر الي ' ستيفان ' وسألني ان نصعد إلى الغرفة العلوية , بدا وكأنه
قلق او غير مطمئن لي , (( نعم . . . علينا هذا )) توجهنا معا إلى الدرج , ولم يجرأ
احدنا على الصعود , لكني استجمعت شجاعتي وصعدتها بنفس خانق , رأيت باب الغرفة
المطلي بالأرجواني اللامع , ناديت على ' ستيفان ' ليلحق بي , وفتحت الباب,
ستة أسرة . . . ثلاثة على كل جهة , مكتب صغير و بعض الأغطية و الوسائد , باب
حديدي قريب إلى الزاوية الأمامية اليمنى , ربما مدخل لدورة المياه , انه غرفة للإقامة
مؤقتة , دفعني ' ستيفان ' إلى الداخل بقوة , توقف لبرهة ثم اختار سريرا و استلقى عليه
و فعلت أنا مثله .
غلبني النعاس ساعة او ساعتين لكنهما كانتا كافيتان بكثير من نومي ساعات فوق أرضية
الزنزانة , خطر ببالي ان ابحث عن شيء ما هنا , ربما سأعرف ما هية هذا المكان ,
توجهت إلى المكتب الصغير الذي التصق بالحائط الخلفي . . . و فتشت كل زاوية من هذه
الحجرة , ولم أجد شيئا , أنهكت سريعا وقررت أن أعود لسريري لأنام قليلا , لمنحت
أسفل سرير ' ستيفان ' صندوقا قديما , أخذته بهدوء , الغلاف الخارجي دل انه لشركة
إنتاج مصابيح يدوية , فتحته . . . وجد أوراق عديدة معظمها لصحيفتي " ذو التايمز " و " ميدل ايست تايمز " كلها بالية و تغير لونها الى الأصفر الباهت ,
انتابني الفضول لإقرائها , لم أكن أجيد هذا و الخط غير واضح كذلك لكني حاولت ,
أخذت جزئا ممزقا عرفت انه لـ " ميدل ايست تايمز "
العنوان الريسي | دهاليز قرية سانبري | هذا ما استطعت قرأته فهو بخط كبير ,
أخذت صفحات أخرى كانت كلها تحمل عناوين مشابهة
| سر سانبري | , | قرية سانبري | أكثر ما شد انتبهي كان لصحيفة " ذو التايمز "
بعنوان | مأساة غرب لندن | , قصاصات الورق هذه كان مرعبة نوعا ما . . .
لكن ما الغرض وراء جمع أشياء كهذه .
سمعت صوت ' بروان ' من جديد أعدت الصندوق إلى مكانه و أخفيت بضع أوراق قد
أخذتها , لم يكن صوته وحده بل لـ اثنان أو ثلاثة آخرين معه . . . أحسست خطواتهم
تصعد الدرج ثم فتح الباب , أيقظت ' ستيفان ' بسرعة و الذي بدا فزعا جدا , دخل ' براون ' يرتدي نظارات سوداء ثم أمر أربعة شباب بالدخول . . . ليكتمل عددنا ستة
أشخاص بعدد الأسرة , أتأك على الباب و اخذ يكتب شيئا ما ثم نادى
(( ' فرنك هاملتون ' , ' جون أندرسون ' , ' خوان دي مونتيه ' , ' سيد مومبا ' )) ,
وبدأ يسجل أشياء أخرى .
اقترب احدهم مني , ذو شعر اسود طويل يربطه إلى الخلف , عيناه سوداوتان غائرتان ,
طويل القامة ومتوسط الوزن , (( انأ ' خوان ' و أنت ؟؟ )) عجيبا أمره حقا ! قالها بوجه
بشوش و سعيد (( ' آليس ' )) تعمدت اختصار الاسم تجنبا لأي شيء , ابتسامة عريضة
ارتسمت على وجهه , جلس بجانبي و طوق رقبتي بذراعه و داعب شعري بيده الأخرى
ثم أردف (( أليس اسم فتيات !؟)) . . . .سحقا له .
[/align] [align=center] [/align][/cell][/tabletext][/align] [align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://im39.gulfup.com/xCLdU.png');"][cell="filter:;"][align=center] [/align][/cell][/tabletext][/align] |