عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 08-18-2013, 08:19 AM
 
Post التشَبتتِر الثَّآني ~[ ألوآنٌ ذآتُ مَعنى ]~


البَآرتُ مُقدَّمٌ الى MAKE :madry:




~ صِرآاعٌ ودمار ! ...
هكذا أصبحتُ أفسرُ تلكَ النزآعتِ الغريبة التي باتت تشتت خلايآ عقلي بتوحشٍ
عندمآ شددتُ خطواآتي أخيراً نحوَ آخرَ طبقةٍ من ذلك الدرجِ الوآقِعَ أمآمَ باب ذلك المبنى المخيف ! ...
" المدعو بالمَدرسة " !! *ـــ*
حين وقفتُ بلا حركةٍ متصلباً , أزرقَ الوجهِ من شدةِ ذلكَ الإحسآاسِ المزعج ..
الذي يطلق إرتجآفاتٍ ورعشةٍ في أطراف أصابعي بطريقة الشبحِ الأفعُوآاني ! ......
كي ألتفت حينهآ للخلفِ وكلي علمٌـ بكرة الفِرآءِ تلكَ التي بدت مقيدةً بيد الطبيبِ " ريتشرد " !
حيثُ كآنَ واقفاً بحزمه مقطباً حاجبآهُ الكثيفان بنفاذةِ صبرٍ ، طآرقاً الأرضَ بقدمهِ عدةَ مرآتٍ متتآليةٍ
تحتَ أنظآري المضطربةُ تلكَ .......
كي أتجهَ ببصري الى الأسفَلِ حتى وصلت مقلتايَ الى ذلك الكآئِنَ المتوحشِ
ففزعت ببلآهةٍ مديراً وجهي متقلبُ المِزآجِ بسرعةٍ عن أحدآثِ متواريةٍ أزعجتني بحقٍ ! .....
حينهآا تنهدتُ ببطئٍ كي أزفر أنفاسي بتذمرٍ قائلاً لهُ " أكآنَ يجبُ عليكَ إحضارُ ذلك الشيئِ " ؟!!
ليضحك هوَ الآخر بصخبٍ قائلاً بعد أن إنخفض الى صديقته الصغيرةُ
" إنَّ لهآ إسمٌ ! ... ثمَّ إنكَ مآ كنتَ لِتتحركَ من مكانك لولا وجودهآ ! " ....
ليبدأ مآ كانَ عليهِ منذُ عدةَ دقائق ولَّت بسبب مظهر تلك الهرةِ الكآذب قائلاً ببلاهة كبيرة
" من هيَ قِطتي الجميلة !؟ .... من هي " ؟؟
ومآ هيَ لحظآتٍ إلا وقد سمعتُ تلك القطة تصرخُ بإنزعآجٍ لتقفز على وجههِ
متشبثةً بأظآفرهآ !! .... كي تقوم بملئهِ خربشاتٍ حتى هربت مسرعةً
وَلآ تزآلُ مَلآمحي تُغطي أثراً مُضحِكاً لمآ يَحدث *ـــ* !
فإلتَفَتَ ليَ بعنيآنِ دامعتانِ قائلاً لي وَهوَيذفُرُ أنفآسَهُ ضيقاً " ولا كَلمة يآ أحمق ...... T.T " !
~ ~
التشآابترُ الثآني .... بِعنواآنِ
" ألوآنٌ ذآتَ مَعنى ! " .......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلُ مآ أسمَعهُ في تلكَ اللحظآتِ هيَ خُطوآتي المُتبآطئةُ عبر ذلك المَمرُ
الذي تخلخلتهُ أشعةُ الشَّمسِ بإنسيآابٍ حتى أضآءت ظُلمَتَهُ ! ..
..
بعدَ عدةِ ثوآنٍ قادمةٌ .. سألآقي أخيراً تلكَ الحُجرةُ المجهولة ,,,
التي لَم أرى لهآ أثَرٌ منذُ ستة أشهرٍ مِن فقدآنِ الذآكِرَةُ ... وهآ أنآ أعودُ لها الآن ..
وبجآنبي يتهآدى الدكتور " ريتشرد " بِخطوآتٍ ممثآلة ! .. كل ثانية ألتَفِتُ له تآرةً ..
حتى أعآودَ النّظرَ الى مقصدنآ من جديدٍ بتوعك أنظآرٍ بلهآء ,,
......
وَصلنآ أخيراً الى ذلك البآابِ الخَشبيُ المريبُ ... ليلتفتَ ليَ بنظرآاتٍ جآدةٍ قآئلاً بخفوتٍ
" لَقد إنتهى دَوري لهذآ الحد ... وعَليكَ أنتَ بالبآقي "
أومأتُ برأسي برهةً لهُ ... وَكلي رفضٌ لوآقِعِ الحَدثُ ... ولكن شئتُ أم أبيتُ فعليَ موآجهة الأمر T.T
,,
مَددتُ يدي الى مِقبضه برفقٍ حتى أدرتَهُ فاتحاً إياه ... وإذا بِشعورٍ غريب ينتآبني حتى هدأت الضجةُ
الصآدرةُ من الدآخل !! ... لِدرجةِ أنني أحسست بنبض قلبي من شدة الأمر ..
أخذت بِخطوآتِ الأولى الى الدآخل مطقطقاً رأسي بِنوعٍ مِنَ الإرتبآك ...
آملاً بأن يَمُرَ الوَقت بِشكلٍ صَحيح ! ..
....
إنقشع ضوء البِدآيةِ بِتناغمٍ كي أصِلَ الى مُقدمةِ الفَصلِ بخطوآتٍ مترنحة !! ...
حينهآ إتَخَذتُ قَرآراَ بِرَفع بصري الى أقرآني بعد صِرآعٍ وتوترٍ ! ..... T.T
ظللتُ أحدقُ بهم لعدة دقآئقَ سآعياً الى أي كلمةٍ أقولهآ ...
ولكن لأسَفِ الحآل لقد هربت مني في هذه المرة عبآراتي المتسلطة ! ..
فبآدروني هم أيضاً نظرآتي المندهشة وكأني أحدق في مرآه مصقولة لدقآئق عدة
وكلى الطرفين في وضع سكون ....
.....
وإذا آبيَ أحسُ بيدٍ ملأهآ الجَفآءُ تلآمسُ كَتفَيَ بهدوءٍ .. يبآدِرهآ صوتُ ذلك الشخص بقولِهِ العقلاني
" مرحباً بكَ ! ... ألستَ أنتَ الطآلِبُ الجَديد ؟ "
إلتفتُ له بفضولٍ كي أرى وجهه وإذا بِهِ معلمُ الفصل ! .... لَقد كآنَ رجلً طويل القآمةِ بشكل لآ يصدق !
تنهدت بسرعة كي ترتسم على وجهي بسمة عآبرةٌ رآداً سؤآله قآئلاً" بلى يآا سـ .. سيدي .. أنآ هو " ...
إبتَسم بعفويةٍ قآئلاً بعدَ أن أنصتَ الي ..
" هلآ عرَّفتَ عن نفسِك رجاءاً " ؟!
...
تنهدت سريعاً مُلتَفِتاً لهم .. كي أردَّ قآئلاً بنبرةٍ عآذرةٍ ملوحاً بيدي
" مـ .. مرحباً أنآ كآيل ميمورآانو .. من المَدينة المُجآوِرة ! ...
لأبتسم بسرعة بإرتبآكٍ شديد قآئلاًوأنا أنزُل بصري ببطئٍ الى الأرضِ مجدداً ،ـــ،
" سـ .. سررت بِالإنضِمامِ لكمُ " !! T.T
وفجأءة ..
إرتعدتُ ذعراً عِندمآ تعثرت الى الأمام بعدةِ خطوآتٍ متتابعة ! ... إثرَ ضربةٍ عنيفةٍ تلقيتهآ على كتفي !! ..
وإذا بذلك المعلم تنبعثُ منهُ ضحكآتٌ صاخبةٌ ملأت أرجآء المكان
لأطلقَ بدوري تعبيراتٍ تدلُ على سؤالي الملحُ له عن ردةِ الفعلِ تلكَ !! ..
....
حينهآ ابتسمَ لي بمرحٍ قآئلاً
" هَوِن عَليكَ يآ فتى ! ... لمآ كلُّ هذه التَّعآبير ؟ .. هيآا تقدم واجلس في مَكآنِكَ " ! ..
هُم لَيسوا بوحوش ! .................. نعم حسب مآ أظن *ـــ* " !
,,
ابتسمت برهة معبراً عن إمتناني أخيراً لإنتهآء ذلك الموقف ..
فتقدمت بهدوءٍ الى حيث يمكث بآقي الطلآب عقب مآ حدث ~
الذي جعلهم محدقين بي حتى الآن بحمآاقةٍ لا تعقل !
فتخيرتُ مِن مجلسي مكآناً يبدو مَهجوراً مِن شِدةِ إنحيآز الطلبة بعيداً عنه ,
تعجبتُ بدآيةً لوجودِ مثل هذآ في مَدرسةٍ صآخِبةٍ كهذه ،، لكني لَم أجدُ حلاً أنسَب من التقدم والمُكوثِ هنآك
فرَميتُ حقيبتي جآنباً كي تُصدرَ ضجيجاً مبهماً بضيقٍ أشعرُ بحلولهِ عليَ ..
لأبآدر في الجلوسِ مستنداً بيدي على وجنتي التي وجهت بصري الى تلكَ النآفِذةُ صاحبة الطلة الهادئة
مستمعاً بشرودٍ الى ثرثرة ذلك المعلم ! ....
،،
ولكني توقفت فجأة عندمآ رآودني شعورٌ مُخيفٌ حَولَ شيئٍ مآ يدورُ خلفي ! ...
وإذا بي ألتفتُ ببطئٍ الى باقي الطلاب .. لأصدم برؤية الجميع عيونهم تحدق بي بشكل مرعب O.O
نعَم هذا مآ كانَ ينقص حياتي بالفعل ! ........ جنون T.T
أدرتُ وجهي بإنزعآجٍ مِنهم ... كي أرمي برأسي المُتثآقِل على الطآولة محدقاً في النآفذةِ من جديد
ظللتُ حينها أحدقُ بشرودٍ عميقٍ وصلَ الى حد أن عقلي تَوقفَ عن التَّفكير ... !
وإذآ بيَ ألمَحُ شيئاً لآمعاً يتدلى مِن على غصنِ شجرة مُقآربة ..
ولكن مآ أثآرَ إعجآبي هو طفو ذلكَ الشيئ في الفَضآء وكأنهُ سُخرَ مضاضاً للجآذبية ! ...
فَتمعنتُ النَّظرَ أكثر في النآفذة حتى أصبَحَ وجهي مقآبِلاً لهآ تماماً ،،،
لَم تَكن الرؤية وآضِحةٌ كمآ توقعت أن تبدو ! ... ولكن مآ كان أوضَح بِكثيرٍ هي صَوتُ تِلك الأنفآس الغآضبة
المآكثة خلفي مُبآشرةً !!!! ..... O.O
إلتَفتُ ببطئ شديد لأغطي عَن فُضولي المُلحُ في لَحظةٍ مخيفَةٍ تحثني على عَدم الإلتفآت -_-
لأن تلكَ الأصوات بدت غآضبةٌ عليَ بشكل رهيبٍ ...
نعم إنهُ بلآ شكٍ المعلم !! ..................
،،،،،،،،،،
بِعددِ دقآتِ ذلكَ الجرسِ المزعج الذي إنطَلقَ بجنونٍ فجأة ...
أردتُ الهُروبَ مِن هذآ المكآن .... الجَميعُ خَرجَ مِن الفَصلِ بسرعة تآركين الغُبآرَ خَلفهمُ !
وها أنآ أستَمِرُ بالتَّحديقَ بهم ببلآهةٍ ،، كي أرمي في نِهآيةِ الامرِ برأسيَ عَلى الطَّآولةٍ بِمللٍ ،،،
على كلٍ فأنآ جآهلٌ سببَ هُروبهم فجأة -_- ! ،،،
" لقد جعَلني ذلك المُعلم أكرهُ نفسي أكثرَ من السآبق ! ،، تباً له "
لألآمِسَ بيدي عِدةَ أورآقٍ بيضآءَ مُجآوِرةٌ ملأتهآ الحُروفُ المطبوعةُ عليهآ ،،
نَعم هَذآهَو عِقآبي علىَ حِفظُ كُلَّ مآ دونَ عليهآ ..... مَن يخآلُني ذلكَ الرجُل ! ،، طآبِعةُ ؟ O.O
ليَبدأ بِصنعِ تَعبيرآتٌ مُضحِكة مُردداً مآا قآله المُعلم حين التّوبيخ
" الفَصلُ ليسَ سآحَةَ للتأملِ أيهآ الفأرُ القَصير " *()*
كي أرمي رأسي بإنزِعآجٍ كبير على سَطحِ الطَآوِلةِ الأملَس مرةً أخرى بتنهيدةٍ عَنيفة ! ،،
.......
وفجأة ،، تَغيرَ نمط وجهي ذلك
ليأتيني صَوتٌ مِن حيثُ لآ أدري بدى عليهِ الحَزمُ والرَّزآنةُ ،،،
فَرفعتُ رأسي بتأني مُحدقاً بالأعلى ليسطُعُ في عينآي ضوءٌ الغُرفَةُ القويُ ... وحينمآ إنقشع الضوء
ذهلتُ بِوقوفِ ذلك .................. الشخص O.O
نهضت بِسرعة فور إستيعآبي للأمر مُحدقاً بهِ بعينآنِ مندهشتآنِ قآئلاً" ريتشرد .. لكن أنتَ ...... كيف ؟!! " ،،،
كي أتلقى ضَربةً قوية على رأسي جعلتني أرى النجوم في وَضحِ النَّهآر بعدمآ قطب حآجبيه بغضبٍ عآرِم قآئلاً
" الدكتورِ ريتشرد أيهآ الأحمق سليطُ اللسآان " ):>
فرفعتُ بصري نَحوهُ بتأوهٍ لأردهُ بتذمري المُعتآد" كَيف أتيتَ الى هُنآ ؟! ... T.T
ثُم أني لَم أنتبه لكلآمي وحسب -_- " !
لتنطلقَ ضحكآته المُترددةُ بصخبهآ المُزعج قآئلاً بِتفآخر
" أكنتَ تَعتَقدُ أني بهذآ الغَبآء !؟ ... إنهُ إخترآعي الجَديد الذي يَجعلني خَفياً بين المُبصِرين
ولو نَظرتَ خَلفَ أذنك لَوجدت ذلك الزرُ الوضآء الذي وضعته لكَ بينمآ كُنت نآئماً "
...
" وظيفتَه هي أن تستثنيك قُوة إخترآعي ... فترآني بشكلٍ طبيعي "
لترتَفيعَ بسمتهُ المُتفآخِرةُ قآئلاً " نعم نعم ..... لآ دآعي للشكر 7.7 " !
زَفرتُ أنفآسي بمللٍ قآئلاً لهُ" ومآ الدَّآعي إذاً لهذآ ؟! " .... " إني أسَيطِرُ على الوَضعِ كمآ ترى " ! -_-
،،،
لأتفآجأ بيده التي إتَّجهت بسرعةً نآحيةَ رأسي ،، لِيقومَ بتوجيههآ الى النَّآفِذةُ قآئلاً
بَعد أن تَحولت نَبرتهُ الى الجِدية مرةً أخرى ..
" في إعتِقآديَ أنكَ قد رأيتَ ذلكَ الحجر ! ... نَعم هيآ اتجه لَه وتَنآولهُ في يَدك " ....
لألتَفِتَ لهُ بعينآنِ حآئرتآن عمَّآ ذكر ،، كي أنهَض مِن مكآنيَ مُنفذاً طَلبهُ ،
.....
إتَجهتُ بتأنيٌ الى مآ رَكزتُ عينآيَ ،، كي أمدَّ يدي اليهِ أخيراً بعد ترددٍ ....
وحِنمآا لَامسته بأصابع بآاردة ... بدأ في إطلاقِ أشعةٍ حَمرآاءَ بدت كلونِ الدمآء ! ،،
إلتَفتُّ حينهآ بحيرة مُتسآئلاً عَن سبب ذلك .... أو بالأحرى غرآبَةِ ذلكَ الحَجر ؟!
فإبتَسمَ ليَ بِثقةٍ قآئلاً بَعد أن أطبَقَ يَيديه على يدي الممسِكتآنِ به قائلاً ،،،
" بمآ أنكَ شَخصٌ يَصعب تَحديدِ حآلته المِزآجيةُ .... قُمت بعَملِ بُحوثآاتٍ نَمطية حَولك ،،
في ذلكَ الوَقت الذي كنت فيه غآئباً عَن وعيك .. مررتَ حينهآ بِعدة أحلآم إستجبتَ له جسدياً ،،
وهذآا دليلٌ على أنهآ تؤثر عليكَ بشكلٍ وآضح .......
لذآا وبطريقةٍ أو بأخرى قُمتُ بنسخ التغيرآاتِ التي طَرأت على عقلك مِن تَشوشٍ أو غَيرهآ ،،
ووضعتُهآ في تَحديثآاتِ الحَجر :d ،،، وبِمجردِ لمسهِ بسيطةٌ منك ، سَيُخبرك الضوءُ بمآ تَشعر
الأحمر إذآ كُنتَ تَشعُرُ بالضيقِ أو الإنزعآج ،، والأزرَقُ لو كُنت حآئرا أو مآ شابه
وعندمآ يأتيكَ ضوءٌ أصفر فإعلم أنك تَشعرُ بالمرض ،، أمآ البنفسجي إذآ حدث أمرٌ مآ أدهشك
" وحتى الآن أنت لآ تظهرُ أيةَ إهتمآمٍ بمآ قمتُ بهِ لأجلك -_- تباً لك أنتَ بآارِد >< ! "
وأمآ إذا كُنت قد شَعرت بالخجل قد يأتيكَ ضوءٌ بُرتقآلي ....
وإذآا به يرفَع يدآه الى وَجنتي كي يشدهمآ بقوةٍ .. مآحياً عبوسي المُعتآدُ بِقولِه ..
" والضوء الأخضر إذآ حَدثَ وأصبَحتَ سعيداً " ،،
" مع أني أعلَم بأنَّه أمرٌ نآدِر ... لكني سأحآولُ جآهدا لآ تَقلق J "
لتتحَول عينآه بِشكلٍ مرعب قآئلاً بِنبرةٍ حآدة وهوَ يقتَرِبُ مني O.O
" وأنتَ تَعلَمُ مآ يَعنيهِ الضوءُ الأحمر صَحيح !؟؟ ...... أريدُ ذلكَ أن يتغير في الحآل " ~.~
....
وفي نِهآيَةِ الأمر رَبت بهدوءٍ على كتفي وآضعاً على شَفتيه إبتسآمةً لم أفهم معنآها البتة ،،
ليهم بعدَ ذلكَ رآاحلاً .. وقد تَركني في حيرةٍ مِن أمري دونَ أي تَعليق !! ،،
نظرت في ذلكَ الوَقت الى مآ في يدي ،، لأتفآجأ بإنفجآرِ ضَوءٍ أزرقَ كَلونِ المُحيط !!
حينهآا إرتسمت على وجهي ملآمِحٌ بلهآاء ،، كي أتنَهدَ بقلةِ حيلةٍ متجهاً الى مَقعَدي من جَديد ........
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~
كَلمآتُهُ لآ تزالُ ترن وتتصدعُ في أذني بِغرآبَةٍ شديدةٍ لم أتوقعهآ أبداً ! ..
لأبآدِرَ بعدهآ بِعد ذلك بضم ذلكَ الحَجر المَصقول داخِل جيبِ مِعطَفي الطَويل ،،
بعد تحديقٍ طويلٍ لآ معنى لَهُ أثنآءَ سَيري في طَريقِ العَودة ،
بِحَقٍ أعتقد أني سأتجَمدُ مِن برودَةِ الطَّقس ! .... لكني مُتفآءِلٌ بعض الشيئ بِخروجيَ أخيراً
مِن سِجنِ المدرسة ذاك -_- ... حتى حُلولُ الليلِ الكئيب بآاتَ مفيداً لشخصٍ مثلي !
" لكني لآزلت أتَذمرُ مِن إدخآلِهِ لي مَدرسةً دآخلية ... هه يآل الحَمآقةة " -_-
.....
بِملآمحي البآاردةِ تلك التي إتخذت لهآ كِنآنة لما أخفيتُ ،،
لم أجد حلاً منآسباً سوى أن أذهب الى مَنزلي الجَديد ... حيثُ سأكمِلُ فيهِ حيآاتي وحيداً كَمآا أردتُ
أخرجت بضجرٍ تلكَ الورقة الصغيرة من بَينَ أصابعي التي أطبقت عليهآ حتى جَعدتهآ بِشدةٍ
، حيث دونَ عليهآ عِنوآن المنزل ...
لأبآدِرَ في التحديقِ بهآ لعدةَ دقآئِق طآئلة .. وفي نهآية الأمر تنهدت بقلةِ حيلة
لأقومَ بِطيهآ مُجدداً .. الى أن أفلتُّهآ مِن يدي كي تَطيرَ بإنسِيآابٍ مَع عليلِ الهَوآاءُ البآارد
فمددت يَدي الى مِقبض ذلك البآاب الخَشبيُ ببعض الهدوء ! ..
بَعد أن رآاقبتها بمللٍ تتطآير حتى إختفت بين ظلمةُ الليلِ الحآشِدة ،،
فإقتَحمتهُ بعدمِ مبآلاهٍ كي أتوَقفَ بهدوءٍ وسطَ ظلامِ الغُرفة ...
ومَددتُ يدآيَ برفقٍ حتى لآمستُ الحآئط .. كي أتحسس بِهدوءٍ زرَّ الأضوآء !
فتنهدتُ أخيراً بِقولي ..
" حسناً ،، هآ هوَ "
قُمتُ حينهآ بالضَّغط عليهِ مرآاراً وَ تكرآراً ...
لأتفآجأ بإنقِطآعِ التَّيآارِ الكَهرُبآئي !!! ،
،،،،،،،
..................
'
" نَعم .. لَقد وَجدتُهُ هكذآ "
..........
" أيمكنكَ أن تُسرِع ! ... لَن أستطيعَ الإطآلة بالخآرِج بسبب برودّةِ الطقس
..........
" حَـ ... حَسناً سأكونُ بإنتظآرِكَ "
تِلكَ كآنَت آخِرَ كلمآتي عِندمآ أغلقتُ الهآتِف أخيراً بعد إتصآلاً أجريتهُ ..
لأبآدِرَ بِوضعه سَمعاتهُ في مَكآنها برجفةٍ قاسية
لَم أجِد حلاً سِوى الخُروجِ من المَنزل والمُكوثِ أمآمَ تقاطع ذلك الشآارع الخآلي مِن النَّآس !
لأتنهدَ بشفقة وأسى على الحآال .... فضحكتُ حينهآ رآفعاً رأسي الى الأعلى بشرودٍ
الى أن إنغَمست بعمقٍ في بُعدِ تِلكَ السمآءِ القآحِلة ،، في الصَّبآحِ أجدهآ بيضآء خالية مِن أي غيوم !
والآن تَبدو وكأنهآ قِطعةٌ وآحدة لا حيآه فيهآ ! .......
" تَباً الظَّلآمُ حآلِك جِداً !! ، بالكآدِ أستَطيع الرؤيةُ ! "
أتسآءل مآالذي تخبئه خَلف غُموضِ سوآدهآ ذآك ؟ ،،
" حقاً يآلَ الغرآبة " .. -_-
،،
وفجأة ...
إنتفض ذلك الفتى برهةً بِتَذكرهِ شيئٌ قَد أثآرَ فضولَهُ !
لتمتدَّ يَده بهدوءٍ الى جَيبِه الطويل ... حَتى وَصل الى شيئٍ مآ بدآ قآسياً بعضَ الشيِ في مَلمَسِهِ !
" إنه ذلكَ الحَجَر " !!
فرفعهُ برفقٍ الى حَيثُ بصره .. مُحدقاً فيهِ بِصعوبةٍ بآلغة ،،
وإذآا بهِ يَضحك بتهورٍ قد مآلَ الى الهذيآن قآئلاً فيه نَفسِهِ
" هل وَضعَ فيه ذلك الرجل خآصية التأرجح " !!
ليُطبِقَ عليهِ بعدها بِعنفٍ حتى نَزفت يَدآه إثرَ ذلكَ الجُرح الذي أصآبَه من الحجر
ومآا هي ثوآنٍ معدودةٍ .... حتى قَطرت الدِّمآاء سآقِطةَ ببطئٍ على بِسآاطٍ الثلج أبيض ....
وَمَع وآقعِ الحَدث بدى لنآ ذلك الفتى غَيرَ مبآليٍ أبدا ! ... أو بالأحرى
فآقِدٌ للشعورِ تَمآماً !! .....
تَوقفنآ عِند تِلكَ اللحظةِ حينمآ بدت ملآمِحُ البلاهة تتخذ مجرى نآدِراً على تقآصيل وجهه الباآرد O.O
كَي يلتفتَ بفزعٍ الى يديهِ المُحيطَتآنِ بالحَجر ليتمتمُ حينهآ بقلقٍ قآئلاً
" يآال الهَول !! ... هل أنتَ مُصآاب " ؟!
وهآاهوَ يهزه بعفٍ مضحك قآئلاً بوجهٍ منزعج
" هي تَوقف عَن الإهتِزآز أنتَ تُثير غَضبي ،، أنا أسألكَ فقط عن حآلك لا عن رقصة التوتو " *()*
فَرَفعَ يديهِ الجآفتآنِ حيثُ جَبهته ... كي يتحسسهآا بنوعٍ مِنَ الهدوءِ والتعجب
وَبعدَ عِدةِ ثوآنٍ .. أنزَلَ يدهُ الى مَكآنِ الحجر فآعلاً نفس الشيئ دونَ أيَّ تغييرٍ في مَلآمحه
لتتسعَ إبتسآمةٌ عَريضَةٌ على وَجههُ بطفوليةٍ غآمِرةٍ ... حتى بَدأ بالإشآرةُ الى جَبهته بصخبٍ
مُردداً تِلكَ الكَلِمآت بإنفِعآلٍ وآضِح
" هنآ هناآ إختِلآفُ دَرجَةِ الحرآارةُ كَبيير !! ...
هُنآ بآرد وأناآ ............... حقاً أَغلــي " *ـــ*
حينهآا عآوَدَ وضع يَده بِتسآؤلٍ على جَبهته .... لتتحول مَلآمِحهُ الى الغَبآءَ قآئلاً
" وآاااه يُمكنني قَليُ بَيضَةٍ هُنآا " *()*
تَنهدَ بإنزِعآجٍ كبير بَعد أن بَعثَر شعرهُ بشدة وَهوَ يَنفض صقيعِ الثلجِ الذي تَكومَ على رأسِه
مُعآوِداً بذالك التَّحديقَ في ذلكَ الحَجر المُضيئ ذآ اللمعة المُتوهجة ! ..
لِيلآمِسهُ بِلطفٌ مصآحباً معه قهقهآات طفيفة .... وإذآا بعينآه تتسعآن تلقآئياً مردفاً بسكرةٍ مضحكة قآئلاً
بَعد أن أثآرَ إنتبآههُ شيئاً مآا ....
إيييييييييه !!
......
" مررحباًا وتشي وتشي !! "
" أينَ كنتَ يآا صغيري ..... لآ يَجوزَ تركُ صديقَك هكذآا والهروب =.= "
" تباً لَك وتشي وتشي سأعآقِبُك " ! ...
وإذ آبهِ يضمه الى وَجهه قآئلاً مِن جَديد بِملآمحَ تآئِهةٌ
" هَل تُحآوِلُ خِدآعي يآ ... كُرة الفِرآء !! ،، لِمَ لآ تنبح ... هل ... فـ .. فَقدتَ صَوتك مِن جديد " ! ؟
ومآ هيَ دقآئِقٌ مِن الصمت إلا وَقد بدأ في هزهِ بِقوةٍ وغَضب مُضحك
كَي يَبدأ وَجههُ بالإحمِرآارِ بِشكلٍ سريعٍ ..
ليَصرُخَ بَعدهآ بِتَهورٍ في الهَوآاء أو بالأحرى أمامَ الحَجرِ قآئلاً ......
" أنتَ *.* !! ... مُنذُ مَتى وَلونُك أصفَرٌ هكذآ " ؟
كَي يُلقِيَهُ في الهَوآءِ بفَزعٍ أبلهَ ،،، وإذآا بهِ يَقفز بتلوٍ وَهو يضمُّ يديهِ بالقُربِ مِن وجههِ قآئلاً بِصرآخ
" إييوووو أيهآ الكَلبُ الأحمق ! .. كُفَ عن اللعبِ في الحَظيرةُ ... أنت مقرف للغآاية " !!
،،،،،،،،
السّآعاتُ تَمضي بِسرعة ،، وكّذلك تَسآارُعِ أنفآسِ الطبيبِ ريتشرد ،،
الذي دُون تفسيرٍ بدأت مَلآمح الذّعرِ تأخُذُ منحىً شديدٍ على وَجهه ....
لِيُبآادِرَ في إستقلآلِ مِعطفاً مِن تلك الخِزآانةُ الدّآكنة ، ومآا هيَ إلا لحظآتٍ
حتى إنطلقَ مُسرعاً مِن أمآم الأنظآرِ الى وِجهةٍ لآ يَعلمهآ أحد !
مَع تلك الخطوآاتِ السريعة التي إتخذت حُفراً دآئريةٍ على بسآطِ الثلجِ العَميق
لَم يَكن لأحدٍ عِلمٌ بمآ رَسمَ لهُ عَقله من تخيلآتٍ !
فظَلت تِلكَ الأصوآتُ المُتبعثرةُ تتآبع وآحِدةً تلو أخرى بنغم صآخب رنآان ،،
الى أن إختفى نهآيةً مَع إبتعآده في الأفق !! ،،
.......
هكذآا الحآلُ دآئماً ! ،، وهكذآا يُصبحُ ذلكَ الفتى عِندمآ تَبدأ حآلتهُ بالتَّغير !!
أنفآاسٌ حآرة بدأت في التَّسآرع بالرغم من عدم إدرآكِهِ البتة ...
وهآ هولا يزآلُ يقفِز في مكآنِه ببلآهة ،، لكنهُ قَد تَوقَف فجأة لأمر جَذب إنتبآهه
كي يديرَ رأسه بخفةٍ الى حَيثُ ذاكَ الحجر الرآكِد على الأرض
ومآ هي لَحظآتٍ حتى تَقدمَ مِنه بِخطوآتٍ مترنِّحة سريعةٌ ... ليقفز بِقوة تِجآههُ وهوَ يَصرخُ بِطفوليةٍ
" وآااهووو فَرآاشة مُلونة " *()*
كي يهبِط بعنفٍ على وجهه مُتأثراً بالألم ! ....
حينهآا رفعَ رأسَهُ بإصرآارٍ حتى نهضَ بسرعةٍ نحوه رآكِلاً الحَجرَ بِقدمه !
كي يُحلقَ بعيداً بين الظلمةَ مُختَفياً عَن الأنظآر ....
فَلَحِق بِهِ بغضبٍ طُفولي قآئلاً وهوَ يَضرب الأرض بعنفٍ مَع كلِّ خُطوة
" أنتَ يآا جَبآن ! ... تَعآلَ الى هُنآ أنا لم أنتهي بعد " <()>
....
ليهم بالركض خَلفَ إختِفآءَه بتهورٍ بَعدَ ذلك
بالرَّغمِ مِن عَدم رؤيَته الطَّريق أمآمَه البَّتة ! .. ظَلَّ على اصرآرَهُ الطفولي
الى أن إختَفى تَمآماً بين الظُّلمَةِ هو الآخر ،، إلتِفآتةٌ حُرَّةٌ هُنآ !... والأخرى هُنآك
حَتى تَوقفت قَدمآهُ عَن الحَرآكِ فجأة ... ليتصَلب مَكآنه كَجلمودٍ حَجري !! .....
فحكَّ رأسهُ بِحيرةٍ عَميآاء مُتسآءِلاً عن إختفاءه ... ليصرُخَ بغضب وهوَ ينآدي عآلياً
" وتشي وتشي تعآلَ الى هُنآا !! .... تبا لكَ كلبٌ مُتمرد " *()*
فبدأ بالرَّكض بعدَ ذلك بِتهورٍ وسرعةٌ في الأرجآء ... وذلك الهَوآءُ البآرد
يتخبط في وجههِ بعنفٍ وقسوةٍ جَعلهُ مُغمضاً العَينَينِ ،،
وفجأة ،
إرتَطمت إحدى قَدمآهُ اللتآن أطلقهمآ مُصارعةً الرَّيآح بِصخرةٍ رآسخةٍ بين الجليد
كي يَتوَقفَ برهةً وهوَ يمسِكُ بكآحِله .. صَمتَ حينهآا دون أي ردة فعلٍ تُذكر ،،
وهوَ لا يزال يحدق بقدمه بوجهٍ متهشم !! *ــــ*
وفجأة !!! ،،
إنطلقت تِلكَ الصرخآات المدوية شبيهُ صفارةِ الإنذآار مِن فمهِ الذي إنفتح كالبآب !!
ليتأوه إثر ذلكَ الحآدث بطريقةٍ مضحكة وهوَ يمسِكُ بقدمهِ ويقفز تآارةً هنآ والأخرى هنآك !
فخلعَ حِذاءه بِعنفٍ كَي يَجدُ كآحلهُ قد تقرحَ وأصآبَهُ الوَرم ،، لِيوآصِلَ التحديقَ بهآ وعينآهُ تدمَعآنِ ألماً
فَتنهد بقلةِ حيلَةٍ وَهوَ ينزِلُ قدمهُ أرضاً ،، مُوآصِلاً بِذلك السيرَ بعرجٍ نَحو الظلمَةِ في الأفق ،،
وَهآ هُوَ يسعُلُ بينَ حينٍ وآخر ليضحَك حينهآ قآئلاً ببلاهةٍ ألفنآها
" وآاااه أناآ أرقص التوتو دون أن أتحرك " ! *()*
فَرَفع بصَره المُشَوش الى السَّمآء ... وَقد بدى لَه العآلَم بأسرِهِ يَدورُ كأفعونيةِ الهَلآك ! ...
لِيبآدرَ برفَعَ خصلآتِ شعرِهِ المُبعثرةُ التي لطآلمآ أزعجت مُحيطَ رؤيتهِ ،، الى أن ظَهرَ لنآ
كآمل وجههِ صاحِب عن العينينِ النَّآعِستينِ ،، مُصآحباً بذلك قهقهآتٍ طفيفة قآئلاً بهدوء
" أناآ ... أشعُرُ بالغثيآن ،، السمآء .. تدور بسرعةٍ "
وَمآ هِيَ لحظآتٍ الا وَقد هَزُل جَسدهُ فجأة !! ..
لِتنتآبُهُ سكرةٌ شديدةٌ ... حتى تَركتهُ قَدمآهُ وَجسدهُ يَنهَمِران في الهَوآء !
تشتت أخيراً مآ تَبقى لَهُ مِن رؤية .. حتى بآتَ للحظةٍ وكأنه حَلقَ فوق سآطِعِ النجوم
ألوآن تتبعثَر وتتخبط حولَ مقلتيه ،، ألوآنٌ لَم يرى لهآ سآبِق
كي يتبينَ لَه في الأفق ذآلِكَ الحَجر المُتَوهج بألوآنٍ بآهِرةً وسط صقيع الثلجِ الأبيض !! ...
ليمُدَّ يَده الى الأمآمِ بتثآقُلٍ ... آمِلاً أن يَصلَ الى عآلَم الضوءِ والحَيآه السرمدية
لكنه فجأة فَقد شعورَهُ بالحَمآس والأمل ... مَع تغريدٍ رن في أذنِهِ للحظةٍ
تِلك هيك اللحظة التي إرتَمى فيهآ أرضاً ... تآرِكاً ألوآنَ الدنيآا خَلفهُ دونَ إدرآك
مَلآمِحهُ الهآائجةُ هدأت أخيراً ،، ليعودَ لنا برودَ وجههِ الهآدئ ،، صاحِبُ الخفآيا اللامتنآهية !
لِيَمكثَ بسلآمٍ في آخِرِ المَطآف على بِسآطٍ بآاردٍ لآ لَونَ له
بعيداً عَن كلِّ صخب ،،
" نَعم ! .... فَهِيَ ألوآنٌ ذآتَ مَعنى "
................................
النِهآيَةُ


__________________
:zz: