المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن الرشيدي

عندما كنت معتصم في ميدان العزة والشموخ ميدان"رابعه العدويه"
كنت اسير ليلا في ارجاء الميدان
انظر الي صمود هؤلاء الابطال
وكنا في شهر رمضان المبارك
فعطشت عطشا شديدا
وذهبت الي محل واشتريت زجاجتين من عصير "التمر هندي"
وفتحت زجاجه واخذت اشرب وانا اسير في طريقي "للمنصه"
فرأ يت "عجوزا" في الستينات من عمرها
تنظر الي وتبتسم بحياء شديد
ففهمت انها عطشانه
فاعطيتها الزجاجه الثانيه الممتلئه
واقسمت عليها
ان تشربها

وعندما هممت باستكمال سيري
امسكت بطرف قميصي
وقالت لابد ان اكافئك..!!!
واعطتني "مسبحه"
كانت بيدها
وقالت ليس عندي اغلي منها اعطيها لك
خذها مني كذكري
فاخذتها منها \
وقبلت يدها
واغرورقت عيناي بالدموع

وقلت في نفسي
سيده في الستينات من عمرها
وتتعرض للجوع والعطش والحر والزحام الشديد
في سبيل دينها ووطنها وحريتها
"والله لن يخذلنا الله ابدا"
فالنصر مع الصبر

وطريق الحريه هو "التضحيه والصمود"

المهم احبتي انني صارت بيني وبين هذه السيده العجوز
"صداقة " وكنت كل يوم امر عليها واقبل راسها ويدها

الي ان اصبت بطلق "خرطوش" في احداث "المنصه"
ورجعت الي بلدي لاستكمال العلاج...


احبتي هؤلاء كانوا معتصمي "رابعه العدويه"
رحم الله من استشهد فيها
وشفي الله من جرح

والله الذي لا اله غيره
"النصر قادم "
فثقوا في الله
وتوكلوا عليه
واعلموا ان كل شيء مكتوب ومقدر




مؤمن الرشيدي..وذكرياته في "رابعه العدويه"