القسم الثاني المعدل
“يا إلهي كيف وقعت في مثل هذا الخطأ ... لا شك انه بسبب الزحام...ماذا أفعل سأتصل بأهلي ربما أعلم عمال المطار بالخطأ أيضا “أي شخص عادي بكامل قواه العقلية و الجسدية سيفكر بهذه الطريقة لكن أندي ليست بالشخص العادي أبدا و أي أحد قد يشكك في أنها تتمتع بكامل قواها العقلية , امتلأت حماسة و اتسعت ابتسامتها إلى حد لا يوصف ...اليابان البلد الذي طالما حلمت بزيارته بلد النينجا و المحاربين بلد الرامين و االساكورا و ربما تتمكن أيضا من لقاء أحد الجانحين هنا لابد أنهم يختلفون كثيرا عن الذين في لندن و أهم شيء قد تتمكن من لقاء مجنون أعمى يوزع الأعلام كريس أخبرها أن هناك الكثير منهم في اليابان اشتعلت حماسا و خرجت من المطار على عجل و صرخت بأعلى صوتها :"أنا فتاة محظوظة "
-أتساؤل إن كان هذا صحيحا -
و هكذا كان الأمر حيث أنها ما إن خرجت من المطار حتى انطلقت تجوب أرجاءعاصمة اليابان طوكيو ,كانت شوارعها و طرقاتها تعج بالناس في كل الأوقات وإذا قارنا حيويتها و طاقتها الجامحة بنيويورك المدينة التي لا تنام فستبدو نيويورك نائمة في سبات عميق .تتواجد بها شوارع سكنية ضيقة ومتاجر ومحلات لبيع الخضار
كما توجد أشجار زينة مشذبة بعناية تضفي جمالا ورونقا على الممرات والأزقة
اخذت تجري هنا و هناك و تتحدث الي الناس الغرباء على الرغم من عدم معرفتها بهم و تصرخ كل ما مرت بشيء يثير اهتمامها
_"واااو مكتب بريد....واااو منزل...واااو طفل يحمل بالونا ..."
كأنها ريفي أبله يرى المدينة لأول مرة أو أسوأ حتى من الريفي
استمرت في التحامق على تلك الحالة لساعات إلا أن توقفت أخيرا أمام محطة القطار لتقول : "أنا أظن أني مررت من هنا قبل "
بعد ساعة من السير في دوائر و المرور على نفس الأماكن مرارا و تكرارا أدركت أندي أخيرا بعد جهد جهيد أنها ضائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لربما تجاوزت معنى الضياع بمراحل ...تائهة في هذه المدينة الكبيرة كما أنها لا تتقن اليابانية مما يصعب الأمر عليها لن تستطيع حتى سؤال الناس عن مكان المطار أدركت كم كانت غبية لتهربها من دروس تعلم اليابانية و تجولها في مدينة تزورها لأول مرة فقررت أن تستعمل الطريقة التقليدية بالتأكيد كيف كان اجدادنا يتنقلون في الغابات و الأدغال بدون الخرائط و الجي بي أس والبوصلة و بقوا أحياء طبعا باستخدام العصى قالت بثقة بعد أن حسمت امرها :" سحقا للبوصلة و الخرائط سأستخدم العصى "
حملت عصى وجدتها ملقية على الأرض ثم أغمضت عينيها و ألقتها و و أخذت تسير في الاتجاه التي تقع فيه
فكرة العصى كانت فكرة عبقرية و لا أحد ينكر هذا إلا أنها قادتها لنفس المكان الذي بدأت منه فقررت الانتقال للخطة -ب- اتجاه الرياح و رغم علمها أن الفصل فصل الصيف و المنطقة التي هي فيها منطقة منخفضة مما يعني استحالة هبوب الرياح بأي شكل من الأشكال لكن لا شيء يوقف أندي فها هي تتحدى قوانين الطبيعة و المنطق و تتبع اتجاه الريح كانت تفكر في استخدام الخطة –ج- التي يتبعها البحارة ليلا و هي اتباع نجم الشمال لكن الحمد لله انتبهت أن النجم لا يظهر إلا في الليل
و بينما و هي تتبع الرياح أو الهواء على نحو أدق مرت بجانب محل لبيع الحلويات حينها تذكرت أنها لم تتناول طعام الإفطار لأنها لم تستيقظ باكرا و لم تأكل أي شيء في الطائرة
لذا فقد اطلقت عصافير بطنها العنان لزقزقتها
فدخلت المتجر و أخذت تحاول التواصل مع صاحب المحل
نظر إليها و قال بلغتها اليابانية : فوتاتسو
_ لا ...لا اثنان اثنـــــااان
_ انا لا اسأل عن اسمك اثنان اثنان
امسك البائع قلبه بكلتا يديه يحاول استجماع ما بقي لديه من صبر ليشرح لها ان فوتاتسو تعني اثنان
حينها قالت أندي بعد أن ضربت جبهتها : آآآآه فوتاتسو تعني اثنان صحيح أجل أجل فوتاتسو
لكن بعد الطلب يأتي الدفع و الدفع يكون بالمال و المال موجود في حقيبتها اليدوية و الحقيبة أين هي ؟
يال الهول نسيت حقيبتها في الطائرة
"إنها قصة مضحكة في الواقع لقد نسيت مالي"
بعد أن طردها البائع من المحل بطبيعة الحال أغمي عليه فورا
كانت تنفض ملابسها من الغبار و تحاول التفكير في حل تائهة و جائعة لم تبقى لها ذرة طاقة لتتجول أكثر لقد تعبت من التجول ذهابا و إيابا بلا هدى و لا طريق معروف خارت قواها تماما لذا جلست على شيء ما لم تر ما هو فكل ما يهمها الآن هو أن ترتاح أحست بذلك الشيء يتحرك تحتها فمدت يدها إليه له فرو ناعم مهلا لحظة هناك شيء حاد ملصق به كما أنه يحتوي الكثير من اللعاب أهو نوع جديد من الكراسي كونه مكسو بالفرو هو أمر عادي لكن اللعاب ثم ماهو الشيء الحاد أعتقد أنها اسنان فرو لعاب اسنان هنا تشكلت الصورة بشكل واضح في عقل أندي تشجعت لتلقي نظرة و تقطع الشك باليقين
إنه كلب إنه كلب !!!!!?و هناك رغوة بيضاء على فمه يشبه فيلم هجوم الكلاب المسعورة من أعماق المجاري لا إنه كلب مسعور
استقامت بسرعة و هي تنظر إليه بذعر و قد بدى عليه الغضب الشديد حيث أنه كشر على أنيابه و نظر إليها نظرة قاتلة
_كلب جيد كلب جيد أنت تعلم أني لم أقصد ,أنت كلب جيد صحيح
لكنئسة للتخفيف من حدة الموقف لم تجد نفعا حيث انه انقض عليها ليعض تنورتها و يسحبها منها هي تسحب و هو يسحب هي تسحب وهو يسحب إلى أن تمزقت؟ !!!؟ ,تنورتها التي أهدتها إياها أمها و قامت بتأدية أول فيلم لها بها هذا الكائن المتعفن مزقها في تلك اللحظة أندريا البريئة الظريفة التي نعرفها اختفت و احتلت مكانها أخرى أكثر شرا فانقضت عليه تضربه كالمجنونة و لأن الكلب خاف من شكلها الوحشي وعلم أنه سيخسر في هذه المباراة فما كان منه إلا أن يفر هاربا
أخذت نفسا عميقا لتستعيد وعيها و بدأت تهدأ نفسها :"لا بأس لا بأس سوف أكون بخير ...على الأقل لن تسوء الأمور أكثر .."و لكن فقط حين ظنت أن الامور ستتحسن تعثرت في شيء ما و سقطت في الوحل فالتوى كاحلها و بعد هذا مباشرة سقط حذائها في المجاري كل ما كانت تبحث عنه في تلك اللحظة مكان تستريح فيه لذا فقد اسندت ظهرها على حائط ما و لكن لسوء حظها فقط كان هذا الحائط أسفل سلك كهرباء أينما يجتمع الحمام و قبل أن تهرب طار الحمام و أطلق سيلا من فضلاته عليها و بإمكانكم تخيل منظرها بعد ما حصل لها أصبحت كالمتشردة .
ثم عادت إلى الحائط البائس ,إنه خطأها أولا و آخرا إذا ذكرت الحظ السيئ يأتي إليك راكضا ...جلست على الأرض المتسخة و هي تحاول تجنب رائحتها العفنة و مظهرها المزري لمحت قطة بيضاء رشيقة تعبر الطريق و تتباهى بمنظرها و قد أثارت إعجاب أندي كثيرا فهي تحب القطط كثيرا كما ذكرتها بقطتها الأولى سالي التي قتلت لأن أندي خلطت بين طعامها و سم الجرذان فماتت القطة المسكينة المهم كانت تراقبها بإعجاب و رأت السيارة الآتية بسرعة بدى لها أن السائق لم يشاهد القطة لا القطة المسكينة و بما تبقى من قوتها دفعت نفسها نحو القطة المسكينة لتحيطها بكامل جسدها و تصدمها السيارة .