اللسان لا يسكت البتة، فإما لسان ذاكر، وإما لسان لاغٍ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال ابن القيم – رحمه الله - : ( فإن اللسان لا يسكت البتة، فإما لسان ذاكر، وإما لسان لاغ، ولا بد من أحدهما،
فها هي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وكذلك القلب، إن لم تسكنه محبة الله عز وجل، سكنته محبة المخلوقين ولا بد،
وهذا اللسان، إن لم تشغله بالذكر، شغلك باللغو، وهي عليك ولا بد، فاختر لنفسك إحدى الخطتين، وأنزلها في إحدى المنزلتين ) . قال الشيخ السعدي – رحمه الله -: ( ومن أسباب دواعي الإيمان الإكثار من ذكر الله كل وقت،
فإن ذكر الله يغرس شجرة الإيمان في القلب، ويغذيها وينميها، وكلما ازداد العبد ذكرًا لله قوي إيمانه،
كما أن الإيمان يدعو إلى كثرة الذكر، فمن أحب الله أكثر من ذكره، ومحبة الله هي الإيمان بل هي روحه ) . وقد ورد في الكتاب والسنة نصوص كثيرة في الأمر بالذكر والحث على الإكثار منه بما يبين أهميته ..
قال تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )[الجمعة : 10]، وقال تعالى: ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )[الرعد : 28 ] . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم،
وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم ) ؟
قالوا: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : ( ذكر الله ) . وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يقول الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ...) . وغيرها من النصوص الدالة على فضل الذكر وأهميته، وفضل الاشتغال به . فإن أعرض الإنسان عن ذلك ولم يشغل لسانه بذكر الله عز وجل، اشتغل لسانه بغير ذلك من اللغو والخوض الباطل والغيبة والفحش، لأن العبد لا بد له أن يتكلم، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه الأمور.
فالإيمان يزيد من حيث القول فإن من ذكر الله عشر مرات ليس كمن ذكر الله مائة مرة، فالثاني أزيد بكثير. ’’ أسعدكمُ اللهُ . |