هنا ينام متعباً
من أتعب الأيام والفصول
من عبرت خيوله فوق جبين الشمس والزمن
فما ونى ولا وهن
حتى ونت من تحته الخيول
و استسلمت لراحة الكفن
فآثر القفول
ونام موهن البدن
***
من أيقظ العيون
... هنا
ينام متعب الجفون
***
بالأمس مر في سمائنا
على جواد الفجر كالصباح
أيقظنا من الخدر
مر بكفه فوق مواقع الجراح
قال لنا: أنتم بشر
كنا نسينا أننا بشر
و أن شمسنا مشلولة الجناح
فاستيقظت سهولنا، و انتفض القدر
على جبالناالمجنونة الرياح
***
يا إخوتي هل تذكرون حين مر
"كيف بكى حزناًعلى "بلقيس" و "بن ذي يزن
ماتا فلم يضمهما قبر و لم يسترهما كفن
كان على سفر
فثار واستقر
وصاح في الأطلال و الدمن
ثوري، تحركي
فثارت الأحجار والشجر
و ثارت اليمن
***
تناثرت من حولها سجون "القات" و الكهوف
تقاطرت من قبرها الآلوف
و الفارس الذي أيقظها ممتشقاً حسامه
يضرب وجه الليل و الإمامه
و يسحق (الأقزام) والسيوف
و خلفه، أمامه
تشتجر الأخطار و الحتوف
لا الليل .. لا عواصف الشتاء
و لا زئير الرمل و الجبال
تثنى حوافر الجوادالممعن التحليق في الفضاء
تهز ذرة احتمال
عبر يقين الفارس المتشح الضياء
حتى تكسرت على طريقه النصال
و احترقت كهوف الليل والفناء
ولامس الجبين الأسمر السماء
***
و بعد الف رحلة و رحلة إنتصار
يعود للديار فارس النهار
يعود متعباً ليستريح
لينفض الجراح و الغبار
هنا على جوانب الضريح
و في غد يستأنف المسار
من جوف قبره يصيح
متابعاً بقية الحوار
الشاعر : عبدالعزيز المقالح
بقلم