,*
مشاركتي
أعتلى منصة المسرح وتنفس بعمق قبل أن يفتح عينيه ببطء ليّدهش بالمدرجاتّ التي أكتظت بالجمهور ...حاول أستيعاب مايحدث... لم يكن يتصور يوماً بأن هذا الحشد الهائل سوف يرفع صورته ويهتف بأسمه وبكل قوة وحماس شديد ...
إنسابت تلك الدموع من مقلتيه عندما لمح تلك اللآفتة قد كتب عليها وبخط عريضّ "محررّ الشعب من العبودية " ملصقاً الى جوارها صورته ببزته العسكرية التي شاركته الآلآم وأوجاع قبل أن يتسلم رتبة الجنرال العظيم ..
فتح فمه ليقول وبكل صوت حادّ نابع من قلبه الصلّب ذي الترسّ الحديدي :-
" يحيا صوت الشعب الأبيّ المناضل "
أرتفعت تلك الأصوات مرة أخرى والتي شعر بأهتزاز المسرح لقوتها وحماسها الذي يفتت دفاع العدو المنهزم والمحتل لبلاده نصف قرن من الزمن عانى بها شعبه من سوء الأضطهاد والمعاملة والتعرضّ لمعتقداتهم الدينية ....ومجازر تلاشت في هذا اليوم العظيم الذي ماكان له أن يتحقق الأ بجهود شعبه وقوة قادته ...
أنياب الموت ...التي تمسكت به حتى الرمق الأخير من معاركه المتعددة ....الآن وهو يرى شعبه سعيداً بأنتصاراته كان كفيلاً بأن يخفي كل ألم جسدّي وروحيّ قد عانه قبلاً !!
لقد شارك الأرض حرارة الصيف وبرودة الشتاء وتعرج المنحدرات وصلابة الصخر ....لقد آن له أن يرخي جسده المتهالك والشاهد على بطولاته في مجابهة العدو وجبروته ....وأن يستلم وسام البطولة !!
التفت بنظرات عسكرية حازمة تفضحّ عن شخصية شاب مغوار ناحية الملك الذي كان يرتسم على وجهه شديد البياض أبتسامة عريضة تحيي بها روح الشاب القوية ...فتح الصندوق الذهبي وأخرج منه شعاراً لطالما حلّم به "لي موك "
نظر الملك أليه وتحدث بوقار وهيبة :-
"أنت شاب يبشرّ بعصر ذهبي لهذه الدولة ...بل بالعالم أكمله "
أجاب على مديح الملك بصرامة عسكرية أتقنها "لي موك " :-
"فخامتك ،سوف أظلّ تحت خدمتك ألى آخر رمق في حياتي "
هتف الجمهور بصوت عالٍ مشجعين الصوت الفتيّ اليافع على ماصرّح به أمام ملكهم المنبهر بالقوة التي يختزنها هذا الشاب بكل جزءٍ من جسده ...
كان متوتراً ويشعر بشعور غريب عندما خرج من الديوان الملكيّ العظيم ....التقته فرحة الشعب بورود وعبارات أهتز بها قلبه وكان مرغماً على الضحك الذي كان يشعر وكأن كل من في الكون يشاركه هذه الفرحة العظيمة ..
*^*