08-24-2013, 07:20 PM
|
|
الثالثة والاخيرة الكلب الأحمق غالب مهنى
الديك يقف فوق سطح المنزل ويصيح:
كو كو كو كو *** كو كو كو كو
أيُّها النُّوَّامُ قُومُوا *** من منامٍ واستفِيقُوا
كو كو كو كو *** كو كو كو كو
الثعلب يقِف تحت البيت وينادي الديك:
سلامُ الحبِّ والخيْرِ*** عليْكَ مؤذِّنَ الفجْرِ
أَتَيْتُك زائرًا أسْعَى *** لِنقْضِي اليوْمَ في بِشْرِ
الديك يلتفتُ إلى الثعلب ويقول:
لماذا أتيتَ يا ثعلبْ؟
الثعلب:
أَتَيتُ اليوم كي نلعَبْ
الديك:
أَجِبْ حقًّا ولا تكذِبْ
الثعلب:
وَكَمْ في وُدِّكُم أرْغَبْ
الديك:
وَهَلْ سيكونُ في يوْمٍ *** سَلام بَيْنَنا يَجْرِي
وَأَنْتم دائمًا أبدًا *** عدُوٌّ وافر المكْرِ
الثعلب:
أَلم تسمع أَلم تدرِ *** بِما قد حلَّ مِن أمْرِ
الديك:
وماذا عساهُ أن يجري؟
الثعلب:
مَليكُ الغاب قد أمضى *** قرارَ السِّلْم في حكْمِ
ليحْيَا الكلُّ في أمنٍ *** بِلا غَدْرٍ وَلا ظُلْمِ
وُحوش الغابِ مِن توٍّ *** مَعَ الأطْيَارِ في سِلْمِ
وَأَوْصى اللَّيْثُ أن أَمْضِي *** أُحيطُ الكُلَّ بالعِلْمِ
الديك:
أَحقًّا ذاك يا ثعلبْ؟
الثعلب:
لعَمْرُ الدِّيك لا أكذب
الديك:
أراكَ بصادقٍ قولاً *** وإني بِذَاكَ في سعْدِ
فَذَا كَلْبٌ أَتَى يَسْعَى *** أرَاه هُنَاكَ مِنْ بُعْدِ
أَتَى يَقْضِي لَكُمْ حقًّا *** منَ التَّسْليمِ وَالوُدِّ
الثَّعلب يفرُّ عندما سمع هذا الكلام.
الديك:
لِماذا تفرُّ يا ثعلب *** أليس تُريد أن تلعب؟
الثَّعلب وهو يجري:
أَخاف الكلبَ يأكلُني *** لذاك فإنَّني أهرب
الديك:
غريبٌ أمرُكم هذا *** وإني منك في عجَبِ
لِماذا تفِرُّ من ذُعْرٍ *** لِماذا تلوذُ بالهرَبِ
أَلَسْت تقول في ثقةٍ *** بِلا زُور ولا كذبِ:
مَليك الغاب قد أمضى *** قرارَ السِّلم والحُبِّ
الثعلب:
أَخافُ الكلبَ أن يُبْدِي *** لنا حُمْقًا وَلا يحْلُمْ
فإِنِّي أراه لا يدْرِي *** بِأَمْرِ السِّلْم لا يَعْلَمْ
الكلْب الأحْمق يمرُّ في الطَّريق وهو يهوهو:
هوهو هوهو *** هو هو هو هو
الثعلب يختفي خلف البيت.
الديك ينادي الكلب الأحمق.
الديك:
أَلا يَا كلْبَنا هيَّا *** فذَا المكَّارُ يَتوارَى
تعجَّلْ قبلَ أَن يَمْضِي *** فَإِنِّي أَرَاهُ مُحْتَارَا
وَرَاءَ البَيْتِ مُستخفٍ *** بعيدٌ عنْكَ أَمْتَارَا
الكلب الأحمق:
سريعًا سوفَ ألحقُه *** وأنْهش فيه أَسْناني
أظَنَّ الضَّعفَ من طَبْعِي *** أوِ الغفَلاتِ من شانِي
فجاءَ يَطوفُ في حَرَمِي *** وكان الأوْلَى يَخشَاني
الثَّعلب يختبئ خلْفَ الحائِط حتَّى يتبيَّن الأمر، فيرى الكلب الأحمق فيحاول خديعتَه، فيتقدَّم إلى الكلب الأحْمق قائلاً:
الثَّعلب:
مرحبًا بكُمُ وأهلاً *** أيها الكلْب الهُمَامْ
كَمْ بِنَا شوقٍ وحُبٍّ *** كَمْ أُكِنُّ لك احتِرامْ
كنتُ أبحث عنْكَ يوْمِي *** كيْ أَسُرَّكَ بالكَلامْ
قَدْ أَحَطْتُ الدِّيك علمًا *** بالمحبَّة والوِئامْ
رُحتُ أسأَلُ عنْكَ قَالُوا *** قَدْ ذهبْتَ لِكَيْ تَنَامْ
قَدْ أَرَادَ اللَّيْثُ منِّي *** بَثَّ مَنْشُورِ السَّلامْ
الكلب الأحمق:
هَلْ علِمْتَ بِنَا غَبَاءً *** كَيْ أُصَدِّق ما تقُولْ
كَم تُزوِّر في كلامٍ *** لا تُصَدِّقُهُ عقولْ
الثعلب:
هَلْ أَمَامَ الكَلْبِ وَيْحِي *** قَدْ أُزَوِّر فِي كَلامْ
الكلب الأحْمق:
أَيُّها المكَّارُ فَاخْسَأْ *** هَلْ لِمِثْلِك مِن سَلامْ
يَسمَعُ الكَلب الأحمق والثعلب صوتًا قويًّا يشبه زئير الأسد.
الثعلب:
إِذْ تُكذِّبني فَهَيَّا *** للمَسيرِ إلى الزَّئِيرْ
حَيْثُ لَيْثُ الغَابِ يَقْضِي *** فِي المَهَام وَفِي الأُمُورْ
كَيْ تَرَى بِالعَيْنِ جَهْرًا *** مَا يَكُونُ وَمَا يَدُورْ
الكلب الأحمق تمضي عليه الحيلة، فينصت برهة ثم يقول
الكلب الأحمق:
هل تراك تقولُ حقَّا؟
الثعلب:
بل وتحقيقًا وصدقَا
الكلب الأحمق يُطْرق لحظة ثم يقول
الكلب الأحمق:
سوْفَ أَمْضِي حتَّى أَدْرِي *** مَا تَقُولُ وَكَيْ أُصَدِّقْ
الثعلب:
سَوْف تدْرِي صِدْقَ قوْلِي *** دائمًا بِالحَقِّ أَنْطِقْ
الثَّعلب يسير في خطَّته التي رسَمَها كي يَخْطَف الدِّيك
الثعلب:
لَوْ أَمَرْتَ الدِّيكَ يأْتِي *** صِرْتُ بَيْنَكُما فخورَا
كَي يرَى بالعَيْنِ جهْرًا *** ما يَكُونُ لَهُ سُرورَا
الكلب الأحمق:
انتظر وقتًا قليلاَ
الثعلب:
لا تَغِبْ عنِّي طويلاَ
الكلب الأحمق يذْهَب إلى مكان الدِّيك ويُناديه
الكلب الأحمق:
أَيُّها الصَّيَّاح هيَّا *** نَحوَ ربِّ الغَابِ نَمْضِي
كَيْ نَرَى بالعين ليثًا *** في أُمور السِّلْمِ يَقْضِي
الديك:
لا تصدِّقْ منْه قولاً *** إِنَّه يهْوَى الخِدَاعْ
لَوْ ذَهَبْنَا لَيْس نلْقَى *** غَير فشلٍ أَوْ ضَيَاعْ
الكلب الأحمق:
لَو نَرى شرًّا فَإِنِّي *** سَوْفَ أَنْهَشُهُ بِسِنِّي
الديك:
إِذْ أردتُم ذاكَ منِّي *** سوف أمْضِي غصب عنِّي
الكلب الأحمق:
لا تَخَفْ شيئًا وَهيَّا *** إنَّنا نَمْضِي سوِيَّا
يمضي الكلب الأحمق والديك إلى حيث يقف الثعلب ينتظر، فيخاطبُ الكلبُ الأحمق الثعلب. الكلب الأحمق:
جِئْتُ والصَّيَّاح نَسْعَى *** كَيْ نَسِيرَ إِلَى المَلِيكْ
قُم بِنا نَمضِي سريعًا *** لا أَفَضَّ الله فاك
ذَاكَ مِن عجَبٍ تَبَدَّى *** ثعْلبًا يَمْشِي وَدِيكْ
يسمع الجميع نباح كلب من بعيد.
الثعلب:
هَلْ سمِعْتُمْ ما سَمِعْتُ؟
الكلب الأحمق:
قدْ سمِعْنَا من نُبَاحْ
الديك:
إنَّهُ كلْبٌ صغيرٌ *** رَاحَ يبحَثُ عن طَعَامْ
ربّ يلْقَى بعضَ خبزٍ *** أو قليل مِن عظامْ
الثعلب:
لَوْ يَجيء الكلْبُ هَذَا *** صِرْنَا في جَمْعٍ كَبيرْ
إِذْ يَرَانَا اللَّيْثُ جَمعًا *** أَمْسَى منَّا في سُرورْ
الكلب الأحمق:
انتَظِرْ وَالدِّيك وقتًا *** سَوْفَ أُحْضِرُهُ سَرِيعًا
إِذْ أَقولُ لَهُ سيَأْتِي *** دَائِمًا عِنْدِي مُطِيعَا
الكلْب الأحْمَق ينطلق مسرعًا لكي يأتي بالكلْب الصغير.
الديك:
لا تَدَعْنِي لا تَدَعْنِي
الثعلب:
لا تَخَفْ ذا اليَوْمَ مِنِّي
الكلب الأحمق وهو يجري:
لَنْ أَغيبَ سِوَى ثَوَانِ *** ثُمَّ أَرْجِع فِي مَكَانِي
ينطلق الكلب الأحمق مسرعًا، حتى إذا توارى عنهما انقضَّ الثعلب على الدِّيك وانطلق به قائلاً.
الثعلب:
أيُّها الدِّيك النَّبيلْ *** صاحِبَ العُرْفِ الجَمِيلْ
لا تَخَفْ منِّي عَداءً *** قَدْ بَقِيتَ لَنَا خَلِيلْ
الدِّيك:
أَيْنَ تذْهَب بِي يَا ثَعْلَبْ؟
الثعلب:
عندَ جُحْرٍ لِي لِنَلْعَبْ
الديك:
فانتَظِرْ ذَا الكلبَ يأْتِي
الثعلب:
لَسْتُ فيهِ اليَوْمَ أَرْغَبْ
الديك:
أَلْقِنِي فِي الأَرْضِ أَمْشِي
الثَّعلب:
قَدْ أَخَاف عليْكَ تَتْعَبْ
الكلْب الأحْمق يصِل إلى الكلب الصَّغير ويقول له.
الكلب الأحمق:
أَلا يَا صَاحِ فلْتَأْتِ *** ثُعالَه هُناك منتظِرا
كذاك الدِّيكُ كَي نَمضي *** لنعْلَمَ ذلِك الأمرا
الكلب الصغير:
أيُّ أمرٍ سوفَ نعْلَم:
الكلب الأحمق:
في الطَّريق لسوْفَ تفْهَمْ
يمضي الكلب الصغير مع الكلب الأحمق فيحكي له في الطريق ما حدث.
الكلب الصغير:
ما رأيتُ اليومَ كلْبًا *** مثلَكم حمقًا وجهلا
هَلْ تُصَدِّق هذا يومًا *** هَلْ ظننْتَ الأمْرَ سهلا
هَلْ يُرَى بالغَابِ شرْعٌ *** للسَّلام يَكُونُ أَهْلا
الكلب الأحمق:
سَوْف ندْرِي بَعْدَ حِينْ *** ذَلِكَ الأمْرَ المُبِينْ
إِنْ يَكُنْ كِذْبًا فَوَيْلٌ *** لِلثَّعالِبِ أَجْمَعِينْ
الكلْب الصَّغير:
قَدْ خُدِعْتَ فَلَنْ تُلاقِي *** فِي المَكَانِ هُنَاكَ أَحدَا
لَيْسَ مِن ديكٍ سَتَلْقَى *** أَوْ تُلاقِي هناك أسدَا
يصِل الكلبان إلى مكان الثَّعلب والدِّيك، فلا يجِدان أحدًا.
الكلب الأحمق:
قَدْ أضعْتُ الدِّيك ويْلِي *** ذَاكَ مِن حُمْقِي وَجَهْلِي
أَفْلَتَ المكَّار يَجْرِي *** إِذْ تَغَيَّب عنِّي عقْلي
بعد ما قَدْ كانَ منِّي *** كيْفَ أرْجِع نَحْوَ أَهْلِي
الكلب الصغير:
كَمْ أُحاوِل فيكَ شتَّى *** أَنْ أُدَاوِي مِنْكَ حُمْقَا
لَم أَجِدْ لكُمُ دَوَاءً *** رَاح ينفعُ فيكَ حقَّا
الكلب الأحمق ينكِّس رأسَه، ويمضي مع الكلْب الصَّغير حتى يأتي قريبًا من القرية، ثمَّ يجلس حزينًا نادمًا على ما كان منه.
Brrb |
__________________ ♥مَآ أجمَل أن نعلَمَ ؛ أنِنآ لَن ↑ نرْتِفعَ ↑ ♥إلآ إذآ. . ~ إنخِفضنآ للـہ ↓ سَآجديّن ↓♥ مدونتي الهبلة |