08-26-2013, 08:41 PM
|
|
الشَّــيءُ الذِي لا يستمِـــرُّ علــى هيئتـــــــــه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الشَّــيءُ الذِي لا يستمِـــرُّ علــى هيئتـــــــــه فِي رِحْلَةِ سِبَاحَةٍ كَوْنِيَّة فِي فَضَاءِ الرَّحْمَن, يَمْضِي القَمَرُ سَابِحًا فِي فلكِهِ, يتباهى فِي طَلَّتِهِ بَاحِثاً عَنْ ذَرْوَتِه حَتّى يَغْدُوَ بَدْرًاً كَامِلاً ثمَ يَتَنَاقَصُ حَتَّى يُصْبِحَ ابْتِسَامَةً كَوْنِيَّة ثُمَّ يَتَوَاضَعُ حَتَّى يَخْتَفِي..! ذَلِكَ هُوَ القَمَر.. لاَ يَبْقَى على حَالٍ ثَابِتَ وَحَالُ الإِيمَانِ أَشْبَهُ بِحَالِ الْقَمَر لا يستمرّ على هيئة واحدة..! بل تارة يضعف وتارة يزيد.! عن أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جددوا إيمانكم) ، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال: (أكثروا من قول لا اله إلا الله) رواه أحمد وهذا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: ( إنَّ الإيمانَ ليخلق - أي: ليبلى - في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أنْ يُجَدِّدَ الإيمان في قلوبكم ). رواه الطبراني والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما و لهذا قال معاذ رضي الله عنه لبعض أصحابه: (اجلس بنا نؤمن ساعة) أيْ: نذكره ذكراً يملأ قلوبنا. فهل كان الصحابة رضوان الله عليهم في حاجة لذلك و نحن في غنًى عنه ؟! و هل كان ينقصهم من علمِ الإيمان و عملهِ مثل ذلك الذي ينقصنا.... ؟! إننا أحوج منهم إلى ذكر الله لتجديد إيماننا, فليس منَّا أحد يسلم من الوقوع في حالة ضعف الإيمان. بِنـَا أيها الكرام نعرّج على بعض الأسباب التي تجعل إيماننا يتناقص حتى نضع العلاج المناسب: 1- الرين الذي يغلّف القلب بسبب المعاصي، صغيرها وكبيرها. 2- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة. 3- الابتعاد عن طلب العلم الشرعي كأن يظن أنه قد بلغ ما يكفيه, غير أن النفس تحتاج إلى التذكرة باستمرار. 4- وجود الفرد في وسط يعج بالمعاصي. 5- الإغراق في الانشغال بالمال و الزوجة و الأولاد. 6- طول الأمل. 7- الإكثار في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة. 8- عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل فيها. 9- كثرة الهموم والأحزان التى تتعلّق بالْقُلوب 10- الابتعاد عن القدوة الصالحة. وهذه بعض الوسائل العملية لتجديد الإيمان: بين اليوم والليلة: 1_الصلاة بالليل ولو ركعتان: الفائدة: استجابة الدعاء ومغفرة الذنوب, منهاة للإثم وشفاء للداء. قال : "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام , وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل \" رواه مسلم . وقال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني]. 2_صلاة الضحى ركعتين أو أربع أو ثمانية: الفائدة: تؤدي صدقة عن كلّ مفصل من مفاصل العظام الثلاثمائة وستين. الدّليل: قوله صلى الله عليه وسلم: "يصبح على سلامى من أحدكم صدقة, فكلّ تسبيحة صدقة, وكلّ تحميدة صدقة, وكلّ تهليلة صدقة, وكلّ تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة, ويجزي من ذلك, ركعتان يركعهما من الضحى" رواه مسلم وروى البخاري جزءً منه. 3_الاستغفار في اليوم مائة مرة: الفائدة : يفرج الله كربه ويوسع رزقه. الدّليل: قوله صلى الله عليه وسلّم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا, ومن كلّ همّ فرحاً, ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم بسند صحيح صحيح). 4_قراءة ورد محدّد من القرآن يوميا: الفائدة: جني الحسنات ومضاعفتها, وطمأنينة النّفس. الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" (رواه الترمذي) وقال تعالى: " الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" . 5_المحافظة يوميّا على أذكار الصّباح والمساء "المؤثوارات" الفائدة: زيادة تعميق المعاني المتضمنة في هذه الأذكار, وترسيخها في النّفس حتّى يتنعّم بها القلب وبمعانيها الإيمانية. الدّليل: قوله تعالى: " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ" 6_الممارسة الجماعيّة للأخلاق مع النّاس والتحبّب للخلق. الفائدة: تطبيق المعاني الإيمانية المكتسبة من الزّاد والشّعور بالإيجابيّة في الإيمان والعيش به مع المؤمنين وليس مجرّد ترديد أوراد وأذكار. الدليل: "لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" (رواه مسلم). وقال: " اتّق الله حيثما كنت, وأتبع السيّئة الحسنة تمحها, وخالق النّاس بخلق حسن" (رواه الترمذي). فــي الأسبــوع: 1_قراءة سورة الكهف: عن أبي سعيد الخدري قال: "من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق" 2_الحرص على الغسل والتطيب وقص الأظافر ولبس أجمل الثياب 3_الإكثار من الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم. [ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ] عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من صلى علي صلاة صلى الله به عليه عشرا)) رواه مسلم . و ثمرة هذه السنة: أن الله يصلي على العبد عشر مرات. ومعنى صلاة الله على العبد : [أي ثناؤه عليه في الملأ الأعلى] . 4_المواظبة على إخراج صدقة ابتغاء وجه الله [ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ] وعن أنس بن مالك قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع عن ميتة السوء)). 5_الحرص على حضور درس علم ما أمكن. قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما 6_عيادة المريض أو زيارة أخ لك في الله: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا)). 7_صلة الرّحم.. صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) رواه البخاري 5986, مسلم 2557. وهي تدل على الإيمان بالله واليوم الآخر: فعن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري (6138) . 8_صيام يوم الاثنين والخميس أو صيامهما معًا: عن مولى أسامة بن زيد أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس فقال له مولاه لم تصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير فقال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وسئل عن ذلك فقال ((إن أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس)). فـي الشهــر: 1_ختم القرآن الكريم مرة في الشهر والمواظبة على ذلك ما استطعتِ. 2_قراءة كتاب مفيد كل شهر على الأقل ثم تلخّص ما قرأتِ.. وفي الختام هذه نصيحة بين أيديكم: أن تلجأ للعبادة الأقرب إلى قلبك, لتستنهض بها إيمانياتك فالقلب يسلك في طريقه الإيماني دُروب الصُّعود والهبوط ولكنّه يعرف في نفسه مَيْلاً لإحدى الطّاعات وعلينا أنْ نستثمر هذه اللّذة في هذه الطّاعة, بحيث لو شعرنا بنقصٍ أو تعبٍ إيماني نلجأ سريعًا لهذه العبادة الّتي نحبّ حتّى يرجع للرّوح تألّـقها الإيماني, فهذا سيِّدنا عبد الله بن مسعود وجد لذّته في القرآن ووجد أنّ الصّوم يتعبه ويشغله عن القرآن فلا يصوم كثيراً |