علي أي حال لم يكونا أبواي , بل كانا أعظم منهما .
وصل كي إلي مكان غريب , فتح بابه ودخل , ألقي بحقيبته علي تلك الأرضية الرخامية البيضاء , كان كل شئ ناصع البياض "الأرضيات , الجدران وحتي تلك الأجهزة الغريبة"
جلست علي كرسي ووضعت رأسي علي المكتب الذي أمامه لأتذكر أول لقاء لي بهما , حين كنت في الحادية عشر .
كنت بدأت أعي كل شئ وما وعيته لم يعجبني , من الطفل الذي سيكون سعيداً عندما يكتشف أن والديه تخليا عنه !!
خرجت أركض وأنا أبكي من عند مديرة الملجأ , ما كان عليها أن تُعلمني الحقيقة بتلك الطريقة وفي ذلك الوقت ,
لم أنتبه وأنا أركض فأرتطمت برجل لم أعلم يوماً أنه سيكون أبي , ما زلت أذكر كل كلمة
الرجل : أنتبه أين تسير يا صغير .
كي : أنا لست صغيراً أنا كبير .
المرأة "وقد أنخفضت لمستواه وأخذت تمسح دموعه" : الكبار لا يبكون !
لم أستطع أحتمال تلك الجملة , فهي لم تشعرني فقط بأني صغير بل أيضاً ضعيف ..
أرتميت في حضنها وأنا أبكي وأقول : أذن لا أريد أن أكون كبيراً .
__________________ _ أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
اللهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث _ |