سَــأعـيـشُ رَغْــــمَ الــــدَّاءِ والأَعْـــداءِ
كـالـنِّـسْـر فــــوقَ الــقِـمَّـة ِ الـشَّـمَّـاءِ
أَرْنـو إِلَـى الـشَّمْسِ الـمضِيئّة ِ..،هازِئاً
بــالــسُّـحْـبِ، والأمـــطــارِ، والأَنـــــواءِ
لا أرمـــقُ الــظـلَّ الـكـئـيبَ..، ولا أَرى
مـــا فـــي قـــرار الـهَـوّة ِ الـسـوداءِ...
وأسـيـرُ فــي دُنـيـا الـمشاعِر، حَـالماَ،
غــــرِداً- وتــلــكَ ســعــادة ُ الـشـعـراءِ
أُصـغِـي لـمـوسيقى الـحياة ِ، وَوَحْـيها
وأذيـــبُ روحَ الــكـونِ فـــي إنْـشـائـي
وأُصِــيــخُ لــلـصّـوتِ الإلــهـيِّ، الَّـــذي
يُــحــيـي بـقـلـبـي مَــيِّــتَ الأصْــــداءِ
وأقـــــول لــلـقَـدَرِ الــــذي لا يَـنْـثـنـي
عــــن حــــرب آمــالــي بــكـل بـــلاءِ:
"-لا يـطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي
مــــوجُ الأســــى ، وعــواصــفُ الأرْزاءِ
«فـاهـدمْ فـؤادي مـا اسـتطعتَ، فـإنَّهُ
سـيـكـون مــثـلَ الـصَّـخْـرة الـصَّـمَّـاءِ»
لا يـعـرفُ الـشـكْوى الـذَّلـيلة َ والـبُـكا،
وضَـــراعَـــة َ الأَطْـــفــالِ والــضُّـعَـفَـاء
«ويــعـيـشُ جــبَّــارا، يــحــدِّق دائــمــاً
بـالـفَـجْرِ..، بـالـفجرِ الـجـميلِ، الـنَّـائي
***************
((( أبو القاسم الشابي )))