الموضوع
:
الموضوع الثانىّ ~ دوره تحفيظ القرآن { خَيركُم مَن تَعلمْ القُرآنْ وَعلمَه }
عرض مشاركة واحدة
#
14
08-30-2013, 10:10 PM
شِيرْينْ
سورة الانشقاق - سورة 84 - عدد آياتها 25
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا
وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا
وَيَصْلَى سَعِيرًا
إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ
فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
تشير السورة إلى قيام الساعة، و تذكر أن للإنسان سيرا إلى ربه حتى يلاقيه فيحاسب على ما يقتضيه كتابه و تؤكد القول في ذلك و الغلبة فيها للإنذار على التبشير.
و سياق آياتها سياق مكي.
«إذا السماء انشقت» انشقاق السماء و هو تصدعه و انفراجه من أشراط الساعة كمد الأرض و سائر ما ذكر في مواضع من كلامه تعالى من تكوير الشمس و اجتماع الشمس و القمر و انتثار الكواكب و نحوها.
«و أذنت لربها و حقت» الإذن الاستماع و منه الأذن لجارحة السمع و هو مجاز عن الانقياد و الطاعة، و «حقت» أي جعلت حقيقة و جديرة بأن تسمع، و المعنى و أطاعت و انقادت لربها و كانت حقيقة و جديرة بأن تستمع و تطيع.
«و إذا الأرض مدت» الظاهر أن المراد به اتساع الأرض، و قد قال تعالى: «يوم تبدل الأرض غير الأرض»: إبراهيم: 48.
«و ألقت ما فيها و تخلت» أي ألقت الأرض ما في جوفها من الموتى و بالغت في الخلو مما فيها منهم.
و قيل: المراد إلقائها الموتى و الكنوز كما قال تعالى: «و أخرجت الأرض أثقالها»: الزلزال: 2 و قيل: المعنى ألقت ما في بطنها و تخلت مما على ظهرها من الجبال و البحار، و لعل أول الوجوه أقربها.
«و أذنت لربها و حقت» ضمائر التأنيث للأرض كما أنها في نظيرتها المتقدمة للسماء، و قد تقدم معنى الآية.
«يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه» قال الراغب،: الكدح السعي و العناء
ففيه معنى السير، و قيل: الكدح جهد النفس في العمل حتى يؤثر فيها انتهى.
و على هذا فهو مضمن معنى السير بدليل تعديه بإلى ففي الكدح معنى السير على أي حال.
«فأما من أوتي كتابه بيمينه» تفصيل مترتب على ما يلوح إليه قوله: «إنك كادح إلى ربك» أن هناك رجوعا و سؤالا عن الأعمال و حسابا، و المراد بالكتاب صحيفة الأعمال بقرينة ذكر الحساب، و قد تقدم الكلام في معنى إعطاء الكتاب باليمين في سورتي الإسراء و الحاقة.
«فسوف يحاسب حسابا يسيرا» الحساب اليسير ما سوهل فيه و خلا عن المناقشة.
«و ينقلب إلى أهله مسرورا» المراد بالأهل من أعده الله له في الجنة من الحور و الغلمان و غيرهم و هذا هو الذي يفيده السياق، و قيل: المراد به عشيرته المؤمنون ممن يدخل الجنة، و قيل المراد فريق المؤمنين و إن لم يكونوا من عشيرته فالمؤمنون إخوة.و الوجهان لا يخلوان من بعد.
«و أما من أوتي كتابه وراء ظهره» الظرف منصوب بنزع الخافض و التقدير من وراء ظهره، و لعلهم إنما يؤتون كتبهم من وراء ظهورهم لرد وجوههم على أدبارهم كما قال تعالى: «من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها»: النساء: 47.
و لا منافاة بين إيتاء كتابهم من وراء ظهورهم و بين إيتائهم بشمالهم كما وقع في قوله تعالى: «و أما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه»: الحاقة: 25 و سيأتي في البحث الروائي التالي ما ورد في الروايات من معنى إيتاء الكتاب من وراء ظهورهم.
«فسوف يدعوا ثبورا» الثبور كالويل الهلاك و دعاؤهم الثبور قولهم: وا ثبوراه.
«و يصلى سعيرا» أي يدخل نارا مؤججة لا يوصف عذابها، أو يقاسي حرها.
«إنه كان في أهله مسرورا» يسره ما يناله من متاع الدنيا و تنجذب نفسه إلى زينتها و ينسيه ذلك أمر الآخرة و قد ذم تعالى فرح الإنسان بما يناله من خير الدنيا و سماه فرحا بغير حق قال تعالى بعد ذكر النار و عذابها: «ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق و بما كنتم تمرحون»: المؤمن: 75.
«إنه ظن أن لن يحور» أي لن يرجع و المراد الرجوع إلى ربه للحساب و الجزاء، و لا سبب يوجبه عليهم إلا التوغل في الذنوب و الآثام الصارفة عن الآخرة الداعية إلى استبعاد البعث.
«بلى إن ربه كان به بصيرا» رد لظنه أي ليس الأمر كما ظنه بل يحور و يرجع، و قوله: «إن ربه كان به بصيرا» تعليل للرد المذكور فإن الله سبحانه كان ربه المالك له المدبر لأمره و كان يحيط به علما و يرى ما كان من أعماله و قد كلفه بما كلف و لأعماله جزاء خيرا أو شرا فلا بد أن يرجع إليه و يجزي بما يستحقه بعمله.
«فلا أقسم بالشفق» الشفق الحمرة ثم الصفرة ثم البياض التي تحدث بالمغرب أول الليل.
«و الليل و ما وسق» أي ضم و جمع ما تفرق و انتشر في النهار من الإنسان و الحيوان فإنها تتفرق و تنتشر بالطبع في النهار و ترجع إلى مأواها في الليل فتسكن.
و فسر بعضهم «وسق» بمعنى طرد أي طرد الكواكب من الخفاء إلى الظهور.
«و القمر إذا اتسق» أي اجتمع و انضم بعض نوره إلى بعض فاكتمل نوره و تبدر.
«لتركبن طبقا عن طبق» جواب القسم و الخطاب للناس و الطبق هو الشيء أو الحال الذي يطابق آخر سواء كان أحدهما فوق الآخر أم لا و المراد به كيف كان المرحلة بعد المرحلة يقطعها الإنسان في كدحه إلى ربه من الحياة الدنيا ثم الموت ثم الحياة البرزخية ثم الانتقال إلى الآخرة ثم الحياة الآخرة ثم الحساب و الجزاء.
«فما لهم لا يؤمنون و إذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون» الاستفهام للتعجيب و التوبيخ و لذا ناسب الالتفات الذي فيه من الخطاب إلى الغيبة كأنه لما رأى أنهم لا يتذكرون بتذكيره و لا يتعظون بعظته أعرض عنهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فخاطبه بقوله: «فما لهم لا يؤمنون» إلخ.
قوله تعالى: «بل الذين كفروا يكذبون و الله أعلم بما يوعون» «يكذبون» يفيد الاستمرار، و التعبير عنهم بالذين كفروا للدلالة على علة التكذيب، و الإيعاء كما قيل جعل الشيء في وعاء.
و المعنى: أنهم لم يتركوا الإيمان لقصور في البيان أو لانقطاع من البرهان لكنهم اتبعوا أسلافهم و رؤساءهم فرسخوا في الكفر و استمروا على التكذيب و الله يعلم بما جمعوا في صدورهم و أضمروا في قلوبهم من الكفر و الشرك.
و قيل: المراد بقوله: «و الله أعلم بما يوعون» أن لهم وراء التكذيب مضمرات في قلوبهم لا يحيط بها العبارة و لا يعلمها إلا الله، و هو بعيد من السياق.
«فبشرهم بعذاب أليم» التعبير عن الإخبار بالعذاب بالتبشير مبني على التهكم، و الجملة متفرعة على التكذيب.
«إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون» استثناء منقطع من ضمير «فبشرهم» و المراد بكون أجرهم غير ممنون خلوه من قول يثقل على المأجور.
http://cdn.top4top.net/d_27d67656f31.mp3
وفقط :wardah:
__________________
.
.
ask.me
شِيرْينْ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى شِيرْينْ
البحث عن المشاركات التي كتبها شِيرْينْ