قلاع الإستبداد تقف على حافة السراب(بقلمي) وهناك في معاقل الليل
لاينام جفن ..
أنين بطعم النار يقف
على شرفات المساء..
ترتعد فرائص الأنجم
البعيدة ......
وترتعش أزاهير
الخمائل..كما لو كان
يفترسها زمهرير الشتاء..
تقهقه جدران السجون في
صلف وتهّكم ..
وتضحك طويلاً في ازدراء..
يحفّها أنهار من الدماء..
تضّج مواكب الصراخ
زرافات..
ويسمع هناك عويل..
على كفيّه يسيل فيض
من بكاء..
آهات مكلومة تهتك
أستار الظلام ..
أوجاع عصيّة شبعتْ
سياطاً حدّ الإرتواء..
قد ماتت المدن ..
وانتحبتْ القرى..
وطفلة بريئة تموت
في العراء...
والدماء الغانية مسكوبة..
تعانق ثرى الأرض
في كبرياء...
تختال زهواً..
إذ تتوشح بقناديل الكرامة..
ترقص على إيقاع النضال
وتراتيل الفداء...
وهناك يمضي الجلاد
في غيّه..
هراواته يعلو صوتها..
تلتهم أجساداً نحيلة..
كم ضرّجتها مفردات البؤس
مواسماً من شقاء..
ينصب المشانق ..
يزرع القنابل..
يبني المقاصل صروحاً
شامخات تعانق عنان السماء..
يكمّم الأفواه ..
يسمّم الأجواء..
يصادر الأراء..
صرخاته تعكّر صفو ذاك
الليل الحالم ..
تنتفخ أوداجه كبراً..
يهزأ ويسخر..
قد أدمن التلذذ بعذابات الأبرياء..
أتكمن الرجولة في قتل الأبرياء؟؟؟
أيها المغرور المستبد ..
قد شيّدت قلاع قهرك على
حواف السراب ..
فبئس البناء!!!
فيم التهّكم!!!
وصنيعك ضرب من جنون
ومحض هراء...
وما بال تلك الدماء!!!
كيف للأرض الإخضرار
وهى تلبس أثواباً من دماء..
هتفتْ الدماء في شموخ :
الحرية بنت الأرض..
تكسوها إخضراراً..
تزيّن جيدها بعقود النماء..
قال الجلادون :
هيا أقتلوهم !!!
هيا أصلبوهم !!!
وحاججوا ..
أن ليس من جنس البشر
هولاء...
يالخزيكم !!
يالعاركم أيها الجبناء..
إصمت أيها الغاشم !!!
إن كانت سيوف قمعك
دستوراً إصطنعته..
وغرسته في صدور
أولئك الشرفاء..
إن إمتشقت حساماً
للقمع والكبت..
إن هرعت جحافلك تمزق
أستار الصمت ..
في سرور وانتشاء..
لن تنال منهم مثقال
ذرّة ..
فإن عاشوا ..فهي الحياة بعزّة..
وإن قضوا..
فبشراكم أيها الشهداء..
ما قتل الإستبداد يوماً إرادة ثائر..
هتفتْ في أوردته قيم الإباء..
أيها الظالم !!
قد دنا أجلك وليلك زائل..
فالصبح يهتك عذرية الليل
ليبشّر بالضياء..
الجمعة30/8/2013
|