الشيخ حامد الطاهر يكتب :
الانقلاب الآن في رمقه الأخير ولم يبق منه إلا ظمأ حمار .. وسقوطه حتمي بأمر الله وإليك الأدلة والشواهد :
راهن الانقلابيون رهانا خاسرا على حزب الزور اللا إسلامي ظنًا منه أن الحزب العميل سيكون مرتعًا للسلفيين وملجأ لهم .. فإذا به يفاجأ بأن الحزب الواطي صار منبوذا أكثر مما كان وأن الجميع ينفضون من حوله حتى قال لي أحد الكرام ك
جاءني من يدعوني للوقوف مع الحزب .. فقلت له : تريدني أن أقف مع السيسي ؟؟
راهن السيسي ورفاق درب الظلم في مجرة الخيانة على أن الشعب لن يصمد طويلا وأن العصا ستفرقه وفوهة البندقية ستخيفه وأن الأمن بسطوته سيحقق له مراده .. فكان الأمر على غير ما يشتهي .. إذ أن القتل والقمع والحرق لم يخف الشعب الذي وكانه يولد من جديد وتولد معه حياة أخرى غير التي كان يحياها من ذي قبل فلم تعد العصا تفرقه ولا القتل يؤرقه بل صار شامخا بثورته يريدها ودونها الرقاب .
والأعجب أن الأرض الآن لم تعد لفصيل أو حزب أو جماعة فالأرض الان تقف عليها كل الاتجاهات الحرة التي غالبيتها من الإسلاميين ليكون ردًا عمليًا على من عاب عليهم غيابهم عن ثورة 25 يناير والآن يعيبون هم على من تأخر عن الحق وترك رقبة الثورة تخنق بيد الفلول .
الرهان على أموال الخليجيين كان رهانًا طائشا لأنهم في الأصل متكبرون ولا يحبون المصلحة إلا لأنفسهم ويروا من دونهم عبيدا لهم كما أن دولة كالإمارات كانت تحاول سحب البساط من مصر أصلا فلا ينسى أن جميع مهرجانات مصر قامتها إمارة دبي في نفس توقيتاتها بمصر مما أضر كثيرا بمصر .. والخليجيون لن يساندوا الانقلاب طويلا حين يروا الأموال الباهظة التي يتوجب عليهم دفعها لمساندة الانقلاب .. كما أن دور مصر الريادي تراجع بالفعل لصالح السعودية والإمارات وهو ما كان يرجوه الإمارتيون تحديدا في ظل طموحهم غير المشروع لاحتلال دور مصر الريادي .
السياحة وهي عماد الاقتصاد المصري الآن صارت تحت الصفر والاقتصاد ينهار تماما وهو ما يعني ثورة جياع أو ثورة تصحيح مسار فكيف والجماهير بدأت عصيانا مدنيا فعليًا بخطوات أولية اعتقد أنها ستكون مجدية بنسبة عالية .
من جهة أخرى فالأمور تدل على ارتباك شديد :
فالقوي لا يمكن أن يضطر إلى حصار البلاد طولا وعرضا لمنع طوفان المظاهرات .
ومن يحكم حقيقة لا ترهبه المظاهرات التي صارت تواجه بالرصاص الحي والبلطجية مما يعني فشل أي حل آخر .
لقد وقع الخلاف بين الشرذمة التي قامت بالانقلاب وهو واضح جدا بعد محاولة السيسي السير على درب محمد علي للتخلص من شركائه ويبدو أنه لن ينجح في ذلك .
الانقلاب سيسقط حقا والشعب لم تعد ترهبه الدماء ولا البلطجية والثوار كل يوم يزداد عددهم بعد أن اكتشف الكثير من الشعب حقيقة الانقلاب وعودة الفلول .. أثق في أن النصر سيأتينا قريبا جدا وسيقذف الله تعالى الرعب في قلوبهم
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) سورة الحشر