عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09-03-2013, 12:52 PM
 
الفصل الثاني
(احداث من الماضي تكشف ستار الحاضر)
تفتحت عيناها على العشب الاخضر .. احست بألم شديد يجتاح جسدها وكأنها مصابه بكسور في عظامها .. نهضت ببطء ثم جلست على العشب و شعورها بالإرهاق لا يفارقها " حمداً لله لم امت ولكن ( امسكت كتفها الذي سقطت عليه) اشعر بالألم " اخرجت هاتفها الجوال من حقيبتها الصغيره و المربوطة حول خصرها بصعوبة وهي تحس بالالم ثم اتصلت بوسام.
وسام بصوته الهادئ: الو ..
ردت لارا بصوت متقطع و منخفض نسبياً: سيدي ... هل ... هل تستطيع ان ترسل احد لأخذي ... الى ... الى المشفى لاني احتاج المساعدة.
وسام بقلق: حسناً ابقي الاتصال مفتوحاً وسوف احدد مكانكِ..
تركت لارا الجوال على العشب و استلقت على الارض بتعب وهي تنظر الى زرقة السماء لتبادرها ذكريات حدثت منذ زمن .....

( قبل ثلاث سنوات )
ذهبتُ للدراسة لم تمر سوى سنتين حتى عدتُ مرة اخرى الى جزيرتي ( جزيرة القمر) و انا احمل أعلى الشهادات للمتفوقين ... لم ينل تلك الشهادة إلا القليل من الطلبة الذين كانوا معي ولكن للأسف عندما وصلتُ الى جزيرتي ... حدثت المفاجئه ....
لقد مات والداي جراء احتراق المنزل ولكن لم يُعرف سبب الاحتراق وبما أن اخي هو الوريث الشرعي بعد ابي فقد تولى المسؤوليات بمساعدة عمي وذلك لان عمر اخي 19 عاماً آن ذاك وهذا لا يجوز ... حيث ان عمر قائد الجزيرة يجب ان يكون 20 عام على الاقل والذي هو عمري وقتها.
كانت صدمة كبيرة علي لم اُشفى من اثرها الا بعد مضي ثلاث اشهر تقريباً وانا كما اخبرني والدي الوريثه الشرعيه من بعده لاني الاكبر و الاكثر حكمة و ذكاء من اخي .... ولكن عندما طالبتُ بحقي في القيادة رفض اخي الذي كان كالدمية في يد عمي بحجة ان لا يجوز لفتاه ان تقود رجال الجزيرة وهذا عار عليهم.
و أكمل عمي قائلاً بأني املك الذكاء و الجمال وبأنني سوف اكون زوجةً لإبنه سامر الذي لا أطيق ان ارى وجههُ فهو يشبه والدة كثيراً بالطباع على الرغم من ان شكله يشبه والدته ... وانا اكرههُ .!
اثار هذا الامر غضبي وطالبتُ بحقي ولكن لا احد استمع لي ولم يوافق احد على ان اكون القائدة و من هنا بدأت قصتي .....
فما حدث ادى الى ثورة غضب داخلي و كيف لا ؟! وحلمي الثمين سرق مني و خابت أمال والدي بي ... لقد مس هذا الامر كبريائي واثار عنادي احسست وقتها ان كل تعبي ودراستي ضاع هباءً منثورا ...
بعد ذلك لم يبقى لي احد سوى جدتي العجوز اليزابيل التي كانت ملاذي الوحيد ومضت ايام تتلو ايام ... وانا ازدادُ بؤساً على مستقبلي الذي ضاع مني و حلمي الذي تبخر امامي حتى جاء اليوم الذي دعتني فيه جدتي الى حجرتها ...
اخرجت صندوقاً قديما وهي تقول :خذي هذا ( ومدت الي الصندوق ) انهُ إرث عائلتنا وهو غالي الثمن يا عزيزتي ... لا تبيعيه ابداً لانه سوف ينفعك ذات يوم ... حتى تنقذي بها شخصاً لا يستطيع المال انقاذه... كما انها الوحيدة في هذا العالم.
لم افهم ما قالته فوالداي لم يخبراني أي شيء عن الصندوق؟! ولكن اوصتني ان اكون قوية لان ما في داخله إما يسبب هلاك صاحبها او نجاتهُ وتعطيه أكثر من ما يتمناه اذا نجا.
فتحت الصندوق لأرى ما في داخله فوجدتُ القلادة ... كانت حلقة دائرية الشكل بلون احمر قاتم كالدم و تتوسطها ألماسه على طول الحلقة حمراء جميله بالاضافه الى سلسلتها الفضيه. اخفيتُها عندي وحرصت عليها كثيراً.
وبعد مضي شهر على ذلك اخبرتني جدتي بأن عمي هو من احرق منزلنا وقتل والدي حتى يصل الى السلطة عن طريق استغلال اخي لؤي ...
وقالت ايضاً انها سوف تحاول تهديدهُ بهذه المعلومات الخطيرة حتى تعيد السلطة إلي ... وفي اليوم التالي ماتت جدتي .!
كانت اسوء ايام تمر علي علمت حينها ان عمي هو الذي قتلها ولكن كيف؟ هل يقتل والدته فقط من اجل المال و السلطة ؟! انا لا اصدق..!
جدتي التي كانت تبعد مطامع عمي بأن اكون زوجتةً لابنه ... ذهبت الى الابد... بعد ان امضيتُ ثلاث ايام في مراسيم العزاء اتى عمي و أدار معي هذا الحديث...
كارلوس (عم لارا) : مرحباً لارا كيف حالك؟ تبدين بحاله سيئه.!
نظرتُ اليه باحتقار ثم ابتسمتُ ابتسامه خفيفه ولم اتكلم فأنا اعلم ان امثالهُ لا يهمهُ غير نفسه.
ولكنهُ أكمل قائلاً: لا داعي للحزن لان الموت هو نهاية كل حي... وتلك الجدة كانت عجوزاً كبيره والموت هو امرٌ متوقع لها بعد ان عاشت حياتها كاملهً.
حينها تملكني غضب شديد اردتُ ان اقتله وماذا عساني افعل امام قاتل جدتي و امي وابي لم املك سوى الصمت بوجه عابس يحترق غيضاً و انا مدركة انه من يتكلم بهذه الطريقة عن والدته ... سيستطيع قتلها بسهوله.
ضحك ببشاعة ثم ابتعد ... حينها ادركتُ بأنه سوف يجبرني على الزواج بأبنه ... بعد مضي خمسةِ ايام حزمتُ أمتعتي و ارتديتُ القلادة و اخذت المال الذي اعطتني ياهُ جدتي قبل وفاتها و كأنها تعلم اني سأحتاج اليه.
ثم هربتُ خارج القريه في ليل حالك السواد...

( في مكتب شركة وسام الحكوميه)
كان منشغل بتوقيع وقراءه بعض الاوراق التي امامهُ على المكتب الواسع طُرق الباب بهدوء ... ثم دخلت إيميلي و على وجهها ابتسامه ماكرة نظر اليها وسام بنوع من التساؤل ثم أشار اليها ان تجلس.
وسام وهو يعود للنظر في أوراقة : ماذا هناك يا إيميلي؟

إيميلي التي لا تبعد نظراتها عنه تقول بهدوء: سيدي لقد وجدت معلومات مهمة حول عميلتكَ المتميزة تلك ( ثم اكملت باشمئزاز) لارا.
استغرب وسام من كلامها ثم نظر اليها قائلاً: مابها لارا؟
إيميلي التي لم تنفك تشعر بالغيرة منها وتظن في داخلها ان وسام يكن لها مشاعر بسبب تعاملهِ معها ترد بنوع من الحقد: لقد سمعت اخبار عنها و اريد التأكد ... لذلك من فضلك سيدي وسام ارجو أن توافق ان اسألها بضعة اسئلة امامك هنا.
وسام وقد شعر بالفضول: لا بأس... ولكن لماذا لم تسأليها في مكانٍ أخر.؟
إيميلي بانزعاج: انتَ تعلم انها لا تكلم احد هنا وهي متكبره جداً ...
وسام بتفكير: لا اظن أن التكبر هو سببها ...( ثم يبتسم) ولكن لا بأس.
إيميلي التي شردت وهي تنظر اليه: هذا من لطفكَ سيدي.

( بعد مضي اربعة ايام)
خرجت لارا من المشفى وقد استعادت عافيتها وعادت الى عملها وسرعان ما وصلتها مهمة اخرى ...
اتجهت الى مكتب رئيس الشركة فهي الوحيدة التي تأخذ اوامرها منه مباشراً لسريتها وهذا كان من اهم العوامل الذي سبب غيرة إيميلي نحوها.
طرقت الباب ببرودها المعتاد ثم دخلت بعد ان أذن لها وسام مشت بخطوات قليلة وقد لاحظت تلك الفتاة الواقفة امامها وراء المكتب والى جانب وسام ... ولكنها لم تهتم بها نظرت نحو وسام وهي تقول برسمية: سيدي ما هي مهمتي هذه المره؟
يرد وسام بصوته الهادئ: قبل ذلك اريد ان اُعرفكِ بإحدى الموظفات المهمات عندي في الشركة انها الانسة إيميلي... وهي تريد ان تطرح عليكِ بضعة أسائله .
لارا ببرود وهي توجه نظراتها الحادة تجاهها: تفضلي انا اسمعك.
إيميلي بابتسامه خبيثة تظهر على وجهها: انسة لارا ما هو هدفك؟
سادت لحظات من الصمت المكان ثم ردت لارا: لماذا هذا السؤال؟! اتوقع انه خاص بي ولستُ مجبوره على الإجابة عليه.
وسام بجديه: يجب ان تجيبي حالاً بصدق .. لان هناك اشاعات حولك في هذا الموضوع.
لارا وهي تبتسم بثقة: انا لا اكذب ابداً سيدي.. إن هدفي هو الانتقام.
إيميلي التي ترسم ابتسامه ماكرة على وجهها تقول: مِن مَن؟
لارا لا تهتم بها كثيراً ترد ببرود: من شخص لا تعرفيه يا عزيزتي.
وسام وقد نفذ صبرهُ قليلاً: لارا لا داعي للف او الدوران... اجيبي عن السؤال بدقه.
تغلق لارا عينيها وهي تخفض راسها بثقة قائلاً بابتسامه غامضه على شفتيها: من شخص اسمهُ كارلوس.
يظهر الارتباك على وجهه إيميلي وتقول بسرعة مع قليل من الانفعال: ولكن وصلتني اخبار تقول بأنكِ تريدين قتل الحاكم وتدبرين لذلك...
مرت لحظات صمت طويله لارا التي زادت ابتسامتها وهي تنظر نحو إيميلي بهدوء " هذا صحيح فالحاكم ايضاً يستحق القتل ولن اتردد ابداً في قتله اذا أتتني الفرصة" ثم تمزق الصمت بضحكة عالية وهي تقول: ولماذا افعل ذلك؟
ترد إيميلي بسرعة وقليل من الارتباك: لانهُ قتل صديقتكِ ... كارلا...
عاد الصمت من جديد ليسيطر على الغرفة ولكن هذه المرة اختفت ابتسامه لارا وهي تردد في نفسها " كارلا ... كارلا .." ثم تخفض رأسها بحزن وهي تتمنى لو لم تذكر إيميلي ذلك الاسم الذي لطالما اشتاقت اليه في وحشة دروبها السوداء و مهماتها التي تكاد تهلكها في كل مرة.
يقطع هذا الصمت صوت وسام الهادئ قائلاً بعد ان شعر بالارتياح: هذا يكفي الان.. حسناً يا لارا .. انتِ تعلمين بالتأكيد اني من حراس الحاكم ونائبة الاول ولولا مكانتكِ وتفوقكِ الملحوظ في العمل لما وصلتي الان الى مكتبي.
نظرت اليه بحده وعبوس مسيطر على ملامحها وسرعان ما فاجئها وسام بابتسامه هادئه وهو يكمل كلامهُ: حسناً مهمتكِ هي قطعه اثريه في احد كهوف الجبال الشاهقه .. احضريها إلي (ثم اعطاها سجلاً كان موضوعاً امامه على المكتب) هنا كل المعلومات التي تحتاجيها.
إيميلي التي لاحظت ابتسامة وسام نحو لارا شعرت بنيران الغيرة تلتهمها تمنت لو تذهب لارا الى المهمة ولا تعود بعدها ابداً.
خرجت لارا من مكتب وسام واغلقت الباب بهدوء ... التمعت عيناها بالدموع و كأنها ارادت ان تبكي ... ولكنها قد فطمت نفسها عن الدموع من زمن ... كانت تريد ان تثبت للعالم انها قادرة على ان تعتني بنفسها وحدها ...ذلك الانتقام الذي تريدهُ يوجد خلفهُ اسباب كثيرة.
__________________



رمضان اتى فافتحوا الأبواب.....