جامدة كجمود الصخور التي بلا حياة , جالسة تنظر بعيون لا ترى نحو أحواض الزهور , اختفى كل شيء حولها ببطء مخيف ولم تعد ترى سوى أشباح بيضاء و خيالات وبدأت تسمع أصواتا متداخلة تهمس أو تصرخ بعقلها , كل شيء كان كذبا خداع و زيف .. لكن هذا لم يعد يهم , كانت تحتاج لرعاية و حب حقيقي كأي طفلة سواءً أميرة , نبيلة أو فقيرة مهما تكن ..
الآن لا شيء يهم ..لقد توفي والديها الحقيقيان منذ زمن طويلة , هي كبرت كفاية لتدرك , بغض النظر عن كل تلك المصائب التي انهمرت فوق رأسها .. يجب أن تتماسك و أن تعرف أين موقعها الحقيقي و أن تعود إليه و تبقى فيه... و ... تستمر الحياة ببساطة...
وكأنما عادت بضربة على رأسها , سمعت صوت خطوات خافتة خلفها وكل شيء يعود للظهور وكأن ضباباً داكناً انقشع , حوض الأزهار و الحديقة , ظهر حولها الواقع ..
نهضت ببطء منتبه بجزع الى الدموع في عينيها لتمسحها بسرعة بكميها و تهدئ من انفاسها , توقف "أليكسس" على بعد أمتار خلفها, فعبس , كان يود لو يجلس بجانبها و يحاول تخفيف الأمر , لكن شعر بخطأ هذا.. و أنه لو جلس فسيزيد الأمور سوءاً فقط...!
همس من وراءها : لنعـد إلى الداخل.. الشمس قوية الآن..
التفتت نحوه مجيبة بحركة من رأسها غير واثقة من ثبات صوتها , ثم تبعته بهدوء , استراحت على الأريكة في الردهة و جاء من ظنته خادما لولا السلاح المعلق في حزام الرجل ممسكاً بصينية فضية عليها أطباق من الفطائر المحلاة بالعسل والعصير ..
وضعها أمامها على المنضدة الكبيرة و انحنى وغادر سريعا , بينما سلمها أليكسس كأس من الماء الموجود على منضدة في الركن . تراجع يدور ببطء واقفا حول الأرائك الفاخرة .. شربت القليل و هدأت , فقررت أن تتناول العصير من أجله ليهدأ.. فمشيته هكذا ببطء وهو ينقر بأصبعه على حزامه يدل على عقله شديد الانشغال والضغط... لم يلبث حتى جلس على نفس الاريكة التي كان يجلس عليها رفيقه ذا العيون المعدنية فجر اليوم...
كان مقابلا لها على بعد ثلاثة أمتار تقريبا , بدأ بهدوء : أأنت أفضل الآن ؟!
أومأت هامسة : أني أفضل أشكرك..
تنفس بعمق وعينيه تراقبنها بهدوء : يجب أن نذهب معاً لمكان ما , مملكة مورفيوس , الملك كرايسيس.. الآن , ولا يمكنني تركت بالطبع هنا وحدك.. ما رأيك إذن ؟!
كانت أنابيــلآ تنظر نحو الأطباق بصمت , هي تشعر بأنها لا تريد التحرك لأي مكان.. تفضل أن تغرق في الصمت بهدوء هذا أسهل..
تابع أليكسس بهمس وهو يشبك يديه معاً : أتمنى أن تثقي بي أنابيلآ , أجيبيني من فضلك؟!
تنفست وهي ترفع رأسها لتقابل عينيه الهادئتين , قالت بصوت خافت : آمم , لكن .. بصفتي ماذا أذهب إلى هناك ؟!.
هز أليكسس شعره الداكن و استغربت يبدو بأنه قد جهز أفكاراً وخطة كاملة , قال هامساً وهو ينظر بعيدا : هذا يعتمد على موافقتك , أنا لا أفكر بالخداع , لكن تغيير بسيط .. و أكرر أنه مجرد تغطية تعتمد عليك بالطبع إن اردتِ فسأمضي بها , أنك غير مضطرة لفعل أي شيء سيدتي .. فقط لم يكن هناك أي حل آخر...
قاطعته أنابيلآ بشك و همس : ماذا تعني ؟!.
_ آآآمم بصفتك .. خطيبتي...! , أنهم يعلمون بأنني قد خطبت , لكن لا يعرفوا بأمر الزفاف أو...
لا تصدق !!, هل سمعته جيداً , شهقت باستنكار وحده لقلب محطم : لا يمكنك فعل هذا بي !!! أليكسس !!!
هدئها رافعا يديه قليلا قائلا بضيق : آسف سامحيني , لكن هذه ليست خطبة حقيقية , أنني فقط أريدك بقربي بأمان , لا أريد أن أجازف بك أبدا مهما يكن , لا بتركك هنا أو بأخذك هناك بصفتك أنابيلآ كماندر اسمك الحقيقي !!. الملك كرآيسيس شديد بهذا الشأن و...
قاطعته وهي تقف بارتجاف وهو غير عالم بما فعله تواً : أليكسس , أنك تمضي بمجازفة بالفعل , يمكنني فعل أي شيء لك لكن... خطبة مزيفة ! هذه خدعة لو يعلمون...
نهض هو أيضا قائلا بجدية وهدوء : لن يعلم أحد , وأنا لن أفضح اسمك الحقيقي أنابيلآ ! , ستكونين بخطر شديد في طور التجهيزات السرية حتى والدي و الأقربين لا يعلمون بهذا.. يجب أن أنهي كل شيء بيدي .. كما أريدك أن تكوني هادئة حتى ذلك الوقت..
دموعها تهدد بالأنفجار مجدداً , تذهب إلى هناك بصفتها خطيبته التي سمعوا بها ولكن لا يعلمون من هي ؟! أليكسس غير معقول ! لما لا يبقيها هنا فقط..
وعدته قائلة بتوتر رهيب وهي تضم يديها : لا تخف علي هنا .. سأختبئ و احشر نفسي بأي مكان , لن يجدني أحد...
قاطعها بلطف وهو يتقدم خطوة : أني أريد وضع كل الموازين لتصب في مصلحة حمايتك, لا يجب أن تخافي بعد الآن بل أن تتشجعي !! .. أعدك بأنك لن تقابلي أي شخص هناك , سترتاحين فقط بمكان خاص بك , الرحلة ستكون أقل من نصف اليوم لأننا سنسرع ولن نتوقف .. سنمكث هناك ليلة و نغادر باليوم التالي..
قالت أنابيلآ بنبرة جزعة و هي تتحرك مبتعدة نحو الدرج : لا .. لا ! , أنا أرفض أنا آسفة...!
وقف أليكسس من خلفها قائلا بصوت جدي بارد : أنابيلآ !! يجب أن نوقف ذلك الوغد عن حده !. أنك لا تثقين بي قط.. أريد أن أكون شخصا تستندين عليه ..
توقفت على أول درجة وهي تلتفت تنظر إليه رغما عنها وقلبها ينزف ألما , بربك أليكسس , يمكنك أن تخرج بأي خطة غير هذه , الحب المطمور الصامت لا يسبب سوى عذاب يتلوه عذاب !. عليها أن تصبر أكثر قليلا فتصرفاتها تثير قلقه أكثر..
لكنه محق... يجب أن يوقف جنون ذلك الرجل , يجب أن تضع ثقتها بـ أليكسس هذه المرة حقاً.. لأنه لا يوجد أحد غيره يعرف بكل تفاصيل أحداثها , بعد ثوان من التردد.. همست بتوتر شديد :
_ حـ.. حـ... أنا... " لماذا قلبها يصرخ رافضا الزيف مجدداً , عليها أن تدوس على مشاعرها مجدداً , ولاحقا قد ترتاح.. ربما ..!
_ " أليكسس أنا ...حـ.. حسـ..ـناً.. سـ... سأذهب معك..." آوه أغمضت عينيها متألمة بشدة .. هل عليها أن تتحمل هذا أيضاً..
نظر نحوها قليلا بصمت ثم تقدم وهو يرفع يدها لشفتيه : سيكون لي الشرف العظيم أن أقاتل من أجلك , سيكون كل شيء على ما يرام .. أتمنى أن ترتاحي قليلا الآن..
نظرت في عينيه ذات اللون الؤلؤي السماوي و همت بقول شيء , لكن فتح باب المدخل ليدخل منه حارس و رجل آخر متوشح بالسواد .. قال الحارس و أليكسس يلتفت نحوهما : لقد عاد الرسول سموك.. أننا تحت أمرك الآن !.
قال الأمير : انتظرني في المكتب . سأهبط حالاً ..
رافقها حتى غرفتها ودعها بهدوء ثم قال : سنمضى قبيل الغروب بسرعة و سنصل قبل الشروق.. أو منتصف الليل ألا بأس بهذا ؟!.
أنكست رأسها مستسلمة : أجل..
بالنسبة إلى هذا... أرادت أن تتكلم عن المعركة التي يوشك على خوضها و أنها تود لو يكون كل شيء بسلام , لكنه دفع بها بلطف للداخل قائلا : ارتاحي جيدا أرجوك..
ثم غادر.. لم تقدر على النوم كثيراً مرت فقط ساعتين لتنهض كي تستحم و تبدل ثيابها قبل المغادرة , كانت الشمس لا تزال مشرقة بالأعلى .. تبقى بضع ساعات على الغروب , شاهدت معالم الجراح لم تختفي , داكنة غريبة اللون , ربما لم تعد تؤلم كثيراً , لكن وصمت أثاراً لن تحمى و ندوباً دائمة , ظهرها كتفيها و شيئا من ذراعها..
اغمضت عينيها بقوة بسرعة كي تختفي الصور المرعبة التي بدأت تتسلل من الماضي الغير بعيد...
ارتجفت يديها وهي تحاول ربط الخيوط في الخلف وتتنفس باضطراب و تقطع , أحست بأن هنالك أمر فضيع يقترب ببطء.. و قد يكون أليكسس يتجه نحو خطر رهيب يفترض أن تواجهه هي..! , الخوض في معركة .. ربما سيصاب أليكسس بمقتل أو...
_ " آآآآه " شهقت مرتعبة وهي تسمع صوت طرقات خفيفة على الباب , ظهر صوت أليكسس القلق :
_ أنابيلآ !! , أأنت بخير , هل أدخل..؟!
ارتجفت بشدة , وحاولت أن تربط الثوب بسرعة من الخلف لكن يديها ترتجفان بعنف ... قالت بتوتر واضح يكاد يخنقها :
_ لا ! ... أعني... أنا بخير.. أني اسـ.. استعد فقط...!
ظهر صوت أليكسس قلق : أنابيلآ أهناك مشكلة ما ؟!.
تراجعت بسرعة كي تنظر في المرآة لتصلح الرباط الأحمق وهي تقول : آ..آآ لا , كل شيء بخير.. آآآه !
تعثرت بمقعد صغير و وقعت أرضاً , هتف أليكسس بجزع : أني داخل...!!
فتح الباب بقوة مستلا سيفه وهو ينظر حوله بسرعة و يتحرك , قفزت أنابيلآ متعثرة وهي تضم نفسها بخجل وارتباك مميت :
_ آسفة لقد وقعت فقط.. أني أحاول آه... لا شيء أعني.. بخير..!!
حدق بها أليكسس بخوف أولاً ثم هدأ و وضع سيفه بغمده , همس بهدوء : يمكنني مساعدتك.. مالأمر؟!.
ردت بسرعة وهي تتراجع خطوة : هل تمزح معي ؟!.
قال بهدوء : يجب أن نذهب الآن , و ليس لدي خدم نساء هنا.. أنه فقط الرباط الخلفي , أليس كذلك ؟! يمكنني مساعدتك و أنا واقف أمامك أعدك..!
احمرت أنابيلآ خجلا وقلبها يكاد يتفجر , فبقيت صامتة جامدة وهو يقف أمامها تماما وذراعيه من فوق كتفيها يعقد لها الرباط بيدين ثابتتين , لا يعرف مالذي جعلها متوترة و جزعة إلى هذا الحد..! ولن يعرف قط قبل أن يصرح قلبها بكلمة من مكنوناته..!!
راحت نظرته فقط بالمصادفة نحو المرآة التي خلفها و التي عكست ..... خط بني ماثل للشفاء البطيء.. خط آخر يبدو أعمق و محمر قليلا لكنه يتماثل للألتئام... توسعت عينيه و هناك طرف ثالث و آخر رابع مختفيان من عند كتفيها إلى منتصف ظهرها.. ضاق بؤبؤ عينيه الأسود بسرعة و كأنه رأى شبح الموت...!
تجمدت يداه ! , لا يصدق... "ريموس" قال شيئا عن أنها مرهقة ومصابة ... لكن... هذه آثار... آثـار سياط.. اللعنة...!!! أنابيلآ الرقيقة كالبتلات ...ضربت بهذا... و كل هذا... و ربما غيره... كم مرة...! من جرؤ ...! من جرؤ ...! من...!
لاحظت أنابيلآ تجمده فانتفضت رغما عنها , اسرع أليكسس و ربطه بلا شد قوي , ثم تراجع عنها خطوات كثيرة و فمه نصف مفتوح.. نظرت نحوه الأميرة بقلق , مالأمر ؟.. تدارك نفسه و قال بصوت هامس بعيد وهو يغادر من الغرفة :
_ نحن بالأسفل متى ما انتهيتِ سوف نغادر...
تنفست مرات بعمق , لقد شحب وجهه فجأة . و انحنت كي تأخذ معطفها الطويل و كي تعقد شعرها و ترتدي حذائها , لكن فجأة جزعت وهي تسمع صوت تحطم زجاج ما بالأسفل... و صوت آخر , و شيء ما يسقط بقوة ..
شهقت برعب : نحن نتعرض لهجوم...!
خرجت من الغرفة بسرعة و توقفت عند درابزين الدرج وهي تطل على الردهة , لكن تحطمت التحف الثمينة و قلبت منضدة ما رأسا على عقب هي و الأدوات التي فوقها, بينما أليكسس يرتجف و يتنفس بسرعة و الغضب قد رسم على ملامحه ما رسم ! , كان يمسك به حارسيه الاثنين وهما يهدئانه بكلام لا تسمعه جيداً... بينما هنالك شخص ثالث واقف وبين يديه لفافة..!
وضعت يدها على فمها صدمة , أنه هو فقط... أهو بخير ؟! , أحدث أمر ما سيئاً ؟!, هل تلقى خبراً مفجعا...؟!
عادت بسرعة لترتدي حذائها و تضع معطفها , ثم نزلت إلى الاسفل بعد دقيقة و هي تتطلع باحثة عنه , لكن رأت أحد الحراسين واقف , نظر نحوها و انحنى باحترام , سألته بارتباك : أين هو سيدك ؟!.
رد بهدوء : أنه في المكتبة سيأتي قريباً , استريحي يا سيدتي , أترغبين بشرابٍ ما ؟!.
جلست بإنهاك غريب بسبب توترها , وقالت شاكرة و هي ترى الزجاج المحطم بعيداً : آه لا.. هل هو بخير؟!.
أجاب الحارس ببساطة : ينتابه الغضب كثيرا هذه الأيام , لكن هذا كان مفاجئا جداً...!
لم تبقى جالسة سوى ثوان حتى دلف أليكسس بعباءة رمادية تعكس مزاجه الغاضب والذي يخفيه جيداً أمامها لكنها تراه في عينيه اللتين تبدوان مشتعلتين بنيران زرقاء , من خلفه الرسول الذي يحاول التكلم عن شيء ما لكنه صمت لرؤيته أنابيلآ تقف بهدوء , اقترب منها الأمير سألا بهدوء وعينيه تنظران لمكان آخر :
_ أأنت مستعدة , هل كل شيء بخير ؟!.
احتارت به قليلا لكنها اجابت هامسة : آه أجل , مستعدة..
نظر نحو عينيها نظرة سريعة ثم قال يحدث الحارس : قرب الأحصنة حتى المدخل و زد عدد الحراس عشرة , أرسل أحد فرسان الطليعة ليقابل اللورد أولاً قبل وصولنا لأجل عبور الأراضي.. هو يعرف مكانه..
رد الحارس وهو يتحرك بسرعة : أمرك مولاي..
لكن الرسول همس من الخلف : لكن يا سيدي هذه الرسالة مستعجلة جدا من الملك.. لقد بدأ يهددك بالفعل !!
صرير أسنان أليكسس الحاد يكاد يصل خارج القصر وهو يزفر بحده قائلا : لدي ما هو أهم بكثير من تهديدات جوفاء !.
تفاجأت وهو يقبض على معصمها و يمشي بخطوات كبيرة سريعة وهي بالكاد تجاريه من شدة دهشتها , لحق بهم الرسول وهو يقول : يا سيدي أرجوك أنا طوع كلمتك , لكنك تعرف بأن الملك على فراش الموت !!
زجر أليكسس بحده ساخرة والأبواب تفتح أمامهم من الحراس : أنه لن يموت صدقني "وايترس" قبل أن يقبض على عنقي و يصرخ بوجهي .. هو فقط يتدلل ! لا تزعجني بأمره مجدداً ...!
كانت العربة الداكنة السوداء واقفة أمام الدرجات تماماً و الشمس توشك على المغيب و السماء محمرة , و هناك حولها ما يقارب عشرون فارساً على خيول داكنة مدججين بالسلاح ... فتح أليكسس الباب لـها وساعدها بهدوء على الصعود , ثم أشار بيده فانطلقت فرقة الفرسان من خمسة أمامهم بسرعة , صعد هو و الرسول و الحارس الذي أغلق الباب ثم وقف ممسكا بسيفه على عتبة العربة , أشار بيده فانطلقوا سريعاً ... و لحق بهم بقية الفرسان المسلحين..
بقيت أنابيلآ صامتة لا تدري بما تفكر أو تتحدث , كان الرسول أو المدعو "وايترس" عابسا يقلب لفافة صغيرة بين يديه و أليكسس جالس مقابلا لها يده على سيفه وهو ملتفتٌ الى الخارج بينما هي تجلس وحدها على المقعد الطويل المريح ..
مرت دقائق قبل أن يعود للنظر إلى الداخل , طرف بعينيه ناظراً نحوها برقة , ثم همس بينما هي ترمقه بتشكك خفيف :
_ ألا تزالين تشعرين بالتعب , يمكنك الراحة قليلا قبل أن نصل ؟!.
نظر نحوها "وايترس" وكأنه يراها أول مرة , لكنهم لا يسألون أبداً , ما دام سيدهم لم يتحدث بهذا الأمر , فلا شأن لهم , فقط أليكسس قال بهدوء لها : هذا مساعدي الثاني وايترس وهو رسولي السريع.. يتقصى بعض الأخبار لأجلي..
قال المساعد بهدوء واحترام للأميرة : مرحبا ,سيدتي..!
أومأت أنابيلآ مجيبة , بينما التفت نحوه الأمير قائلا : أريد منكم حماية الأميرة بكل قطرة دم تملكونها , لقد كلمتكم عن هذا من قبل.
أومأ المساعد قائلا بجدية : بالطبع, تماما يا مولاي كما تقول.
نظر الأمير من النافذة مجددا وهو يراقب الظلام يحل , همس: سندخل منطقة اللورد .. وبعدها بقليل حدود مملكة مورفيوس.. ثم ساعات بسيطة قبل أن نصل للقصر إن أسرعنا..
و مضى بعض الوقت و أليكسس يتهامس مع مساعده في بعض الأحيان , داهم الاميرة النعاس سريعاً مع حلول الظلام , نظر نحوها وهي تحك عينيها من التعب , امسك بيدها قائلا بهمس لطيف : يمكنك النوم قليلا أنابيلآ , هاك عباءتي..
_ لكن.. آه لستُ...
_ بلى , اهدئي... سنصل متأخرين و سيطلب منا الملك الراحة بالطبع..
قام بتغطيتها تماما وهي تتمدد لترتاح قليلا نائمة سريعاً لأنها لم تنل النوم الهانئ لفترة.. ظلت تسمع همساتهم الهادئة و العربة تسير بهدوء في طريق جيد لا تعرفه .. ربما هي أراض ذلك اللورد , صديقه المدعو.. ما كان اسمه...؟! الذي علم من تكون..
لم تمر بأي أحلام , كان كل شيء هادئ , شعرت بلمسه خفيفة و همسات لاسمها.. فتحت عينيها ببطء كان الظلام حالكا لكن هنالك مصابيح تضيء بلون ذهبي يرسل ظلال متحركة غريبة , كان الجو باردا بعض الشيء و هناك رياح تلعب تنذر بعاصفة ما.. |