عرض مشاركة واحدة
  #177  
قديم 09-05-2013, 10:21 PM
 
اسندها أليكسس إلى ذراعه وهي تفيق نفسها جيداً , رأت الكثير من الحراس في الخارج , ظل يلفها بعباءته وهي خارجة لترى حديقة كبيرة تحيطهم و أبواب القصر مفتوحة لأجلهم يقف عندها شخص ما , أشار بيده..
قادها بهدوء واضعا يده حول ظهرها بحذر وهو يهمس : ها نحن هنا بقصر الملك مورفيوس , أنه ليس القصر الرئيسي لأننا لسنا بقلب المملكة , لكن الملك موجود هنا حاليا و سيرانا..
همست له بتوتر : و.. سيسأل من أكون...
رد بهمس أيضا وهو يقرب رأسه منها كي لا يسمعه أي أحد : لقد اتفقنا على هذا أنابيلآ..
_ أ.. أجل..
_ سيكون كل شيء بخير , أنه أنا من يريد التحدث إليه..
أومأت ثم سألت : كم الوقت الآن...؟!
_ منتصف الليل تماماً .. أتشعرين بالبرد ؟! الأجواء هنا مضطربة..
_ أهلا بكم سيداي.. سعيدون جدا بقدومكم , نتعذر لكل هذه الحراسة قد تبدو مزعجة. لكنها ضرورية..
رفعت بصرها و ابتسم أليكسس وهو يرد التحية على "برآيس" عندما صعدا درجات المدخل معه : لا بأس أبداً , هل الملك جاهز أم فـ...
ولكن عندما دلفوا للردهة الأمامية الأولى , كان هنالك بالفعل يقف الملك "كرايسيس" و معه وزيره "زارو" وبعض المساعدين , لم يكن لباس الملك مبهرجا كما الوزير المتأنق , بل كان داكنا بعض الشيء عملياً .. رحب الملك به بحرارة وهو يتقدم منهم و يمد يديه
_ أليكسس ! ابني الذي لم احظى به !, حمداً لله على سلامتكم..!
صافحه أليكسس ضاحكا مبتسماً , و كم بدا الملك سعيد جدا به : أردت رؤيتك أيها الشاب منذ زمن بعيد ! هل كان يجب أن تحدث تلك الأمور المزعجة حتى أقابلك.. أنت ابن عاق !.
قال أليكسس ساخرا بنعومة : يكفيني أب واحد مولاي , كن عماً لي أرجوك..
ضاقت عيني الملك الزرقاوين الداكنتين بابتسامة حانية للغاية همس : آسف لما حدث لـ والدك , و... آآآه من هذه السيدة الفاتنة !
رد أليكسس بكل سهولة و بساطة لكن بصوت خافت كي لا يسمعه الوزير الواقف في الخلف : أنها خطيبتي , لن استطيع تركها خلفي بالقصر..
مد الملك "كرايسيس" كلا يديه نحو أنابيلآ وهو ينظر بحنو و رقة شديدين وابتسامة بينما هي متوترة صامتة جداً لا تقدر على فك شفتيها لتنطق بشيء..., همس لها بحنو : مرحبا يا بنتي هل انهكتك الرحلة إلى هنا , سامحينا و تقبلي سلامي..
لم تقدر سوى أن تبتسم بسعادة لفتها كالأجنحة لتحلق بها , كيف لا و أمامها كل هذه العذوبة و الدفء , لا شك بأن هذا الملك أب رائع !
وضعت يديها بين يديه ليضمهما معا و يقبل اصابعها الباردة قائلا برقة : آووه ربما أنت بعمر غاردينيا.. يجب أن ترتاحي , يجب أن ترتاحوا كثيرا و غدا أحب أن نتكلم عن كل شيء معاً..
ابتسم لهم مجدداً , ثم أشار إلى وزيره قائلا : زارو , خذ الضيوف إلى جناحهم الخاص , و تأكد من وجود كل شيء في خدمتهم.. لكن برآيس تعال معي..
كان برآيس و أليكسس يتبادلان النظرات ثم ذهب خلف الملك , بينما تقدم الوزير قائلا لـ أليكسس بكل برودٍ عملي : تفضل من هنا أيها الأمير..
ثم مشى بخيلاء وكأنه هو الحاكم أو سيد المكان ! , أشار أليكسس لـ حراسه و مساعده : هيا ألحقوا بنا.. أريد وجودكم أنتم..
تأبط ذراع أنابيلآ و ساروا معا يصعدون الدرجات الذهبية.. فكرت الأميرة بالذنب الكبير الذي ستحمله وهي تخادع ذلك الرجل الرائع , بالإضافة إلى الآلام التي ستزورها بسبب الزيف المؤلم اللا يحتمل.

في جناح آخر بعيد من القصر بنفس الوقت , فتح طرف من الباب لتظهر عيني زرقاوين كلون سماء الصباح تنظران بخلسة في الممر , لكن ذلك الحارس يغطي نصفه , خرجت الأميرة غاردينيا ببطء وهي برداء نوم طويل أزرق داكن , بينما قد قصعت شعرها الذهبي للخلف , التفت الحارس بهدوء نحوها و رفع حاجبيه دهشة وهو يقول :
_ أهلاً سيدتي أكل شيء بخير ؟!.
طرفت الأميرة بعينيها قليلا ثم سألته بهمس : كم الوقت الآن ؟!.
_ أنه منتصف الليل سعادتك , هل يؤلمك شيئا ما هل استدعي الخدم و الحكيم ؟!.
_ آووه لا أنا بخير تماماً .. فقط أريد أن أمشي قليلا..
مشت حتى خرجت من الممر لتجد بعض الحراس يقفون متفرقين , ضاق جبينها , مالذي يحدث ؟! , حراسة مكثفة داخل القصر .. نظرت من عند بداية الدرج الكبير , واتسعت عينيها وهي ترى الوزير "زآرو" يمشي في البهو الى الجانب الآخر ومعه خادم ما و حارسين , اختبأت بجانب تحفة ضخمة كي لا يلمحها , وظلت تراقبه حتى اختفى في الممرات الكبير التي تحيط البهو الكبير...
تنفست بعمق و أرادت السير , لكن صوتاً هادئا قال من خلفها : أكل شيء على ما يرآم يا سمو الأميرة ؟!
التفتت مرعوبة أولاً ثم ارتاحت لرؤيتها المستشار ينظر نحوها بدهشة قليلا و بيده لفافة كبيرة وكما يبدو كان على وشك النزول من الدرج لكنه رآها تتصرف بغرابة !!
قبل أن تجيب بأي شيء , همس هو بقلق : هل تشعرين بألم ما ؟!.
آوه , تنهدت , لقد اعتادوا عليها تستيقظ منتصف الليل متألمة متوجعة ولا تجعلهم ينامون إلا عند طلوع الفجر ! , ردت بهدوء وهي تعتدل واقفة و ترتب هندامها : آه لا أنا بخير جداً أشكرك , لكن ايقظني شيء ما , لا أدري مالذي يجري هنا ؟!.
أومأ بهدوء : لا بأس , عليك العودة للراحة , فقط الضيوف المتوقعين وصلوا قبل قليل , وهم في جناح الضيافة الآن ..
قالت بعيون متسعة : حقا ! , لهذا الحراسة مشددة ؟!.
لاحظت عبوسه وهو يجيب ببطء : أنها كذلك منذ يوم الأمس , كما أمر بهذا حضرة الوزير خاصة ليلاً كما قال بالمجلس , رغم أن المكان آمن هنا والحراس أقوياء و موثوق بهم لكن...
بتر جملته ليقول لها معتذراً : المهم الآن يجب أن تعودي للنوم و الراحة المكان هنا بارد قليلا, هيا تفضلي سيدتي سأصحبك لجناحك.
وفي جناح الضيافة , لم تستطع أنابيلآ النوم أيضاً , جلست على السرير الوثير في الغرفة المخصصة لها و هي تنصت إلى أصوات في الغرفة الأخرى , سمعت صوت أليكسس و مساعده "وايترس" و صوت ثالث لم تعرفه يتناقشون بأمرٍ ما ولكنها لم تفهم جيداً ما يقولون , لقد ألقى التحية إليها و ظن بأنها نائمة الآن ..
نهضت بهدوء لتقف بجانب الباب تماماً و استمعت , أحدهم غادر , و أغلق الباب ثم صمت ثقيل رن بالمكان..
بعدها همس أليكسس بصوت بارد : أنا أعرف ما تعنيه نظرتك هذه وايتر !. يستحيل أن أعود إليه الآن...
سمعت صوت المدعو وآيترس يقول بهدوء وجدية : يا سيدي أرجوك ! أنك لم تقرأ ما أرسل و جلالة الملك لا يمزح في حياته قط ! , أن لم تعد خلال يومين , فسوف تفقد مكانتك تماماً في السلطة كوريث ! كأمير ..!.
شعرت أنابيلآ بالصدمة تطرق في قمة رأسها , هل يعقل أن يفعل هذا الملك بـ ابنه ! .. لا مستحيل... هي قابلت الملك بالفعل , والذي قام... حسنا قام بعفل شنيع تجاهها !.. لكن أن هذه قسوة شديدة منه تجاه أليكسس...!
الذي سمعته يقول ساخراً بلا مبالاة : نعم بالطبع هو لم يمزح أبداً في حياته ! , لا تقلق عليه , سأعود لكن بعدما أفي بوعودي..
_ سيدي الأمير ! أنا قلق بشأنك أنت.. أرجوك أبعث برسالة إليه..
_ لن أفعل !.
سمعتهما يتحركان في الأرجاء , بينما المساعد يقول بقلق : ..وكذلك الملكة لا تعرف في أي حال أنت...!
_ ...قلت بأني لا أريد التواصل معهم هذه الفترة بأي شكل كان !, هلا استدعيت لي رئيس الحراس الآن , لدي أمور أهم للتحدث بها..!
سمعت همهمة المساعد الغير راضية وظله يتحرك للخروج , تنهدت بقلق و ضربات قلبها تعلو , لم تعرف بأن أليكسس عنيد بهذا الشكل الصلب !, و كأن أعصابه في جليد , عليه أن يطمئن أهله و أن يرسل إليهم على الأقل .. خاصة والده... تهديده مرعب و خطير و ذلك الشاب يتجاهله ! , آوووه الأمور لن تتحسن , بل أنها تمضي نحو الأسوأ ..!
عليها أن تقنعه بألا يقدم على المعركة ! و أن يعود لعائلته , وهي ... وهي ... أين ستكون ؟!. بحث بعقلها بحزن .. ما تريده الآن هو أن تعود إلى "ريموس" كي تنعم بحنان أبوه لم تره قط في حياتها.. لكن .. هذا سيكون خطراً عليه , و كما قال أليكسس , يجب أن تواجه الخطر لا الهرب منه .. يعني .. بأنها ستعود لرؤية ذلك الرجل... الذي حملت اسمه طويلاً كـ... أب لها..
و فجأة بدأت خطة أخرى تتشكل أمام عينيها , لكن يجب أن تتخلص من رقابه الأمير الصارمة أولاً..
أتى الفجر أخيراً , بعد ليلة طويلة و ثقيلة للغاية على الجميع ..
كان أول من استيقظ , الأميرة غاردينيا , وهي تستعد تماماً لملاقاة الضيوف , لكن قيل لها بأنهم في أمر عاجل لذا ستراهم لاحقاً و ربما بشكل غير رسمي , فعرفت بأن الضيوف هؤلاء مهما كانوا أنهم قدموا لأجل اجتماع طارئ أو مهمة عملية وليست زيارة ودية من أصدقاء قدامى هي لم تعرفهم...
قابلت "برآيس" للمصادفة وقبل أن تلقي بالتحية قال هو ضاحكاً : لقد بت الليلة هنا , صباحي جميل برؤية وجهك المشرق سيدتي , كيف كانت ليلتك !.
ضحكت غاردينيا قائلة بمرح : وأنا أيضا سعيدة برؤيتك أولاً , أني بخير جداً واشعر بالنشاط.. ترى هل الضيوف جميعا لدى الملك الآن ؟.
أجاب بلطف وهما يسيران عابران البهو : آممم , فقط الأمير و مساعديه , لكن الأميرة ستجلس الآن في الحديقة كما اخبرتني...
شهقت غاردينيا بصدمة : ماذا !! , لم يخبرني أحد بأن الأميرة مارسيلين هنا !!.. لماذا لم...
قاطعها بهدوء: كلا , آه ... أنها .. خطيبة الأمير أليكسس ميرديلاك.. ما رأيك أن تكملا إفطاركما معا في الخارج , الجو منعش جدا الآن ..!
أومأ لها معتذراً مبتسما وهو يدخل إلى الممر الرئيسي , التفتت هي ببطء تنظر من الشرفات الكبيرة المطلة على الحديقة..
...
كان أليكسس يشعر بالصداع وهو لم يغمض له جفن طوال الليالي الماضية , كان فقط يغفو غفوات خاطفة لا تتعدى كونها الدقائق , أخذ يدلك جبينه ورجاله من خلفه يتهامسون و يراجعون الأوامر و المخططات الخاصة بكتائبه التي يعد عدتها..
حتى صوت برآيس الرزين الهادئ كان مزعجا قليلا بالنسبة إليه , رد الأمير بعبوس : دعي أموري و مشاكلي جانباً لن أؤلم رأسي أكثر بها و أخبرني , الآن كيف يمكنني أن أدافع عن ذلك الأحمق دون أن أثير شكوك الملك..
زم المستشار شفتيه قائلا بهمس : أنت فقط أخلي ساحتك , و الهدف الآخر لنا محاولة معرفة من الذي يخبر الملك بتلك التفاهات , بعض المخطوطات و الرسائل المهمة بين الملك السابق و عائلة ليكسار مفقودة.. وهي مهمة للغاية لأثبات الكثير من الأمور...
رد الأمير بتكشير وهو يتأمل مجلس الاجتماعات الفارغ سوى منهم : اخبرني بأسمائهم مجدداً .. الذين سيكونون هنا بعد قليل..
_ أنه الوزير الأول زآرو جرآم , ونائب قائد الجيوش دوسر , و الملك بالطبع فقط...
قال أليكسس باستنكار : ماذا !, هؤلاء شبان صغار جدد.. أريد الوزراء القدامى ,الذي كانوا مع الملك السابق..
تنهد برآيس قائلا : آه ليت تعرف منذ زمن , لقد توفي الكثير , أنهم كبار في السن جداً , بقي فقط الوزير الثاني السابق وهو مريض جداً و تقريبا غائب عن الوعي لدى عائلته بمدينة أخرى , بالأضافة أنا أيضا جديد هنا..
همس أليكسس بجدية : لكن .. السيد مورفيوس كآسيل , عمك , كان رئيسا للآرشيف الملكي السري , برآيس , لماذا غادر؟.
نظر برآيس حوله وهمس بعبوس : لقد... اختلف مع الملك..! , منذ أن جاء زآرو هذا و الملك قام بالكثير من التغييرات , لكني بصعوبة حرصت ألا يغير الكثير من الحراس !. أنت تعلم ما يعني هذا...
زفر أليكسس بعبوس وهو يهمس : لدينا الكثير من العمل هنا إذن...!
_ دع هذا لي , أنا سأكشف الستار عن كل الخونة المخادعين , لكن الآن لنكون الحلفاء الأخلص بالنسبة للملك..!
وبعد لحظات قصيرة , فتحت أبواب القاعة الخاصة , ليدلف الملك و معه وزيريه و الحراس , قال بابتسامة مرسومة عذبة :
_ لقد استيقظت باكراً أليكسس , كنت أتمنى أن نتناول الإفطار معاً . برآيس هنا أيضاً..
أومأ برآيس باحترام بينما الأمير يحيي الملك بلباقة مبادلاً الابتسام : بالطبع , فأنا هنا لأجلك سيدي و في خدمتك..
اتخذوا مجالسهم , والمستشار يجلس بالجانب الآخر للأمير , والمقعد الآخر يستحله المساعد الثاني الهادئ المستعد , بدأ الملك بهدوء بينما وزراءه يمسكون بمخططات وكتابات لا شك بأنها تقارير عن أفعال ومعارك النبيل الغاضب الذي لا يعرفون مقره الحقيقي و حجم قواته !. بدأ الملك بهدوء : اعتذر عن عدم القدرة لمقابلة والدك , قيل بأن صحته سيئة هذه الأيام..
أجاب أليكسس بلا اكتراث وملل من تكرار هذا الموضوع : آه أجل قليلاً , لكنه سيتحسن .. لا بأس عليه.
قال الوزير زآرو بهدوء بارد : حسنا يا سادة هلا نبدأ اجتماعنا , نحن هنا نتساءل سمو أمير ميرديلاك عن صحة وجود اللورد ليكسار الملقب باللورد الأسود في قاعدة خاصة به داخل أراضي مملكتكم .
نظروا جميعاً نحو أليكسس الذي وضع قبضته أسفل عنقه وهو يجيب بكل هدوء وثقة : قاعدة خاصة ؟!. أسأت التعبير, اللورد ليسكار يمتلك بالفعل أراضٍ واسعة من مملكتي و قصور , وهناك بعض المدن تحت تحكمه وسكانها يعتبرونه حاكماً لهم..
ضاق جبين برآيس وهو يرمق الأمير , بينما ظهرت الدهشة الخفيفة على ملامح الملك , لكن الضيق الشديد بدا في الوزيرين , تحدث نائب القادة ببرود وعينين قادحتين مترقبتين : أتقصد بأنه يملك تحكما كبيراً , وهنالك جيوش كثيرة تحت سيطرته..!
رد أليكسس بملل بارد : آووه , بالطبع هو لورد وريث لورد , إن لم يكن دوقاً مقرباً لدى ملك منذ زمن غابر , هذه السلالات لا تندثر بسهولة يا أسيادي ..
تدخل برآيس بهدوء بسبب أليكسس الذي بدأ يبعث التوتر و القلق بدل أن يبرئ نفسه عن علاقته بـ دآيمند ليكسار ها هو يتحدث عنه بأمور جدية و كأنه يثبت معرفته العميقة به : لقد قمنا بأبحاث كثيرة سمو الأمير, لكن لم يتبين شيء عن مكانه الحقيقي... السؤال هو هل تعلمون بتحركاته في أراضيكم , وهل اجتمع بكم من قبل في فترة شهرين أو ثلاثة أشهر ؟!.
لولا وجود الملك و الوزراء لقهقه أليكسس ضاحكاً , لكنه أجاب بجدية باردة : كلا , في الواقع لم نعلم بوجوده , الأسر النبيلة تحدث بها الكثير من الأمور , ليكسار لم يكونوا مقربين من والدي , لكننا سمعنا بهم بالطبع..
سأل زآرو فجأة : .. ولكن مؤكد بأنه يستحل أراضٍ من مملكتكم , كم تكون مساحاتها ؟! و هل لـ....
قاطعه أليكسس بجمود شديد في نظرته : أنهم لم يستحلوا شيئا , هي أراضٍ موروثة ونحن لا نحب الاختلاف مع النبلاء ما داموا يعودون و يلتزمون بأحكام وأوامر الملك , ما عدا هذا , نحن لا نتدخل بأمورهم إلا في حالة كونهم خطراً على حلفائنا !.
أومأ الملك قائلا بهدوء و الوزير يغلق فمه : بالطبع .. لكننا هنا لأجل أمر خاص و وضع خطير , نتكلم عن وريث ليكسار , لقد جرؤ على فعل الكثير من الأمور الشنيعة أنه يدعي امتلاك أراضٍ هنا و قصور , لقد بدأ في قتالي ومخالفة أوامري .. كما أنه لا توجد اثباتات على امتلاكه الكثير..
قال أليكسس موافقاً ببطء : لم أكن أعلم هذا في البداية , لكن ذلك غريب جداً , عائلة نبيلة ذات مكانة ضخمة كـ ليكسار ولم تجدوا أي اثبات على أراضيهم التي هنا.. يجب أن نحقق بالأمر جلالتك , لأننا لا نريد الخسائر..
لكن من رد هو نائب القادة : لكن ذلك خارج عن السيطرة الآن , أنه يخطط للقتال , و بالفعل لا يوجد أي اثباتات لأملاكهم هنا , لقد كان زمناً طويلاً و ذلك الوريث كما تقول لم يكن موجوداً في فترة طويلة سابقة , نحن لا نعرف مالذي حدث أو مهما كانت ظروفهم , لقد خرج عن حكمنا و بدأ بالقتال ولا بد أن نوقفه عند حده و لا بد أن يحترم حكم الملك ولو بالقوة..
_ ألم يتحدث أبداً سابقاً بأي شأن , قبل القتال ؟! . سأل أليكسس بعبوس , هذا غير صحيح , مؤكد بأن دآيمند قابل الملك... كما أن القوة ضد دآيمند لن تنفع أبداً !.
صمت عم المكان قليلا بعد سؤال الأمير, ثم تحدث الوزير زآرو ببرود : لقد أرسل نائباً له قبل ثلاثة أشهر تقريباً , ومعه الرسالة المختومة بختمه الخاص , كان متعالٍ جداً على المجلس الملكي و جلالة الملك أيضاً , لقد طالب بـ التاج و أراضي في الشرق يتوسطها قصر الحجر الأبيض... ثم قام بأرسال بعض الرسائل التي يطالب بها أشياء أخرى , مفاتيح برج أو ما شابه ! , أنه فقط يدعي و يتلاعب باحثا عن القتال و الاساءة إلى حكم الملك.. بعد كل ما فعله لن ينفع سوى القتال !
كانوا ينظرون نحو أليكسس بهدوء لكن الملك كان ينظر جانباً بعبوس شديد , زفر أليكسس و قال بجدية :
_ بالطبع , و مالذي يمكنني فعله لأجل جلالتكم ؟!.
لكن نائب القادة هو من أجاب بانفعال حاد : يجب أن نوحد قوانا ! , نريد أن نعرف مركزه الذي بأراضيكم , ثم سنقضي عليه بمكانه !.
لكن الملك قال بهدوء وهو يرفع يده عالياً : رغم تطاوله على الحكم هنا , لكن لا يمكنني غفر فعلته تلك.. و إلى حين ذلك الوقت أود منك الحذر و التعاون معنا أليكسس ميردلايك.. كما أني لا أريد أن أورطك بهذا , قد يكون هذا خطراً عليك و على المملكة ..
ثم نهض الملك واقفاً فجأة فوقفوا جميعاً و أكمل ببرود : يجب أن يقف عند حده ,و ألا يعتدي أكثر من ذلك.
أومأ أليكسس قائلا : بالطبع مولاي , أنا رهن أشارتك ..
هدأ الملك قليلا ثم قال بابتسامة شاحبة : و الآن أفضل أن نحتفل بك...!