ما هي اسباب الزهايمر المبكر؟
في الغالب يكون مرض الزهايمر المبكر دارجا لدى عائلات معينة. حيث أن الكثير من الناس الذين يعانون من اعراض الزهايمر المبكر يكون أحد والديهم أو أجدادهم قد أصيب بمرض الزهايمر في سن مبكرة. كما أن نسبة كبيرة من حالات مرض الزهايمر المبكر ترتبط بوجود ثلاثة أنواع محددة من الجينات الوراثية.
إن هذه الجينات الثلاثة تختلف عن الجين المعروف بإسم APOE، و هو الجين الذي يمكن أن يزيد من خطر الاصابة بمرض الزهايمر بشكل عام. إن المسار الوراثي أو الاسباب الوراثية للإصابة بمرض الزهايمر المبكر تعتبر أقوى بكثير من تلك في حالات مرض الزهايمر المتأخر أو الاعتيادي، أي أن الأسباب الوراثية تلعب دورا أقوى في الإصابة بمرض الزهايمر المبكر. إذا هناك طفرة جينية في إحدى هذه الجينات الثلاثة التي تعرف بأسماء (APP) أو (PSEN 1) أو (PSEN 2)، فإن احتمال ظهور اعراض الزهايمر المبكر قبل سن ال65 عاما يصبح كبيرا.
إذا كان مرض الزهايمر المبكر يظهر في عائلتي، هل يجب أن أقوم بعمل الفحوصات الخاصة به؟
في الواقع يعتبر ذلك قرارا شخصيا يمكنك أن تقرره بناء على رغبتك. كما أن أي شخص يرغب بعمل هذه الفحوصات يجب أن يسعى للحصول على استشارة وراثية قبل الشروع بها، و ذلك لتقييم الايجابيات و السلبيات لهذه الفحوصات. فعلى سبيل المثال، قد يكون من المفيد أن تعرف كيف يمكن أن تؤثر النتائج الايجابية للفحص (نتائج ايجابية تعني وجود الجينات التي تزيد احتمال الاصابة بمرض الزهايمر المبكر لديك) على أهليتك في الحصول على برامج الرعاية على المدى الطويل، و برامج التأمين ضد الإعاقة و برامج التأمين على الحياة. و من ناحية أخرى، إذا كنت تعرف أنك تحمل أحد أنواع جينات الزهايمر المبكر، فإنك قد تكون قادرا على اتخاذ الخطوات الاحتياطية اللازمة حتى تتمكن أنت و من تحب من مواجهة تبعات هذا المرض إن تتطور في مرحلة مبكرة.
كيف يتم تشخيص اعراض الزهايمر المبكر؟
إن تشخيص حالة الزهايمر المبكر لا تختلف عن تشخيص الحالة المتأخرة من مرض الزهايمر. و بسبب عدم وجود فحص طبي خاص بمرض الزهايمر، فإن الهدف من الفحوصات الطبية التي يقوم بها الأطباء في الأساس هو استبعاد جميع الأسباب الأخرى التي يمكن أن تسبب اعراض الزهايمر المبكر. إن الطريقة الوحيدة لتشخيص مرض الزهايمر بشكل قطعي هي القيام بدراسة أنسجة الدماغ بعد الوفاة.
إن الفحوصات التي قد يقوم بها الطبيب في العادة لتشخيص مرض الزهايمر لدى شخص معين تشمل ما يلي:
الفحوصات السريرية التي تشمل قياس ضغط الدم، و تقييم الرؤية و السمع.
التاريخ الطبي الذي يشمل وصفات الأدوية التي يتم تناولها حاليا و الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، هذا بالأضافة إلى وصف تفصيلي للأعراض المشتبه بها.
الفحوصات المخبرية التي تشمل فحص تحمل الغلوكوز، و فحص الغدة الدرقية، و فحص التعداد الكامل للدم. يهدف الطبيب من هذه الفحوصات إلى معرفة ما اذا كان هناك مرض آخر قد يكون مسؤولا عن الأعراض.
التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية للدماغ للبحث عن أي خثرات دموية أو أورام في الدماغ و التي قد تكون سببا في الأعراض.
الفحوصات العصبية النفسية التي يجريها الأطباء لتقييم مدى الانتباه و القدرة على التنسيق و الذاكرة و مهارات حل المشاكل. هذه الفحوصات توفر تقييما أكثر دقة للاعراض التي يعاني منها الشخص.
ما مدى أهمية الحصول على تشخيص دقيق لمرض الزهايمر المبكر؟
إن التشخيص الدقيق لاعراض الزهايمر المبكر يعتبر أمرا بالغ الأهمية حتى يتم وضع خطة محكمة و طويلة الأمد للتعامل مع هذه الحالة. إن ذلك يشمل القيام بشرح الحالة لصاحب العمل و ربما القيام بمهام أخف جهدا أو ترتيب برنامج للعمل يكون أكثر ملاءمة و تناسبا مع الحالة. أما بالنسبة للأسباب العائلية، فإن التشخيص الدقيق قد يكون أكثر أهمية. إن التشخيص الدقيق يعتبر أمرا أساسيا لمساعدة العائلة على الاستجابة و تفهم الحالة بصورة مناسبة و تقديم الدعم و التعاطف اللازم. و بالإضافة إلى ما سبق، فإن التشخيص الدقيق و التقييم الشامل يعمل على استبعاد حالات الخرف القابلة للعلاج و التي قد تتحسن مع طرق العلاج و تناول الأدوية.
المصدر:العلاج (مجلة طبية الكترونية)